هل سيدخل الجيش التركي شمال العراق؟
18 جمادى الأول 1428

هناك مؤامرة أمريكية خسيسة جدا لزج تركيا في مستنقع العراق وهو الأمر الذي فشلت الولايات المتحدة في تحقيقه طيلة سنوات احتلالها للعراق وما تصاعد العمليات التي يشنها عناصر منظمة حزب العمال الكردستاني ضد المدنيين والعسكريين الأتراك واستفزازات زعماء الأكراد في شمالي العراق لتركيا إلا جزء من هذه المؤامرة لتشتيت أفكار تركيا ودفعها للاستسلام إلى غضبها لتحقيق هذا المأرب الأمريكي.كل السيناريوهات الأمريكية تفضي إلى نتيجة واحدة وهي تمهيد وتهيئة الأجواء اللازمة لتدخل تركي في العراق.<BR><BR><BR>المراقبون السياسيون الأتراك يرون بأن إمكانية دخول الآلاف من الجنود الأتراك إلى العراق اقتربت في الوقت الحالي أكثر من أي وقت مضى من تحولها إلى حقيقة قائمة على الرغم من صدور التحذيرات من الولايات المتحدة إلى أنقرة بعدم المضي قدما في خطتها في هذا الشأن حيث تنامى في الآونة الأخيرة الجدل داخل تركيا بشأن توجيه ضربة عسكرية قاصمة لمقاتلي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق إذ يطالب العديد من المواطنين والمسئولين الأتراك الجيش التركي بضرب حزب العمال الكردستاني من العمق في شمال العراق حيث يتخذ العديد من مقاتلي الحزب من تلك ‏المنطقة ومن جنوب تركيا أيضا قاعدة لهم.<BR>سياسيا،أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب إردوغان بأن البرلمان على استعداد تام لتقديم كل الدعم اللازم في حال طلب الجيش فعليا الحصول على إذن للقيام بعملية عسكرية ما وراء الحدود.ووصف المحلون السياسيون تصريحات إردوغان المفاجئة بأنها محاولة لكسب الأصوات الشعبية مع اقتراب الانتخابات التشريعية ينفي فيه المسئولية عن حكومته ويرمي الكرة في ساحة الجيش الذي سبق له وأن أعلن على لسان رئيس هيئة الأركان الجنرال يشار بيوكانيت بأنه (يؤيد القيام بالعملية العسكرية لكنه ينتظر إذنا من الحكومة).وشدد إردوغان على أن اتخاذ تركيا لمثل هذه الخطوة لا يمكن تفسيره على أنه رغم الولايات المتحدة بما أن تركيا دولة عضو في الناتو ومن حقها أن تدافع عن أرضها إذا كانت في خطر.<BR>عسكريا، بعث الجيش التركي بأفواج من التعزيزات العسكرية من الجنود والدبابات والعربات المدرعة إلى الحدود مع العراق.ويقدر عدد الجنود الأتراك المنتشرين على الحدود التركية لعراقية أو ‏بالقرب منها بنحو 150 ألف جندي تركي وخصوصا أن حزب العمال الكردستاني يستعد لشن ‏الهجمات عبر الحدود بعد ذوبان الثلوج على الجبال الواقعة قرب الحدود. ويقول الجيش التركي إن نحو 3800 متمردا يتمركزون حاليا عبر الحدود في العراق وقرابة 2300 داخل أراضيه.<BR>ووفقا للخبير الإستراتيجي التركي "إبراهيم بازان" بأن حكومة حزب العدالة والتنمية من غير الممكن أن تغامر بالدخول في شمال العراق وذلك قبل أسابيع من الانتخابات التشريعية التي ستحدد المستقبل السياسي للحزب الحاكم في الفترة المقبلة إضافة إلى أن أنقرة لا تستطيع التجرؤ بالدخول إلى شمال العراق دون موافقة الولايات المتحدة الأمريكية.ويقول بازان أنه في سياق الاستعداد للانتخابات فإن حزب العدالة والتنمية الذي يتزعمه رجب طيب إردوغان سيستغل الحرب ضد ‏الانفصاليين الأكراد لحشد الرأي العام لمصلحته وتحييد الاختلافات مع المؤسسة العسكرية.<BR><BR><font color="#0000FF">اقتراب العملية العسكرية،،</font><BR>في الوقت الذي أكد فيه المحللين السياسيين الأتراك بأن دعوة حكومة حزب العدالة والتنمية للجيش التركي بالاستعداد لشن عملية عسكرية ضد المتمردين الأكراد في شمال العراق ما هي إلا حملة انتخابية لرفع أسهم الحزب الحاكم في الانتخابات المقبلة توقعت مجلة "أكسيون" الأسبوعية المعروفة اقتراب العملية العسكرية ضد في إشارة منها إلى أن الجيش التركي صعد من مطارداته للانفصاليين فيما عزز من مواقع وحدات الكشف على الحدود التركية العراقية في الأسابيع الأخيرة. <BR>وقالت المجلة أن الجيش استدعى ضباط العمليات الخاصة الذين يملكون خبرة في نقطة النزاع الحدودية فيما تم الأسبوع الماضي دفع مئة من القوات الخاصة إلى داخل شمال العراق لاستكشاف المواقع هناك موضحة أن هذه القوات جمعت معلومات مفصلة عن طبيعة المكان بما وصفته بأنه استباق لتوغل تركي في شمال العراق.