زيارة بابا الفاتيكان إلى أميركا.. الاعتراف بالفضيحة
29 ربيع الثاني 1429
عبد الباقي خليفة

ليسوا وحدا ولا عشرة ولا عشرين ولا مائة ولا مائتين إنهم 4 آلاف كاهن وقسيس وكاردينال (في أميركا لوحدها) مرغوا أنف الكنيسة في التراب وجعلوا بابا الفاتيكان يشعر بالعار ويعلن ذلك على رؤوس الاشهاد ، بعد أن طفح السر خارج أسوار الكنائس (1) وقال بابا الفاتيكان للصحافيين الذين رافقوه أن الجرائم التي ارتكبها القساوسة ورجال الكنيسة جلبت المعاناة للكنيسة وله شخصيا، بل إن العار وليس المعاناة فحسب هو ما اضطر للاعتراف به بابا الفاتيكان في هذه القضية التي أصبحت حقيقة واقعة وليس مجرد اتهامات وتجني على الكنيسة، وقال بنيديكت السادس عشر أو رايسينجر اسمه الذي سمته به أمه "أنا أشعر من أعماقي بالعار".
لقد دفع الفاتيكان أكثر من ملياري دولار كتعويضات لأسر الضحايا من الأطفال الذين اعتدى عليهم القساوسة داخل الكنائس ،والتي حولوها إلى مواخير للاعتداء على براءة الطفولة.

اعترافات متأخرة:
لقد جاءت اعترافات بابا الفاتيكان متأخرة، وبعد موجة من الانكار والجحود، لكن الأدلة الطبية والقضائية وما نشرته بعض وسائل الاعلام الغربية رغم التعتيم الاعلامي الشديد حول هذه القضايا الحساسة دفعت بابا الفاتيكان للاعتراف بتلك الجرائم. ومما قاله في كاتدرائية، باتريك، بنيويورك "إن الاعتداءات الجنسية على الأطفال من قبل القساوسة داخل الكنيسة ( ممارسة فعل قوم لوط معهم ) سببت الآلام للضحايا ، وأساءت لسمعة الكنيسة "وقد تحدث عن القضية 4 مرات خلال زيارته الاخيرة للولايات المتحدة التي استغرقت 6 أيام، التقى فيها بآلاف الضحايا أو أسرهم، وقال إن " الكلمات عاجزة عن وصف الآلم والمعاناة التي عانوا منها بسبب هذه الاعتدءات". وأكد على أن تلك الجرائم والفضائح ، لم تلحق الضرربالضحايا فقط بل بسمعة الكنيسة ومكانتها في المجتمع الاميركي . و" الذي بات يشمئز من لمبادئ الاساسية للاخلاق المسيحية " ويا لها من اخلاق جسدها سدنتها أحسن تجسيد . أو بالتعبير العامي بروحه النقدي " ونعم الاخلاق " !!!
اعترافات بابا الفاتيكان وزيارته للولايات المتحدة الأميركية لم تنه القضية التي لم يستطع أن يخفيها بتخرصاته على الاسلام ، كما لم تستطع الرسوم المسيئة ولا أفلام الدبلجة ولا غيرها أن تغطي على تلك الفضائح . ويبدو أن الحملة المستمرة ضد الاسلام ، لا تهدف للتغطية على تلك الفضائح فحسب بل لمنع تحول النصارى إلى الاسلام بعد أن فقد الناس في الثقة في الكنيسة . والتي بعد أن كانت تحرق العلماء وتمنع نشر العلم في القرون الوسطى ،انزلقت إلى هوة لا اخلاقية سحيقة ،وهو الاعتداء على الأطفال وممارسة ساديتهم ومازوشيتهم الجنسية ضد الأطفال . أو بالتعبير الغربي بيدوفيل . وهو بودوفيل حقيقي باعتراف بابا الفاتيكان نفسه ،والاعتراف سيد الأدلة .ولم تكن الفضائح قديمة ، كما ذهب من لا يعلم ، بل هي جديدة ،وقد التقى بابا الفاتيكان بالضحايا وأسرهم . ولا تزال المحاكم الاميركية تنظر في الكثير من القضايا المستجدة حديثا .

