الشيخ رائد صلاح : الأقصى محاصر في رمضان
4 رمضان 1427

أجرى الحوار/ جمال عرفة <BR><BR>مع بداية شهر رمضان المبارك تظهر آثار الحصار الخانق التي تفرضه المؤسسة "الإسرائيلية" على المسجد الأقصى المبارك ومدينة القدس، ويبدو جلياً كم هي المخططات التي تستهدف المسجد الأقصى المبارك ، في نفس الوقت تلمس صور صمود وثبات أهل بيت المقدس وأكناف بيت المقدس وتمسكهم وتواصلهم الدائم مع المسجد الأقصى المبارك خاصة في شهر رمضان المبارك .<BR>ويشرح الشيخ رائد صلاح (رئيس الحركة الإسلامية في الداخل الفلسطيني ( الجناح الشمالي) حال المسجد الأقصى ومدينة القدس الشريف اليوم في هذا الحوار : <BR><font color="#ff0000">س1: ما هي أكثر وسائل المؤسسة "الإسرائيلية" لحصار المسجد الأقصى المبارك؟ </font><BR>رائد صلاح : إنّ وسائل الحصار التي تقوم بها المؤسسة "الإسرائيلية" بمباركة من المؤسسة الأمريكية تتمثل بأكثر من وسيلة فهناك الإصرار الاحتلالي "الإسرائيلي" على منع معظم شعبنا الفلسطيني المرابط في الضفة الغربية وقطاع غزة من الوصول إلى القدس الشريف عامة وإلى المسجد الأقصى بشكل خاص ، ولا يزال هذا المنع قائما حتى هذه اللحظات ، وكذلك فإنّ المؤسسة "الإسرائيلية" باتت تقوم بمنع من هو دون الـ 45 من الدخول إلى المسجد الأقصى المبارك ، كل يوم جمعة وفي المناسبات الكبيرة التي يعيشها المسجد الأقصى المبارك ، لا بل إنّ هذه المؤسسة "الإسرائيلية" الاحتلالية بدأت تمنع من ترغب منعه حتى لو كان عمره ثمانين عاما من دخول المسجد الأقصى بواسطة فرامانات عسكرية بدأت تصدرها بحق الكثير من أهلنا من القدس الشريف لمدة ستة أشهر قابلة للتجديد ، وقد وصل عدد الممنوعين على أثر هذه الفرمانات العسكرية الظالمة أكثر من 500 من أهلنا ، وكذلك فإنّ المؤسسة "الإسرائيلية" بدأت تمنع إدخال أي مواد إعمار إلى المسجد الأقصى المبارك إلا نزر قليل جدا والمراقب رقابة مشددة من قبل قوات الاحتلال الـ"إسرائيلي" ، وهذا الأمر شلّ عملية مواصلة إعمار المسجد الأقصى المبارك ، وكم المسجد الأقصى المبارك بحاجة إلى مشاريع إعمار كثيرة ، ومما لا شك فيه فإن العنتريات الجوفاء التي يقوم بها جنود الاحتلال "الإسرائيلي" الذين يقفون عند كل بوابات المسجد الأقصى المبارك بدأت تخلق جواً من التخويف و التهديد والتنفير للكثير من أهلنا حتى لا يواصلوا رباطهم في رحاب المسجد الأقصى المبارك ، بالإضافة إلىكل ذلك أقولها محزونا ومتألما لقد تخطت المؤسسة "الإسرائيلية" الخط الأحمر في وسائلها القبيحة المنتهجة ضد أهلنا المرابطين في المسجد الأقصى المبارك ، لقد وصل الأمر إلى أن يقوم أحد ضباط الاحتلال بالدخول إلى المسجد الأقصى المبارك في أحد أيام الجمعة بعد طلوع الشمس مباشرة فماذا فعل هناك ، لقد اعتقل عشرون من أهلنا المصلين الذين كانوا موجودين في المسجد الأقصى المبارك وأخرجهم بالقوة لأن أعمارهم دون الخمسة والأربعين عاما ، لا