22 ربيع الأول 1429

السؤال

أنا فتاة محافظة على ديني ولله الحمد مشكلتي هي أن أسرتي عليها بعض الملاحظات والتقصير في الدين وأرغب بالزواج من رجل ملتزم محافظ على دينه، سؤالي هل من المفترض أن يكون الخاطب على علم بحال أسرتي؟
أنا في حيرة من هذا الأمر أخشى أن ينصرف الخاطب إن علم بهذا الأمر، وبالتالي لن يتقدم لي أحد، وأخشى
أن يكون في تسترنا عن هذا الأمر غش للخاطب.

أجاب عنها:
أسماء عبدالرازق

الجواب

الأخت الكريمة أسأل الله أن يتمم لك على خير، ولا يخفاك أن كثيراً من العائلات لا تخلو من مقصرين ومفرطين، غير أن التقصير والتفريط في أحوال كثيرة لا يتعدى أثره شأن صاحبه، ومثل هذا إن كان مستخفياً بذنبه فالواجب ستره مع بذل الجهد في إصلاحه والنصح له، والذي يظهر لي من سؤالك أن معصية أبيك هدانا الله وإياه وتاب علينا جميعاً من هذا النوع، وإلاّ لشاع عنه ما تذكرينه وذاع ولم يكن ليخفى شأنه على خطيبك، فإن الخاطب عادة ما يسأل ويتلمس أخبار من يزمع خطبتها وكذا أخبار أهلها.
ومن جهة أخرى فالأصل أن زيغ القريب لا ينبغي أن يحسب على قريبه، فكل نفس بما كسبت رهينة، كما أن الحرص على سنة رسول الله بالزواج ممن ترضين خلقه ودينه مطلوب منك.
فنصيحتي لك أن تستري على والدك مع استمرار النصح له، والدعاء له بالهداية، فكم من عاص لله أطاع إبليس حججاً كثيرة ثم تاب الله عليه فانتظم في سلك العباد وزمرة أهل الفضل والزهاد.
هذا واسألي الله أن يقدر لك الخير في جميع أمرك، واستخيريه في شأن زوجك، والله أسأل أن يكتب لك الخير حيث كان.
ودمت في رعاية الله وحفظه موفقة مسددة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.