العمل التطوعي.. بين ضعف الثقافة وحاجة المجتمع له
10 ربيع الأول 1428

فيما كان المسئولون في العاصمة السعودية الرياض، يفتتحون المؤتمر السعودي الثاني للتطوع، خلال شهر صفر 1428هـ، كانت الأوراق الدعائية قد وزّعت على نطاق واسع، وانتشرت الإعلانات في معظم أرجاء المدينة، ونشطت جمعية الهلال الأحمر التي نظمت المؤتمر في استقطاب المهتمين والمتابعين وذوي الاختصاص.. والجمهور أيضاً .. وكان حفلاً كبيراً، رعاه وزير الداخلية الأمير نايف بن عبدالعزيز آل سعود.<BR>وفي صباح اليوم التالي، بدأت جلسات المؤتمر العلمية وورش العمل في فندق الإنتركونتننتل، وسط حضور جيد، هو بأي حال من الأحوال لا يتجاوز الثلاثمائة شخص. وفيما كان الحضور يتابع كلمات المحاضرين في الجلسة العامة، قدّم أحد موظفي البنك الإسلامي للتنمية مداخلة، ذكر فيها أنه وخلال زيارته إلى أحد الدول الإسلامية، التقى مع مسؤولي إحدى المراكز الخيرية، وهناك سأل عن عدد موظفي المؤسسة ليخبروه أنهم نحو ثلاثة آلاف موظف.. وحين سأل عن المتطوعين في الجمعية، ممن لا يأخذون راتباً، جاءت الإجابة بأنهم 75 ألفاً.<BR>وأمام هذه الأرقام الكبيرة، عدنا لقراءة عدد الموجودين في القاعة، والمتابعين للمؤتمر الثاني للتطوع، فوجدناه ضئيلاً بسيطاً لا يبشّر بخير، ولا ينبئ بثقافة تطوّع منتشرة في المجتمع.<BR><BR>وفي قراءة ثانية للحضور، تبيّنت إحصائية جديدة محبطة، وهي أن الغالبية العظمى من الموجودين لم يخرجوا عن كونهم إحدى ثلاث فئات:<BR>1- منظمو الحفل، من منسوبي الوزارة أو جمعية الهلال الأحمر، أو موظفي العلاقات العامة في المؤسسات المشاركة.<BR>2- محاضرون وضيوف قدموا إلى المؤتمر لإلقاء محاضراتهم، وهم من المتخصصين في المجال التطوعي، وبلغ عددهم أكثر من 70 شخصاً.<BR>3- إعلاميون وصحفيون (وهم الأقل عدداً).<BR>أما الحضور الجماهيري أو حضور موظفي القطاع الخيري أو التطوعي، فقد كانوا النسبة الأقل في المؤتمر. على أن أحد المشاركين في المؤتمر أشار إلى أن الجلسات والمؤتمرات العلمية كهذا المؤتمر، تعتبر موجهة خصيصاً للمهتمين وذوي الاختصاص، وليست للجمهور! حتى لو كان الجمهور موظفي القطاع الخيري.<BR><BR><font color="#0000FF"> الجلسات العلمية: </font><BR>انقسم الحضور بعد الجلسة العامة، إلى عدة أقسام، شارك كل قسم منهم في جلسة علمية، تزامنت مع بعضها البعض، ليصبح (على سبيل المثال) نصيب الجلسة الخاصة بتبادل الخبرات في مجال العمل التطوعي نحو 30 شخصاً فقط. تم خلال الجلسة استعراض 6 محاضرات، في أقل من ساعتين، أعطي كل محاضر نحو 15 دقيقة فقط لعرض ورقته، وكثيراً ما كان يُقَاطَعُ المحاضر من قبل رئيس الجلسة ليقال له "لقد تعديت وقتك المحدد"!<BR>ومن أكثر ما لفت الانتباه خلال تلك الجلسة، الورقة التي تقدم بها الأستاذ محمد أبو غدة (المقيم في كندا، والمهتم بأعمال التطوّع)، والتي أشار فيها إلى أن عدد الجمعيات التطوعية في كندا يبلغ 161 ألف جمعية، يعمل فيها 2 مليون موظف، يساندهم 12 مليون متطوع، من أصل عدد سكان كندا البالغ 34 مليون نسمة.. أي أن أكثر من 35% من سكان كندا متطوعون في أعمال خيرية متنوعة، فيما تصل النسبة إلى أكثر من 41% كعاملين ومتطوعين في القطاع الخيري والإغاثي والإنساني، والتنصيري أيضاً. وكما يورد الأستاذ أبو غدة، فإن 19% من الجمعيات في كندا ينصب اهتمامها بالجانب الديني (التنصيري)، لتحل بالمرتبة الثانية في سلم عدد الجمعيات الخيرية. فيما يبلغ تمويل الأعمال الخيرية في كندا 112 مليار، أي ما يعادل 360مليار ريال سعودي في العام الواحد.