
ليست سريبرينتسا مذبحة كبرى تعرض لها المسلمون البوشناق في البوسنة بين 11 و19 يوليو سنة 1995 م فحسب ، بل ( كود ) أو،شيفرة ،أو قل كلمة السر لإبقاء ذاكرة المسلمين متوقدة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها . إن إحياء الذكرى في كل سنة ، ليس تكرارا لأمر قد مضى ، وإنما شحن للذاكرة حتى لا تنسى الأجيال ما حدث، فسريبرينتسا البوسنية شهدت أطراف كثيرة في العالم الاسلامي مثيلا لها، وعندما نتذكر سريبرينتسا، نتذكر أيضا كفر قاسم ، ومجزرة الجنود المصريين في سيناء، وصبرا وشاتيلا، والشيشان، وبورما، وكشمير، وتايلاند، وبغداد، ومقديشو، وأوزبكستان، وغيرها، وآلاف الشهداء والمعتقلين على مر العصور، ممن قتلوا أو يقتلون، وممن عذبوا أو يعذبون الآن، في مخافر وسجون الظلمة لا لشئ إلا قولهم ربنا الله . <BR>إذن سريبرينتسا رمز لوحشية أعداء الاسلام والمسلمين من كل الملل والنحل ،ورمز لحقيقة المواقف الدولية من قضايا المسلمين عندما يجد الجد ، وتتوارى الكلمات المعسولة المسمومة وراء نيران قذائفهم ولمعان سكاكينهم. <BR>في 11 يوليو الماضي ، كانت الأنظار والأسماع، ووسائل الإعلام ، والدوائر السياسية وغيرها على موعد جديد مع سريبرينتسا.<BR>لقد كتب لأهالي سريبرينتسا عشرة الآلاف أن يموتوا مرة واحدة، ولكن القتلة ومن وراءهم ومن غض الطرف عنهم، ومن كان يرى الجريمة ولم يحرك ساكنا، أو متحمسا لأندلس أخرى، يموتون كل سنة آلاف المرات؛ فليس الميت من يقتل بالسلاح فحسب، ولكن أيضا من يقتله الحقد ويقتله التاريخ والعار الذي يتسربل به مدى الدهر.<BR><BR><font color="#ff0000"> حقيقة الجريمة: </font><BR> لقد نفذت القوات الصربية المدعومة ماديا وعسكريا من بلغراد وبشكل مباشر، جريمة قتل آلاف الناس الأبرياء، بعد تجريدهم من أسلحتهم من قبل الأمم المتحدة في عهد بطرس بطرس غالي، بزعم تولي الدفاع عنهم فيما كان يعرف إبان الحرب بالمناطق الآمنة التي لم تكن آمنة أبدا. الأمر الذي ينفي مقولة الحرب الأهلية، أو حتى الصراع العرقي، ويثبت الهوية الحقيقية للحرب والحرب "الحضارية" التي تسكن الغرب منذ القدم في بعدها الأوسع، كما هي بالنسبة للصرب أيضا التوسع على حساب جماجم الآخرين لإقامة صربيا الكبرى عبر استراتيجية الارض المحروقة ، والإبادة الجماعية ، والإزالة العرقية ، ومحو كافة الآثار الثقافية للآخرين بما في ذلك المقابر فضلا عن أماكن العبادة والرموز الحضارية الأخرى .<BR> وكانت هذه الاستراتيجية التي وضعتها الأكاديمية الصربية للعلوم مطلع تسعينات القرن الماضي، ونفذها الجيش الصربي بحماس شديد ، تحت قيادة الرئيس اليوغسلافي الاسبق سلوبودان ميلوشيفيتش ، قد خلفت مآسي كبيرة ولا سيما في البوسنة، 200 ألف قتيل منهم 10 آلاف في سريبرينتسا لوحدها، و150 آلف معاق، واغتصاب ما بين 30 و 50 ألف إمرأة ، ومليوني مهجر ودمار قضى على 90 % من البنية التحتية للبلاد .<BR><font color="#ff0000">سريبرينتسا في مرمى النار: </font><BR> وقد كانت سريبرينتسا من الأهداف الأولى للصرب منذ اندلاع الحرب في البوسنة في 6 أبريل 1992 فكانت تتعرض للقصف والحصار من قبل الجيش الصربي باستمرار وأسفر عن ذلك موت الكثير من الاطفال وكبار السن بسبب سوء التغذية وانعدام الادوية فضلا عن الموت بشظايا القنابل الصربية التي كانت تمطرهم صباح مساء .