(العالم الإسلامي ... عوامل النهضة وآفاق البناء).. استعراض للتقرير (الارتيادي) السنوي
28 جمادى الأول 1428

<font color="#0000FF"> (الديمقراطية الغربية) ليست النظام الأفضل للحكم كما يتوهم العلمانيون العرب</font><BR><font color="#ff0000"> الشيخ ناصر العمر يحذر العلماء الربانيين من تغييب دورهم أو تقاعسهم عن قيادة الأمة</font><BR><font color="#0000FF">الشيخ أحمد الصويان : التقرير يستشرف الرؤى والاستراتيجيات في العديد من قضايا العالم الإسلامي والعمل الإسلامي والعلاقات الدولية </font><BR><font color="#ff0000">المقاومة العراقية في حاجة إلى حل إشكالات المستقبل ...وانهيار المحاكم الإسلامية يؤجج الصراع في القرن الأفريقي</font><BR><font color="#0000FF"> مشكلة الأقليات في العالم الإسلامي مستحدثة ومفتعلة، والتحريض الأجنبي يقف خلفها</font><BR><BR><BR><BR>جاء الإصدار الرابع من التقرير الارتيادي – الاستراتيجي – السنوي , الذي تصدره (مؤسسة البيان) بعنوان (العالم الإسلامي ... عوامل النهضة وآفاق البناء) , ليتعرض بالنقد والتحليلي ومحاولة استشراف المستقبل لقضايا الأمة الإسلامية , التي تواجه الهجمات المتتابعة التي تنهال عليها , وسط تحديات كبيرة متزايدة، وفي ظل مرحلة مخاض صعبة تحمل مبشرات النهضة المرجوة، ويأتي هذا الإصدار من التقرير الاستراتيجي , ليسهم في وضع أسس النهوض بالأمة ويرسم خطط البناء مسترشدا بالأصول والمبادئ الإسلامية. <BR>وقد أكد الشيخ أحمد الصويان (رئيس تحرير التقرير ورئيس تحرير مجلة "البيان" ): أن التقرير بدأ إصداره منذ عام 1424 هـ 2003 م,كتقرير ارتيادي سنوي يقدم مجموعة من الرؤى والاستراتيجيات في العديد من قضايا العالم الإسلامي والعمل الإسلامي والعلاقات الدولية ويهدف لترشيد الرؤى الإسلامية في القضايا المعاصرة، ويوجه إلى أصحاب القرار والنخبة المثقفة خاصة العاملين في مجالات الدعوة والسياسة والإعلاميين، فضلا عن محاولته إبراز جانب النظرية الإسلامية في المنهج الإسلامي.<BR><font color="#ff0000">استراتيجيات المواجهة</font><BR>وقد أشرف على إعداد التقرير هذا العام المركز العربي للدراسات الإنسانية بالقاهرة, بالتعاون مع (مجلة البيان) – وقد أسهم في تقديم بعض استراتيجيات المواجهة وكشف ملامح النهوض في وقت تعاني فيه امتنا الإسلامية من أزمة هوية حقيقة تتعمق في ظل التحديات الكبيرة داخليا وخارجيا والتي تعمل كمعاول هدم في بنيان حضارتها.<BR>وتضمن التقرير الذي يقع في أكثر من خمسمائة صفحة , خمسة أبواب رئيسية , يعالج من خلالها العديد من القضايا السياسية والفكرية والاقتصادية التي تركت آثارها العميقة في دول العالم الإسلامي، وملقيا الضوء على أهم التحديات الحضارية التي تواجه المسلمين وتعرقل مسيرة العمل الإسلامي، مع تقديم العديد من الرؤى الاستشرافية في محاولة لترشيد سير الأمة على طريق النهضة وإكمال عوامل البناء.<BR><font color="#ff0000">دور العلماء الربانيين</font><BR><font color="#0000FF">وقد احتوى التقرير على بحث علمي منهجي للدكتور ناصر بن سليمان العمر (المشرف على موقع المسلم) بعنوان </font> (دور العلماء في قيادة الأمة) تناول فيه دور العلماء ومسؤوليتهم تجاه الأمة وأزمتها الحالية، ويرصد الأدوار المطلوبة منهم للمشاركة الريادية في ترشيد الصحوة وما تواجهه من تحديات حالية ومتوقعة، فضلا عن دورهم في توجيه الجماهير، خاصة حال النوازل.