
الاغتيالات الأخيرة التي طالت آخر من طالت محمد علي الحساني محافظ محافظة المثنى الجنوبية والمنتمي إلى المجلس الأعلى الإسلامي في العراق الذي يرأسه عبد العزيز الحكيم، وهو أحد الأحزاب الشيعية البارزة على الساحة العراقية والمؤتلفة داخل الائتلاف العراقي الشيعي الموحد أبرز الكتل البرلمانية.<BR><BR>وهذا هو ثاني هجوم يستهدف مسؤولاً محليا كبيرا خلال مدة أقل من أسبوعين، حيث كانت محافظة الديوانية الجنوبية التي تقع على مسافة 180 كيلومترا إلى الجنوب الشرقي لبغداد شهدت في 11 من الشهر الجاري مقتل خليل جليل حمزة محافظ الديوانية مع (قائد الشرطة في المحافظة) اللواء خالد حسن.<BR><BR>وقتل المسؤولان آنذاك جراء انفجار عبوة ناسفة استهدفت موكبهما عندما كانا عائدين إلى المحافظة بعد أن حضرا جنازة لأحد شيوخ العشائر في إحدى مناطق المحافظة.<BR><BR>وكان محافظ الديوانية ينتمي هو الآخر إلى المجلس الأعلى "الإسلامي" في العراق.<BR><BR>وتشهد معظم المحافظات الجنوبية صراعا بين منظمة بدر وهي الجناح العسكري للمجلس الأعلى "الإسلامي" وميليشيا جيش المهدي الموالية لرجل الدين الشيعي مقتدى الصدر.<BR><BR>الاغتيالات الأخيرة هذه تحمل في طياتها العديد من التفسيرات التي يمكن الوقوف عندها ، فالمحافظات الجنوبية التي يقطنها كما هو معروف غالبية تنتمي إلى المذهب الشيعي والذي يراهن عليه جميع الذين جاؤوا مع الاحتلال بأنه الجزء الذي يمكن فصله بسهولة عن العراق وتكوين منطقة إقليم جنوب العراق ، تغير الحال فيها الآن وأصبحت عقبة جديدة تنظم للعقبات الكبيرة أمام الاحتلال والقوى العاملة معه في العراق اليوم .<BR>الاغتيالات الأخيرة لم تكن اغتيالات عبثية أو غير مدروسة، حيث إنها استهدفت رموز تيار مهم في الوسط الشيعي ويدعي أنه من كون الأغلبية في ما يسمى البرلمان العراقي ، هذه الاغتيالات حدثت في فترة زمنية متقاربة جداً حيث لم يكن بين الحادثين سوى عشرة أيام تقريباً ،وهذا يعني ويدلل على أن هناك قائمة بمطلوبين لتصفية الحسابات يمكن أن تنال مسؤولين آخرين في الأيام القليلة القادمة .<BR>والسؤال الجدير بالاهتمام هو من المستفيد من هذه الاغتيالات ومن توتر الأوضاع في جنوب العراق الذي يعد آمناً نسبياً قياساً بمناطق الوسط الملتهبة ، ومن يقف وراء هذه الاغتيالات المنظمة الدقيقة ؟!<BR>لا يمكن التنبؤ بمعرفة المسئول عن هذه الاغتيالات لكن المتابع المنصف للشأن العراقي يجد أكثر من تحليل ومنطلق لهذه القضية .<BR>أحياناً نلاحظ أن الكفة تميل إلى الشارع الشيعي البسيط حيث إن الجماهير الشيعية عرفت حجم التآمر الذي أصابها سواء مما يسمى المجلس الأعلى "الإسلامي" في العراق أو من قوات بدر الجناح العسكري للمجلس أم من التيار الصدري الذي فاحت رائحة جرائمه حتى ملأت آفاق العراق من أقصاه إلى أقصاه .<BR>لكن هنالك بعض التحليلات المنطقية أيضا تقول إن التيار الصدري يمكن أن يكون هو من يقف وراء هذه الاغتيالات التي ربما جرت ضمن اتفاق مقتدى الصدر في الاجتماع الشهير الذي عقد عقب عودة الصدر الأخيرة من إيران مع شيوخ ووجهاء العشائر الجنوبية ما يعني أن هناك أمر دبر بليل بين الصدر ورؤساء العشائر، وبالتالي سيكون للصدر المدعوم من إيران سطوة كبيرة على الجنوب العراقي ما يوقع أهلنا في الجنوب في مأساة جديدة لا يمكن معرفة واستنتاج عواقبها بسهولة .<BR>أما حزب الفضيلة الذي ترك حكومة المالكي ، وعارضها معارضة وصلت حد التراشق في الإعلام المرئي والمسموع بين الطرفين وهو ما زال يقود الأمور في البصرة على الرغم من عدم رغبة المالكي بهذا الأمر، وربما يكون طرفاً خفياً في الأحداث الجارية في الديوانية والسماوة ( المثنى ) ، وذلك لأنه ينتظر انسحاب القوات البريطانية المحتلة حتى يسيطر بصورة كاملة على البصرة ومنها ينطلق إلى المحافظات الجنوبية الأخرى التي يحاول الآن جاهدا بمد جسور الترغيب والترهيب عليها .<BR>الأمر المهم في كل هذه الأحداث الجارية أن هنالك قنبلة موقوتة يمكن أن تنفجر في أية لحظة وتأتي على الغث والسمين في الجنوب وهذه القنبلة سوف تقود لحرب أهلية ثأرية بين التيارات الشيعية مع بعضها البعض من جهة وبينها وبين المواطنين الشيعية الوطنيين من جهة أخرى.<BR>ولا ننسى الدور الإيراني الخبيث في ما يجري في الجنوب ، فإيران هي اللاعب المهم في اللعبة على الرغم من محاولته الخفاء واللعب خلف الكواليس لكن الذي يجعلنا نطمئن على جنوبنا الغالي هو وجود الغيارى والشرفاء من أبناء العشائر الشيعية الأصيلة الرافضة للاحتلال وللحكومات العملية التي تحاول أن تنشر الفوضى في البلاد لتبقى اكبر وقت ممكن في البلاد ، وعلى الرغم من كل محاولات الغرباء تقسيم العراق وإثارة الفتنة الطائفية المقيتة سيبقى العراق بقوة الله أولاً ثم بإرادة الشرفاء من العراقيين ثانياً موحداً لاتهزه هذه الأعاصير الطائفية الخبيثة على الرغم من قوتها.<BR><BR><BR><BR><BR><BR><BR><BR><BR><BR> <BR><br>