غضب عربي لاغتيال الدكتور الرنتيسي
28 صفر 1425

حمل علماء ومفكرون وبرلمانيون عرب الولايات المتحدة الأمريكية مسؤولية اغتيال قوات الاحتلال الإسرائيلي الدكتور عبد العزيز الرنتيسي (قائد حركة المقاومة الإسلامية "حماس" في غزة)، متهمين الرئيس الأمريكي جورج بوش بأنه أعطى الضوء الأخضر لرئيس الوزراء الإسرائيلي أريل شارون بتصفية قادة الحركة. <BR><BR>وكانت قوات الاحتلال الإسرائيلي قد اغتالت مساء السبت 17/4/2004م، الدكتور الرنتيسي وثلاثة من مرافقيه بينهم أحد أولاده، عندما قصفت السيارة التي كانوا يستقلونها في أحد شوارع مدينة غزة. يأتي ذلك بعد أقل من شهر من قيام قوات الاحتلال باغتيال الشيخ أحمد ياسين (مؤسس وقائد حركة حماس بغزة) إثر استهدافه بصواريخ عقب خروجه من مسجد المجمع الإسلامي بعد صلاة الفجر.<BR><BR><font color="#0000FF">ضريبة الجهاد: </font><BR>ودعا العلماء والمفكرون والبرلمانيون الحكام العرب إلى وقف كافة أشكال العلاقات مع أمريكا والصهاينة، وذلك بقطع العلاقات الكاملة مع العدو الصهيوني، وتجميد العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، كما طالبوهم بطرد السفراء الصهاينة، وإعلان إلغاء اتفاقيات السلام المزعومة التي وقعتها بعض الدول العربية مع الكيان الصهيوني، ودعم المقاومة الفلسطينية ماديًّا ومعنويًّا. <BR>عقد قمة عربية طارئة لدراسة هذا الأمر الخطير، وسرعة تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، ودعم الحملات الشعبية لمقاطعة السلع والمنتجات الأمريكية والصهيونية، وإعطاء الفرصة للشعوب للتعبير عن غضبها وإظهار مشاعرها، مؤكدين أن الإجرام الصهيوني قد استشرى بعد تخاذل العرب والمسلمين عن أداء واجبهم.<BR><BR>كما طالبوا الأمة الإسلامية بأن تبذل "ضريبة الجهاد"، وأن توسع من حملات المقاطعة للمنتجات الأمريكية والصهيونية، والتظاهر السلمي تعبيراً عن مشاعرهم الرافضة لهذه الاعتداءات المتكررة على الشعب الفلسطيني، داعين فصائل المقاومة الفلسطينية إلى توحيد كلمتهم، ونبذ خلافاتهم، والوقوف صفًّا واحدًا ضد هذا العدوان الإسرائيلي.<BR><BR>ودعوا البرلمانات العربية والإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة وكل الدول الرافضة لإرهاب الدولة الصهيونية إلى ممارسة الضغوط الممكنة على الولايات المتحدة لوقف مسلسل الدم الفلسطيني.<BR><BR><font color="#0000FF">المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمون: </font><BR> فقد طالب (المرشد العام للإخوان المسلمين) محمد مهدي عاكف الحكامَ العرب بتسليح الفلسطينيين وتخلية الطريق أمام الشعوب العربية؛ لكي تردَّ على الاستهتار الصهيوني.<BR>وقال عاكف في تعليقه على اغتيال الرنتيسي لقناة الجزيرة الفضائية مساء السبت: "إنه لم يعد هناك مجال للقول؛ بل لابد من العمل، فجريمة اغتيال "الرنتيسي" جاءت بضوءٍ أخضر من البيت الأبيض". <BR><BR>ودعا المرشد العام للإخوان الحكام العرب بوقف كافة أشكال العلاقات مع أمريكا والصهاينة، وقال: " لا نُريد أن نعادي حكامنا؛ بل نريد أن يتعاونوا معنا ويتركوا الحرية للشعوب لكي تقاطع الصهاينة والأمريكان، ولابد للجميع أن يقفوا وقفة رجل واحد- حكامًا وشعوبًا- لإيقاف هذا الاستهتار بالقيم والدول العربية والإسلامية". <BR>وأضاف "إن كان الصهاينة قد قتلوا بالأمس الشيخ "ياسين" واليوم الدكتور "الرنتيسي" فسيقتلون مَن يشاؤون في كل البلاد العربية غدًا، فلقد احترقت الفلوجة أمس، فما سمعنا أحدًا من الحكام العرب تحرك لذلك، ولقد اتصلتُ بالرئيس الفلسطيني "عرفات" أمس، وقلتُ له:"عليك بالمقاومة، ودعك من الكلام عن الحلول السلمية التي لا تعني عند الصهاينة إلا الاستسلام".