<BR>وقد أكد الشيخ ناصر العمر على دور العلماء العظيم في قيادة الأمة، ينبع من علمهم المقترن بالعمل، فهم "ورثة الأنبياء"، يرثونهم في العلم والعمل، يقتدون بهم في السرِّ والعلن، يلتزمون منهجهم في الغضب والرضا، فيدعون مَنْ ضلَّ إلى الهدى، ويصبرون منهم على الأذى، ويبصِّرون بنور الله تعالى أهل العمى.<BR><BR>وقال : وبقدر أهمية العلماء الربانيين وحاجة الأمة إليهم يتبين حقاً خطر غياب دورهم أو تغييبه، فإن الثغرة التي هم عليها لا يسدُّها غيرهم، فعليهم أن يتقدموا لسدِّ هذه الثغرة، وأن يتولُّوا زمام المبادرة بأنفسهم، وأن يكونوا قريبين من الناس قبل الفتن وفي أثنائها، وأن لا ينتظروا أن تأتيهم الفرص وهم قاعدون.<BR>وأضاف في بحثه : إن العلماء متى تأخروا تقدم غيرهم ممن ليس أهلاً لسدِّ مكانهم، ولا بدَّ للناس من قادةٍ يرشدونهم ويوجِّهونهم "حتى إذا لم يجد الناس عالماً اتخذوا رؤوساً جهالاً فسألوهم فأفتوهم بغير علم فضلُّوا وأضلُّوا"<BR>وحذر الدكتور ناصر العمر من تغييب العلماء دورهم بأنفسهم، فقد يقع ذلك من حيث يظن العالم أن هذا هو مقتضى الثبات وعدم التأثر بالواقع، بينما هو في حقيقته نوعٌ من الانغلاق والانكفاء على الذات، فالمراد من العالم أن يقوم بما يستطيع، وهو معذورٌ فيما لا يحسن، فإن قدِر يكون المرجو منه شمولية الأهداف والمشاريع، وإصلاح واقع الأمة بكل مجالات ذلك الواقع واتجاهاته.<BR>وقال : لا يزال المطلوب من العلماء كثيراً، والمهمة الملقاة على عاتقهم عظيمة، ولابد أن توجيهاتهم تكون مقوماً لما اعوج من حال الأمة، ململماً لما تبعثر منها، موجهاً لها إلى حيث تعظم الحاجة، وعلى الشباب والدعاة عدم إغفال رأي أهل العلم، والحرص على استنباط الصواب بمشورتهم، ولعل مما يتوجب على أهل العلم أن يتعدى دورهم حال النوازل أكثر من مجرد إصدار بيان على أهمية البيان للأمة إلى اقتراح المشاريع والبرامج العملية التي يرونها كفيلة بمعالجة النازلة أو احتواء آثارها، والمشاركة في تلك البرامج والمشاريع، ومراقبة خط سير الأمة على المنهج الأقوم، حتى لاتدفع النوازل الطارئة إلى خروج عن الصراط المستقيم فضلا عن الاستعداد لكل منافق قد يطل بقرنه أثناء النازلة.<BR><font color="#ff0000">النظرية والفكر</font><BR>وخصص الباب الأول من التقرير لـ"النظرية والفكر" ليعالج قضايا فكرية وسياسية هامة بدأت بدراسة "النقد الغربي للفكرة الديمقراطية" بعدما أضحت الديمقراطية في العالمين العربي والإسلامي مفهوما مثاليا يسمو على كل نقد، رغم أن الديموقراطيةـ في النظرية وفى التطبيق ـ لم تعبر دائما عن حقيقة الإدراك أو الواقع السياسي الغربي، وأنها حتى هذه اللحظة لم ترق إلى مستوى المثالية في التنظير أو الاستمرارية والمصداقية في التطبيق.<BR>وقدمت دراسة "رؤى شرعية في الدراسات المستقبليّة" محاولة لتأسيس نظرة جديدة في التعامل مع المستقبل بناء على المحددات الشرعية والأصول السننية التي يؤدى إغفالها إلى نتائج كارثية في تاريخ الأمم. <BR>في بابه الثاني ينتقل التقرير إلى ملفه الرئيس«المقاومة» ليعرض مجموعة من أبرز قضايا المقاومة في العالم الإسلامي <BR>متناولا لها في ست دراسات يبرز من خلال معالجتها آفاق المقاومة ومستقبلها وأهم تحدياتها. <BR> جاءت الدراسة الأولى تحت عنوان " أفغانستان وصعود طالبان" لتقف على النجاحات العسكرية التي غيرت من طبيعة الصراع في أفغانستان، وحالت دون تحقيق مشاريع الاحتلال الأمريكي ومهدت لعودة ممكنة لطالبان.