اعترافات سابقة :
ولم يكن بابا الفاتيكان أول من يعترف بفضائح الكنيسة ،ففي شهر يوليو الماضي اعترف الفاتيكان بدفعه ملايين الدولارات كتعويضات عن الجرائم الجنسية التي اقترفها القساوسة والكرادلة النصارى وهو ما بثته وكالات الأنباء ووسائل الاعلام من بينها وكالة الأنباء الفرنسية. غير أن الأرقام المعلنة ليست هي الأرقام الحقيقية ، حيث يعتقد الكثيرون أن التعويضات هزت ميزانية الكنيسة هزا عنيفا، فالفضائح لا تقتصر على آلاف القساوسة في الامريكيتين ،وإنما تشمل مختلف دول العالم . وقال الكاردينال سيرجيو سيباستياني ،يوم الجمعة 6 يوليو الماضي أن نسبة التعويضات في الولايات المتحدة انخفضت ، ووصف أعلى رتبة دينية بعد بابا الفاتيكان ذلك الانخفاض النسبي في مستوى التعويضات المالية للجرئم الجنسية التي يقترفها رجال الدين النصراني ،ومن أعلى المستويات بالمؤشر " الايجابي والمشجع " وكأنه يتحدث عن محترفي إجرام أو أصحاب سوابق ( وهم فعلا كذلك ) من الناس العاديين ،وليسوا رؤوس الكنيسة والقييمين على أمور دين أتباعهم .وقد اعترف الكاردينال سيبيستياني بتلقي الوضع المالي للكنيسة ضربة موجعة رغم محاولته الايهام بانخفاض مستوى الجرائم الجنسية ضد الأطفال الأبرياء بين ( الزعماء الروحيين وقادة الفكر والدين النصراني ) .وخص الزعيم ( الروحي ) بالذكر رجال الدين النصراني في كل من أميركا وألمانيا وايطاليا .أما مستوى الإنخفاض المزعوم في مستوى التعويضات المالية لضحايا الجرائم الجنسية والحق العام وفق المصادر الفاتيكانية ، فهو 3،2 مليون دولار عام 2006 م بينما كانت في 2005 م 9,5 مليون دولار .ولم يذكر الكاردينال التعويضات التي قدمتها الكنيسة في عام 2007 م،أو بداية 2008 م مما أثار موجة من التكهنات بارتفاع المؤشر إلى مستوى قياسي،لا سيما وأن الفضائح لم تعد مقتصرة على الدول الاوروبية والاميركيتين فحسب بل طالت حضيرة الفاتيكان نفسه.وكان بابا الفاتيكان الاسبق قد طالب بتسديد التعويضات المالية التي كانت تسلط على القساوسة والكرادلة المتورطين في جرائم جنسية ضد الأطفال والفتيات الصغيرات داخل الكنائس ،حتى لا تبقى خالية من أمثال تلك الطينة العفنة من البشر ، حيث يساهمون في جمع الأموال من الدهماء والمغفلين .ويبدو أن ذلك ، وفق بعض التعليقات الصحافية ، أهم من إزاحة تلك الحشرات من مناصبها وتسليط أشد العقوبات عليها . وهذا ما يؤكد على أن القضية ليست سقطات للبعض وإن بلغوا الآلاف ،وإنما هناك خلل داخل الكنيسة والفاتيكان بالتحديد ، فالتساهل يعني أن الجميع في الهوى سواء .
داخل حظيرة الفاتيكان :
تدور بالقرب من الفاتيكان وداخل أروقته تحقيقات علنية وسرية حول تورط عدد من رجال الكنيسة في جرائم اعتداء واغتصاب جنسي .وقالت قناة راي 24 الايطالية في 3 أغسطس 2007 م أن التحقيقات بدأت قبل 6 أشهر ضد القس ، جاميلي ، المقرب من بابا الفاتيكان لنشاطاته التبشيرية . ورفض القس الحديث لوسائل الاعلام ، حيث تولى متحدث باسمه الرد على أسئلة الصحافيين . ويقف اليمين المتطرف إلى جانب القساوسة الشياطين ،كما وصفتهم بعض الصحف الأوروبية . الأمر الذي أعاد للاذهان تحالف الكنيسة مع الاقطاع في القرون الوسطى . فقد أعلن ممثلو يمين الوسط في ايطاليا عن تضامنهم مع القس جاميلي ! . أما العاملون في الجمعية التي يرأسها القس ، والذي بدأت الشرطة الايطالية التحقيق معه ،فقد رفضوا الادلاء بأي أحاديث مسجلة للصحافة .وكانت السلطات الايطالية قد أخفت نبأ التحقيقات عن الصحافة لمدة 6 أشهر كاملة . مما جعل البعض يتساءل عن سر التوقيت وما إذا كانت الشرطة قد توصلت إلى حقائق دامغة تدين القس ،الأمر الذي جعلها ترفع الغطاء عن هذه الجريمة .
ولا يواجه القس جاميلي تهمة واحدة بل هناك عدد كبير من الأشخاص الذين تقدموا بشكاوي ضده . وكان عدد من القساوسة من بينهم القس جاميلي قد افتتحوا جمعيات لاستقبال الفقراء والمهاجرين والمعوزين ولا سيما القصر منهم ، تحت لافتة العمل الانساني ، لكن ذلك كله كان يخفي خسة ولؤم من جعلوا العمل الانساني مطية لنزاوتهم الحيوانية والشيطانية . يذكر أن القس جاميلي لديه 267 فرعا لجمعيته تلك ،في جميع أنحاء العالم . الصحف الايطالية ولا سيما المستقلة أطلقت العنان لمراسليها وصحافييها للحديث عن تلك الجرائم ،ولا سيما التهم الموجهة للقس جاميلي ،ونشرت على ألسنة الضحايا ما يعف القلم عن ذكره...
