الدكتور الأشعل: أحمل الحكومة المصرية مسؤولية مقتل الشريف
29 جمادى الثانية 1426

القاهرة - همام عبد المعبود<BR><BR>اتهم السفير الدكتور عبد الله الأشعل (المساعد السابق لوزير الخارجية المصري وخبير القانون الدولي)، الحكومة المصرية وأحمد أبو الغيط (وزير الخارجية) بالمسؤولية عن قتل السفير إيهاب الشريف، القائم بالأعمال المصرية بالعراق. مطالباً الرئيس مبارك بأن يصدر قراراً فورياً بإطلاق سراح كل المعتقلين بدون أي شروط .<BR>وقال الأشعل في حوار مع مراسلنا بالقاهرة: المعارضة المصرية تسعى لاستخدام كافة الأوراق الممكنة في الضغط على الحكومة للتسريع بالإصلاح.<BR><BR><font color="#0000ff">- ما المستقبل المنتظر لمصر في ضوء عدم رضا القضاء عن الإجراءات المتبعة لتحقيق تغييرات في الممارسة السياسية المصرية؟ </font><BR>- اللعبة السياسية في مصر يجب أن تقوم على أساس مكافحة الفساد، وتقديم الأصلح والأكفأ، والقبول بالممارسة الديمقراطية، <BR><BR><font color="#0000ff">- أي سيناريو تتوقعون أن يحدث في مصر؟ </font><BR>- السيناريو التقليدي، الرئيس سيترشح للرئاسة وسيترشح ضده مجموعة من المرشحين ممن ليس لهم وزن كبير، والانتخابات سيتم تزويرها – لكن ربما بدرجة أقل- وسيفوز مبارك بمدة رئاسية خامسة لمدة 6 سنوات مقبلة، وفي انتخابات مجلس الشعب (أحد غرفتي البرلمان) وسيترشح عدد من المنافسين لمرشحي الحزب، و ستطعن المعارضة بعدها في نتائج الانتخابات . وهكذا تستمر لعبة الكراسي. <BR><BR><font color="#0000ff">- لماذا برأيكم خفتت التظاهرات في مصر لاسيما تلك الخاصة بالإخوان؟ </font><BR>- المظاهرات وسيلة وليست غاية، وهي ليست الوسيلة الوحيدة، وطبيعي أن تخفت المظاهرات لمدة بعد استمرارها لمدة طويلة بشكل شبه يومي، أما عن الإخوان فهم جزء من نسيج المجتمع، لا يمكن تجاهله، وحجمهم في الشارع كبير، ففي أي انتخابات حرة ونزيهة يمكن أن يحصل الإخوان على نسبة 40 %، والمشكلة أن الحكومة تأخذ من الإخوان موقفاً عنيفاً، مما يجعل الأمور أكثر احتقاناً، ولو انضم الناصريون إلى الإخوان فسيصبحون قوة لا يستهان بها، قد تصل إلى حوالي 60 %، وإذا وقفوا خلف أي مرشح فسينجح.<BR><BR><font color="#0000ff">- ما الأوراق التي ما زالت تحتفظ بها المعارضة المصرية ولم تستخدمها لحد الآن؟ </font><BR>- المعارضة المصرية تسعى لاستخدام كافة الأوراق الممكنة في الضغط على الحكومة للتسريع بالإصلاح، وقد استخدمت المظاهرات و الاعتصامات والبيانات والمؤتمرات، وهناك وسائل أخرى لم تستخدمها حتى الآن مثل : الإضراب عن العمل، والعصيان المدني، و...إلخ.<BR><BR><font color="#0000ff">- كثرة الحركات والتجمعات المعارضة هل هي ظاهرة صحية، وهل هي عنوان فشل الأحزاب التقليدية المصرية ؟ </font><BR>- ظهرت في مصر مؤخراً حركات وجمعيات وجماعات كثيرة، وهي ظاهرة صحية وقد تكون مفيدة من حيث إنها تشعر الحكومة برغبة الجميع في التعجيل بالإصلاح السياسي الحقيقي، ولكن حتى تؤتي هذه الحركات الصغيرة أكلها فلابد أن تتحول إلى قوى سياسية ضاغطة وفاعلة ومؤثرة، وهذا – واقعياً – لكن يكون إلا باعتراف الدولة بها والسماح لها بتشكيل حزب سياسي وهذا لن يكون.<BR>وبخصوص الأحزاب فللأسف فإن مصر بها قرابة 20 حزباً سياسيا، لكنها أحزاب – في معظمها- شكلية وعلى الورق فقط، وليس لها أي وجود حقيقي في الشارع المصري، وتلك هي المأساة، ومن ثم فإن ظهور كل هذا الكم من الحركات المطالبة بالتغيير والإصلاح لهو خير دليل على أن هذه الأحزاب قد فشلت في القيام بدورها.<BR><BR><font color="#0000ff">- هل ترون أن الشعب المصري ما زال بعيداً عن التفاعل مع القوى الإصلاحية وأنه غير معني بقضية التغيير، أم أنه يخشى غوائلها ؟ </font><BR>- الشعب المصري مطحون، فهو لا يكاد يفيق من أزمة حتى يدخل في أخرى، وربما كانت هذه الأزمات مقصودة، ليظل الشعب مشغولا بمشاكله وهمومه، لكن هذا لا يعني أنه غير معني بقضية التغيير، فهو يتوق للحرية ويتمنى التغيير، لكنه يحتاج إلى من يحركه ويأخذ بيده.