<BR>بينما تناولت الدراسة الثانية واحدة من أهم قضايا المقاومة وأكثرها سخونة «المقاومة العراقية وتحولات المستقبل» لتبرز في أحد محاورها ما حققته المقاومة العراقية من نجاحات وإنجازات؛ وتتعرض في المحور الآخر لموقفها من تحولات المستقبل.<BR><font color="#ff0000">فلسطين ومسيرة المقاومة</font><BR>وأكدت الدراسة الثالثة « فلسطين ومسيرة المقاومة» أن الشعب الفلسطيني انحاز إلى خيار الجهاد والمقاومة في سبيل تحرير أرضه وانتزاع حقوقه، وقدمت قراءة للواقع الفلسطيني تؤكد أن أسهم المقاومة في صعود.<BR>وفي دراسة تالية يناقش التقرير أحد الموضوعات التي أربكت الشارع المسلم مؤخرا وأحدثت نتائجها العديد من التصدعات في بنية بعض المجتمعات المسلمة وهو بحث «حزب الله والمشروع الإقليمي الإيراني» ليتناول بشيء من التفصيل علاقة حزب الله بإيران ودوره في خدمة مخططها الإقليمي.<BR>ويُختتم الباب بدراسة" الرسوم الدنمركية... أزمات القيم والهوية وآفاق الفعل الشعبي" لتبرز أهم معطيات أزمة الرسوم وكيفية تفعليها على المستوى الشعبي، وتلقي الضوء على بعض دروس الأزمة كالحاجة إلى مزيد من التـأصيل ومزيد بناء في مجال فقه الاحتجاج الحضاري. <BR><font color="#ff0000">قضايا العالم الإسلامي</font><BR>وفي بابه الثالث "العالم الإسلامي" طرح التقرير -من خلال تعرضه لمجموعة من قضايا العالم الإسلامي- مجموعة من الرؤى المتضمنة للخيارات والبدائل الإستراتيجية في التعامل مع إشكالاتها.<BR>بدأ الباب بدراسة «هل تراجع مشروع إسرائيل الكبرى في فلسطين»لتكشف أن "إسرائيل" تعيش منذ سنوات عديدة أزمة حقيقية تتمثل في تآكل نظرياتها الأمنية، حيث عجزت عن توفير الحماية لجيش عملاق تراجع أمام من مجموعة من مقاتلي المنظمات المسلحة.<BR> وتحت عنوان «العلاقات الأمريكية الإيرانية...الوجه الآخر » أشارت الدراسة لحقيقة العلاقات الخفية والتفاهمات والتعاون بين أمريكا وإيران، وأكدت أن كل منهما ينطلق في التعامل من مصالحه الإستراتيجية؛ معتبرة أن التحالف بينهما هو أهم أحداث القرن الواحد والعشرين.<BR>وتحلل دراسة «التدخل في السودان وأثره عربياً وإفريقياً» الأزمة السودانية بمختلف أبعادها الداخلية والخارجية والانعكاسات المترتبة عليها، بالإضافة إلي استشراف آفاق المستقبل في ظل التدخلات الخارجية والوضع الداخلي المتأزم.<BR>وتأتي دراسة « المحاكم الإسلامية في الصومال ومستقبل القرن الأفريقي» لتحاول الكشف عن حقيقة الواقع الصومالي ومستقبل الأوضاع في تلك المنطقة الشديدة الأهمية في ظل الصعود والانهيار السريع للمحاكم الشرعية، وتأثير ذلك على دول القرن الإفريقي.<BR><font color="#ff0000">الأقليات في الصراع</font><BR>بينما تؤكد دراسة «استخدام الأقليات في الصراع مع العالم الإسلامي» أن مشكلة الأقليات مستحدثة أو مفتعلة، وبها قدر هائل من التحريض الأجنبي وأنها في الحقيقة لم تظهر إلا في إطار الصراع مع الغرب.<BR>ورصدت دراسة « ظاهرة الهجوم على الحجاب» تصاعد الظاهرة في العالم العربي متزامنة مع صعودها غربيا، ومن خلال مناقشة أبعادها المختلفة في سياقاتها التاريخية والسياسية والثقافية والفكرية، تبرز الظاهرة كنموذج من التدافع المتعدد الساحات والواجهات بين الإسلام والغرب.<BR><font color="#ff0000">البورصات والتجربة العربية</font><BR>وتلقي دراسة«الآثار الاقتصادية والاجتماعية لبورصات الأوراق المالية-التجربة العربية» الضوء على مخاطر التعاملات غير المدروسة داخل البورصات العربية، وتعريض الاقتصاد الوطني للأخطار في ظل ممارسات يتجاوز أثرها الجانب الاقتصادي إلى النواحي الاجتماعية.