الصهاينة و مافيا الجريمة المنظمة و حرب الإرهاب الجديدة !
18 جمادى الأول 1427

حين ذكرت صحيفة "أثنبريس" اليونانية أن الموساد يقف وراء التفجيرات التي وقعت في العاصمة التركية في أواخر السنة الماضية، احتج السفير الصهيوني لدى اليونان و اعتبرها "إهانة" مجانية لدولته الصهيونية، و الحال أن المشاكل اليونانية القبرصية جعلت الإشكال يمتد إلى الأتراك أيضا، و لهذا السبب ظلت تلك الاتهامات غير مسموعة، باعتبار أن الصهاينة استطاعوا أن يحولوا الأنظار عن القضية الشائكة نحو العديد من الحوادث المتفرقة، بالخصوص بعد التصعيد الصهيوني الكبير في الأراضي المحتلة و بعد التصعيد الإرهابي الأمريكي في العراق، لكن القضية عادت للظهور إلى السطح من جديد، بعد ثلاثة أشهر من الانفجار الذي وقع بمطعم في العاصمة التركية اسطنبول مخلفاً أربعة قتلى من بينهم طفل صغير. و هو الانفجار الذي استغلته الصحف العلمانية المتطرفة في تركيا لتوجيه أصابع الاتهام إلى الإسلاميين، قبل أن يتم الكشف و بشكل قطعي عن التورط الصهيوني في تلك التفجيرات و باغتيال عشرات الأبرياء في تفجيرات إرهابية داخل الترك الدافع منها خلق حالة من الذعر و الرعب و الفوبيا التي يربطها الغرب بالإسلام و لأجل وضع الترك على المحك إزاء رغبتها في الانضمام للاتحاد الأوروبي مقابل وعود التنصل من إسلامها قدر المستطاع! <BR><font color="#0000FF"> ـ الحقيقة الملموسة</font><BR>لعله الخبر الذي بدا بسيطا على صدر الصحف التركية الصادرة يوم السبت الموافق ل27 مايو من السنة الميلادية الحالية، و الذي يوجه التهمة الصريحة للصهاينة بتنفيذهم عشرات المحاولات التفجيرية داخل تركيا بعض تلك المحاولات انفجر فعلا و الأخرى استطاعت مصالح الأمن أن تبطل مفعولها، و مع ذلك أكثر من 27 شخصاً ذهبوا ضحية التفجيرات التي وقعت على مدى الأشهر الماضية في العديد من المطاعم المكتظة عادة بالسياح. كان الهدف الأول من تنفيذها تخويف الأتراك من "خطر الإسلاميين" و من ثمة إعطاء الضوء الأخضر للمؤسسة العسكرية لتتمادى في تطرفها العنيف ضد الحركات الإسلامية التركية و ضد المواطنين الأتراك الرافضين التنصل من عقيدتهم و من إسلامهم و من قضاياهم الجوهرية المرتبطة ارتباطا عميقا بقضايا الأمة الإسلامية، و الحال أنهم نجحوا في محاصرة الحركات الإسلامية الفاعلة بعد أن قرر وزير الداخلية فرض حالة الطوارئ البوليسية مما تسببت في اعتقال العديد من الأشخاص الذين تتهمهم تركيا بالتطرف الديني و الذين تربط تطرفهم كما هو العادة بالإسلام! هو المشهد الغريب إذن، الذي حكت عنه العديد من الصحف في الأشهر الماضية متسائلة عمن يقف وراء العديد من الاضطرابات في تركيا؟ و الحال أن الإجابة لم تكن سانحة في ظل النظام التركي المعروف بميله غير المشروط لليبراليين الجدد، أو كما يسميهم الغرب بالعلمانيين "التنويريين" و هي العبارة نفسها التي استعملتها جريدة الصنداي البريطانية للحديث عن التيارات الصهيونية " التنويرية" المرتبطة بالتنويريين الأمريكيين (المحافظين الجدد) الرافضين فكرة قيام الدولة الفلسطينية، و هم أولئك الذين يعتبرون الدم العربي دونيا و أقل قيمة من الدم الصهيوني! <BR>في الخامس من شهر أكتوبر من السنة الماضية، نشرت جريدة " ترمينال" المقربة من الحزب الشيوعي القبرصي خبرا مفاده أن عشرات الرجال تسللوا إلى المنطقة قادمين من عدد من الدول الأوروبية، و ذكرت نفس الجريدة أن الرجال هم ضباط من جهاز الموساد "الإسرائيلي" تسلل بعضهم إلى قبرص و البعض الآخر إلى اليونان، و البقية تسللوا إلى مناطق تركية متفرقة، و الحال أن الجريدة نفسها ذهبت إلى حد الحديث عن شبه قاعدة عسكرية صهيونية مصغرة و متحركة تنشط في شمال العراق، و تأخذ مواقعها في المناطق الجبلية التي تسيطر عليها جماعة الباشمرغا الكردية. و الحال أن خبر المساعدات الصهيونية للمليشيات الكردية فجرتها الصحف الصهيونية نفسها حين نشرت بعض الصور الخطيرة عن تواجد خبراء عسكريين "إسرائيليين" في الشمال العراقي و هو ما شكل من الأول خطرا ليس على العراق وحده، بل و على تركيا التي لم تكن تنظر إلى الأمر بعيون راضية، بالخصوص منذ بدأت التحركات الكردية توحي بان ثمة "اتفاق" سري لأجل ما سمي بحكم الكونفدراليات الذي يعني حق الأكراد في قيام دولتهم المستقلة، و هو الشيء الذي ترفضه تركيا جملة و تفصيلا و تحاول منعه بكل الطرق المسموحة و غير المسموحة. لكن الواقع المغاير هو أن أياد كثيرة صارت تعبث ليس بالأمن العراقي بل و بالأمن التركي محاولة خلط الأوراق و التسبب في مزيد من الاضطرابات لأجل محاصرة القوى الإسلامية الفاعلة، إذ تسعى بعض الجهات داخل تركيا نفسها لتطويقها و تقزيم دورها و اتهامها مباشرة بالتطرف الراديكالي، و هي الجهات التي اعترف "دوجو بريجنيك" زعيم التكتل الشيوعي التركي بأنها تساند الموساد "الإسرائيلي" في خلق الفوضى و العنف في البلاد عبر جملة من التفجيرات داخل تركيا و التي عبرها يتم توجيه الاتهام مباشرة إلى الحركات الإسلامية بأنها تقف وراءها، و الحال أن التصريح الذي أدلى به "دوجو بريجنيك" لوكالة الأنباء التركية ذهب فيه إلى حد التأكيد أن لديه الأدلة القاطعة عن ضلوع جهاز الموساد "الإسرائيلي" في سلسلة من التفجيرات التي شهدتها تركيا في الأشهر الماضية، و بالخصوص العنف الإرهابي الذي استهدف عدد من القضاة في وسط العاصمة التركية اسطنبول، كما عمل الموساد "الإسرائيلي" في ابريل من السنة الماضية على اغتيال المحامية التركية " أنين عثمان" و كانت القضية قد نسبت وقتها إلى جماعات إسلامية و تم على إثرها إلقاء القبض على عدد من الشباب المسلم الذي قام بمظاهرات مناهضة لمواقف المحامية التركية إزاء قضية الحجاب، ليتكشف عامين من بعد عملية الاغتيال أن المحامية ذهبت ضحية الموساد "الإسرائيلي" الذي سعى وقتها إلى خلق الانقسام الكامل بين الإسلاميين من جهة و بين الجهاز العسكري الحاكم في تركيا في محاولة إحداث عنفا مسلحا بين المعسكرين (الإسلامي و العسكري) على نفس الطريقة الجزائرية كما