من شب على جريمة شاب عليها :
وفي مدينة رييكا الكرواتية اعتقلت الشرطة يوم 23 يونيو 2007 كاردينالا يبلغ من العمر 63 عاما بعد ارتكابه لجريمة اغتصاب 5 أطفال تترواح أعمرهم بين 10 و12 سنة .وقالت شبكة ، فو نت ، الكرواتية أن الشرطة رفضت الافصاح عن هوية الكاريدنال ،وهي عادة تمارسها السلطات الاوروبية لا سيما في أوربا الشرقية . مما يدل على وجود تواطئ وتساهل أيضا من قبل السلطات مع مثل هؤلاء الوحوش . وفي 12 يوليو الماضي نشرت شبكة بي 92 الصربية مقالا تحدثت فيه عن اعتقالات جديدة في صفوف القساوسة السلوفينيين ،وهي الحالة الثالثة من نوعها أو وزنها خلال فترة قياسية ، لكن الادعاء العام لم يخف هذه المرة اسم المتهم وهو الكاردينال ، ألبين جنيداريتش ،والتهمة كالعادة اغتصاب أطفال داخل الكنيسة "أقنع عوائلهم بارسالهم إلى الكنيسة لتلقي البركات والتعرف على الرب ". حسب تخرصه . وقالت صحيفة ، دنيفنيك ، السلوفينية إن "الطفل في حالة خطيرة جدا ،وليس الضحية الأولى بل أن الكاردينال متهم بارتكاب جرائم بحق أطفال آخرين ".وكان القضاء السلوفيني قد أدان في وقت سابق عدد من القساوسة بجرئم إغتصاب ضد أطفال الكنائس ، منهم على سبيل الذكر لا الحصر كارل يوشتا ،وفرانك فراتار وقد تحدثنا عنه في مناسبة سابقة . وفي سنة 2001 م كشف تقرير صادر من الفاتيكان عن قيام الكثير من القساوسة والأساقفة في الكنائس الكاثوليكية بالاعتداء الجنسي على الراهبات واغتصابهن وإجبارهن على الإجهاض أوتناول حبوب منع الحمل.وذكر التقرير الذي نشرته صحيفة " لاريبيبليكا " الإيطالية الصادرة عن الفاتيكان الأربعاء 21 مارس 2001 أن هؤلاء القساوسة والأساقفة يستغلون سلطتهم الدينية التي يتمتعون بها في العديد من الدول، خاصة دول العالم النامي لممارسة الجنس مع الراهبات رغما عنهن، مشيرا إلى أنه تم الكشف عن العديد من حالات الاعتداء في 23 دولة، منها الولايات المتحدة، البرازيل، الفليبين، الهند وأيرلندا، وإيطاليا، بل وداخل الكنيسة الكاثوليكية (الفاتيكان) نفسها، بالإضافة إلى العديد من الدول الإفريقية!!.وأشار التقرير إلى أنه تم الكشف عن عدد لا حصر له من حالات الاعتداء الجنسي من جانب القساوسة، الذين يقومون بإجبار هؤلاء الراهبات،إما على تناول حبوب منع الحمل، أوالإجهاض لمنع الفضيحة.وقال التقرير: إن إحدى الراهبات الأم بكنيسة -لم يتم ذكر اسمها- أقرت بأن القساوسة في الكنيسة التي تعمل بها قاموا بالاعتداء على 29 من الراهبات الموجودات في الأسقفية، وعندما أثارت الراهبة هذا الأمر مع كبير أساقفة الكنسية، تم فصلها من وظيفتها.وفي كنيسة أخرى -وطبقا للتقرير- طالب القساوسة الموجودون بها، بتوفير راهبات للخدمات الجنسية!!.وأشار التقرير إلى أنه وبعد اكتشاف مثل تلك الحالات فإنه يتم إرسال القساوسة المسئولين عن تلك الاعتداءات، إما للدراسة خارج الدولة أو إرسالهم لكنيسة أخرى لفترة قصيرة. أما الراهبات -اللاتي يخشين العودة إلى منازلهن- فيتم إجبارهن على ترك الكنيسة، ويتحولن في أغلب الأحيان إلى عاهرات.وقال التقرير: إن الفاتيكان يراقب الموقف، إلا أنه لم يتخذ حتى الآن أي رد فعل مباشر.يذكر أنه كان قد تم الكشف منذ عدة شهور عن وجود شبكة كبيرة من القساوسة ورجال الدين في الفاتيكان في مناصب مختلفة يمارسون العادات الجنسية الشاذة، ويعيشون في حالة من الرعب، خوفًا من كشف أمرهم .