<BR><BR>وشدد عاكف على أنه ليس أمامنا اليوم إلا المقاومة، وقطع كل العلاقات، وطرد السفراء من بلادنا، وإذا كانت هناك معاهدات فلابد أن تُلغى، فلقد هدم الصهاينة والأمريكان اتفاقية كامب ديفيد من جهتهم وكل النصوص التي تؤكد عودة الأراضي الفلسطينية إلى حدود 4 من يونيو 1967م.<BR>وأكَّد عاكف أن حادث الاغتيال الغادر الذي قامت به الأيادي الصهيونية الآثمة ضد المجاهد الشهيد عبد العزيز الرنتيسي (زعيم حركة حماس بغزة) ما هو إلا انعكاس للسياسة الوحشية التي تسيطر على العالم برعاية من أمريكا التي أصبحت تعطي الشرعية للاعتداء على حق المواطنين الشرفاء في فلسطين وفي العراق سواء بسواء، والتي قلبت معايير الحق والحقيقة، فحولت صاحب الأرض إلى إرهابي، وارتضت للغاصب المحتل أن يكون شرعيَّ الوجود.<BR><BR>وأضاف عاكف: إنني أُشهِد الله أن هذا الإجرام الصهيوني لم يأخذ راحته إلا بتخاذل العالم العربي والإسلامي عن أداء واجبه للوقوف في وجه هؤلاء الطغاة القتلة البربريين، الذين لا يرقبون في مؤمنٍ إلاًّ ولا ذمة، وإنا لمنتظرون حتى نرى من هؤلاء القادة ومن الشعوب العربية والإسلامية ردًّا حاسمًا على هذا الإجرام البشع.<BR><BR>ووجه فضيلته التحية إلى المجاهدين في فلسطين والعراق قائلاً: "... تحيةً إلى هؤلاء الرجال الأبرار على صمودهم أمام هذه القوة الغاشمة، وإنا- إن شاء الله وبعونه- سنقف في وجه الطغيان الأمريكي الصهيوني حتى نطهر بلادنا من رجسهم في فلسطين والعراق وأفغانستان".<BR><BR>وطالب المرشد العام للإخوان الأمة الإسلامية بأن تقف صفًّا واحدًا في وجه هذا الطغيان بتقوى الله وبأداء الواجب نحو إخواننا في فلسطين والعراق، و_إن شاء الله_ لن يزيد هذا العدوان الوحشي أمتنا إلا كل إصرارٍ على تحقيق النصر والله غالب على أمره". <BR><BR><font color="#0000FF">الشيخ سفر الحوالي: </font><BR>ومن جانبه ندد الدكتور سفر الحوالي (الأمين العام للحملة العالمية لمقاومة العدوان) باغتيال الرنتيسي، مطالباً الأمة الإسلامية بأن تبذل " ضريبة الجهاد"، معتبراً أن هذه الجريمة تظهر للعالم أننا "أمة ميتة" ما لم ننهض ونتحرك ونقوم بواجبنا في الجهاد.<BR>ودعا الحوالي الأمة الإسلامية إلى عدم الركون لليأس والإحباط، وحثها على الأخذ بطريق الجهاد، مشيراً إلى أنه يجب "ألا يتحمل المجاهدون في فلسطين وحدهم المسؤولية، فتحملها واجب علينا جميعاً، وقد وعدنا الله بالنصر إذا التزمنا بمنهج الله وفرائضه التي منها الجهاد". <BR><BR><font color="#0000FF">الشيخ سلمان العودة: </font><BR>كما ندد الشيخ سلمان بن فهد العودة (المشرف العام على مؤسسة "الإسلام اليوم") باغتيال الدكتور الرنتيسي، معتبراً أنها حلقة في سلسلة من الاعتداءات المتواصلة ضد العالم الإسلامي التي ستكون لها امتدادات عميقة الأثر في المستقبل.<BR><BR>وحمل العودة الإدارة الأمريكية بقيادة جورج بوش مسؤولية التصعيد الإسرائيلي الجديد، وقال: إنها شريك أساسي في الجرائم الإسرائيلية، وسخر العودة من محاولات أمريكا تمرير دعاويها عن الديمقراطية والحرية التي تدعي أنها تنشدها للمجتمعات الإسلامية والعربية.