أنت هنا

"عبثية"المقاومة أم أكذوبة "السلام"؟!
4 ربيع الأول 1429

بات لدى اليهود قدرة على الوقاحة المطلقة،تتناقض مع تاريخهم الحافل بصفحات الذلة والمسكنة،حتى إن أحد وزراء الكيان الصهيوني تبجح بتهديد أهل غزة بمحرقة(شواه)!
فهم يحظون بتأييد أعمى من كل القوى الصليبية في العالم،ولم يكونوا يحلمون بأن تنحدر ردود الفعل الرسمية عند العرب والمسلمين إلى حد الامتناع حتى عن إدانتهم لفظيا فقط،فكيف وقد انتقل الذين يفترض فيهم الذود عن شعب فلسطين الأبيّ،إلى تزوير الحاضر المفجع،وتحويل تل أبيب إلى جهة معتدى عليها،ما دامت صواريخ القسام في رأي رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس،تحمل وزر المذابح المنظمة التي تمارسها "الدويلة اليهودية" في حق أهل القطاع،بالإضافة إلى تجويعهم ومنع الدواء عن مرضاهم!!وهو موقف غير أخلاقي لأنه كذب بواح،يكذّبه حتى بعض الصهاينة،الذين يكرهون حماس وكل أنصار المقاومة،لكنهم يقرّون بأن صواريخ القسام وأشباهها هي نتيجة وليست سببا،في حين يسبقهم ذيول السلطة حين يقلبون الحقائق بتزييف الأدوار بين الجلاد المجرم والضحايا المعتدى عليهم منذ ستين عاما!!

فالعدو عند عباس وبطانته هي حركة حماس ،التي لا يكف عن استعداء سادته في الغرب عليها،بالرغم من أن هؤلاء السادة لا يحتاجون إلى بهلوانياته،فهم في الأصل نصّبوه وزبانيته لقهر كل نبض فلسطيني مقاوم،بمن في ذلك شرفاء كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح نفسها،لأنهم يأبون الاستجابة إلى إملاءات خارطة الطريق ومهازل اللجنة الرباعية الدولية!!
غير أن عباس يريد أن يستحث السادة على مؤازرته بعد أن فشلت المؤامرات والاغتيالات وتعذيب أئمة المساجد،في قهر روح الجهاد لدى الشعب الفلسطيني المؤمن،ولذلك لجأ إلى أكذوبة وجود تنظيم القاعدة في غزة،وأسطورة أن هذا الوجود المفترى تم بتواطؤ حمساوي!!
وأزلام السلطة يعلمون قبل سواهم حجم التنافر بين القاعدة وحماس،وهو تنافر معلن عبر رسائل صريحة لا غموض فيها.
وليسأل عبيد أوسلو أنفسهم عن السبب وراء استقالة قدورة فارس –وهو منهم أساسا-من لجنة المفاوضات مع العدو اليهودي،احتجاجا على سوء إدارة الفريق الفلسطيني المفاوض و"عدم مهنيته"!!فهذا من الفتحاويين السائرين في درب التسوية الاستسلامية،ومع ذلك لم يعد قادرا على مواصلة المهزلة الفظيعة لتصفية قضية فلسطين الكبرى.

وكذلك اجترأ بعض الوزراء في حكومة سلام فياض الاستسلامية على تقديم استقالاتهم،بعد صحوة ضمير،أو هربا من ازدراء شعبهم المجاهد الذي يدفع الثمن من دماء أبنائه،في حين لا تقدم له التسوية الكاذبة الخاطئة سوى جلادين أجراء يكملون ما عجز الجلاد الأصل عن القيام به!
وقل مثل ذلك عن تصدعات فتح الأخرى التي عبّرت عنها المهاترات الأخيرة مع حكَم بلعاوي،وقبلها مع هاني الحسن الرجل التاريخي في قيادة فتح،لمجرد أنه تحدث عن قناعاته التي خالفت"الكتاب المقدس"عند عصابة الدحلانيين،وركنه الأكبر:التحالف مع اليهود وأمريكا والعداء لكل فلسطيني شريف يرفض بيع القدس في مقابل دريهمات حقيرة في مصارف أجنبية!
وإذا كان مفهوما أن يسخط عباس ورهطه على أكثرية الفلسطينيين لأنها انحازت إلى طريق الكرامة المكلف لكنه المشرّف،فإن شعوره بالهوان سوف يتضاعف بعد أن كشف استطلاع للرأي في الكيان الصهيوني أن 64% من الصهاينة يؤيدون إجراء مفاوضات مع حركة حماس!!فمعنى ذلك أن سبيل المقاومة هو السبيل الوحيد لمفاوضات متكافئة،هذا لمن يظن بجوازها أو يتوهم جدواها أصلا.

من هنا اضطر الصهاينة إلى التكشير عن وقاحتهم ليتوعدوا شعب فلسطين وبخاصة في غزة الصامدة بمحرقة رهيبة،إدراكا منهم بعجز عباس وعصابة دحلان عن أداء المهمة الوحيدة التي كلفوهم بها.