الاسلاموفوبيا والتحالف القذر مع اليمين :
لم تتوان الكنيسة في الشرق والغرب عن الانخراط في العمل الاستخباراتي وايذاء الناس بنشر أسرارهم وتسليمها للاستخبارات سواء كانت قمعية شمولية كالستار الحديدي واستخبارات أوربا الشرقية . أو قوات الاحتلال الغازية الغاشمة في القديم والحديث ،وهو ما سجلته كتب التاريخ الحديث والافلام الوثائقية في الغرب ، وما تنضح به مجريات الأحداث اليومية في وقتنا الراهن ،وهو ما يحتاج لمعالجة خاصة.ففي تسعينات القرن الماضي،وبداية الألفية الجديدة بدأت وزارات الخارجية الغربية،والاستخبارات الدولية تنشر وثائقها القديمة التي تثبت تورط الكنيسة في العمل الاستخباراتي ،وخدمة الاستبداد والاحتلال على حد سواء ، بل أن بعض المنتسبين للكنائس شرقيها وغربييها اعترفو على شبكة الانترنت وفي أثناء تعبيرهم عن تعصبهم ضد المسلمين ، بأنهم شاركوا مشاركة فعالة في نشر الاسلاموفوبيا بين الغربيين . وإن كانت الكنيسة في حربها ضد المعسكر الشرقي ،أوعمالتها له حيث كانت عميلا مزدوجا في كثير من الأحيان ، متخفية و مستترة ،ولم يعلم أحد بأدوارها الخطيرة إلا بعد عقود رفعت فيها السرية عن ذلك الدور ، فإن الحرب التي تشارك فيها ضد الاسلام أو ما يسمى بالاسلاموفيا معلنة ،وبشكل سافر ومعاد إلى أقصى الحدود . وإلا ماذا يعني وقوف اليمين المتطرف في الغرب إلى جانب الكنيسة في محنتها الاخلاقية وجرائم قساوستها الجنسية ضد الأطفال الأبرياء والقصر من النساء .ففي البوسنة لوحدها تم الكشف عن أسماء 80 قسا كان عميلا للاستخبارات الشيوعية ،جميع أسمائهم مسجلة في الارشيف السري للاستخبارت اليوغسلافية السابقة في بلغراد ، وأعلن عنه في شهر مايو الماضي ،وفق ما ذكرته شبكة بي 92 الصربية.فالكنيسة لم تتحالف مع الامبريالية لاسقاط الاشتراكية بل عملت في صفوف الطرفين لصالح الطرفين ،وهي انتهازية ولا انسانية ،يستحيل تبريرها ،لا سيما في ظل طهورية مزيفة تحاول الكنيسة تقمصها .
إن أحد الأسباب التي تدفع الكنيسة للانخراط في الحرب ضد الاسلام ،واتهامه بمختلف التهم الباطلة كمناقضة العقل أو الارهاب ،ما هو إلا محاولة للتغطية على جرائم قساوستها الجنسية . إن التحالف بين الكنيسة واليمين المتطرف إلى درجة أصبح فيها الغرب أقرب إلى العصور الوسطى منه إلى القرن الواحد والعشرين فيما يتعلق بالحريات وحقوق الانسان وبالتحديد حقوق المسلمين . فبعد منع فرنسا للحجاب ، والرسوم الدنماركية المسيئة ، والاجراءات اللاإنسانية ضد المسلمين في أميركا ودول الغرب ،وهي اجراءات يقف وراءها اليمين ،جاء قول بابا الفاتيكان الذي زعم فيه أن الاسلام يتناقض مع العقل وأنه انتشر بالسيف . وقد نال ذلك القول المتهافت حضه من الرد والتسفيه من قبل علماء الأمة ومفكريها وكتابها وشبابها .
