16 صفر 1434

السؤال

أرجو أن يجيب على سؤالي الشيخ ناصر العمر وجزاكم الله خيرا، نظرا لأهمية السؤال:
هناك أمر أقلقني كثيراً ويتعلق الأمر بالكبر فقد قرأت أن الرسول صلى الله عليه وسلم قال: "لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر" و فقد علمت أيضا أنه على المؤمن أن يعتز بنفسه وشخصيته ويكون دائما واثقا في نفسه قوي الشخصية شجاعا.. وكنت أحرص على أن أكون دائما كذلك، أضعف كثيرًا ويصيبني هم وغم واضطراب شديد. لأن الأمر يتعلق بذرة و الذرة مثقال صغير جدًا، ويتعلق بالجنة يا شيخ.
فأخاف أن أكون في هذه الذرة من الكبر خاصة عندما أحرص على الثقة بنفسي والإعتزاز بنفسي وشخصيتي والقوة والشجاعة.
وجزاك الله خيرا

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين، وبعد:
فهذا سؤال مهم جداً؛ لأن الحديث صحيح وهو في مسلم برقم (91) والترمذي (1998).
وقد فسر النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة المراد بالكبر لما أشكل عليهم ذلك فقال: "الكبر بطر الحق وغمط الناس" فهو الكبر المؤدي إلى ردّ الحق كما يفعل كثير من الرؤساء والوجهاء والزعماء تكبراً، وهو غمط الناس واحتقارهم والشعور بالعلو عليهم وهذا داء عظيم وهو موجود فيمن يفتخر بنسبه أو جاهه أو ماله أو منصبه على من هو دونه، وهو كثير - والله المستعان-، فإذا سلمت من ذلك، وكانت شجاعتك على أعداء الله والمخالفين لشرعه، وثقتك بنفسك مستمدة مما أعطاك الله من علم ومواهب وقدرات مما تنتفع به أمتك دون أن يقع في قلبك علوّ على إخوانك المسلمين أو انتقاص لمن لم يعط مثلما أعطيت، فلا يعتبر ذلك كبراً كما في تفسير النبي صلى الله عليه وسلم للصحابة لما ذكروا له ما أشكل عليهم وأن أحدهم يحب أن كون ثوبه حسناً وجميلاً ومركبه كذلك قال لهم: "إن الله جميل يحب الجمال، الكبر: بطر الحق وغمط الناس" أو كما قال صلى الله عليه وسلم.
وعليك بتعاهد قلبك بالإيمان والاستغفار ومراقبة ذلك حتى لا نؤتى على حين غرة، واستفت قلبك وإن أفتاك الناس وأفتوك.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.