أنت هنا

يحاربون المساجد ونفتح لهم كنائس جديدة!!
1 ربيع الثاني 1429

الداء ينهك البدن في كل حال، غير أن الداء الخفي أشد خطرا وأفدح ضررا، لأنه يتسلل بصمت ليفاجئ المصاب على حين غرة، فقلما يجدي الطب حينئذ إلا أن يشاء الله عز وجل.
من هنا ينبغي لنا أن "نثني" على وقاحة المدعوة أليسون روف-الشخصية البارزة في المجمع الكنَسي البريطاني، عندما دَعَتْ يوم الأربعاء الماضي صراحة وبلا مواربة إلى منع بناء مزيد من المساجد في بريطانيا!! صحيح أنها تذرعت بحجة كاذبة لتبرير موقفها الحقود، وهي ادعاؤها أن البلدان الإسلامية تضطهد النصارى فيها، ولذلك يجب منع المسلمين في بلاد الإنجليز من بناء مساجد جديدة.
بالطبع لا يمكن لشخصية موتورة مثل أليسون لو سلّمنا جدلا بأكذوبتها، أن تدرك مدى جورها إذ تحمّل مسلمي بريطانيا مسؤولية ظلمنا المزعوم للنصاى، فهي لم تسمع في حياتها كلها ما يدنو من المبدأ الإسلامي الرائع:ولا تزر وازرة وزر أخرى.علما بأن المذكورة سبق أن عملت قاضية!!
ومع ذلك فهي أقل ضررا من أولئك القساوسة الذين لا يقلون ضغينة عنها لكنهم يصافحون المخدوعين من المسلمين بقفازات حريرية تُخفي مخالبهم الشرسة.
فأليسون وأمثالها لا يجدون غضاضة في طرح أحقادهم عارية بلا كلام معسول مخاتل.
ولو أن عملها في سلك "العدالة"-على اعوجاجها عندهم-منحها شيئا من مفاهيمه ومنطقه، لما ركبت هذا الركب الخشن البذيء، ولما اضطرت إلى تسويق باطلها بكذب صراح بواح.فهي –مكانا وزمانا-تعيش في قلب المستنقع الغربي الآسن، الذي لا يبث سوى الشتائم الرخيصة والافتراءات الوضيعة، على سيد الخلق صلى الله عليه وسلم، وعلى حقائق رسالته الخاتمة.
سواء أجاء ذلك في صورة رسوم حقيرة تنتشر من الدانمرك فتطرب لها أوربا الموتورة، أم عبر فيلم دجال يطلق سمومه التافهة من هولندا، أم من خلال تجديد حفلة الكراهية السابقة بتلميع إضافي للمنحط سلمان رشدي بمنحه لقب "فارس" فبئست الفروسية النذلة وضعف الطالب والمطلوب.
أَوَلم تسمع هذه الحاقدة بقرينها عضو البرلمان الهولندي الذي دعا إلى حظر القرآن الكريم، تعبيرا عما يسببه لهم الكتاب العزيز من هزيمة نكراء، لأنه يتحداهم بالرغم من ضعف المسلمين منذ قرون، وتفوق الغربيين بوسائل القتل والفتك الفظيعة، ونهبهم ثروات البشرية جمعاء؟.
وكيف لا يؤرق القرآن هؤلاء ويقض عليهم مضاجعهم، وهم يرون ألوفا مؤلفة من مواطنيهم"الأصليين" يدخلون في دين الله أفواجا.ولعل صرخة الوجع التي أطلقها الفاتيكان قبل أيام عن التفوق العددي على الكاثوليك في العالم، تأتي في سياق الفشل الذريع لحملات التنصير الهائلة، وما سبقه من انحسار واضح جدا لدور الكنيسة بين جمهورها أصلا.
أما شكواهم من الزيادة في أعداد المسلمين الوافدين إلى البلاد الغربية، فقد بلغت حدودا تشبه الوسواس القهري، ووصلت إلى تنظيم الطرد التعسفي بكل السبل المتاحة.
لكن مشكلتنا-نحن المسلمين-تكمن في حكومات بعض البلاد المسلمة، الذين يقدمون تنازلات للنصارى تلو التنازلات بصورة مفضوحة، إرضاء للغرب وتزلفا للفاتيكان، حتى إن بعضهم سمحوا لنصارى وافدين بإقامة كنائس مع أن أهل البلاد مسلمون بنسبة 100%!! وهذا المسلك المرفوض شرعيا والمنبوذ شعبيا، لا يكفي أليسون وأشباهها، لكي تكف عن الكذب والبهتان فلا تزعم أن الدول الإسلامية تضطهد النصارى..
فها هو القتيل يرضى و ليس يرضى القاتل.
إن علينا أن نصحو من غفلتنا لأن الحقد علينا هو الأصل عند هؤلاء، وقلة الحقد هي الاستثناء.
ونحن لا نعمم فهنالك منصفون وعقلاء في الغرب، لكنهم قلة مغلوبة على أمرها فلا صوت لهم، ما دام القرار في أيدي المهووسين الذين تنتخبهم الأكثرية المعبأة دينيا وإعلاميا بأباطيل وأكاذيب تعود إلى قرون وقرون، وتضاف إليها تشويهات جديدة بين فترة وأخرى لـاجيج نار الكراهية العمياء لدى العامة والدهماء الذين يصدقون زعاماتهم الدينية والسياسية، وهي زعامات لا تجد مثل كراهية الإسلام سلاحا لقيادة القطيع..