وفي 17 يوليو الماضي حذر زعيم حزب ( الأحرار ) النمساوي اليميني المتطرف هاينز كريستيان شتراخا من خطورة ما وصفه بـ "الأسلمة" في النمسا، ودعا إلى ضرورة اتخاذ كافة التدابير لمواجهة "هذا التحدي" على حدّ تعبيره. وأعرب شتراخا في بيان صحافي وزعه على وسائل الإعلام المحلية والدولية في حينه ،في إطار حملة جديدة وشرسة ضد المسلمين والأجانب،عن اعتقاده بأنه "ينبغي أن تبادر السلطات النمساوية المعنية إلى منع النساء المسلمات النمساويات أو غيرهن من ارتداء الحجاب في أماكن الخدمات المدنية ومؤسسات القطاع العام وكذلك في المدارس والجامعات في عموم النمسا ". وأعرب هاينز شتراخا الذي يتزعم كتلة حزب الأحرار اليميني المتطرف في البرلمان الاتحادي النمساوي وفي البرلمان المحلي في فيينا، أثناء الحملة التي ما زال يشنها ضد الإسلام والمسلمين والمسلمات سواء النمساويين منهم أو أبناء الجاليات العربية والإسلامية الذين يقيمون بطريقة مشروعة في النمسا، منذ انتخابه رئيساً لحزب الأحرار عام 2004، أن "لجوء السلطات النمساوية إلى منع ارتداء الحجاب الإسلامي يشكل خطوة مهمة لحماية الثقافة النمساوية من ناحية، ومساهمة عملية لتحرير الفتيات اللواتي يُجبرن على ممارسة ثقافية وتقاليد وعقيدة أهاليهم ومن بينها ارتداء الحجاب الإسلامي" وكان شتراخا وأعضاء مجلس قيادة حزب الأحرار نظموا حملة أوروبية خلال ربيع العام الماضي وتركزت حول مناهضة الأجانب، وذلك بالتعاون والتنسيق مع الأحزاب والمنظمات القومية والتيارات اليمينية المتطرفة. وقد تضمن برنامج الحملة طرح مذكرة على شكل استفتاء لجمع تواقيع المواطنين الأوروبيين المناهضين للإسلام والمسلمين والأجانب. ومن بين الشعارات التي ابتكرتها (الماكينة الانتخابية) في حزب الأحرار وبقية الأحزاب الأوروبية اليمينية، والتي استخدمتها على نطاق واسع خلال الحملة المناهضة للاجانب صورة لامرأة مسلمة وهي ترتدي حجاب غطى رأسها ووجها بالكامل باستثناء عينيها، وظهر تحتها عبارة "هل هذا هو مستقبلنا؟ النمساويون يقولون: لا ". كما تضمنت الحملة النمساوية الأوروبية المناهضة للأجانب بشكل عام والإسلام والمسلمين بشكل خاص، صورة أخرى تُمثل حزمةً من القش اليابس وهي تحترق (الهشيم)، في مظهر يرمز إلى احتجاج عنيف في مدينة عربية مجهولة الاسم ضد الحرب الدائرة في العراق، وظهر تحتها عبارة " الراديكاليون المسلمون يشكلون الخطر على حرياتنا وقيمنا الأوروبية "وكانت الحملة الإعلامية التي نظمها حزب الأحرار النمساوي وأنصاره بزعامة هاينز كريستيان شتراخا (35 عاماً) قبل وأثناء الانتخابات المحلية التي جرت في مقاطعة فيينا في خريف العام 2005، قد تركزت بشكل رئيسي على توجيه أقذع التهم والانتقادات إلى الإسلام والمسلمين وتركيا والأجانب، ومن بينها على سبيل المثال لا الحصر شعار "الوطن أو عضوية تركيا في الاتحاد الأوروبي"، و" لا لاسطنبول جديدة في فيينا ". يذكر أن حزب الأحرار قد فاز في تلك الانتخابات بـ 15 مقعداً من أصل 100، وحصل على ما يعادل 15 % من أصوات الناخبين. أما في الانتخابات البرلمانية الاتحادية التي جرت في النمسا في أوائل شهر أكتوبر 2006، فقد فاز حزب الأحرار بـ 21 مقعداً من أصل 183، أي ما يعادل 11 % من أصوات الناخبين، وحل بالمركز الرابع بعد الحزب الاشتراكي الديمقراطي (68 مقعداً) وحزب الشعب المحافظ (65 مقعداً) وحزب الخضر (21 مقعداً ) .
مقارنة بين تصور اليمين المتطرف والكنيسة :
وفي مقابلة نشرتها صحيفة لا ريبوبليكا الايطالية مع بطريارك البندقية، الكاردينال أنجلو سكولا، قال الأخير "كما ذكّر سكرتير البابا، إن اللقاء ( يقصد الحرب ) مع الإسلام يتصدر أعمال أجندة البابا بندكتس السادس عشر، وهو يُُعدُّ بالنسبة للكنيسة الكاثوليكية ولأوروبا،أهم قضية في القرن الحادي والعشرين" ويرى بطريرك البندقية "في كل البلدان الإسلامية، من مراكش وحتى اندونيسيا، هناك جدال قائم بين التطرف والانفتاح، مع تفاوت حدته بين بلد وآخر، حيث يتصرف البعض بتعصب بينما يسعى البعض الآخر إلى فصل البعد الديني عن ذلك المدني، لكنها عملية لم تتمكن من تثبيت أقدامها على مستوى شعبي" ففي الوقت الذي يتمنى فيه انتصار العلمنة في العالم الاسلامي يطالب هو وبابا الفاتيكان والكنيسة بإعطاء الصبغة النصرانية لأوربا والغرب . وأردف سكولا " لكنني أصر على أن هناك تنوع كبير في الأوضاع، ففي تركيا على سبيل المثال، لا ينفك عدد كبير من الناس من الانضمام إلى التيارات الصوفية، ذات السمة السلمية الحقيقية، والتي تمتلك عنصرا روحيا عميقا جدا " وعند سؤال البطريرك عمّا إذا كان هذا هو النوع من الإسلام الذي يمكن التحاور معه، أجاب "علينا أولا تجاوز مصطلح (الإسلام المعتدل) المبهم، أعتقد أنه بالواقعية يمكننا الحوار مع الجميع، فغالبا ما يتمثل هذا المصطلح بمفكرين ربما أمضوا فترة طويلة في الغرب، وقد يرى المسلمون أنهم لم يعودوا ينتمون إلى عالمهم، وأنهم يمثلون أنفسهم فقط" وتابع الكاردينال "من الطبيعي أن الحوار معهم مفيد جدا، فهم يقدمون لنا مساهمات ايجابية للغاية، لكننا لا نعتقد بوجود إسلام معتدل يقابل الإسلام الراديكالي" ويقصد الكاردينال العلمانيون واللادينيون من العرب وغير العرب المنتمين تاريخيا لعالم الاسلام . وبدا مراسل لاريبوبليكا جاهلا بحقائق الأوضاع في العالم الاسلامي وحقوق النصارى فيه عندما سأل سؤالا جهلوتيا حيث سأل مستنكرا "تقام الجوامع في كل أنحاء ايطاليا، بينما لا يسمح للمسيحي في بعض البلدان العربية حتى بالصلاة، أليس على الكنيسة المطالبة بالمثل؟!!! "أجاب بطريرك البندقية الذي تظاهر بالجهل أو هو كذلك "المطالبة بالحرية الدينية وإمكانية التعبير عنها في كل البلدان العربية هو أمر واجب، وهو يتطلب مشاركة على الصعيد السياسي العالمي أيضا،( ضغوط دولية ) لكن من الخطأ إخضاع الحوار لهذا الشرط " أما بخصوص الحقوق التي يطالب بها المسلمين، فقد قال البطريارك "إلى جانب واجب الحكومة في ضمان الأمن القومي، عليها التمييز جيدا بين الحقوق الأساسية والحقوق الأخرى أو التذرع بالحقوق" ضاربا عرض الحائط بالحقوق الانسانية ،عندما أشار إلى ما وصفه بالامن القومي الذي ترتكب باسمه جرائم ضد حقوق الانسان ، و يتهم باسمه أبرياء ويؤخذون بجريرة الآخرين أو البعض . وطالب بمنع تعدد الزوجات ، وعن رأيه بتعليم القرآن في المدارس قال الكاردينال "هناك حاجة أساسية من هذه الناحية ومن حيث أماكن العبادة أيضا، لكنني أود رؤية الجماعة التي تطالب بإنشائها، على الرغم من مطالبة المملكة العربية السعودية ببناء الجوامع في كل مكان" أي التشكيك في أهداف تعليم القرآن وتضمينه اتهاما مسبقا .وأختتم بطريرك البندقية حديثه بالتطرق إلى موضوع الحجاب، حيث قال "نفهم جميعا أنه من غير اللائق أن تخلق في أوربا، مظاهر اجتماعية تنافر ثقافتها وتاريخها، ووفق هذا المعيار تأتي نظرتي إلى الأمر"وهو نفس الموقف الذي يبديه اليمين المتطرف في أوربا . بقي القول أن الراهبات الكاثوليات يلبسن ما يشبه الحجاب الاسلامي ،وهناك راهبات من غير الكاثوليك تكاد لا تفرق بينها وبين المرأة المسلمة من أول وهلة ،ولكنه التعصب الأعمى الذي يبديه الفاتيكان واليمين المتطرف المتحالفان على الشروالاثم والعدوان ،ومصادرة حقوق المسلمين .وهي مقايضة غريبة ، تستوجيب تستر اليمين على فضائح الكنيسة مقابل دعم الكنيسة لتوجهات اليمين العنصرية واللاحضارية.
الفاتيكان يؤسس لحروب دينية جديدة :
منذ نهاية الحرب الباردة ، أعلن على نطاق واسع ومن أعلى هرم حلف شمال الاطلسي أن الاسلام هو العدو البديل للشيوعية .ويمكن وضع تسلسل زمني ومكاني لتلك لاعتداءات اللفظية والنفسية والحربية والاقتصادية وغيرها ، فاحتلال أفغانستان والعراق لم يكن نتيجة لاحداث 11 سبتمبر بل مبرر لها ،بينما الخطط كانت معدة سلفا كما هو معلوم . وتلتقي مصالح الفاتيكان مع مصالح اليمين المتطرف في أوربا ، والمحافظون الجدد في أميركا . فالفاتيكان يشعر باهتزاز مركزه بسبب الفضائح الجنسية وابتعاد الناس عن الكنيسة ،ومشاريع التنصير في عالم الفقراء وشراء الضمائر والأرواح بأكياس الارز والطحين ،نقص ممولوها ،وأصبحت الكنائس نفسها عرضة للبيع والشراء لا سيما في أوربا .