<BR><BR>وخلال ذات الجلسة، أشار أحد المسئولين في جمعية الهلال الأحمر، إلى أن الجمعية استقطبت منذ 3 سنوات وحتى الآن نحو ألف متطوع في المملكة.. ورغم أن هذا الرقم قدّم للحضور على أنه رقم كبير، إلا أنه بدا هزيلاً جداً أمام الأرقام في الدول الإسلامية والعالمية، ككندا وغيرها، خاصة إذا نظرنا أن جمعية الهلال الأحمر هي من بين الجمعيات القليلة التي تتيح التطوّع داخل صفوفها من المواطنين والمقيمين.<BR>وقد حرصت الجمعية على دعم عدد المتطوعين وزيادتهم خلال المؤتمر، عبر توزيع أوراق التطوّع على جميع الحضور، وقام عدد من موظفيها بمتابعة توزيع الأوراق واستلام الطلبات، واستكمال الأوراق الأخرى.<BR><BR><font color="#0000FF"> العمل التطوّعي كمفهوم إسلامي: </font><BR>باعتبار المجتمع السعودي مجتمع متمسك بالقيم الإسلامية الدينية، كقيم عليا وأساسية، فقد حرص المنظمون للمؤتمر على إقامة جلسة علمية متكاملة، تحت عنوان "التطوّع في الإغاثة والدعوة"، فيما حملت العديد من الأوراق المقدمة خلال المؤتمر، آيات وأحاديث ورؤى شرعية إسلامية بيّنت أهمية العمل التطوعي في الإسلام، ومكانة المتطوعين، والأجر الكبير الذي يحصل عليه المتطوّع. <BR>ومن بين الأوراق المقدمة في هذا الشأن، ورقة للدكتور محمد بن يحيى النجيمي (رئيس قسم الدراسات المدنية بكلية الملك فهد الأمنية) بعنوان "التطوّع ومجالاته من وجهة نظر إسلامية"، ذكر فيها أن المراقب لأحوال المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ليرى أن المسلمين يتعرضون لضغوط كثيرة من مجاعات وفقر وتشريد وحملات ثقافية مؤداها صد المسلمين عن دينهم. وقال: " وبما أن الإسلام قد حث على الصدقة والتطوع فكان لزاماً على المسلمين أن يحيوا هذه السنة وأن يهنوا بها وقد تناول الفقهاء مسائل ذات علاقة بموضوع بحثنا حيث تكلموا عن: هل في المال حق سوى الزكاة، ابن السبيل وشمولية لمفهوم الإغاثة الإنسانية حيث قرر كثير منهم أن اللاجئين والمحتاجين والمتسولين يدخلون في مصرف ابن السبيل، وهذا هو مؤتمرها الثاني للتطوع".<BR><BR>فيما قال الدكتور محمد الجوزو (مفتي جبل لبنان): " إن الإسلام حث على البذل والسخاء والعطاء لمساعدة المحتاجين والفقراء والمساكين، وكان لهذا العمل مكان كبير في المنهج الإسلامي"، مشيراً إلى العديد من الآيات القرآنية والأحاديث الشريفة التي نصت على ذلك، ومنها قول الله عز وجل: <font color="#ff0000"> (لَيْسَ الْبِرَّ أَنْ تُوَلُّوا وُجُوهَكُمْ قِبَلَ الْمَشْرِقِ وَالْمَغْرِبِ وَلَكِنَّ الْبِرَّ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَالْمَلائِكَةِ وَالْكِتَابِ وَالنَّبِيِّينَ وَآتَى الْمَالَ عَلَى حُبِّهِ ذَوِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَالسَّائِلِينَ وَفِي الرِّقَابِ وَأَقَامَ الصَّلاةَ وَآتَى الزَّكَاةَ وَالْمُوفُونَ بِعَهْدِهِمْ إِذَا عَاهَدُوا وَالصَّابِرِينَ فِي الْبَأْسَاءِ وَالضَّرَّاءِ وَحِينَ الْبَأْسِ أُولَئِكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُتَّقُونَ) </font> (البقرة:177).