20 ربيع الأول 1434

السؤال

فضيلة الشيخ ناصر العمر حفظه الله من كل مكروه .
مارأيكم في مايسمى بتجديد الخطاب الديني ....؟؟
نريد رؤية تأصيلية واضحة حول هذا الشيء...
بارك الله فيكم وفي علمكم وفي جهودكم ......

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذا ينبني على معرفة المراد من التجديد في الخطاب الديني: إن قصد به استخدام الأساليب البلاغية والمؤثرات اللغوية لإيصال الحقيقة، وعدم إملال المستمعين فهذا حسن، فمراعاة حال المستمعين والتنوع في أسلوب الخطاب يدل على مهارة المتحدث وتمكنه، بشرط ألا يكون على حساب المضمون ودلالة الألفاظ.
وأما إن أريد به تغيير المصطلحات الشرعية، والتنازل عن المسلَّمات والأصول المرعية (وأظن أن هذا هو المراد) فهذا لا يجوز، ويعتبر من الضعف وتحقيق رغبة الأعداء، وبخاصة أن أصل هذه الدعوة جاءت من الغرب لإذابة مفهوم الولاء والبراء، وإضعاف العداوة للكفار، ونشر ثقافة التسامح حتى مع المحاربين وإلغاء التميز والعلو والعزة للمسلمين، وهو ما يطرح كثيراً الآن في مصطلحات كثيرة مثل الحوار مع الآخر، والتعايش، وإلغاء الكراهية وغيرها وأنصح الأخ بقراءة وتدبر سورة الممتحنة والتوبة وغيرهما مع الرجوع إلى تفسير هذه السور والتضلع من كتب العقيدة وبخاصة أبواب الولاء والبراء، والحب والبغض والهجر، ونحوها.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.