وليس هناك من حل لاستعادة ما فقد إلا عن طريق التخويف من الاسلام ونشر الكراهية ضده في الغرب ، وذلك في مفارقة عجيبة بين الزعم الذي لا دليل عليه وهو الحب والمحبة وما ينسب للسيد المسيح عليه وعلى نبينا أفضل الصلاة وأزكى السلام " أحبوا أعداءكم ، باركو لاعنيكم ". فعندما نقارن ذلك بتصريحات سكرتير بابا الفاتيكان جورج غاينسفاين التي حذر فيها من أسلمة أوربا ، والتي قال فيها إن " القيم الإسلامية تهدد بأسلمة أوروبا "مع تحذيرت اليمين المتطرف ،لا يمكن أن نستخلص سوى أن الفاتيكان أعلن الحرب على الاسلام وبكل الاسلحة . وما قاله السكرتير غيورغ غينسفاين سكرتير البابا بندكتس السادس عشر هو تحذير الأوروبيين حسب زعمه مما وصفه ب " الوقوع ضحية السذاجة المتمثلة في تجاهل محاولات أسلمة أوروبا " وأضاف غينسفاين في مقابلة نشرتها صحيفة سوددويتشه تسايتونغ الألمانية، وتناقلتها وسائل الإعلام الإيطالية، يوم 27 يوليو الماضي أن "خطاب البابا العام الماضي في جامعة ريغنسبورغ كان ينطوي على نبؤة فهو يحمل في ثناياه الوسيلة لمجابهة السذاجة " في إشارة إلى المحاضرة التي ألقاها البابا راتسنغر والتي استشهد خلالها بجملة لإمبراطور البيزنطي لمثقف فارسي مسلم يقول فيها "ارني ما الجديد الذي جاء به محمد. لن تجد إلا أشياء شريرة وغير إنسانية مثل أمره بنشر الدين الذي كان يبشر به بحد السيف "واعتبر غينسفاين (51 عاماً) أن "مساعي نشر الإسلام في أوروبا لا يمكن نكرانها كما أن الاحترام المنافق لا يجب أن يحول الأنظار عن الخطر المحدق بالهوية الأوروبية ". قال غينسفاين أن "الإسلام يفتقر لمرجعية عليا وهو يضم في بوتقته العديد من التيارات المختلفة والتي تصل حد الصراع فيما بينها مثلما هو الحال مع المتطرفين الذين يستوحون مبادئهم من القرآن رافعين بنادقهم في ساحات الحرب" .
الحرب ضد الاسلام تكشف عن صراعات داخلية :
ومن بين الاعتداءات الصادرة مؤخرا وما أكثرها مطالبة رئيس حزب التحلف اليميني المعارض في ايطاليا جان فرانكو فيني يوم 30 يوليو الماضي بإلقاء خطب الجمعة بالايطالية ! وحول الجدل الذي ثار بشأن وجود الصليب في المؤسسات والمكاتب العامة ذكر أن "الصليب يجب أن يبقى لأنه يجسد هويتنا التاريخية والثقافية ". بينما يصنف هو وأمثاله المسلمين المطالبين بتجسيد الهوية الاسلامية في بلدانهم بالمتعصبين والمتطرفين . وقبل ذلك وتحديدا في 23 يوليو تجتمع عدد من جماعة سانت إيجيديو في حي تراستيفيري بروما، لما وصفوه بالصلاة لأجل مسيحيي الشرق، ولبنان بشكل خاص. اشترك في ( الصلاة ) ، وزير الخارجية والثقافة اللبناني طارق متري، إلى جانب مئات الأشخاص. تجدر الإشارة إلى أن جماعة سانت إيجيديو تأُسست عام 1968، وهي تنتشر اليوم في سبعين بلداً في العالم وتضم أكثر من خمسين ألف عضو . وهو ما يذكر المسلمين بالحروب الصليبية التي أقيمت على زعم اضطهاد نصارى الشرق .
بل إن الحرب مع الاسلام وحسب ما نستقيه من التاريخ غالبا ما أدت إلى كوارث داخلية بين الطوائف النصرانية ، وهو ما يسوق الفاتيكان العالم إليه من جديد ، حيث يزعم أن " الإيمانية المسيحية الوحيدة موجودة في الكنيسة الكاثوليكية، وبفضل بعض العناصر كالخلافة الرسولية، الكهنوت والافخارستيا، يمكن وصف تلك الشرقية بالكنائس أيضا، وليس الجماعات البروتستانتية، الناشئة عن حركة الإصلاح في القرن السادس عشر. فهذه الأخير لا تعترف بالخلافة الرسولية ولا بالرسامة الكهنوتية". إنها الرسالة القوية للوثيقة الكنسية التي صدرت يوم 10 يوليو 2007 م عن ( مجمع العقيدة والإيمان ) ، التابع للفاتيكان وعنوان الوثيقة هو "إجابة على تساؤلات حول بعض جوانب العقيدة الكاثوليكية"، وهي موقعة من قبل رئيس المجمع، الكاردينال ويليام ليفادا، والسكرتير المونسينيور أنجلو أماتو، وبتاريخ 29 يونيو، ذكرى الاحتفال بعيد القديسين بطرس وبولس، وهو تاريخ اختير عن قصد بالتأكيد يذكر في الوثيقة أنها قُرِأت وتم المصادقة عليها من قبل باباالفاتيكان الذي أمر بنشرها، وقد جاءت لتوضيح بعض جوانب النقاشات اللاهوتية التي وردت تأكيدا لدستور "نور الأمم" المنبثق عن المجمع الفاتيكاني الثاني 1962 / 1965 و يؤكد على أن"كنيسة المسيح تقوم في الكنيسة الكاثوليكية "نافية أن يكون هناك مجالا لكنائس أخرى، وهو افتراض تلغيه الوثيقة الجديدة بوضوح، وهي توضح فضلا عن هذا، نقطة أساسية أخرى، تتعلق بالمجمع الفاتيكاني الثاني، وهي أن المجمع الذي دعا إليه يوحنا الثالث والعشرين، لم تكن بنيته "تغيير العقيدة الكاثوليكية بل التعمق فيها "وقد سبق لـ راتسنغر عندما كان رئيس مجمع العقيدة والإيمان، أن أصدر وثيقة بعنوان "المسيح الرب"، أحدث أزمة في الحوار المسكوني بسبب تأكيدها على عدم إطلاق لفظة كنيسة على الجماعات البروتستانتية .
