أنت هنا

الإساءة الهولندية.. فصل جديد
4 ربيع الأول 1429

يقولون إنها حكومات متطرفة، أو "محافظون جدد" يتولون الهجوم على الإسلام.. يؤكدون أن القطاع العريض من الأوروبيين والغربيين عموماً لا يناصبون الإسلام عداءً وأننا بحاجة لإزالة المفاهيم السائدة عنهم بسبب "الإرهاب"، وأن حظوظ المتطرفين فيهم صغيرة إلى جانب القسم الأكبر من المتسامحين مع الأديان في أوروبا.
صحيح أننا معنيون بدعوة غير المسلمين، وبأن لا نسب الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدواً بغير علم، وفق ما نبهنا إليه كتابنا الحكيم، وصحيح أن الدعوة تستلزم صبراً وحلماً قد لا يطيقه أرباب السلاح والتفجيرات، لكن أليس من الواجب أن نرى المشهد على حقيقته دون مبالغة أو تهوين.. إنهم يكرهوننا.
نعم من كل قلوبهم يكرهوننا، ولو مددنا لهم ألف يد بالتحية والسلام؛ فأمس أظهر استطلاع أجرته مؤسسة (T.N.S) (N.I.B.O) الهولندية لحساب محطة (RTL) التلفزيونية أن 54% من الهولنديين يعتقدون بأن الفيلم المسيء للقرآن المزمع عرضه نهاية هذا الشهر في هولندة "يتعين عرضه"، رغم كون عرضه سيفضي إلى مقاطعة للسلع الهولندية من قبل الدول الإسلامية كتلك التي تعاني منها السلع الدنماركية في الدول الإسلامية بحسب ما يرى 68% شاركوا في الاستطلاع.

نحن أمام مجتمعات مادية، تحرص كثيراً على اقتصادها وقوته، ومع ذلك تضحي بجزء من ذلك من أجل عرض فيلم مسيء للقرآن، وعلى جانب آخر تضحي من أجل محاصرة منتجاتها في الدول العربية مثلما هو الحال في الدنمارك، وحين يجرى استطلاع يشي بأن هذا هو رغبة الشعب أو معظمه، لا بل وتزداد شعبية هذا الـ" جيرت فيلدرز" رئيس حزب الحرية اليميني المتطرف، حينما ينتج هذا الفيلم ويسعى لبثه في كل مكان.
الاتحاد الأوروبي أبدى استعداده لتأمين الجريمة؛ فعلى لسان عضو البرلمان الأوروبي جيانيى هانزبلاسخيرت، هدد بأن الاتحاد الأوروبي بحث اتخاذ "إجراءات قوية" خاصة للرد على الدول التي تندلع بها ما وصفها بـ "أعمال عنف" ضد البعثات الدبلوماسية أو السفارات الأوروبية بسبب الفيلم الذي أطلق عليه منتجه اسم "الفتنة"، وكذلك الدول التي تتخذ قرارات مقاطعة اقتصادية ضد هولندا أو أي دولة أوروبية.
أو "الدولة التي تتخذ قرارات مقاطعة".. !! لقد بدأوا يهددوننا يا سادة، وبلغت حرية الغرب الآثمة حد تهديد من يقاطع !! ومن لا يشتري!! حتى هذه الخصوصية، وحتى مجرد الغضب النفسي والمقاطعة الاقتصادية المشروعة والتي هي من آكد حقوق الشعوب بدت في عرف المجرمين جريمة.. ثم لا نقول إنهم لا يناصبوننا العداء ولا أن شعوبهم تمقتنا وتستكثر علينا إسلامنا والغضب له!!

لَعَمركم إنهم يكرهون الإسلام وقرآن الإسلام ونبي الإسلام، وتتلاقى أقوالهم وإن تخالفت رؤاهم حول هذا العداء، يجتمعون، ونتفرق.. ويتعاضدون ونتباغض.. ويتآمرون و"نتسامح"!!