بل إنّ هذا الضابط وغيره من الضباط قبل أيام بالضبط قاموا بمنع إقامة إفطار جماعي لبعض الأهل صاموا يوما تطوعيا ، منعوهم من أن يقيموا إفطاراً جماعياً في رحاب المسجد الأقصى المبارك ، إنّ كل هذه الوسائل الاحتلالية التدميرية الحاقدة تهدف إلى تضييق الخناق على المسجد الأقصى المبارك ، تهدف إلى فرض سيادة "إسرائيلية" احتلالية بقوة السلاح على المسجد الأقصى المبارك ، على أهلنا في المسجد الأقصى المبارك ، على وفود المصلين ،على وفود الصائمين ، على وفود المعتكفين في المسجد الأقصى المبارك ، ولعلكم قد سمعتم كيف أن المؤسسة الإسرائيلية قد حولت قبل شهر تقريبا الحارات المحيطة بالمسجد الأقصى المبارك ، حولتها إلى ثكنة عسكرية قد امتلأت بسيارات الاعتقال ، امتلأت بجنود الاحتلال ، لماذا كل ذالك ، لأنها في حينها قررت منع إقامة عرس إسلامي لسبعين عريس ولسبعين عروس في رحاب المسجد الأقصى المبارك، قد يسأل سائل ، لماذا كل هذه الوسائل الاحتلالية التي باتت تحاصر أنفاسنا في المسجد الأقصى المبارك ؟! الجواب أقوله وبقلق وبتحذير في نفس الوقت ، إنّ المؤسسة "الإسرائيلية" ، وكل القرائن تشير إلى ذلك ، أنها بدأت تسعى وبمباركة أمريكية صامته إلى تقسيم المسجد الأقصى المبارك ما بين المسلمين وما بين اليهود ، فأرجوا أن نعي ما أقول جيدا ، وأرجوا أن يقوم كل منّا وفق منصبه ، وفق قدراته لإحداث تأثير ايجابي للوقوف أمام هذه المؤسسة الاحتلالية العدوانية على مسرى رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ حتى نحبط كل مؤامراتها ، وحتى ننتصر لأولى القبلتين وثاني المسجدين مسرى رسول - صلى الله عليه وسلم- .<BR><font color="#ff0000">س2: ممارسات المؤسسة "الإسرائيلية" لا شك تأثر على الوضع الاقتصادي سلباً في القدس ، كيف يمكن أن يؤثر هذا الأمر على المسجد الأقصى والقدس الشريف ؟</font><BR> رائد صلاح : دعني أقول أولا أنّ هذا الوضع الاقتصادي المنهار لم يأتِ من فراغ ، هذا الوضع الاقتصادي المنهار هو نتيجة مؤلمة محزنة لمواصلة المؤسسة الـ"إسرائيلية" سعيها الدءوب لتفريغ القدس الشريف من مؤسساتها السياسية ، من مؤسساتها الاجتماعية والتعليمية والتربوية والصحية ، هذا التفريغ المقصود عن سبق إصرار ماذا أحدث ؟! أحدث قدسا لا يوجد فيها مؤسسات ، لا يوجد فيها إلاّ حق المبيت والأكل والشرب لشعبنا الفلسطيني ، وهذا انعكس سلبا على القوة الاقتصادية في القدس الشريف ، وعلى المستوى المعيشي ، فأهلنا في القدس باتوا يعيشون حصارا شديدا يضيق يوم بعد يوم ، حصارا بدؤوا لا يجدون فيه عدة خدمات قد تعطى لهم من مؤسسات فلسطينية في القدس الشريف ، بل أبعد من ذلك ، أنا أعلم وأعي ما أقول وأتكلم وفق معلومات دقيقة ، إن المؤسسة الـ"إسرائيلية" وصلت بها عدوانيتها على القدس الشريف أن تمنع إقامة فعاليات سياسية واجتماعية وتربوية وصحية في القدس الشريف ، وأنا أعلم أنّ بعض فعاليات أهلنا في