<BR>ويقدر ضحايا المدة ما بين 1992 و 1993 في سريبرينتسا لوحدها بنحو 3 آلاف ضحية من المدنيين، الأمر الذي دفع المجتمع الدولي وتحت ضغط الرأي العام ووسائل الإعلام التي كانت تنقل ما يجري في معصرة الدم البوسنية كما سماها أحد الصحافيين آنذاك، إلى وضع سريبرينتسا تحت الحماية الدولية إلى جانب 4 مناطق أخرى هي جوراجدة شرق البوسنة وسراييفو العاصمة وبيهاتش شمال غرب البوسنة وموستار جنوب شرق البلاد، وقامت الأمم المتحدة بنزع أسلحة سكان مدينة سريبرينتسا البسيطة التي كانوا يدافعون بها عن أنفسهم في وجه جيش كان يعد الرابع في أوربا من حيث القوة، إذ كان يتفوق على جيوش عدد من الدول الأوروبية من بينها ايطاليا على سبيل المثال. لكن ذلك لم يمنع الجيش الصربي من مواصلة قصفه للمدينة ولا سيما في شهر يونيو من سنة 1995 بعد وصول تعزيزات له من بلغراد وخاصة قوات أراكان وفرقة العقارب العسكرية الصربية وغيرها من القوات النظامية وغير النظامية، كما شوهدت طائرات صربية تحط بالقرب من مواقع الجيش الصربي محملة بالمؤن والاسلحة والذخيرة والمقاتلين.<BR> وفي تلك الفترة كانت هناك قوات أوكرانية مكلفة بحماية مدينة سريبرينتسا وسكانها البالغ عددهم أكثر من 90 ألف نسمة، وكانت تقوم بالرد على القصف الصربي بمثله وأكثر، لكن الأمم المتحدة أصدرت أمرا بسحب القوات الأوكرانية وتعويضها بكتيبة هولندية لم تقم بالرد على القصف الصربي كما كانت تفعل القوات الأوكرانية.<BR> وفي 10 يوليو 1995 اشتد القصف على سريبرينتسا، وأرسل سكان المدينة نداءات استغاثة دون أن تلقى استجابة فعلية من قبل المجتمع الدولي فقد كان حلف شمال الأطلسي مقيدا ببروتوكول يمنعه من القيام بغارات جوية ضد مواقع الصرب دون إذن من الأمم المتحدة، والتي كانت تفضل التفاوض مع الصرب بدل الرد عليهم بنفس الأسلوب الذي يستخدمونه في تحقيق أهدافهم التوسعية، تحت تأثير نفوذ بطرس غالي ومجموعة تفكر بمثل تفكيره.<BR> وفي 11 يوليو دخلت القوات الصربية سريبرينتسا، ولجأ بعض الأهالي للقوات الهولندية التي رفضت إدخالهم لمواقعها، كما منعتهم من استخدام أسلحتها عندما حاول بعض الشباب الاستعانة بمدفع رشاش هولندي لتأمين فرار النساء والأطفال قبل وصول القوات الصربية للموقع، في حين توجه الكثيرون إلى الغابات للنجاة من الموت وفي طريقهم إلى توزلا ( 120 كيلومتر شمال سراييفو ) سقط الآلاف منهم في أيدي القوات الصربية التي قتلتهم بالجملة رميا بالرصاص وهم عزل مقيدي الأيدي والأرجل، ودفنوا بعد ذلك في مقابر جماعية.<BR>وساعد القوات الصربية في ذلك سيارات وملابس القوات الهولندية فقد استباحوا ملابس وأسلحة وسيارات قوات الأمم المتحدة المكلفة بحماية سريبرينتسا وسكانها وخدعوا بذلك الأهالي فأوقعوا الكثير منهم في الأسر والقتل والمقابر الجماعية ، حيث كانوا ينادونهم باسم الامم المتحدة لغة وهيئة ( ملابس وسيارات ) بينما هم صرب قتلة. ورغم ذلك تمكن الآلاف من الوصول إلى توزلا ورواية ما حدث لهم في سريبرينتسا، وفي الطريق، وكيف اضطروا لأكل الأعشاب وورق الأشجار، وكيف نجوا بأعجوبة من الموت المحقق، وكيف رأوا الصرب وهم يستخدمون سيارات الأمم المتحدة، وموقف القوات الهولندية.