<BR>كما نقلت المجلة عن مصادر استخباراتية قولها بأن مجموعة عسكرية اجتازت الحدود العراقية خلال عملية مطاردة الانفصاليين الأكراد وتوغلت خلال يومين على عمق 20 كلم ومن ثم عادت أدراجها سالمة.<BR>وقالت المجلة أن خطة الجيش بالنسبة لعملية عسكرية تقوم على التمركز على شكل فرق صغيرة متفرقة في المواقع القريبة من المخيمات الانفصالية بشمال العراق فيما تقوم طائرات الهليوكوبتر والمقاتلات من طراز أف-16 بقصف المخيمات وبالتالي يتم حشر الانفصاليين ما بين القصف الجوي والحصار البري.<BR>وقالت المجلة "عندما تحين ساعة الصفر وتجهز القوات المسلحة التركية لعملية عسكرية بقوام من سبعة إلى عشرة ألاف جندي فإن طائراتها سوف تقوم بإسقاط مناشير فوق المخيمات تدعو فيه الانفصاليين لتسليم أنفسهم وإذا رفضوا الاستجابة في غضون 20 دقيقة فإنها ستبدأ بالعملية".<BR>واتهم الجيش التركي دوما بشن عمليات ضد حزب العمال الكردستاني الذي خاض خلال 23 عاما كفاحا مسلحا للحصول على الحكم الذاتي في جنوب شرق تركيا مستخدما العراق قاعدة خلفية لنشاطاته.<BR>ومنذ حرب الخليج عام 1991 خرج شمال العراق عن سيطرة بغداد وبات تحت سيطرة الفصيلين الكرديين الرئيسيين في البلاد وكان الجيش التركي يقوم في السابق بعمليات توغل داخل شمال العراق لملاحقة مقاتلي حزب العمال الكردستاني.<BR><BR><font color="#0000FF">اعترافات سفير تركي سابق.. </font><BR>لاقت التصريحات التي صدرت من السفير التركي السابق دنيز بولوكباشي التي اعترف خلالها بأن الولايات المتحدة الأمريكية طلبت من تركيا مشاركتها في احتلال العراق شريطة عدم التعرض لمنظمة حزب العمال الكردستاني هناك أصداء واسعة داخل تركيا نظرا لأنه يكشف بشكل قاطع عن عدم وجود أي رغبة أمريكية في محاربة الانفصاليين الأكراد وهو عكس ما كانت تدعيه واشنطن من أنها تدعم تركيا في مكافحة هذه المنظمة والقضاء عليها بشكل كامل.<BR>وقال دنيز بولوكباشي (وهو الذي كان يتفاوض باسم تركيا على مذكرة الواحد من مارس عام 2003) أن المسئولين العسكريين الأمريكيين طلبوا من الجيش التركي تعهدا خطيا بعدم مس المنظمة الانفصالية في حال عبور العراق من الشمال إلا أن أنقرة رفضت هذا الطلب بحزم مشيرا إلى أن المفاوضة باسم الوفد الأمريكي ماريسا لينو قدمت لهم مذكرة تتضمن اقتراحات تمنع الجيش التركي من الاشتباك مع الجيش العراقي أو الدخول في أي اشتباكات عادية تحدث في المناطق الأخرى.<BR>وأضاف:"كل هذه الأمور لابأس بها لكن هناك مادة عرضت علينا يستحيل القبول بها إطلاقا وهو السماح للجيش التركي باستخدام السلاح في حالة واحدة فقط وهي الدفاع المشروع عن النفس.. لقد أخبرتهم عن مدى ذهولي من نظرتهم التحالفية مع تركيا ورميت الورقة على الطاولة أمامي وقلت أن المفاوضات انتهت".<BR>وقال دنيز بولوكباشي أن أنقرة أبدت موافقتها على كل البنود باستثناء هذا البند الأخير وطلبت أن (تكون القوات التركية تابعة لقيادة تركية وإعطاءها الحرية الكاملة في مكافحة المنظمة الانفصالية) إلا أن الوفد الأمريكي بعد مناقشة هذا الطلب لساعات طلب منا أن ننسى المذكرة.<BR>وأشار دنيز بولوكباشي إلى أنه بدأ يقلق عندما شعر أن الولايات المتحدة تطلب من تركيا دعما عسكريا وكأنه "شيكا على بياض" وأضاف:"هم حضروا مذكرة تتألف من خمس صفحات وطلبوا منا التوقيع عليها دون حتى أن يتشاورا معنا وهو ما أثار قلقي جدا". <BR>وحول مضمون الوثيقة قال دنيز بولوكباشي أن الولايات المتحدة رفعت مذكرة إلى رئيس الوزراء الراحل بولنت أجاويد تطلب فيه السماح للقوات البرية الأمريكية التي تتراوح ما بين 80 إلى 90 ألف جندي بالتمركز في تركيا وتمريرهم إلى العراق بالإضافة إلى السماح لوحدات عسكرية مرتبطة معها في شمال العراق بالمرور من تركيا واستخدام المجال الجوي التركي لطيران بعض المخابرات العسكرية. <BR><BR>وأخيرا .. إذا أجرينا عملية حسابية صغيرة فإن أبسط ما يمكن أن نسأله هو لماذا ستدخل تركيا إلى شمال العراق؟..هل من أجل مسعود البارزاني ومنظمة حزب العمال الكردستانية ومع من ستدخل ؟ مع الولايات المتحدة!!.. حسنا.. ومن يدعم البارزاني؟ طبعا الولايات المتحدة!!!.. باختصار أن الأمر الأكيد هو أنه في حال دخلت تركيا في الدائرة التي رسمتها الولايات المتحدة لها فإنها لن تخرج منها أبدا.. <BR><BR><br>