القدس الشريف منعت من إقامة مؤتمرات في بعض الفنادق الفلسطينية في القدس الشريف ، لماذا كل ذلك ؟! ومرة أخرى أقول إن سياسة تهويد القدس تعني تفريغ القدس الشريف من المؤسسات الفلسطينية على اختلافها في داخل القدس الشريف ، وإن بناء جدار خانق حول القدس الشريف يعني تفريغ القدس الشريف من الخدمات الحياتية اليومية ويلغي متطلبات طموح شعبنا الفلسطيني ، كل ذلك من الذي أوجده ؟! ومرة أخرى أقول ، ودعني أذكّر ، وأن أنبه الغافلين ، إننا لا نملك في القدس الشريف إلاّ حق المبيت والأكل والشرب وأمّا بقية المؤسسات فقد تم تشريدها إلى ما وراء الجدار الخانق العنصري ، الذي تواصل المؤسسة "الإسرائيلية" ضربه حول القدس الشريف ، وهذا يعني أنّ الحياة تزداد سوءً في بُعدها الاقتصادي الحياتي ، إن حالة الفقر ستتفاقم داخل مجتمعنا الفلسطيني ، بالذات في داخل القدس القديمة التي تحيط بالمسجد الأقصى المبارك إحاطة الإسور بالمعصم ، وإنّ أخشى ما أخشاه - - وأتنفس بعض الثواني - أن يتسبب هذا الوضع من الفقر ، الذي بدأ يتغلغل في حارات القدس القديمة ، أن يدفع بعض الناس تحت وطأة الفقر ، تحت وطأت الشدة ، تحت ضعف النفس ، أن يساوموا على بيع بيوتهم، وبيع دكاكينهم ، أو بيع ما يملكون من عقارات في داخل القدس القديمة بشكل خاص ، وفي ذلك الطامة الكبرى ، وهذه هي حقيقة هدف المؤسسة الـ"إسرائيلية" المدعوم من المؤسسة الأمريكية ، وهذا يعني أنهم سيحاولون وضع اليد والسيطرة التدريجية البطيئة الصامتة على كل شبر في القدس ، على كل بيت في القدس ، على كل دكان في القدس ، وهذا يعني أنّ القدس تضيع ، فهل انتبهنا من غفلتنا ؟!!!.<BR><font color="#ff0000">س3: أهل القدس يتألمون جدا بسبب جدار الفصل العنصري ، وقد يغيب عن البعض عمق الألم المقدسي بسبب هذا الجدار فهلاّ وضعتنا في صورة الألم والوجع المقدسي ؟</font><BR>رائد صلاح : أولا جدار الفصل العنصري هو أداة احتلالية مقيتة سعت إلى اقتطاع أكثر من 100 ألف فلسطيني ، شتتهم عن مجتمعهم الفلسطيني ، وهو مجتمع القدس الشريف ، ووضعتهم خلف جدار الفصل العنصري وهذا تسبب بتقليل عدد أهلنا المرابطين في القدس الشريف ، وهذا تسبب بأن تتاح أحسن فرصة للمؤامرة "الإسرائيلية" لتنفيذ مخططاتها على صعيد القدس الشريف عامة ، وعلى صعيد المسجد الأقصى خاصة ، ودعني أقول جدار الفصل العنصري هذا يجب أن نسمّيه باسمه ، بجدار التعذيب العنصري ، فهذا ليس جدار فصل ، هذا جدار تعذيب ، فالذي يريد أن ينتقل من جهة إلى جهة عبر الجدار الفصل العنصري يعيش رحلة عذاب مع الجندي الاحتلالي وهو يفتشه ، وهو يسأله ، وهو يبحث في حقائبه ، وهو يبحث عن مبتغى سفره إلى القدس الشريف، وعبر الجدار الفصل العنصري قد يتعرض أحدنا إلى الإهانة ، قد يتعرض إلى شتائم ، قد يتعرض إلى الضرب ، قد يتعرض إلى الاعتقال ، قد يتعرض إلى توقيفه لساعات طويلة من طلوع الشمس حتى غروبها قبل أن يتجاوز إلى