ولم يقف خلاف الفاتيكان مع الطوائف النصرانية الأخرى ولا سيما البروتستانت بل وصلت إلى حد الخلاف داخل الكنيسة الكاثوليكية ذاتها . فقد أصدر (مجمع العقيدة والإيمان ) التابع للفاتيكان في 14 مارس الماضي "بيانا توضيحيا" بخصوص كتابات الراهب اليسوعي الشهير جون سوبرينو، مع إشارة مباشرة إلى كتابيه "يسوع المسيح المحرر، قراءة تاريخية - لاهوتية ليسوع الناصري"، مدريد 1991، "يسوع المسيح من وجهة نظر الضحايا"، سان سلفادور 1999. وجاء في بيان المجمع أن هذه الكتابات تحتوي على أفكار "يمكن أن تضر بالمؤمنين بسبب خطأها وخطورتها". وأضاف البيان أن تلك "الأخطاء المنهجية أدت إلى نتائج لا تتوافق وعقيدة الكنيسة العتيقة بشأن مسائل مفصلية، مثل لاهوت يسوع المسيح، تجسد ابن الله، العلاقة بين يسوع وملكوت الله، وعيه الذاتي والقيمة الخلاصية لموته". ويهدف البيان، كما جاء في خاتمته، إلى تقديم "معيار آمن ومتجذر في عقيدة الكنيسة، لتقييم صحيح للمسائل المذكورة وشديدة الأهمية سواء من الناحية اللاهوتية أومن الناحية الراعوية". وذكر البيان أنه على المؤلف الأب سوبرينو أن يصحح ما جاء في كتاباته في أجل أقصاه شهران، وستبحث اللجنة المكلفة الأمر بعد ذلك لتقرر لاحقا "الإجراءات المناسبة". وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها التياران اللاهوتيان اللذان يمثلان المجالات الأكثر تجديدا وحيوية وهما "لاهوت التحرير" و"لاهوت الأديان" مشاكل مع المؤسسة التي من مهامها مراقبة ومعاقبة اللاهوتيين الكاثوليك. ويتوقع، إن لم يلتزم الأب سوربينو بما طلب منه، أن يحكم عليه بالصمت، أوعدم التدريس في الجامعات الحبرية، أو ربما حرمانه من مرتبته الكهنوتية. ولد جون سوبرينو في مدينة بلباو الباسكية في إسبانيا سنة 1938، وأصبح راهبا يسوعيا في سن 18 عاما. ارتبط بفكره وعمله بأميركا اللاتينية، حيث عاش ودرس في سان سلفادور، ونجا بأعجوبة من المجزرة التي قتل فيها ستة من الرهبان اليسوعيين في حرم الجامعة اليسوعية سنة 1989 .
أخيرا لقد كان حريا بالفاتيكان أن يصلح خرفانه الضالة وفق التعبير المنسوب للسيد المسيح واصفا بني اسرائيل .عوض البحث عن دور في حرب الاسلام والمسلمين وتضليل الناس .وكان حريا بالفاتيكان أيضا ،أن يكون أول من يعلم أن حرية التفكير في الاسلام وفق الضوابط الشرعية من أقوى الأسس وأكبر عوامل تفوقه وبقائه فليس في الاسلام اكليروس ولا بابوية تحجر التفكير وإنما مقاييس وضوابط ،وفي ذلك تكمن عظمة الاسلام .

* كاتب عربي مقيم في البلقان
( 1 ) وإننا لنشعر بالشفقة على بعض النصارى العرب ممن حاولوا أن يطمسوا الحقائق ويدافعوا بالباطل عن الكنيسة بعد نشرنا لمقالات سابقة .ولجوئهم للكذب على الاسلام والمسلمين وتزييف الحقائق على بعض المواقع . ونحن نقول لهم اخجلوا من أنفسكم . لقد خذلكم بابا الفاتيكان، فالرجاء الرد عليه وليس علينا .