نصارى البالتوك هل يشعلون الفتنة الطائفية في مصر؟
23 رمضان 1426

<P align=right><FONT size=3>الشعب المصري يتركب من أخلاط شتى، من ناحية الجنس... فيهم عرب قدموا مع الفتح الإسلامي وبعد الفتح الإسلامي، وفيهم رومان ممن لم يرحلوا بعد الفتح الإسلامي لمصر وهم أغلب النصارى اليوم وتميزهم البشرة البيضاء القريبة من بشرة الأوربيين وهي سمه لنصارى مصر، وفيهم مماليك من بقايا المماليك البحرية (الشركس) الذين حكموا مصر مدة من الزمن بعد الدولة الأيوبية فيما عرف تاريخيا بدولة المماليك وانتهى حكمهم على يد الترك العثمانيين، وفيهم أرمن، وفيهم ترك، وفيهم بربر (أمازيغ) أهل المغرب قدموا مع الحكم العبيدي (الفاطمي) لمصر، هذا كله بجانب سكان البلد الأصليين الأقباط. <BR>ومن ناحية الديانة هناك مسلمون ونصارى أرثوذكس وكاثوليك وبروتوستانت، وفي كل ديانة هناك طوائف عدة. </FONT></P><BR><P align=right>ومع ذلك لم نسمع مرة أن حدث أي نوع من أنواع العنصرية بين الشعب المصري، لم يتكلم أحد عن تمايز بين طبقات الشعب المصري على أي اعتبار، بل ربما يفاجئ القارئ حين يعلم أن مصر لم تحكم من قبل أبنائها منذ آلاف السنين إلا بعد ثورة يوليو 1952، أي أن الرئيس الحالي هو ثالث رئيس يحكم مصر من أبنائها.<BR>&nbsp;<BR>ثم إنه في الآونة الأخيرة وبعد تولي الأنبا شنودة رئاسة الكنيسة الأرثوذكسية في مصر وما يتبعها في السودان والصومال، عُرف عن هذا البابا ميله إلى الحزبية وعمل التنظيمات سواء في مصر أو خارج مصر، وبدا في أكثر من محفل حرصه على التدخل في السياسة خلافاً لما تعلنه الكنيسة عن فصل الكنيسة عن القيام بأدوار سياسية, حتى إن البابا قد تكلم بلسان كل النصارى عن أنهم يقفون مع الرئيس حسني مبارك مرشح الحزب الوطني في الانتخابات الأخيرة، ومع اعتلاء شنودة كرسي الباباوية ظهر ما يسمى بـ (أقباط المهجر)، الذين تدل شواهد عديدة على أنهم يتحركون بمباركة من البابا وترشح معلومات أنهم يحظون برعايته ونسب إليه كثيراً افتخاره بهم.<BR>&nbsp;<BR>بدأت الكنائس القبطية تتكاثر في أمريكا وأوربا على نحو غير مسبوق، وبرز على الساحة قضية (أقباط مصر) وصُوَّر الأقباط على أنهم أقلية مضطهدة من قبل الإسلام والمسلمين الذين يحكمون مصر.!<BR>وقد رفعوا شعار الأقباط وليس شعار النصرانية علما بأنهم ليسوا أقباط فقط كما قدمت، وليسوا إلا نصارى فقط، فهم يدعون التمايز من قبل الجنس ضد العرب الوافدين عليهم وهم في نفس الوقت تركيبتهم مختلفة جنسيا متحدة دينيا، فلو صدقوا لرفعوا شعار (نصارى مصر). <BR>وبدأت أطراف أخرى تستغل هذا التطور الجديد الذي قام به الأقباط لصالحها وأهم هذه الأطراف هي أمريكا التي من وقت لآخر تحرك قضية الأقباط للضغط على الحكومة المصرية ولعلنا نذكر ما حدث في أواخر العقد الأخير من القرن الماضي ـ في عهد تولي الجنزوري للحكومة المصرية ـ كيف برزت قضية الأقباط كورقة ضغط على الحكومة المصرية يومها، حين بدأت بوادر الإصلاح الاقتصادي ومحاولة الانفلات من الهيمنة الأمريكية.<BR>&nbsp;<BR>والشاهد أن النصارى المصريين اليوم بدؤوا يتحركون في أكثر من اتجاه، فبعد نجاحهم في تدويل قضيتهم وتكوين لوبي لهم في أمريكا، بدؤوا بممارسة نشاط تنصيري في مصر بين طلاب الجامعة والتعليم المتوسط ، وقد تكلم أحد كبار المسؤولين في الكنيسة عن أن النشاط التنصيري في مصر في العام الماضي (2004) مرضي للغاية، وأنه لا توجد أي عوائق مادية أو اقتصادية أو سياسية تحول دون النشاط التنصيري في مصر. وقد كان هذا التصريح في حوار مع مراسل صحيفة المصريون الإلكترونية ونشره موقع المسلم بتاريخ 26/4/1426هــ<BR>&nbsp;<BR>ويعد البالتوك هو المنبر العالي الذي يتكلم منه نصارى المهجر، إذ إن هناك ما يقرب من 15 غرفة نصرانية بين كبيرة ومتوسطة وصغيرة تمارس النشاط التنصيري، ويوجد في هذه الغرف ـ النصرانية ـ مالا يقل عن ألف فرد على مدار الساعة يستمعون إلى ما يلقيه متعصبة النصارى المصريون على أسماعهم.