<BR> وأدانوا كل العالم، بما في ذلك الأقمار الصناعية التي كانت تصور ما يجري، والبعض يؤكد بأن الصور التي عرضت في الفترة الماضية في قاعة محكمة لاهاي عن عمليات الإعدام في الغابات ليست سوى صور الأقمار الصناعية، والقوات الدولية ، والجنرال الفرنسي موريون قائد القبعات الزرقاء ، والأمم المتحدة ، وحلف شمال الأطلسي الذي برر تقاعسه برفض الأمم المتحدة التي كان يوجهها بطرس غالي ومن وراءه.<BR> وعندما وصل الناجون من المجزرة إلى توزلا وتم وضعهم في مخيمات بمطار المدينة كان الصحافيون الذين يرغبون في الحديث للناجين يضطرون للتوقيع على وثيقة يلتزمون فيها بعدم نقد الأمم المتحدة ، وهذا ما حدث معي ومع كل الصحافيين الذين وصلوا إلى هناك بعد الكارثة مباشرة لتغطية الأحداث . <BR><font color="#ff0000"> 12 سنة على المجزرة: </font><BR>وبعد 12 سنوات من مجزرة سريبرينتسا التي هزت مشاعر الملايين من المسلمين في العالم لا تزال أصداء تلك المجزرة حية ولا تزال تتردد عبر محاكمة الجنرالات الصرب أمام محكمة جرائم الحرب في لاهاي، وعبر اعترافات و شهادات المشاركين في المجزرة من فرقة العقارب وغيرها من المنظمات المشاركة في أكبر مجزرة عرفتها أوروبا بعد الحرب العالمية الثانية، والتي تشمل متطوعين من روسيا والبلطيق وأوروبا الشرقية، بل طالت قوات الأمم المتحدة لحفظ السلام في البوسنة أثناء الحرب، ومن ذلك القوات اليونانية التي تلاحقها اتهامات بالمشاركة في مذبحة سريبرينتسا، حيث قام الادعاء العام في أثينا بفتح تحقيقات بتوصية من البرلمان اليوناني بعد تصريحات لوزير العدل بهذا الخصوص.<BR>ولا تزال أصداء مذبحة سريبرينتسا تتردد من خلال المقابر الجماعية التي يتم اكتشافها تباعا في البوسنة والدول المجاورة ولا سيما صربيا، وعبر عمليات إعادة دفن عدد من الضحايا الذين يعثر عليهم داخل المقابر الجماعية في ذكرى الكارثة ومن ذلك إعادة دفن 465 من ضحايا سريبرينتسا 11 يوليو بحضور أكثر من 30 ألف نسمة، من سكان البوسنة وعدد من الشخصيات الدولية من بينهم ممثلة هيئة الادعاء بمحكمة جرائم الحرب في لاهاي.<BR>وبذلك يعود الأحياء والأموات كما ترسمها فلسفة الحياة والموت إلى سريبرينتسا في ذكرى الكارثة. وكان عدد الضحايا الذين تم دفنهم حتى الآن في مناسبات سابقة 2907 ضحايا عثر عليهم في مقابر جماعية ولا يزال الميئآت ينتظرون دورهم في المناسبات القادمة.<BR> وكان ما يزيد عن 20 ألف ضحية عثر عليهم داخل مقابر جماعية قد تم إعادة دفنهم في أوقات سابقة، كما تم إقامة متحف يروي تفاصيل المجزرة إضافة لمتحف متجول يجول العالم وهو الآن في واشنطن (تاريخ نشر الموضوع) وبعد سيتوجه لسالسبورغ ، وهكذا ... وغرفة سوداء تحمل أسماء الضحايا، وعقدت ندوة حول رواية اسنام تاليتش " رواية في سريبرينتسا " والتي ترجمت إلى 32 لغة في العالم.