محمود عباس: مخجل ما تفعله!
4 محرم 1429

قبل أن يتلقى محمود عباس جورج دابليو بأحضان ، قال الرئيس الأمريكي: "أنه لن يسمح بدولة تسيطر عليها جماعات إرهابية"، وكان يقصد حركة حماس، مضيفا أن " الديمقراطية هي الحل في الأراضي الفلسطينية" ويعني ديمقراطية محمود عباس، ومحمد دحلان الذي يعمل الآن في السر ويقوم بما لم يستطع القيام به علانية، ألم تكتب عنه الصحف "الإسرائيلية" واصفة إياه بالصديق الوفي لـ"إسرائيل"؟ فكيف يمكن لشخص أن يتقبل على نفسه أن يكون وفيا لدولة معتدية على طول الخط. دولة مسعورة أقامت كيانها على تراب الآخرين، وأسست لنفسها مصطلح " الدولة " لتبيد أصحاب الأرض وتعايرهم بالديمقراطية التي يعشقها بوش، ديمقراطية القصف المستمر والاغتيال اليومي والانتهاك الذي لم يمارسه النازيون على الرغم من كل ما يقوله اليهود عنهم يبقى "هتلر" أقل شراسة منهم! <BR>عندما وصل جورج بوش إلى "شبه الأراضي الفلسطينية" التي يعتقد محمود عباس أنه قائدها، كان يدرك أنه لا يحمل شيئا؛ فالذي قتل مليون ونصف مليون عراقي في حرب خاسرة، والذي يبيد الأفغان لإحلال ديمقراطية "كرزاي " والذي يحمي "برفيز مشرف" بانتظار أن يرسل مكانه "حامي الديمقراطية بختم البيت الأبيض" لا يمكنه أن يذرف دمعة واحدة على محمود عباس، ولا على الفلسطينيين الذين يعتقدون أنهم أسسوا ديمقراطية ولو من باب الأحضان التي تلتقطها كاميرات التصوير في محاولة إقناع العالم أن "إسرائيل تعشق الحوار" وأن السبب في عرقلة الحوار يكمن في غزة وفي حركة حماس بالتحديد، وكأن الإبادة التي تعرض إليها الفلسطينيون على مدى سبعين سنة كانت بسبب حركة حماس، وكأن ما ارتكبته منظمة الهجانه الإرهابية كان بسبب إسماعيل هنية التي تهدد "إسرائيل" باغتياله كأنه "ليس زعيما سياسيا معترف بها قانونيا بموجب فوزه بالانتخابات الشعبية والديمقراطية".. فما الذي يفعله محمود عباس حقا؟ ماذا ينتظر من بوش الذي يقايضه على الأرض، كل الأرض ويأمره لأجل السلام أن "يدفع للاجئين مبلغا من المال" وكأن حكاية اللاجئين في بضعة دولارات يستعد البيت الأبيض لدفع جزء منها و"الدول العربية المهرولة الجزء الأكبر"، كأن قصة الأرض في هذا المفهوم البائس الذي خرج به بوش ليقول للفلسطينيين: عليكم أن تفهموا الحقيقة، لن نسمح برصاصة توجه نحو الاحتلال، ولن نسمح بأي انتقاد للهمجية الصهيونية مقابل أن نعطيكم " في النهار الكهرباء وفي المساء صواريخ معبأة بأضواء ناسفة لسكان غزة الذين لم يعيشوا لحظة راحة منذ أشهر، أما اللاجئون، فليذهبوا إلى الجحيم..!" <BR><font color="#0000FF"> من أنت يا محمود عباس؟! </font> <BR>كيف يمكن وصف ما يجري في الأراضي الفلسطينية؟ كيف يمكن أن نفهم ما يفعله محمود عباس وعصبته التي تظن ـ وبعد الظن إثم ـ أن الصهاينة سيتنازلون له عن "قفشة" من الأراضي التي اغتصبوها عبر التاريخ الحديث ويواصلون توسيع المستوطنات وبناء الجدران عليها يوما بعد يوم؟ كيف يمكن أن نفهم تلك المصافحات السخيفة والأحضان الحارة بين محمود عباس ورئيس الوزراء الصهيوني الذي إلى الآن لم "يتنازل عن رأي واحد من آرائه الكثيرة" المناهضة لحق الفلسطينيين في دولة سيادة وفي تقرير المصير.. في مجرد تقرير المصير، على الرغم من التنازلات المجانية اليومية التي ما فتئ يقدمها محمود عباس بمناسبة وبدون مناسبة على حساب شعبه، ليس على حساب شعبه في غزة فقط، بل أيضا في القدس ورام الله والمناطق التي تحتلها "إسرائيل" طولا و عرضا.. فما الذي حصده محمود عباس من سياسة العناق والانبطاح التي أفقدت القضية الفلسطينية الكثير من مصداقية في نظر العالم، وجعلت الفلسطينيين يتحولون من شعب مناضل وصاحب قضية إلى عدواني وإرهابي لأن محمود عباس يناهض فلسطينيي غزة وينعتهم بالإرهابيين على الرغم إنهم وصلوا بموجب انتخابات ديمقراطية إلى تشكيل حكومة لم يعد يعترف بها عصبة الدحلان والذين سقطوا من شجرة " الدم الفلسطيني" الذي نعي أنه أشرف من هؤلاء النكرة الذين يعتقدون أن التاريخ القادم سيذكرهم دون أن يبصق عليهم!<BR><font color="#0000FF"> كأن التاريخ يعيد نفسه! </font><BR>من قرأ التاريخ الفلسطيني الحديث، بالخصوص المرتبط بتاريخ المخابرات، وهو تاريخ مفتوح يمكن قراءته في ملفات كاملة على الانترنت، يستطيع أن يقرأ فقط بعض التفاصيل والتواريخ القديمة، إبان منظمة التحرير ( م. ت. ف ) في تونس. و لعل اسم عدنان ياسين وحده يفي بالغرض، لأن عدنان ياسين لم يكن "مطربا فلسطينيا"، وبعيدا عن " خشمه" أن يكون مناضلا فلسطينيا مجاهدا من حركة حماس، ولا من الجهاد الإسلامي ولا حتى من أحرار فتح وشرفائها.. كان عدنان ياسين موظفا ساميا في منظمة التحرير الفلسطينية في تونس، وكان المسئول على طلبات التأشيرات من وإلى تونس من الرعايا الفلسطينيين، بحيث أن وظيفته جعلت له عيونا حتى في دول أخرى مثل قبرص واليونان وباريس وروما.. عدنان ياسين الذي كان صديقا حميما لمحمود عباس أيضا، باعتراف التقارير الأمنية الأوروبية المنشورة على الانترنت، وبالتالي كانت بين الرجلين علاقة صداقة بحكم عملهما معا ضمن منظمة التحرير في تونس، وضمن مزايا الصداقة التي كان يحظى بها محمود عباس من عدنان ياسين الذي أهداه كرسيا هزازا ليريح ظهره ! و لنقرأ ما يسرده الدكتور أحمد أبو مطر ( وهو كاتب أكاديمي غني عن التعريف) الذي يقول بالحرف الواحد في إحدى شهاداته المنشورة على الإنترنت عن المدعو عدنان ياسين: "كان عدنان ياسين عادة هو المكلف بملف تأشيرات الدخول والخروج ، وتمديد الإقامات في تونس ، وأذكر إحدى المرات في عام 1990 ، كنت قادما من قبرص إلى تونس، وهاتفته مسبقا وأكد لي أن تأشيرة دخولي موجودة في المطار، وعند وصولي مطار تونس، لم أجد اسمي ضمن التأشيرات الواصلة من السفارة الفلسطينية، فرجوت الموظف أن يتصل بعدنان ياسين في السفارة، فقال لي الموظف التونسي: هذه ليست مهمتي، توجد تليفونات عمومية في المطار، اشتري كرت اتصالات وهاتفه أنت. واتصلت بالسفارة الفلسطينية عدة مرات دون أن أتمكن من الحديث معه، وبقيت في المطار حتى منتصف الليل، إلى أن أصرت سلطات المطار على أن أغادر عائدا، فعدت إلى قبرص عن طريق باريس، واتصلت به من قبرص، وكان سهلا أن أتحدث معه، فلما عاتبته حول الموضوع، قال لي حرفيا: أنا كنت في السفارة عندما كنت تتصل من المطار، ولكن الاسم التبس عليّ، فلم أعرف أنك أنت من كان في المطار، وإلا لأرسلت موافقة دخولك بالهاتف...وبعدين ليش ما كنت واضح معي عندما اتصلت المرة الأولى؟ لماذا لم تخبرني أنك قادم لموعد خاص مع أبو إياد، يعني لازم أعرف من الآخرين...عموما احجز وتعال أي وقت.. تأشيرة دخولك في المطار!!!!.