ممثل "حماس" في لبنان أسامة حمدان: ردّنا سيكون باغتيال سياسيين صهاينة
6 صفر 1425

<font color="#0000FF">بيروت - خاص بـ"المسلم" </font></br> </br>مواكبة منا لتطورات استشهاد شيخ المجاهدين في فلسطين، الشهيد أحمد ياسين، أجرى مراسل "المسلم" حواراً عبر الهاتف، مع (ممثل عضو المكتب السياسي وممثل حركة "حماس" في لبنان) الأستاذ أسامة حمدان.. وسأله عن تداعيات عملية اغتيال الشيخ أحمد ياسين على الساحة الفلسطينية والحركية. </br> </br> <font color="#FF0000"> بداية كيف تعقبون على عملية اغتيال الشيخ أحمد ياسين؟ </font> </br> هذه العملية جاءت لتؤكد طبيعة الاحتلال الإرهابية والوحشية، وهي ليست بالعمل الجديد على الكيان الصهيوني. فربما اعتقد البعض أن بإمكان هذا الكيان أن يتغير ويبدل من سلوكه العدواني القائم على احتلال الشعب الفلسطيني، وبالتالي يمكن التعايش معه، لكن هذه العملية، باغتيال أحد أبرز قيادات الشعب الفلسطيني ورموزه الوطنية وأحد أبرز السياسيين على الصعيدين العربي والإسلامي تشير إلى أن الصهيوني ما زال متمسكاً بعقيدة القضاء على الشعب الفلسطيني، ويذكرنا بما أعلنه أجداد ومؤسسو الكيان الصهيوني بأن العربي الجيد هو العربي الميت. </br> </br> والمسألة الثانية أن هذا الاغتيال يأتي في وقت يريد الاحتلال من خلاله تحقيق هدفين أساسيين، الأول رفع معنويات جيشه وأجهزته الأمنية، ويقول: إنه انسحب من قطاع غزة ليس هرباً، بل وقد أوقع خسائر فادحة في صفوف المقاومة، والهدف الثاني أن الشيخ الشهيد أحمد ياسين كان صمام أمان للوحدة الوطنية، عرف الجميع دوره ومكانته، وقد أدرك العدو هذه المكانة، خاصة وأن كل محاولات إيقاع الفتنة في صفوف الشعب الفلسطيني جرى إفشالها بحكمة وصبر الشيخ ياسين، واعتقد الاحتلال أنه باغتيال الشيخ سيؤدي إلى صراع فلسطيني – فلسطيني، وهم - إن شاء الله - واهمون.<BR><BR><font color="#FF0000"> تدعي (إسرائيل) باغتيالها للشيخ أحمد ياسين أنها ستقوض وتضعف من قوة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، كيف ترد على هذه الادعاءات؟ </font><BR>قوة "حماس" هي من قوة الشعب الفلسطيني، والتعبير الذي خرج يوم استشهاد الشيخ ياسين من كل القوى والعناصر الفلسطينية هو إدانة واضحة للعدوان وتمسك واضح لخيار المقاومة.<BR>ونحن في "حماس" لا نقيس قوة الحركة بالحسابات التي يقيسها الصهيوني، نحن نقيسها بقوة الشعب الفلسطيني، نحن قوة لشعبنا وشعبنا قوة لنا، وإذا اعتقدت (إسرائيل) أنه باغتيالها للشيخ المجاهد أحمد ياسين ربما يضعف أداء "حماس، وربما يؤثر على تمسكها بمبادئها فهم واهمون؛ لأننا أولاً ارتضينا منذ نشأة الحركة قيادة مؤسسية، وبالتالي ستواصل القيادة المسيرة بلا كلل، ثم إن الكيان الصهيوني لا يفهم طبيعة الشعب الفلسطيني وقواه، إن القادة إذا ما تقدموا شهداء فإن من ورائهم كوادر وجنود وشعب يندفعون أكثر على ذلك الخط ، ويشعرون أن الأمانة تزداد وأن المسؤولية تكبر في المحافظة على ذلك النهج.<BR>وهم بشهادة الشيخ أحمد ياسين لا يدركون أن "حماس" ازدادت قوة وأن الشعب الفلسطيني زاد قوة وصلابة في مواجهة الاحتلال والعدوان.