أنت هنا

أللبهائية في بلاد الأزهر مكان؟!
7 ربيع الثاني 1429

الأحداث المؤسفة التي وقعت في مبنى نقابة الصحفيين المصرية ظهر الجمعة الماضية، والتي تسبب بها إصرار نقيب الصحفيين على السماح بعقد ندوة باسم "مصريون ضد التمييز الديني" والتي كان من المفترض أن يتصدرها قادة ونشطاء بهائيون وبحضور موازي لأقباط المهجر الموالين للغرب.
هذا الإصرار خلّف أزمة قوية بالنقابة المصرية المسماة بـ"قلعة الحريات" والتي تحرص على إبرازها لهذا التوجه من إفساح المجال لأطراف مختلفة بعرض وجهات نظرها عبر قاعات النقابة، وهو يشي في الوقت نفسه برغبة جامحة للشراذم الموالية لـ"إسرائيل" والولايات المتحدة الأمريكية باستغلال كل ثغرة تفتح باسم الحرية للنفاذ إلى تكسير وتفكيك عرى المجتمعات الإسلامية والعربية المحافظة، وتلويث هذه الكلمة الطيبة بجعلها معبراً لكل تجديف وهرطقة وبهتان وسب للأديان وتناول الخالق العلي سبحانه ورسوله صلى الله عليه وسلم والإسلام بما لا يليق وما لا يقبله الشعب المصري المسلم.
زمرة تتنادى بقوة إلى الوقوف في وجه الإسلام ودعم كل القوى الانفصالية والمرتبطة بقوة بأعدائه باتت اليوم تتمتع بجهوزية عالية وتكسب كل يوم أرضاً؛ فالأمر لا يقتصر على مجرد ندوة ضمت المئات رفضها الصحفيون ومنعوا نقيبهم من تمريرها عبر منبر نقابتهم، ما استدعى نقلها إلى محضنها الطبيعي/حزب التجمع العلماني المتطرف، بل هي خيط من نسيج واحد أريد له أن يحجب شمس الدين والقيم وأركان المجتمع المسلم في مصر وغيرها، وخطوة في طريق التفكيك عبر الأقليات لاسيما تلك غير الأصيلة والساكنة ضمن أطر الوطن أو التعايش الطبيعي المؤصل منذ ألف وأربعمائة عام، لا، بل تلك التي تنشط من عقالها جرياً وراء تحقيق أجندة غربية يفهم معالمها كل من يطلق بصره فيرى "بهاء الله" في عكا وفي حضن "إسرائيل" كقبلة معلنة للبهائية، وواشنطن كقبلة سياسية لأقباط المهجر الذين أقاموا هذه الزوبعة مؤخراً.
هي خطى وئيدة يخطوها الفريق المشبوه في غياب من يقظة مكافئة من أهل الحق وحماة الدين والأوطان، ومدعومة من قبل أطراف واضحة في عدوانها على الأمة الإسلامية بثوابتها ومحكماتها ودمائها وأعراضها، كالكيان الصهيوني الغاصب الذي أرسل مراسلي قناته الثانية "الإسرائيلية" لتركيب 8 قنوات لتغطية المؤتمر البهائي أو كمراسلي قناة O.T.V)) المملوكة لنجيب ساويرس الذين خفوا لتغطية المؤتمر المشبوه جنباً إلى جنب مع الصهاينة.
الأمر أعقد إذن من حركة مشبوهة تحركت في غفلة من أهل القيم والأخلاق، بل امتداد طبيعي لجهد يمضي سريعاً وبلا توقف وعلى محاور عديدة من أجل تفكيك مصر البلد المسلم العربي السني المتجانس الأكبر في المنطقة والذي يحمل تاريخاً يقلق كل عدو للإسلام والعروبة.. ويجهد كي يكون مفككاً ضعيفاً هزيلاً، منتهى طموح شعبه وسقف أولوياته ينتهي عند تخفيض أسعار الخبز!! فهل يتنادى أهل الحق لتصحيح المعادلة قبل أن يجرفهم التيار بطريقه؟