رحلته، وقد قد يكون المسافر بحاجة إلى علاج ، قد يكون بحاجة إلى زيارة مريض، قد يكون بحاجة إلى زيارة قريب، قد يكون بحاجة إلى الوصول إلى مكان ما، كل هذه الأهداف تسحق ، كل هذا الأهداف تدمّر، كل هذه الأهداف يقضى عليها من خلال التعذيب الذي لا يزال تقوم به قوات الاحتلال الـ"إسرائيلي" عند كل المعابر التي تربط القدس الشريف مع الضفة الغربية ، أن كان ذلك في بيت لحم وان كان ذلك من جهة رام الله ، ودعني أقول كل هذه المماراسات لا شك أنها ستقلل عدد المتواجدين في القدس الشريف ، وبطبيعة الحال ستقلل عدد المتواجدين في المسجد الأقصى المبارك ، بمعنى ومرة أخرى أحذّر وأقول المؤسسة الـ"إسرائيلية" بدأت بمباركة أمريكية تخطط لتقسيم المسجد الأقصى المبارك بين المسلمين واليهود .<BR><font color="#ff0000">س4 : فضيلة الشيخ وكيف يمكن التصدي لمخطط الحصار الخانق هذا ، لمنع تحقيق مخطط المؤسسة "الإسرائيلية" ؟ </font><BR>رائد صلاح : دعني أقول أولا من حيث الإمكانيات القائمة بين أيدينا الآن للأسف أقول بمرارة ، لا يوجد إمكانيات لمواجهة يومية لهذا الحال ، إلاّ أن نقوم بتحريض متواصل لكل أهلنا الفلسطينيين في المثلث والنقب والجليل والمدن الساحلية " حيفا وعكا ويافا واللد والرملة" بمواصلة شدّ الرحال إلى المسجد الأقصى المبارك والى القدس الشريف ، قد يكون شدّ الرحال بمثابة الرباط اليومي في المسجد الأقصى المبارك، ولنقول لكل عدو حاقد على المسجد الأقصى المبارك نحن هنا، نحن موجودون ، نحن مرابطون ، سنتصدى بكل ما نملك لأي محاولة اعتداء على المسجد الأقصى المبارك ، وأقول أن من شأن مسيرة شد الرحال التي نواصل القيام بها تحت مشروع "مسيرة البيارق" والتي تشرف عليها مؤسسة الأقصى لإعمار المقدسات الإسلامية ، إنّ مسيرة البيارق التي تواصل تنظيم عشرات الحافلات يوميا من جميع أماكن سكن فلسطينيي الـ ثمانية وأربعين(48) إلى المسجد الأقصى المبارك ، هذه المسيرة المباركة "مسيرة البيارق" بدأت أيضا تنعش الحركة الاقتصادية نسبيا ، ولا أقول كليا ، نسبيا بدأت تنعش الحركة الاقتصادية في القدس الشريف بشكل عام ، وفي أسواق القدس القديمة بشكل خاص، بدأت تنعش نسبيا حركة بعض الفنادق الفلسطينية في القدس الشريف ، ولكن إنّ ما اطمع به ، وإنّ ما أتمناه على الحكام المسلمين ، وعلى الأنظمة المسلمة العربية أن تأخذ دورها ، وأقول في صراحة أنا أدعو لأن يكون لها دور بكل الوسائل المتاحة بين أيديها حتى يكون الضغط بمثابة الحيلولة دون تكثيف العدوانية من قبل المؤسسة "الإسرائيلية" على القدس الشريف وعلى المسجد الأقصى المبارك ، وبإمكان الأنظمة العربية أن تشكل قوة ضغط على مختلف الأصعدة ، على صعيد أوروبا ، على صعيد عالمي ، على صعيد هيئة الأمم على صعيد علاقات دولية كثيرة هم أدرى مني بها ، وبإمكان وسائل الضغط هذه أن تكون أداة تأديب وتحجيم عدوان المؤسسة "الإسرائيلية" على القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك ، وأقول وهي نصيحة ، وهي كلمة حق ولكنها ُمرّة ، ولكني أقولها ، في الماضي قيل "نحن أحق بالعدل من كسرى "، واليوم أقول نحن أحق من تلك الدول التي سحبت سفارتها من القدس الشريف وهي دول في أمريكيا اللاتينية احتجاجا على السياسة القمعية الاحتلالية التي تقوم بها المؤسسة "الإسرائيلية" ، هم اتخذوا هذه الخطوات لمناصرة الموقف الفلسطيني بما فيه قضية القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك، إذن نحن أحق بهم، نحن نملك أن ننصر القدس الشريف والمسجد الأقصى المبارك بخطوات أقوى وكثيرة ، وآمل ذلك في القريب العاجل إن شاء الله .<BR><font color="#ff0000">س5: يلاحظ اليوم تواجد استيطاني قوي في البلدة القديمة ،المستوطنون يتجولون في القدس القديمة من بيت إلى بيت بالعشرات بل بالمئات وبيوت القدس تضيع يوما بعد يوم ، فما حجم الاستيلاء الاستيطاني على العقارات وضياع العقارات القريبة جدا على المسجد الأقصى المبارك ؟ </font><BR>رائد صلاح : الحجم مأساوي ، الأعداد مرعبة ، وسائل الإغراء كثيرة ، وإذا ظل الحال ما هو عليه ستضيع القدس ونحن ننظر من بعيد ، ويكفي أنّ أقول أن حارات كاملة في القدس القديمة وهي قريبة جدا من المسجد الأقصى المبارك قد تم تحويلها إلى حارات استيطانية كاملة ، فمثلا حي سلوان عدد كبير من بيوته قد تم تحويلها إلى بيوت استيطانية صهيونية حاقدة على القدس والمسجد الأقصى المبارك ، مخططات المؤسسة "الإسرائيلية" باتت تسعى إلى حفر أنفاق تحت الأرض تربط حي سلوان وبين الأنفاق التي تحفرها تحت المسجد الأقصى المبارك ، جمعيات صهيونية أمريكية تملك ملايين الدولارات ، ولا أبالغ ملايين مملينة بدأت تنتشر في كل بيت من بيوت أهلنا بشكل كبير في القدس القديمة تعرض إغراءاتها ، تعرض ملايين الدولارات على أهلنا كي يبعوا بيوتهم ، الفتنة والعروض مغرية جدا ، والأرقام خالية ، أنا أعلم ، وأعي ما أقول ، وأتكلم بالمنطق الواثق مئة بالمئة ، اعلم أنّ أحد أهلنا في القدس الشريف عرضوا مقابل أن يبيع بيته مبلغ 11 مليون دولار أمريكي ، وأن يوفروا له إقامة دائمة مع زوجته وأبنائه في فلوريدا في أمريكا ، إلاّ أن هذا الرجل رفض بارك الله فيه ، هذا مثال والأمثلة كثيرة حول هذا السعي التدميري البطيء للسيطرة على القدس يوماً بعد يوم ، بشكل خاص في القدس القديمة ، لذلك قلت في الماضي ولا زلت أقول ، الذي أطمع فيه فورا بأن يقام صندوق إسلامي عربي عالمي لإنقاذ القدس من الضياع ، لإنقاذه ونستطيع أن ننقذ الكثير من القدس الشريف عبر هذا الصندوق ، نحن لا نريد أن نكون مديرين لهذا الصندوق ، نحن ننصح القائمين على هذا الصندوق أن ينفقونه في سبيل إنقاذ القدس الشريف، أن ننقذ بيع مئات البيوت فورا ، نحن نتحدث ولكن لا نملك الإمكانيات التي تساند طموحنا ، وتساند إرادتنا ونيتنا الصافية، فلذلك مرة أخرى يا معشر المسلمين والعرب في كل مكان أنّ إقامة هذا الصندوق المالي العالمي من شأنه أن يحفظ علينا القدس الشريف ، لاسيما وكل منا يتحدث أن قضية القدس ليس قضية فلسطينية فقط بل هي قضية إسلامية وقضية عربية بالإضافة إلى أنها قضية فلسطينية .