<BR>&nbsp;<BR>ومن يتابع ما يطرح في هذه الغرف التنصيرية يجد أنها تتخذ لهجة شديدة جداً وبذيئة إلى أحط درجة ضد الإسلام عموما ورسول الإسلام خصوصا، فهم يرمون رسول الله _صلى الله عليه وسلم_ بافتراءات واتهامات أخلاقية وسلوكية ذميمة وغير ذلك مما يُستحى من ذكره، هذا فضلا عن السخرية من شرائع الإسلام وشعائره.<BR>وهذه الغرف أيضا تتبع قس متطرف يدعى زكريا بطرس هو الآخر شديد اللهجة يتعمد دوما سب المسلمين ودينهم,وله غرفه مستقلة في البالتوك. <BR>&nbsp;<BR>وفي هذه الغرف يتكلم النصارى عن الاضطهاد، وعن أنهم يسعون صراحة لحكم مصر والتخلص من (حكم العرب) كما يقولون. وهم يتعمدون استفزاز المسلمين بلهجتهم المتشددة ضدهم كشعب مسلم وضد نبيهم ـ صلى الله عليه وسلم ـ ودينهم الإسلامي. <BR>&nbsp;<BR>ولا يمكن أن يقال أبداً أن هذا الأمر تحركا فرديا بعيدا عن الكنيسة المصرية، وأنه فقط نزوة أب مشلوح ـ مطرود ـ من الكنيسة. لا يمكن أن يقال هذا أبدا. <BR>&nbsp;فكل الغرف على نسق واحد في السب وفي المواضيع المطروحة، حتى أنك تستطيع أن تلحظ متى تتغير التعليمات وبما تتغير!!<BR>والكنائس تتفاعل مع ما يحدث في مصر، فقد وجدت حالات تنصرت من البالتوك، واستقبلتها الكنيسة وتم تعميدها وإيوائها، ولعل في قصة زينب التي تناولتها وسائل الإعلام دليل على ذلك, والتي عادت من جديد لدينها الإسلامي. <BR>&nbsp;<BR>ويلاحظ أن البابا شنودة حريص على أن يتدخل من وقت لآخر بمحاضرة في كاتدرائيته ليجيب عن الأدلة المنطقية التي يثيرها الشباب المسلم في البالتوك.<BR>يلاحظ أيضاً, أن جميع النصارى في البالتوك يعظمون البابا شنودة ويعلنون ولاءهم له, فليس إذن عمل ارتجالي،وليس أبدا عمل فردي. <BR>&nbsp;<BR>والسؤال: هل يشعل نصارى البالتوك ومن يحركهم من خلفهم الفتنة الطائفية في مصر؟ <BR>&nbsp;<BR>الواقع أن الأمور تتجه لهذا، وأنها تأخذ خطا تصاعديا بشكل لافت للنظر، وأن هناك استجابة عكسية من قبل الشباب المسلم من أهل مصر، حيث تم عمل غرف مضادة على نفس الأقسام التي تتواجد عليها غرف النصارى في البالتوك ـ قسم الشرق الأوسط والقسم العربي ـ وبعضها اتخذ اللهجة الرزينة العلمية في نقض النصرانية،وبعضهم يسير تحت ردود الأفعال، مما ينذر بأن الأمور بدأت تتصاعد في طريقها لإثارة الفتنة الطائفية. <BR>إن إصرار النصارى على سب الرسول _صلى الله عليه وسلم_ وتعمدهم إثارة الشبهات حول الإسلام بلهجة تحدي من شأنه أن يدخل شيوخ الصحوة أو قل الصحوة الإسلامية في مصر بجمهورها الكبير على خط المواجه، وهي الآن بعيدة تماما عما يحدث، وقد تتخذ هي الأخرى ـ أو طوائف منها ـ لهجة شديدة تجاه من يسب نبيهم بأقذع الألفاظ. <BR>وإن إصرار النصارى على التصريح بأن من حقهم أن يحكموا مصر وأن يعيدوها ثانية نصرانية كما كانت من شأنه أن يثير غضب كثير من أبناء مصر.<BR>والله نسأل أن يرد كيد مثيري الفتن في نحورهم وأن ينفع مصر بصالحيها وأن يعلي راية الحق في مصر وخارج مصر.. اللهم آمين. </P><BR><P align=right>&nbsp;<BR></P><br>