<BR> <BR><font color="#0000ff">-هل تتوقعون إلغاء قانون الطوارئ وانفراجة في قضية الحريات بعد الانتخابات الرئاسية والنيابية ؟ </font><BR>- كلما زادت الضغوط الداخلية، وكلما علا صوت المعارضة رضخت الحكومة لمطالبهم، ولا أستبعد أن تحدث انفراجة في ملف الحريات العامة بمصر، بعد انتخابات الرئاسة والانتخابات البرلمانية وربما قبلها بقليل، لكن مسألة وقف العمل بقانون الطوارئ شيء مستبعد في ظل ما نراه وفي ضوء تخوف الحكومة من تزايد نفوذ المعارضة.<BR><BR><font color="#0000ff">- ما رأيكم في توقيع مصر مؤخراً اتفاقية مع (إسرائيل) لإمدادها بالغاز الطبيعي .. وهل هذه خطوة جديدة نحو التطبيع ؟!</font><BR>- المشكلة أننا ننسى، فمصر موقعة على معاهدة "سلام" مع (إسرائيل)، فمصر لها علاقة طبيعية مع (إسرائيل)، ومسألة بيع مصر للغاز الطبيعي لـ"إسرائيل" يجب أن ينظر إليها في إطار التعامل الاقتصادي، ولا يجب بحال أن نضخم الأمر ونعطيه أكبر من حجمه، وإن لم نبع نحن الغاز لها فستجد من يعرضه عليها بأقل من سعرنا مثل قطر!<BR>وأنا لست مع من ينظرون للموضوع على أنه إمداد لدولة الاحتلال وأنه دعم للكيان الصهيوني، وطعنة في ظهر الشعب الفلسطيني، فهذه كلها مبالغات وشعارات.<BR> <BR><font color="#0000ff">- في حادث اختطاف ثم اغتيال السفير المصري في بغداد إيهاب الشريف، يعد البعض أن السياسة الخارجية المصرية قد بدت مضطربة ومتسرعة.. هل توافق على هذا الرأي؟</font><BR>- طبعاً أوافق، فالسياسة الخارجية المصرية تعاني فعلاً من التخبط، وانعدام الدراسة كما تعاني من فلسفة الضعف والانسحاب، وهذا واضح في انحسار الدور المصري انحسارا تاما.<BR><BR><font color="#0000ff">- لكن.. ألست معي في أن الجهود التي بذلتها مصر كانت أقل مما ينبغي، وأن الحكومة حين أرسلته منذ البداية كان يتعين عليها أن تتحسب لمثل هذه اللحظة وتتخذ الاحتياطات اللازمة؟</font><BR>- الحكومة لم تبذل جهودا تذكر، بل إنها تقاعست عن إطلاق سراحه، وقد أخطأت في الأساس عندما رفعت مستوى التمثيل في ظل هذه الظروف، كما أخطأت مرة أخرى عندما اختارت السفير إيهاب الشريف بالذات، وأطالب وزير الخارجية بالكشف عن تفاصيل جهوده لإنقاذ السفير، حيث إنه أعلن أن مصر بذلك جهداً خارقاً للعادة ولكنه لم يثمر، وعليه فنحن نريد أن نعرف تفاصيل هذا الجهد الخارق حتى نشكر الحكومة وسيادة الوزير عليه .<BR>وكان من الممكن أن تتراجع مصر عن موقفها إنقاذاً لحياة السفير، وأن يصدر وزير الخارجية قراراً بتخفيض مستوى التمثيل الدبلوماسي وحجم البعثة، بمجرد الإعلان عن خطف السفير، فلقد تأخر صدور هذا القرار كثيراً، فلو كان هذا القرار الذي صدر الجمعة 8/7/2005م، قد صدر يوم اختطاف الشريف لكان فدية كافية لحياته ولتغير المشهد تماماً.<BR><BR><font color="#0000ff">- ما هي – برأيك - الأسباب الحقيقية وراء مقتل الدبلوماسي المصري؟</font><BR>- إيهاب الشريف راح ضحية قرار خاطئ للحكومة المصرية جاء استجابة لواشنطن من أجل حث الدول العربية على الاقتداء بها وإرسال سفراء إلى العراق. <BR>وأعتقد أنه لا توجد هناك أسباب شخصية وراء قتل السفير المصري في بغداد، وأن الأمر، حسب تفسير من قتلوه، يكمن في قناعتهم بأن مصر من خلال تعيينها سفيراً لها في بغداد، فإنها تكون قد أطلقت "حملة دبلوماسية" ضد المقاومة العراقية والاعتراف بالحكومة التي ولدت في ظل الاحتلال.<BR>فالمقاومة قصدت بفعلتها الحمقاء معاقبة مصر على تصرفها الذي يدعم – حسب نظرها- الاحتلال الأمريكي للعراق، كما قصدت به توجيه رسالة تحذير لبقية الدول العربية من إرسال سفراء للعراق، قبل خروج الاحتلال. <BR>كما أخطأت مصر مرة أخرى في اختيارها السفير الشريف الذي خدم كان يخدم في (إسرائيل) بالذات ليرأس البعثة الدبلوماسية المصرية في العراق، مما قد يكون – حسب بعض التقديرات – قد أعطى فرصة للخاطفين لقتله. <BR><BR><BR><br>