<BR>ويختتم الباب بدراسة « المغرب العربي: التفاعلات المحلية والإقليمية والإسلامية» في محاولة للوقوف عند عناصر التكامل والاندماج، وكذا عناصر الإخفاق والضعف، ومختلف الأبعاد الإقليمية والدولية المحيطة بالمنطقة وذلك بغية استشراف مستقبل المغرب العربي داخل خريطة العالم الإسلامي.<BR>ويستعرض التقرير في بابه الرابع "قضايا العمل الإسلامي" ثلاث دراسات هامة تتعلق بعوائق وتحديات أدت الغفلة عنها إلى العديد من السلبيات داخل الصف الإسلامي، ويطرح الباب من خلال تناوله لتلك القضايا مجموعة من الرؤى المتضمنة للخيارات والبدائل في التعامل مع إشكالاتها. <BR>جاءت دراسة "دور العلماء في قيادة الأمة" لتبين خطر غياب دور العلماء أو تغييبه على مستوى الأمة، مما يتوجب معه على أهل العلم أن يتعدى دورهم حال النوازل أكثر من مجرد إصدار بيان على أهمية البيان للأمة، إلى اقتراح المشاريع والبرامج العملية التي يرونها كفيلة بمعالجة النازلة أو احتواء آثارها.<BR>ودعت دراسة تالية عن مخاطر "ما بعد الحزبية" إلى تصحيح وجهة الجماعات في اتجاه ما بعد الحزبية وكذا التوجه نحو التطوير والتعديل في أطر العمل الجماعي, مع الاستمرار في التوسع خارج إطار الجماعات أو في تجمعات من نوع جديد.<BR><font color="#ff0000">الإسلاميون والعمل السياسي</font><BR>وقدمت دراسة "الإسلاميون والعمل السياسي" أبرز ملامح مسيرة الإسلاميين إلي السلطة عن طريق استلهام التجارب الخاصة بالحركات الإسلامية في عدد من البلاد العربية في السنوات الأخيرة، لتؤكد على أنه في بعض الدول العربية قد يكون من الأوفق التحول من هدف " المغالبة " الذي يسعى مباشرة إلى السلطة، إلى هدف " المدافعة " الذي يعرقل جهود الفساد والإفساد وينأى بالأمة عن دينها ويُصَعِّب مهام التغيير لاحقا.<BR><font color="#ff0000">الصعود الديني في الغرب</font><BR>وأخذت «العلاقات الدولية» موضعها كعنوان للباب الخامس والأخير في التقرير محتوية على موضوعين يتناول الأول ظاهرة «الصعود الديني في الغرب والعلاقة مع العالم الإسلامي» وهي دراسة تقرر أن الصعود الديني في الغرب يعود على الأمة الإسلامية بالصراعات، وأن تلك الحروب التي تقام ضد العالم الإسلامي إنما هي نِتاجٌ طبيعي للأفكار العدائية المنبثقة من العقيدة التي تري أن خلاص الغرب المتدين إنما يكمن في شن حروب نهاية الزمان.<BR><BR>بينما تظهر دراسة «التمرد العالمي على الهيمنة الأمريكية» أن محاولة الإدارة الأمريكية لبسط هيمنتها على العالم قد قوبل بموجة عاتية من الرفض الدولي على الصعيدين الرسمي والشعبي.<BR>وسعياً إلى تطوير التقرير انتهج هذا الإصدار نهج سابقه في مقام الوسائل المساعدة فوضع «ملخص» في بداية كل دراسة ليقدم بصورة موجزة أهم محتويات الدراسة من أفكار وعناصر؛ وكذلك أتت "الرسوم التوضيحية والبيانية" لتساعد على تلخيص الفكرة وإظهارها بشكل مشوق، وزيادة في تقريب فهم محتوى الدراسة جاءت «المقتطفات» لتبرز أهم أفكار وعناصر الدراسة، وأخيراً زُيلت كل دراسة ب«معلومات إضافية» لتبين ما أُجمل فيها بشكل معلوماتي موثق.<BR>ويتضمن هذا المختصر تعريفا موجزا بالدراسات في التقرير الرابع عن طريق التعريف بالباحثين، وعرض فكرة كل بحث وملخصه، وأهم ما توصل إليه من نتائج.<BR><BR><BR><br>