<BR><BR><font color="#FF0000"> لماذا تم استهداف الشيخ أحمد ياسين علماً أنه تحدث في الآونة الأخيرة عن استعداد "حماس" للمشاركة في إدارة شؤون قطاع غزة مع السلطة؟ </font><BR>الشيخ أحمد ياسين كان رجلاً يخالط الناس ولم يكن مختفياً أو مختبئاً كقيادتهم حتى يقال: إنهم عثروا عليهم وأنهم كشفوه، وبالتالي حققوا إنجازاً. <BR>واختيار الشيخ ياسين يعود حسب رأيي إلى ثلاثة أسباب رئيسة، الأول: كون الشيخ أصبح رمزاً وطنياً فلسطينياً يتجاوز حدود أن يكون فقط قائداً ومؤسساً لحركة "حماس"، وهم يعتقدون أن تحقيق أي إنجاز لصالحهم يجب أن تكون مقدماته إلغاء وجود هؤلاء الرموز، السبب الثاني: أنهم يدركون أن الشيخ ياسين مثل عنواناً وصمام أمان للوحدة الوطنية الفلسطينية، وهم معنيون في هذه المرحلة التي يعانون فيها من صمود وقوة المقاومة ومن وحدة الشعب الفلسطيني، أن يضعفوا هذه الوحدة من خلال اغتيال الشيخ ياسين.<BR>لكننا نعتقد أن الأصوات الفلسطينية العاقلة والوعي الفلسطيني أكبر من أن ينجر إلى أية فتنة يخطط لها العدو الصهيوني، والسبب الثالث هو أنهم يريدون أن يحققوا أي انتصار معنوي، خاصة وأن أجهزة ومؤسسة الكيان الصهيوني الأمنية والعسكرية تعاني من أزمة نتيجة الفشل في مواجهة المقاومة، ويكفي أن أشير إلى أن عملية اشدود الأخيرة التي جاءت بعد أسبوع من إجراءات أمنية مشددة، لتقول: إن المقاومة في فلسطين أصبحت راسخة في الأرض عصية على الاقتلاع.<BR><BR><font color="#FF0000"> هل تعتقد أن غياب الشيخ أحمد ياسين سيترك فراغاً على ساحة "حماس"؟ </font><BR>حمدان: لا يستطيع أحد أن ينكر أن غياب الشيخ ياسين سيترك آثاره، ففي النهاية هو مؤسس وقائد، ولكني أعتقد أننا سنستطيع تجاوز هذا الفراغ ؛لأن الشيخ غرس المقاومة ورعاها، والقيادة التي خلفها الشيخ وراءه منذ لحظة اغتياله وحتى اليوم تدير الأمور كما يجب. <BR>فكل واحد من المسؤولين يعرف حدوده وواجباته ومسؤولياته، وبالتالي لا خوف ولا قلق على مصير الحركة ومحنة اغتيال الشيخ أحمد ياسين ستزيد الحركة تماسكاً ولحمة، بل ستزيدها بين الشعب الفلسطيني.<BR><BR><font color="#FF0000"> "حماس" هددت بالرد غير التقليدي على اغتيال الشيخ أحمد ياسين، ماذا تقصدون بالرد غير التقليدي؟ </font><BR>المقصود ليس بالرد العسكري الذي هو مسؤولية الجناح العسكري لـ"حماس"، وإنما نتحدث عن رد يتمثل بالتمسك بمعايير حددها ووضعها الشيخ الشهيد، أذكر منها ثلاثة معايير، الأول: الوحدة الوطنية التي يجب أن تكون راسخة وألا نسمح بأن تمس، المعيار الثاني: المقاومة التي هي أساس عزة شعبنا، وأساس تحصيل حقوقنا، والمعيار الثالث: ارتباطنا بأمتنا وتمسكنا معها على تحرير القدس وفلسطين.<BR><BR>والرد غير التقليدي يكون أيضاً باغتيال سياسيين؛ لأن ذلك مطلب شعبي فلسطيني في الداخل والخارج، وهناك أصوات كثيرة نادت باغتيال قيادة الاحتلال وفي مقدمتهم الإرهابي شارون ليس من باب الثأر والانتقام، وإنما شعوراً بأن هؤلاء يشكلون تهديداً للبشرية والتخلص منهم يجب أن يقع على عاتق العالم وليس على طرف وحده.<BR><br>