<BR>وبذلك ستحيى سريبرينتسا في الذاكرة ملهبة المشاعر والقرائح ، وستتواصل عودة الأحياء والأموات معا إلى سريبرينتسا ليستقروا هناك جميعا، فالإبادة غيرت اللحظة لكنها لم تحول نهر الحياة الزاخر بالتجدد والتكاثر، ولم تغير معالم سريبرينتسا إلى الأبد، فالأحياء يعودون إلى مدينتهم بوجوه جديدة وأجيال جديدة، مصممة على العودة وعلى البقاء والنماء. <BR><font color="#ff0000"> كلمات لها صدى: </font><BR> لقد أدى المشاركون في إحياء الذكرى الثانية عشرة، صلاة الجنازة على الضحايا خلف رئيس العلماء في البوسنة الدكتور مصطفى تسيريتش، واستمعوا لآيات من الذكر الحكيم وأناشيد تذكر بما جرى في سريبرينتسا. وقال (رئيس بلدية سريبرينتسا) عبد الرحمن مالكيتش الذي ألقى كلمة بالمناسبة " سريبرينتسا رمز الإبادة ... وعار على العالم المتحضر " وطلب عدم التصفيق على كلمات الحضور أما عضو مجلس الرئاسة البوسني حارث سيلاديتش فقد فقد ذكر بأن " 11 يوليو إحياء لذكرى جميع الضحايا في البوسنة وليس سريبرينتسا فحسب " وقال: " سنعمل جميعا على عدم تكرار ما حدث ..." وتابع " العالم سيساعدنا على بناء البوسنة حتى لا تبقى كما أرداها من قاموا بالمذابح " وكان ما يقرب من ألفي مشارك قد نظموا يوم 8 يوليو مسيرة على الأقدام إلى بلوتتشاري وقطعوا ما يزيد عن 100 كيلومتر ليصلوا يوم 11 يوليو إلى سريبرينتسا للمشاركة في إحياء الذكرى 12 للمذبحة مع ما يزيد عن 30 ألف مشارك قدموا من مختلف أنحاء البوسنة، بالإضافة إلى ضيوف من دول مختلفة والسفراء المعتمدون في البوسنة وممثلي محكمة جرائم الحرب في لاهاي، بمن فيهم <font color="#0000FF">ممثلة هيئة الادعاء كارلا ديل بونتي التي لم يتم الترحيب بها، بعد اتهامها على يد زملاء لها بإخفاء وثائق مهمة كان بإمكانها إدانة صربيا بالضلوع في جرائم الإبادة التي عرفتها البوسنة على يد الصرب. </font><BR> وكان عدد كبير من الأهالي قد وقفوا يوم 10 يوليو على حافتي الطرق التي مر بها موكب التوابيت التي تحمل جثامين 465 ضحية في طريقها إلى بلوتتشاري حيث لم يستطع الكثيرون التحكم في مشاعرهم فانفجروا بالبكاء ولا سيما النساء و بالأخص أهالي الضحايا. وقالت رامزا ابراهيموفيتش "لموقع المسلم " وهي تجهش بالبكاء: " الآن أشعر بأني فقدت ابني للتو بعد رؤية التابوت المكتوب عليه اسمه " وبنفس الحرقة تحدثت، زينة موييتش " كان الابن الوحيد، ومعه فقدت والده وصهري، لم يبق لي أحدا " أما حنيفة جوكاز فقد عثرت على ابنها ولكن في مقبرة جماعية بينما لا يعرف مصير ابناها الآخران.<BR><font color="#0000FF"> لكن السؤال الذي يردده الجميع هو لماذا وبعد مضي 12 سنة على المجزرة لا يزال أكبر المتهمين بتنفيذها الجنرال راتكو ملاديتش ورادوفان كراجيتش قائدا صرب البوسنة سابقا مطلقي السراح ؟ </font><BR><BR><font color="#ff0000"> صربيا تعترف: </font><BR>لقد اعترفت السلطات الصربية في بلغراد بحصول إبادة في سريبرينتسا أثناء اجتياح القوات الصربية المدعومة من نظام سلوبودان ميلوشيفيتش السابق لإقليم سريبرينتسا في يوليو سنة 1995. جاء ذلك في ختام مؤتمر دولي عقد في مركز " سافا " ببلغراد والذي حضره ممثلون عن محكمة لاهاي و منظمة الأمن والتعاون الأوروبي وبمشاركة سفارتي ألمانيا والدانمارك في بلغراد بالإضافة لممثلين عن الحكومة الصربية. و قالت رئيسة منظمة " نساء ضحايا الحرب " باكيرة هاسيتشيتش " لموقع المسلم " " الجناة لديهم أسماء وألقاب وعلى حكومة صربيا أن