وبعد وصولي المرة الثانية ولقائي مع أبو إياد ، ذهبت لمقر السفارة لأعطي عدنان ياسين جواز سفري اليمني الجنوبي ليجدد لي الإقامة ، لأنني سأمكث أكثر من أسبوعين، ولن أنسى مسألتين، ولكن ذلك الوقت لم يلفتا انتباهي مطلقا، فضمن العمل اليومي الفلسطيني، اعتبرتهما أمرا عاديا: الأولى: أنه سألني حرفيا: كيف كان لقاؤك مع أبو إياد، ولماذا جاء عاطف بسيسو متأخرا إلى الاجتماع؟. وأيضا بشكل غير مقصود، قلت له: أي اجتماع؟ فقال : شو بتستهبلني؟ اللي كان في المكان الفلاني!!. وحدد عنوان الشقة التي التقيت فيها أبو إياد، ولم تكن شقة سكنه المعروفة. النقطة الثانية: وأنا في مكتبه لتجديد الإقامة، دخل مواطن فلسطيني، ليقدم طلبا لتأشيرة دخول لأحد أقربائه، فتسلم منه عدنان ياسين الطلب، وقال للمواطن: مطلوب ثلاث صور!. فأجابه المواطن: هاي صورتين! ليش ثلاث صور؟ فأجابه عدنان ياسين مازحا: يا قرابتي، صورة للملف وصورة للداخلية التونسية وصورة للموساد! وضحك كل من في المكتب على النكتة وخفة ظل عدنان ياسين!!" و مع ذلك... كان عدنان ياسين عميلا حقيقيا لدى الموساد! لم يعدم ولم يعاقب.. بل إنه تم منحه حق اللجوء السياسي في مدينة سويدية، جراء خيانته، وارتكابه لعشرات الاغتيالات ضد قياديي منظمة التحرير منهم أبو أياد وأبو جهاد وعاطف بسيسو، وأيضا تشكيله لخلايا من العملاء داخل فلسطين نفسها، يقال الموساد تتعامل معهم إلى الآن، وعبرهم يتم الوصول إلى قيادات فلسطينية من حماس، وهو الأمر الذي يبدو "مريحا" لشخص مثل محمود عباس الذي لا يشهد له التاريخ أنه " أدى عملا ميدانيا حقيقيا لصالح القضية الفلسطينية" وهو الرئيس الذي جاء بقرار "إسرائيلي" أكثر من أي شيء آخر، ليقوم بما عجزت عنه الطائرات الصهيونية: تصفية المقاومة من الداخل! فكيف يمكننا بعد كل هذا أن نفهم مواقف محمود عباس من شعبه وليس من شعب " القطب الشمالي"؟ كيف يمكنه أن يتكلم عن السلام في الوقت الذي ساهم بسياسة "القبلات والعناق المجاني" أن يحبس عشرات الحجاج في معبر رفح دون وجه حق إلى إن توفي أكثر من حاج وحاجة بداء "الخيانة العظمى" المقترف ضدهم أمام مرأى المتباكين على "السلام الدولي" والذين وجهوا كاميراتهم للبحث عن الرصاصة التي أصابت رأس بيناظير بوتو وكأن بوتو من بقية أهلهم؟ كأن بيناظير أهم من هذا الشعب الذي يموت جوعا وحصارا وعزلة وإهانة.. كأن بوتو أهم من الأم الفلسطينية التي لإنقاذ ابنها أصيبت في الرأس برشاش صهيوني بمدينة نابلس. كأن بوتو أهم من الفتنة التي زرعها محمود عباس بين الأشقاء الفلسطينيين لضرب هذا بذاك، باسم " السلام القادم" الذي نسي محمود عباس أن سلامه القادم فقد رجليه من "زمااااان"، ولن يعد يستطيع التقدم قيد أنملة في ظل سياسة الأحضان المجانية التي جعلت صحيفة مثل هآرتس تسخر منه ومن عصبة الدمى التي تعتقد أنها تدير دولة، بينما هي غير قادرة على إدارة زريبة.. كيف نفهم ما يجري حقا؟ في ظل عملاء الموساد الجدد، الذين يتكاثرون يوما بعد يوم، بيد أن "إسرائيل" لم تعد بحاجة إلى تجنيدهم مقابل مبالغ مالية كبيرة، صاروا تحت خدمتها بشكل جاهز، فقط لأن الديمقراطية لا يجب أن تتعاطى مع حماس، و لأن السلام الدولي "عايز كذا!" فيا محمود عباس.. عيب عليك.. والله عيب ما تفعله بشعبك!<BR><br>