<BR>وعن عمر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة فرج الله بها كربة من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلماً ستره الله يوم القيامة" رواه البخاري ومسلم.<BR>وروي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "إن لله خلقاً خلقهم لحوائج الناس يفزع الناس إليهم في حوائجهم، أولئك الآمنون من عذاب النار".<BR>وعن ابن عباس رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنين، ومن اعتكف يوماً ابتغاء وجه الله جعل الله بينه وبين النار ثلاث خنادق، كل خندق أبعد ما بين الخانقين".<BR>وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "من أعان عبداً في حاجته ثبت الله له مقامه يوم تزول الأقدام".<BR>وأضاف بالقول: "هذا منهج الإسلام في البر وعمل الخير، وفي التطوع لخدمة المسلمين ومساعدتهم، وتخفيف آلامهم ومعاناتهم، والأخذ بيدهم لدفع البؤس والشقاء عنهم".<BR><BR>كما أكد الدكتور بسام عبد العزيز الخراشي (الأستاذ في قسم التاريخ والحضارة بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية) أن الشرع الحنيف بيّن مكانة العمل التطوعي في حياة المسلم من خلال العديد من الشواهد القرآنية والحديثية. مشيراً إلى أن النبي _صلى الله عليه وسلم_ كان يحث أصحابه رضوان الله عليهم على العمل التطوعي، ويقدم لهم الحوافز ليشجعهم عليه والاستمرار فيه، وهو ما تظهره آثاره فيما بعد فكان ذلك بمثابة الأساس التي قامت عليه الأعمال الخيرية والتطوعية في كثير من ديار الإسلام حتى اليوم.<BR><BR><font color="#0000FF"> العمل التطوعي من الناحية الاجتماعية والأخلاقية: </font><BR>وكأي عمل إنساني نصّت عليه الشريعة الإسلامية، نجد أن العمل التطوعي سمة اجتماعية إيجابية، ومظهر في غاية الرقي أخلاقياً وسلوكياً، فهو صفة تلازم الكرم والشهامة وحب الخير للآخرين، وتلازم حب الخير للآخرين والإيثار وغيرها. يقول الدكتور عبد الله بن إبراهيم اللحيدان (الأستاذ بقسم الدعوة في جامعة الإمام): "إن الإنسان كما قيل: مدني بالطبع، أي لا بد له من الاجتماع، والمرء لا بد يغشى الناس ويخالطهم ويصبر على ما يكون منهم، وإن بذل المرء نفسه لخدمة الناس والسعي في حاجاتهم من مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم، وهي باب المرء إلى قلوب الناس".<BR><BR>فيما يقول الدكتور عدنان بن خليل باشا ( أمين عام هيئة الإغاثة الإسلامية العالمية): " إن العمل التطوعي يعتبر امتداداً لقيم التكافل الاجتماعي التي دعا إليها الإسلام، وكان العمل الأهلي العربي في استمراره وتطوره انعكاساً لنبض المجتمع فيا لوطن العربي فتفاعل مع أحداثه، وقامت منظماته بأدوار اجتماعية واقتصادية وسياسية ووطنية سجلها التاريخ العربي الحديث". مشيراً إلى أن أهداف التطوع وثمراته وآثاره تتجلى على نفس المتطوع وفي مجتمعه. وأن الإسلام دعا إليه وأبرز أهميته ووضع آثاره مما دفع أهل الإيمان وأصحاب القلوب الكبيرة إلى التسابق والتنافس في ميادين التطوع بالنفس أو بالمال أو بهما حتى رأينا المجتمع الإسلامي ينهض فيه الأغنياء بمسؤولياتهم عن الفقراء ويحمل فيه الأقوياء إخوانهم المحتاجين إلى عونهم.