تحددهم وإلا فمعنى ذلك أن المتورطين بالآلاف وهذه هي الحقيقة " <font color="#0000FF">وكان تقرير قد رصد 17 ألف اسم ممن شركوا في جريمة سريبرينتسا من الصرب من بينهم أكثر من 800 من الصرب الذين يتولون مسئوليات مختلفة. </font><BR> وقال ميرصاد توكاتشا من معهد جرائم الحرب في سراييفو " لموقع المسلم " " بعد عرض فيلم يروي قصة إعدام ستة فتيان يتظاهر الكثير من الصرب بالصدمة بينما شارك 70 % من الصرب في الإبادة و منذ سنة 1992 وليس في يوليو 1995 فحسب " وقال " الرئيس الصربي بوريس طاديتش يعلم ما حدث باسم صربيا وعليه تحمل النتائج " . <BR><font color="#ff0000"> أوضاع أهالي سريبرينتسا اليوم: </font><BR>لا يزال أهالي سريبرينتسا يشتكون من فقدانهم لشروط الحياة الطبيعية، سواء من الناحية الأمنية، أو الاقتصادية وغيرها، وقد دفع ذلك المئات منهم إلى ترك سريبرينتسا ونصب خيام حول سراييفو للفت أنظار العالم لمأساتهم، فرغم الضريبة الباهظة التي دفعوها من أرواحهم في سبيل أن يعيشوا أحرارا في وطنهم إلا أن ( العالم ) يبدو أنه مصمم على الانتهاء منهم حربا وسلما.<BR> وقد تظاهر المئات من سكان سريبرينتسا في سراييفو قبيل الذكرى 12 للمجزرة احتجاجا على أوضاعهم المزرية والمطالبة بحقوقهم المسلوبة، وفق الشعارات التي رفعوها يوم الثلاثاء 17 أبريل. وكان ما لا يقل عن 50 أسرة من سكان سريبرينتسا قد نزحت إلى سراييفو، لتقيم في خيام نصبت لهذا الغرض، وكتب عليها " ضحايا الإبادة في سريبرينتسا "وقال شامل دوراكوفيتش (رئيس جمعية المطالبة بوضع خاص لسريبرينتسا) " لموقع المسلم ": هذه رسالة للعالم بأننا لا زلنا نطالب بحقوقنا كاملة في سريبرينتسا " وتابع " لن نتوقف عن المطالبة بحقوقنا وسنبقى هنا إلى أن يتم الاستجابة لها ". ويشكو أهالي سريبرينتسا " من الحرمان من العمل، ومن الظروف المعيشية الصعبة وفقدان البنية الأساسية كالمدارس والمستشفيات والطرق والأمن ".ويطالبون " بوضع خاص لمدينتهم بحيث تصبح خارج السيطرة الإدارية لصرب البوسنة بعد تأكيد محكمة العدل الدولية على حدوث إبادة من قبل الصرب في سريبرينتسا " . <BR><font color="#ff0000"> العالم أغمض عينيه: </font><BR> من جهته قال عضو مجلس الرئاسة البوسني الدكتور حارث حارث سيلاجيتش: إن " العالم أغمض عينيه لعدة سنوات عما كان يجري في البوسنة من مذابح بحق المسلمين ، ولم يتحمل مسؤوليته تجاه ما كان يحدث كما يفعل اليوم عند الحديث عن الإصلاح المطلوب ".<BR>وتابع إن " تورط فرق عسكرية صربية مثل فرقة العقارب في مذابح سريبرينتسا دليل على ما كنا نؤكده من أن ما كان يحدث في البوسنة عدوان صربي على البوسنة ، أدى إلى سقوط 200 ألف قتيل من بينهم 10 آلاف برئ أعزل في سريبرينتسا " و قال البعض يطالبنا بان لا نصدق أعيننا وعلينا أن نثق بما يقولون ولكن كل شيء كان معلوما ومسجل في أشرطة وعبر الأقمار الاصطناعية وفي المعتقلات " و قال إن " جهات دولية لا تريد أن تصدق ما رأينا نحن فحسب بل رأت هي أيضا عبر وسائلها المختلفة "، وتابع " كانت تلك الجهات تنظر للإبادة على أنها شأن داخلي ولكن ما كان يحدث في الداخل هو مشكلة السكان أنفسهم ولذلك تم الاعتراف بما أسفرت عنه تلك الإبادة