27 جمادى الأول 1439

السؤال

شيخنا: ما الحكمة من تقديم الشمس قبل القمر وتقديم النهار على الليل في سورة الشمس وفي سورة الليل قدم الله عزوجل الليل على النهار مع انه في سورة الشمس تقدم النهار؟؟

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده، وبعد.

فأما تقديم الشمس فهو كذلك في كل القرآن قدمت على القمر؛ لأنها الأصل والقمر انعكاس لها (فَمَحَوْنَا آيَةَ اللَّيْلِ وَجَعَلْنَا آيَةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً) (الإسراء: من الآية12). أما تقديم النهار فهو المتسق مع تقديم الشمس والسورة اسمها سورة (الشمس)، فالنهار يقابل تقديم الشمس والليل يقابل تأخير القمر. أما في سورة الليل فهو على الأصل ففي القرآن كله قدم الليل على النهار؛ لأنه سابق له ومتقدم عليه، إلا في مواضع لا بد من تقديم النهار كقوله: (وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ) بعد أن قدم الليل (يُولِجُ اللَّيْلَ فِي النَّهَارِ)، فلا يستقيم الكلام إلا أن يقول: (وَيُولِجُ النَّهَارَ فِي اللَّيْلِ). والله أعلم بالصواب، فهذا مجرد التماس وتدبر لا أجزم به ولا أقول على الله ما لا أعلم.

وصلى الله على سيدنا محمد وصحبه أجمعين.