<BR><BR>ويرتبط العمل التطوعي في أي مجتمع، بمدى انتشار هذه الثقافة بين الناس عامة، ومدى حرص الجهات الرسمية والأهلية على تعزيز هذه القيمة لدى الناس، فضلاً عن دور الأسرة في ذلك، حيث يشير الأستاذ محمد عودة العنزي (أحد المهتمين بمجالات التطوّع) إلى أن "التطوع يرتبط بالإطار الثقافي للمجتمع وبمدى رسخ ثقافة التطوع فيه، والتي تعني مجموعة من القيم والاتجاهات والممارسات التي تحث على التطوع وتدعمه وتعلي من قيمة السلوك التطوعي"، ويضيف بالقول: "ثقافة التطوع بهذا المعنى تعد محصلة لعملية تنشئة اجتماعية طويلة تتم عبر الوسائل المختلفة كالأسرة والتعليم ووسائل الإعلام والمؤسسات الحكومية ومؤسسات المجتمع المدني".<BR><BR>ولا تنحصر الأعمال التطوعية في مجال معيّن، بل هي مختلفة ومتنوعة، كالعمل التطوعي في التعليم والتدريب، والصحة والتغذية، والإغاثة والحوادث، والأمن والنظام، والتثقيف والتوعية، وبالمال والعمل البدني، وغيره. ولها آثار اجتماعية ونفسية عظيمة على المحتاجين.<BR><BR><font color="#0000FF"> أزمة ثقافة وحاجة مجتمع: </font><BR>لا يحتاج المجتمع إلى شيء في مجال العمل التطوعي بقدر حاجته إلى ثقافة هذا العمل وانتشاره بين الناس واقتناعهم به، فوجود مئات المتطوعين في مراكز التطوّع لا يشكّل إلا الجزء اليسير جداً من حاجة كل مجتمع للعمل الخيري التطوعي، فيما لو كانت تلك الثقافة مترسخة في المجتمع وتشكّل مفهوماً ثابت الملامح متطوّر الأهمية، لامتلأت المراكز الاجتماعية والدينية والصحية والإغاثية والخيرية وغيرها، بآلاف مؤلفة من المتطوعين، بحثاً عن الأجر والرضا والسعادة، وأملاً في التواصل المثمر والإيجابي.<BR>ولعل من المهم جداً الإشارة هنا إلى أن العمل التطوعي له عمق أصيل في الثقافة الإسلامية، حيث يؤكد الدكتور ماجد بن عبد العزيز التركي (المستشار بمكتب معالي وزير الشؤون الإسلامية والأوقاف والدعوة الإرشاد) أن هذا المصطلح له عمق في تاريخ أمتنا الإسلامية، وليس وليد حاجة طارئة، أو رف مؤقت، وفيه أيضاً من جانب آخر تأكيد على ضرورة العناية به دراسة وتأصلاً وفق أشكاله المعاصرة ومتطلباتها المتعددة، وفي ضوء الظروف الدولية المعاصرة والمتغيرات السياسية والاجتماعية والثقافية والاقتصادية للأمة الإسلامية وسط العالم المعاصر من حولنا.<BR>ويشير إلى نقطة في غاية الأهمية، وهي حاجة المجتمع الإسلامي لهذا المفهوم أكثر من غيره، مورداً بيانات وإحصاءات تشير إلى ذلك، حيث يقول: " يؤكد ذلك الحالة المتردية لأمتنا الإسلامية، وما تعيشه من تفكك وما تعاني من تشرد وحروب وكوارث، قال تعالى: <font color="#ff0000"> (ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ) (الروم:41) </font>". ويتابع "فالإحصاءات الدولية لأعداد اللاجئين في العالم تحمل النسبة الوافرة من هذه الأمة التي تتجاوز في بعض الأحيان 90% من إجمالي لاجئي العالم، ويتجاوز عددهم في بعض