30 جمادى الأول 1438

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
لا شك أن كل عبادة يتقرب بها المسلم لربه لا بد لها من شرطين حتى تقبل من صاحبها، الأول الإخلاص والثاني المتابعة، جعلني الله وإياكم ممن يتمسك بهما، كما قال تعالى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُوا لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا} في هذه الآية شرطا الإخلاص والمتابع، وأخرج البخاري ومسلم عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد"، وفي لفظ: "من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد". وقد جعل الإمام أحمد بن حنبل رحمه الله هذا الحديث من الأحاديث الثلاثة التي يدور عليها الإسلام.

سؤالي: قد أسلم الكثير والكثير في زمن النبوة من عرب وعجم، فهل كان النبي صلى الله عليه وسلم يأتي بهم أمام الناس في المجامع كأدبار الصلوات ونحوها ليشهروا إسلامهم، آمل الإفادة لا حرمكم الله الأجر.

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد:
فالإتيان بهؤلاء المسلمين الجدد ليشهروا إسلامهم أمام الناس إن كان القصد منه أنه لا يصح إسلامهم إلا بإشهاره وأن إسلامهم يتوقف على ذلك أو لأجل حصول البركة فهذا ابتداع لا أصل له في الشرع، وأما إن كان القصد تشجيع هؤلاء المسلمين وتثبيتهم أو تشجيع الناس على الدعوة أو تشجيع غيرهم على الدخول في الإسلام لما يرونه من عناية المسلمين بمن أسلم واهتمامهم به وفرحهم بدخوله الإسلام فهذه وسيلة من وسائل الدعوة والأصل فيها الجواز.
والله أعلم.
وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.