وما تم بقوة السلاح وهذا ليس من العدل " وذكر بأن " الصرب مارسوا عمليات الإبادة؛ لأنهم كانوا يدركون أن الجهات الدولية لن تتدخل للدفاع عن الضحايا ولذلك فإن الجهات الدولية على علاقة بما حدث للفتيان الستة والآلاف غيرهم في سريبرينتسا " وأشار إلى أن "أهالي سريبرينتسا منعوا بقرارات دولية من الدفاع عن أنفسهم بعد أن سحبت أسلحتهم التي كانوا يدافعون بها عن أنفسهم لمواجهة هجمات الصرب المعتدين " ودعا " الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي والناتو وقوى المجتمع الدولي لعدم الوقوف مكتوفي الأيدي تجاه دعم مسيرة الإصلاح في البوسنة كما وقفوا متفرجين على مسيرة الدم التي دامت 4 سنوات في البوسنة "، وعن المسؤولين الصرب في البوسنة قال " بالتأكيد هم القوى السياسية التي ساندت الإبادة في البوسنة وعمليات الإزالة العرقية وبالتالي لا ينتظر منهم أن يساندوا الإصلاحات " <BR><font color="#ff0000"> السجلات المفتوحة: </font><BR>كان (رئيس اللجنة البوسنية للبحث عن المفقودين) عمر ماشوفيتش ورئيس الهيئة الخاصة بضحايا سريبرينتسا قد أعلن في وقت سابق عن أسماء ضحايا التراجيديا في سريبرينتسا، وقال ماشوفيتش: "إن الأرقام الأولية للضحايا تفيد بأن هناك 8،106 ضحية ، وهناك 6 أسماء يتوجب التأكد منها ، كمل توجد المئات من الأسماء الأخرى التي يجب ضمها للقائمة بعد التأكد من أنهم بالفعل من سكان سريبرينتسا " مما يؤكد بأن الرقم المعلن والذي تسوقه وسائل الإعلام المختلفة في كل مناسبة وهو الثمانية آلاف ليس رقما نهائيا. <BR>وقال ماشوفيتش في اتصال هاتفي أجراه معه " موقع المسلم ": إن " عدداً كبيراً من سكان القرى لجأ إلى سريبرينتسا هربا من الإبادة ولكنهم لقوا حتفهم بعد اجتياح القوات الصربية للمدينة في يوليو 1995 " و تابع " هذه الأرقام وهذه الحقائق يجب أن تعلمها الأجيال القادمة حتى لا تتكرر الكارثة مرة أخرى " وأشار إلى أن الأرقام التي تم تثبيتها في السجلات الخاصة بمجازر سريبرينتسا تمت بالتعاون مع المنظمة الدولية للبحث عن المفقودين ومنظمة الصليب الأحمر الدولي " بيد أنه أكد على أن " السجل لن يغلق أبدا لأن هناك عددا كبيرا من الضحايا لم يتم الإعلان عنه من قبل ذويهم لأنهم قتلوا جميعا " .<BR> وقال: "إن آلاف الضحايا لا يزالون ينتظرون إلقاء القبض على رادوفان كراجيتش وراتكو ملاديتش وغيرهم من القادة العسكريين ومحاكمتهم على الجرائم البشعة التي ارتكبوها " وواصل " لا يزال آلاف المهجرين ينتظرون العودة إلى بلدتهم ، فعدد الذين قتلوا في المجزرة أكبر من العدد الذي عاد إليها نرجو أن يرتفع عدد الأحياء وتمتلئ المدينة من جديد بسكانها " ومضى يقول " تكمن المشكلة الأساسية في الحصول على المعلومات الضرورية من الشهود، وكثير من الصرب يرفض التعاون مع السلطات المختصة ونحن نعلم أن المنطقة لا تزال مليئة بالمقابر الجماعية التي تضم آلاف القتلى " وأضاف " يرفض سكان المدن التي لجأ إليها أولئك المجرمون مساعدتنا والتعاون معنا لإلقاء القبض عليهم لكن موقفهم المتصلب هذا يزيد الحسرة والألم في قلوب أمهات الضحايا وأقاربهم ، نساء سريبرينتسا يتساءلن ليل نهار عن مصير أزواجهن و أبنائهن وأشقائهن " .<BR><br>