<BR>ودعا العودة الحكومات العربية والإسلامية أن تترك الشعوب على حريتها لتقوم بواجب "النصرة لإخوانهم الفلسطينيين"، مطالباً حركة حماس بتوخي الحذر والحيطة لتفويت "فرص الغدر والخيانة" على العدو الإسرائيلي الذي وصفه بـ"المتخبط وفاقد الصواب" بعد المقاومة الشديدة التي لقيها من الشعب الفلسطيني.<BR><BR><font color="#0000FF">البرلمان المصري: </font><BR>كما تحولت الجلسة المسائية للبرلمان المصري يوم السبت 17/4/2004م إلى حفل تأبين للشهيد الدكتور الرنتيسي، حيث طالب نواب الكتلة الإسلامية بتحويل جلسة البرلمان العادية إلي جلسة خاصة بفلسطين.<BR>وطالب الدكتور محمد مرسي (رئيس الكتلة البرلمانية للإخوان الدول العربية)، وفي مقدمتها مصر بقطع العلاقات الكاملة مع العدو الصهيوني، وتجميد العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية، معتبراً إن أقل ما يجب على الحكومة المصرية والحكومات العربية فعله هو طرد السفير الإسرائيلي، وإعلان إلغاء اتفاقية السلام المزعومة، ودعم المقاومة الفلسطينية ماديًّا ومعنويًّا. <BR>وقال مرسي في بيان ألقاه بالمجلس نيابة عن نواب الكتلة: إن اغتيال الرنتيسي بعد شهر من اغتيال الشيخ ياسين يؤكد أن الكيان الصهيوني ماضٍ في خطة محددة نالت موافقة ورضا الولايات المتحدة، وهي تصفية المقاومة الفلسطينية.<BR><BR>وأكد النواب الإسلاميون أن كلمات الشجب والإدانة لم يعد لها مكانًا الآن، مشيرين إلى ضرورة اتخاذ مواقف أكثر قوة ضد التوحش الصهيوني الذي لا يهدد الفلسطينين فقط، وإنما المصريين والعرب كذلك، داعين إلى تجميد العلاقات مع الولايات المتحدة، مؤكدين أهمية عقد قمة عربية طارئة لدراسة هذا الأمر الخطير.<BR>كما دعا النواب الحكام العرب إلى تفعيل اتفاقية الدفاع العربي المشترك، وترك الفرصة للشعوب للتعبير عن غضبها، ودعم توسيع الحملات الشعبية لمقاطعة للمنتجات الأمريكية والصهيونية، ومنح الشعوبَ العربية والإسلامية الفرصةَ لدعم الانتفاضة والمقاومة الفلسطينية بالمال والسلاح، مطالبين بفتح باب الجهاد.<BR><BR>كما طالب نائب الحزب الوطني الحاكم أحمد أبو زيد (رئيس لجنة الشؤون العربية بالمجلس) البرلمانات العربية والإسلامية ومنظمة المؤتمر الإسلامي وجامعة الدول العربية والأمم المتحدة وكل الدول الرافضة لإرهاب الدولة الصهيونية لممارسة ضغوطها علي الولايات المتحدة لوقف مسلسل الدم الفلسطيني، داعياً الفصائل الفلسطينية إلى توحيد كلمتهم، ونبذ خلافاتهم، والوقوف صفًّا واحدًا ضد هذا العدوان الإسرائيلي.<BR><BR>وفي بيان ألقاه في افتتاح الجلسة، أدان أبو زيد الحادث الإجرامي، مؤكداً أن ما حدث مع الدكتور الرنتيسي يعد استكمالاً لمسلسل إجرامي بدأه الكيان الصهيوني بدعم مباشر من الولايات المتحدة، مطالباً بتشكيل لجنة مشتركة من لجان الشؤون العربية و الدفاع والأمن القومي والعلاقات الخارجية لمناقشة سبل دعم المقاومة الفلسطينية، والرد على هذا العدوان الصهيوني المدعوم أمريكيًّا،<BR>كما تظاهر أكثر من 3 آلاف طالب بالمدينة الجامعية لجامعة القاهرة مساء السبت 17/4/2004م فور سماعهم النبأ، معبرين عن استيائهم من الصمت الرسمي العربي على تكرار هذه الجريمة البشعة، مطالبين الحكام العرب باتخاذ قرارات قوية رداً على المخطط الإسرائيلي الذي يستهدف قادة المقاومة الفلسطينية، وحملوا القادة العرب مسؤولية دم الرنتيسي ورفاقه الثلاثة الذين استشهدوا معه. <BR><br>