قال (الخبير السياسي) توفيق وجهان لصحيفة "المجلس" التركية الصادرة في ألمانيا. و هو نفس الكلام تقريبا الذي ذكره " أليا أبوبيس" من الحركة الشيوعية القبرصية لصحيفة "صوت قبرص" (المقربة من الحزب الشيوعي) حين ذكر قال: إن التحركات المشبوهة لضباط من جهاز الموساد "الإسرائيلي" هي التي افتعلت الأزمة الحادة مؤخرا مع اليونان، بغض النظر عن الصراع التاريخي بين القبارصة و اليونانيين، لكن بعض الاغتيالات الغامضة التي وقعت في قبرص و التي كانت تقف وراءها مافيا الجريمة المنظمة ساهم فيها الموساد الإسرائيلي بدعم تلك المافيا لوجستيكيا و عبر كدها بالسلاح و بالمعلومات، و قد نشر وقتها صورة أحد الضباط "الإسرائيليين" مع أحد الناشطين من المافيا القبرصية الذين تطارده الشرطة الدولية (الأنتربول) حسب نفس الصحيفة القبرصية. الغريب في الأمر أن "شلومو شامير" الصحفي الصهيوني ذكر في مقال له بتاريخ 11 ديسمبر من السنة الماضية أنه: " من حق أجهزة الدفاع الإسرائيلي أي تلك التي ترتبط بمخابرات أمن دولة أن تساهم في أمن "إسرائيل"، و أن تتواجد في كل مكان من العالم "يشكل خطرا على أمن (إسرائيل)"! و هو التأكيد الواضح و الصريح عن تورط الموساد الصهيوني في عدد من الاغتيالات و التفجيرات في كل من تركيا و قبرص و اليونان و ألمانيا، ناهيك على الشكوك التي تحوم حول تورط الموساد أيضا في تفجيرات موسكو من العام الماضي، حسب جريدة "بريفاد" الروسية التي كانت وراء أكبر تحقيق عن تورط اليهود الروس في عمليات إرهابية داخل موسكو كان القصد منها ربط الإرهاب مباشرة بالمقاومة الشيشانية.. كانت صحيفة "بريفاد" التي يديرها عدد من الشباب الروسي قد كشفت أيضا عن شبكة متكونة من يهود روس تلقت تدريبات عسكرية على أيدي ضباط من الموساد الصهيوني في مناطق متفرقة من أوروبا الشرقية، و أن الشبكة تنشط في روسيا و أوكرانيا وفي مناطق قوقازية أخرى، يتجسد دورها الأساسي في التنسيق مع المعارضة المتوجودة في تلك المناطق لأجل خلق البلبلة ضمن إستراتيجية "الثورة البرتقالية" التي تورطت فيها أيضا منظمات مدنية أمريكية مثل المؤسسة الوطنية لأجل الديمقراطية (NED) و الوكالة الأمريكية للتنمية الدولية (USAID) التي كشف الصحفي الفرنسي "تيري ميسان" صلتهما و ارتباطهما مباشرة بوكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية. هي الحقائق التي لم يعد الصهاينة يخجلون من الاعتراف بها، ومن يطلع على موقع الموساد الصهيوني على الانترنت (في طبعته الفرنسية) يرى الصورة البشعة التي يتباهى بها الصهاينة في عملية " القهر" التي يمارسونها على دول العالم على مرأى و مسمع الجميع لأن "الديمقراطية" الأمريكية التي تبيد العراقيين و الأفغانيين و المستضعفين في العالم هي التي صنعت "مصطلح" (الأمن القومي) على الطريقة الأمريكية الصهيونية المشتركة التي تصنع من جلود الشعوب "طبلا" حضاريا للدعوة إلى "أمريكة و صهينة" العالم كي لا يسقط بين "مخالب الإرهابيين" الإسلاميين!!! <BR><BR><br>