المراحل 27 مليون لاجئ أو نازح، حالياً يوجد واحد من بين كل 200 شخص إما لاجئ أو نازح". مضيفاً بأننا " لسنا في معزل عن الحاجة لترسيخ مفهوم (التطوع) بكل معانيه ومجالاته في سلوكيات أفراد مجتمعنا، فنوائب الدهر لا تستثني أمة دون غيرها، ولا تحتاج إلى سابق إنذار حتى تحل في مجتمع بعينه، ولا سيما بعد تراجع برامج العمل الخيري بوجه عام كأحد الآثار السلبية لتداعيات أحداث 11 سبتمبر والحملة الدولية على الإسلام ومناهجه وبرامجه، والعمل الخيري التطوعي الميدان الأكبر الذي تأثر سلباً بذلك، وأعني كمياً، وإن كان الجانب الكيفي تحسن كثيراً لاعتبار ضرورة مراجعة العمل".<BR>ومن بين الأمثلة التي يمكن أن يتم توظيف التطوّع فيها، مع ما تحققه من أجر ورضا، الاستعانة بالمتطوعين في خدمة حجاج بيت الله الحرام خلال موسم الحج، ففي العام الماضي، شارك في موسم الحج 150 متطوعاً في تقديم الخدمة الإسعافية لضيوف بيت الله الحرام قدموا خدمتهم ل960 حالة إسعافية بمشاركة زملائهم من منسوبي الهلال الأحمر.<BR><BR>على أن هذا المفهوم يواجه أحياناً كثيرة صعوبات خلال تطبيقه على أرض الواقع، ومن تلك الصعوبات ما يشير إلى الأستاذ ظافر بن منصور القحطاني (مدير إدارة التطوع والشباب بجمعية الهلال الأحمر السعودي)، ومنها: ضبابية التخطيط والرؤية الاستراتيجية لأغلب المنظمات التطوعية، وافتقارها إلى خطة تنفيذية وإلى برنامج عمل واضح، ومحدودية التفاعل مع بعض المؤسسات الرسمية وضعف العلاقة مع المؤسسات الإعلامية، وضعف العلاقات مع المؤسسات الدولية، وعدم التركيز على العناصر المتخصصة في مجموعات التطوع، وغياب التأهيل للمتطوع، وعدم توفر قاعدة بيانات واضحة تحدد حجم المتطوعين وتوزيعهم وفقاً للنشاط، كذلك أزمة الثقة بين بعض المؤسسات العاملة وبين المجتمع والراغبين في التطوع والخلط بين انتماء المتطوع للعمل أو انتماء العمل للمتطوع، وانتفاء الطابع المؤسسي للعمل التطوعي، والتعصب الأعمى للمنظمة التي ينتمي إليها المتطوع، فضلاً عن انخفاض الدعم المادي والتبرعات للمؤسسات التطوعية، وعدم وجود إدارة خاصة بالمتطوعين في بعض المؤسسات التطوعية.<BR><BR>ومن بين الأفكار التي قدّمت خلال المؤتمر السعودي الثاني للتطوّع، ما اقتراحه اللواء مساعد بن منشط اللحياني (مدير الإدارة العامة للعلاقات والإعلام بالمديرية العامة للدفاع المدني)، وهي إيجاد هيئة أو جمعية تحتضن الأعمال التطوعية وتشرف على تنظيمها وتوفر لها كافة متطلبات العمل الناجح.<BR>ويضيف اللواء اللحياني مبيناّ طبيعة هذه الهيئة بأنها: " جمعية سعودية للخدمات التطوعية يشارك فيها كل من لديه الرغبة في تقديم خدمات تطوعية سواء كانت مفتوحة أو محدودة، ويقوم على إدارتها أشخاص لهم خبرة وممارسة لمثل هذه التنظيمات تهدف إلى تدريب وتأهيل تلك الكوادر ومد الجهات الرسمية والأهلية بنا ولم شتات العمل التطوعي لدى جهة واحدة تكون مسؤولة عن تسجيل وإعداد وتأهيل المتطوعين منذ انخراطهم في العمل التطوعي وتحديد حقوقهم وواجباتهم والتزاماتهم وتنظيم إجراءات نهاية خدماتهم وفق أنظمة ولوائح محددة وبما يكفل تميز هذا العمل والارتقاء به وتنمية الإحساس بأهميته لدى الجمهور".<BR><BR><br>