الدور الأردنى فى المخطط الغربى لتفكيك المقاومة
14 جمادى الأول 1427

يأتي غياب أبو مصعب الزرقاوي، في عملية غدر شارك فيها العديد من الأطراف بعد أن أدى دوره المقاوم ضد قوات الاحتلال الأمريكية وأعوانها في العراق، ونال ما كان يرجوه، ليطرح العديد من الأسئلة عن حقيقة الدور الأردني.. ليس في العراق فقط.. ولكن في المهمة التي كرس الأعداء لها كل قدراتهم، مهمة ضرب وحدة المواجهة للهجمة البربرية الغربية على الإسلام.. دولا، وشعوبا، وعقيدة، وشريعة.<BR>ولعل الأمر لا يحتاج إلى عناء شديد لرصد هذا الدور، سواء في الملف السوري.. حيث لعبت الأردن دور رأس الحربة ضد سوريا بعد إحباط لعبة خدام، وأنتجت فيلمها الهابط عن عناصر حماس التي ادعت أنهم قد تلقوا تدريبهم وتعليماتهم في سوريا للقيام بعمليات ضد الشعب الأردني، وليس خافيا أن هذا النصل ذو الحدين كان موجها إلى صدر المجاهدين الفلسطينيين أيضاً، وفى أحرج لحظات يمر بها الجهاد الفلسطيني ربما منذ اغتصاب الصهاينة لأرض فلسطين الطاهرة، وقد سبق ذلك العديد من المؤامرات سواء ضد الحركات المجاهدة في فلسطين على اختلاف انتماءاتها ومشاربها " ولعل أيلول الأسود الشهير كاف "، إلا أن الطعنات الأردنية للمقاومة لم تتوقف لحظة، أو إلى سوريا التي مثلت عمان شوكة مزروعة في جنبها تحركت كلما غضب أي من سادة الغرب من دمشق.<BR><BR><BR>لبنان أيضاً وسواء في مدة الاحتلال الصهيوني للأراضي اللبنانية، أو بعد إخراج الصهاينة من معظم هذه الأرض، كانت ساحة دائمة " للتعاون " الأردني المخابراتي مع الموساد، والمخابرات المركزية الأمريكية، والمخابرات البريطانية، ومثلت الملاذ الأمن للخونة المتعاونين مع المحتل الصهيوني من اللبنانيين، ولم ولن ينتهي هذا الدور إلا بنهاية منهج الخضوع للسادة المانحين.<BR>أما أرض الرافدين.. فحدث ولا حرج فهي السوق التي يبيع فيها ويشترى الوهن الأردني الدماء كل يوم، وتأتي عملية الغدر بالزرقاوي، على رأس العمليات (المعلنة).. للتعاون الأردني مع أعداء الأمة للقضاء على القوى الوحيدة المواجهة بعد الهوان العام العربي والإسلامي، تحت عنوان الحرب على الإرهاب، وقد أعلن الأمن الأردني خلال العامين الأخيرين عن عشرات العمليات التي قام بها لأسر أو اغتيال عناصر مقاومة تحت هذه الحجة أو تلك، هذه العمليات التي يقوم بها نيابة عن قوات الأعداء، وهو أحد البلدان التي توفر أرضا لتستخدم كمؤخرة لقوات العدو الأمريكي المجهدة، كما هو قاعدة النشاط الاستخباراتي الآمنة لقوات الاحتلال والصهاينة. والعلاقة بين الزرقاوي والنظام الأردني ليست جديدة، فبعد أن عاد من أفغانستان بدأ حملة عنيفة في أوائل التسعينات لإبدال النظام الملكي الأردني بنظام إسلامي. وفي 1996 حكم عليه بالسجن 15 عاما لكن أطلق سراحه بعد ثلاث سنوات بموجب عفو صدر بمناسبة جلوس الملك عبدالله على العرش. ثم أصدرت محكمة أردنية عام 2002 حكما غيابياً بإعدامه بتهمة التخطيط لهجمات على أهداف أمريكية و"إسرائيلية" في الأردن. وصدر عليه حكم آخر بالإعدام في أبريل عام 2004 بتهمة التخطيط لاغتيال " الدبلوماسي الأمريكي " لورانس فولي في العاصمة عمان عام 2002. وفي عام 2005 أصدرت محكمة أمن الدولة الأردنية ثالث حكم غيابي بالإعدام على الزرقاوي بتهمة التخطيط لهجوم انتحاري عند نقطة التفتيش الحدودية مع العراق. والأردن قد أعلن في كل مناسبة أنه يعمل ضمن المخطط الأمريكي الصهيوني لضرب المقاومة تحت عنوان "التضامن مع الولايات المتحدة الأمريكية في الحرب على الإرهاب "، وحتى لا ينظر أحد عامدا أو غير عامد إلى ما نذهب إليه في إطار " نظرية المؤامرة " والتي هي قائمة بالفعل، وحتى يزداد المندهشون دهشة من مدى تواضع الأثمان التي أصبحت سائدة في هذه السوق، فلابد من قراءة هذا الخبر المنشور في اليوم التالي لاغتيال الزرقاوي.." أعلنت وزارة التخطيط والتعاون الدولي أن الولايات المتحدة الأمريكية خصصت مساعدات مالية إضافية للأردن قيمتها 50 مليون دولار للعام الحالي.<BR><BR><BR>وقال مصدر مسؤول في الوزارة: إن الصيغة النهائية للموازنة " الطارئة " للولايات المتحدة التي تم إقرارها أمس الأول تضمنت تخصيص 50 مليون دولار على شكل منحة إضافية لدعم ميزان المدفوعات الأردني للعام الحالي، وذلك خلال اجتماع ضم ممثلين عن مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين.<BR>وأضاف المصدر أن المساعدات الأمريكية الاقتصادية للمملكة ارتفعت لهذا العام إلى 300 مليون حيت تم في وقت سابق تخصيص 250 مليون دولار ضمن المساعدات الاعتيادية وقال: إن تقديم هذه المنحة الإضافية جاء تتويجاً للجهود الحثيثة التي بذلها جلالة الملك عبد الله الثانـي بن الحسين مع الإدارة الأمريكية ومجلسي الشيوخ والنواب الأمريكيين ". هل نحن في حاجة إلى تعليق؟! لا أظن.. هل نحن في حاجة لتوضيح الدور الأردني في الجريمة؟! لا أظن..ولكن فقط بقى أن نؤكد أن قدرات أمتنا على المقاومة تتزايد مع كل شهيد يسقط وليس العكس، فالمقاومة على أرض العراق قد سقط فيها العديد من الشهداء ولم يزدها ذلك إلا إصراراً وتصميماً فالمجد كل المجد للشهداء، والعار والخسران في الدنيا والآخرة لتجار الدم والأوطان.<BR><br>