<BR><font color="#ff0000">س6: كيف ترى استقبال أهل القدس لشهر رمضان المبارك ؟</font><BR>رائد صلاح : أهل القدس أهل الخير، وأهل الدين ، وأهل إيمان يحتشدون في المسجد الأقصى المبارك بإذن الله كخلية النحل ، هم وأزواجهم وأبنائهم وبناتهم الكبار والصغار يبدؤون بالتوافد على المسجد الأقصى المبارك منذ صلاة الفجر وحتى ما قبل المغرب ، يعودون إلى بيوتهم يتناولون الإفطار ثم يعدون مرة أخرى إلى صلاة العشاء والتراويح إلى ساعات متأخرة ، وقسم منهم من يفطر في المسجد الأقصى المبارك من خلال موائد الرحمن في شهر رمضان في رحاب المسجد الأقصى المبارك التي تقوم بها مؤسسة الأقصى لأعمار المقدسات الإسلامية مع بعض أهل الخير من أهلنا في القدس الشريف .<BR>الحمد الله رب العالمين في رمضان القدس تلبس حلة كلها إيمان من الأدب ، من الالتزام ، من الرباط ، من الثبات ، من الأخوة، من كل المعاني الكريمة التي من شأنها أن تعيد للقدس حيويتها وفتوتها وكرامتها بحمد الله رب العالمين ، مع كل المعاناة ، مع كل الحصار ، مع كل حشود قوة الاحتلال ، مع كل المؤامرات ، من كل الكيد في الليل ونهار ، مع كل ما يخططون ،إن كانوا نفذوه أو لم ينفذوه حتى الآن .<BR>القدس في رمضان هي ذات شخصية متميزة والحمد الله رب العالمين ، ولا شك أنني أتمنى على نفسي وأتمنى على أهلي أن نحفظ القدس طوال أيام السنة ،وكل أيام شهر رمضان الكريم ، نعم هذا طموحنا ، ونحن نطمع أن نصل إلى هذا المستوى في القدس الشريف وفي المسجد الأقصى المبارك ، ودعني أقول نحن قد بدأنا بإحياء سنة حسنة في المسجد الأقصى المبارك حي يشد الآلاف من أهلنا من القدس الشريف والآلاف من فلسطينيي الـ ثمانية وأربعين (48) الرحال إلى المسجد الأقصى لإحياء الاعتكاف ، والمبيت ليلا ونهارا في المسجد الأقصى المبارك خلال أيام رمضان الكريم ، ويكفي ليلة القدر وما أدرك ما ليلة القدر في المسجد الأقصى المبارك ، حيث يمتلأ كل رحاب المسجد الأقصى كأن اليوم هو يوم حشر من كثرة الناس ، ومن كثرة الازدحام ، هذا يصلي، وهذا يدعو الله ، وهذا يدرّس، وهذا يقوم الليل ، هذه الأجواء المبشّرة تأكد لنا أن هذه البقعة المباركة لن تزول بركتها ، ليتآمر المتآمرون ، ، ليكيد الكائدون ، لن ينجحوا في نزع بركتها ستبقى كما قال الله تعالى:" سبحان الذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله" ، ستبقى القدس شامخة فهي مسرى الرسول _صلى الله عليه وسلم_ ،" لا تزال طائفة من أمتي على الحق ظاهرين لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم او خذلهم حتى يأتي أمر الله" ، قالوا: أين هم يا رسول الله ؟ قال:" في بيت المقدس وأكناف بيت المقدس" .<BR><br>