صور لا تموت.. يوميات مدينة الفلوجة البطلة
21 صفر 1425

كتب موقع (المسلم) في عنوان الخبر الرئيس الذي نشر يوم الأربعاء 31 مارس 2004 " في عملية قد تغيّر مستقبل الاحتلال: مقتل تسعة أمريكيين في العراق".<BR> <BR>ولم تمض أيام كثيرة حتى بدأت المنطقة تشهد تحولات وتداعيات واسعة النطاق، ألقت بظلالها على معظم أرجاء العراق، وبالأخص منطقة المثلث السني، ومدينة الفلوجة البطلة.<BR>وبدأ في الأفق ملامح تغيّرات حقيقية، ربما لم تمض المدة الكافية على انكشاف معظم تفاصيلها.<BR><BR><font color="#0000ff" size="4">الأربعاء اليوم الأول 31 مارس 2004:</font><BR><BR>تعود بداية حالة المواجهات التي تعيشها العراق الآن إلى يوم الأربعاء 31 مارس 2004م، عندما تمكنت مجموعة من المجاهدين العراقيين من استدراج سيارتين (دفع رباعي) تضم أربعة من رجال الاستخبارات الأمريكيين إلى مدخل مدينة الفلوجة، وقاموا بقتل الأمريكيين بتفجير سيارتيهم.<BR>ثم قاموا بإحراق السيارتين بمن فيهما، فيما سحبت الحشود العراقية الغاضبة من الاحتلال جثث وأشلاء القتلى في الشوارع.<BR><BR>وتجمهر عدد من المواطنين العراقيين الغاضبين حول مكان العملية، وقاموا بسحب الجثث بالسيارات، ثم قاموا بتعليق الجثث على الجسر، وهتفوا ضد الاحتلال أمام كاميرات وعدسات المصورين والصحفيين الأجانب.<BR><BR>الأحداث التي أكدت بعض المصادر الأمريكية أنها مرتبة ومخطط لها بشكل دقيق، هزّت الناس في كل مكان، وبالأخص الأمريكيين الذين استفاقوا على هذه الصور المرعبة لهم، بعد سنة كاملة من لوحة غير حقيقية رسمتها وسائل الإعلام الأمريكية بعناية مدروسة لأوضاع الجنود الأمريكيين في العراق.<BR><BR>وجاءت هذه الأحداث بعد أن فقدت القوات الأمريكية المحتلة والشرطة العراقية السيطرة على المدينة المقاومة، حيث أخلت الشرطة المناطق التي كانت تسيطر عليها، أمام مد المقاومة، ما أدى إلى محاصرة القوات الأمريكية للمدينة قبل قتل الأمريكيين الأربعة بأسبوع، وتحديداً منذ يوم الخميس 25 مارس.<BR><BR><font color="#0000ff" size="4">الخميس اليوم الثاني 1 إبريل 2004:</font><BR><BR>هزّت هذه الصور الإدارة الأمريكية في واشنطن، وإدارة الاحتلال في العراق، وزاد تأثير هذه الصدمة عندما عرفت القيادة الأمريكية أن الذين قتلوا هم من رجال الاستخبارات الأمريكيين الذين ينتمون إلى أفضل الفرق الأمريكية، التي تقوم بحماية كبار قادة الاحتلال في العراق، كما تقوم بحماية القوافل العسكرية والإمدادات الغذائية وغيرها.<BR><BR>ما دعا الحاكم الأمريكي المدني بول بريمر بإعلان التهديدات لأهالي الفلوجة، وتوعد بأن لا تمر هذه الهجمات دون عقاب (!!).<BR>وقال مخاطباً مئات الخريجين الجدد من أكاديمية الشرطة العراقية في بغداد: "لن تذهب دماؤهم هدراً، وأن هذه الوحشية لا تغتفر". متناسياً ما قامت به قوات بلاده من عمليات إبادة للعراقيين المدنيين، وقصف المنازل الآمنة، وتشريد آلاف الأسر العراقية خلال عام كامل من الاحتلال.<BR><BR>في تلك الأثناء حاول (وزير الخارجية الأمريكي) كولن باول، التقليل من شأن ما حدث في الفلوجة، خوفاً من تنامي ردة الفعل لدى الأمريكيين وشعوب الدول الحليفة لواشنطن في حربها على العراق، حيث أدعى أن الأوضاع في العراق لا تزال تحت السيطرة، وأن ذلك لن يعيق التقدم السياسي الذي أحرزته أمريكيا في العراق !!<BR><BR>إلا أنه ورغم الإعلانات الرسمية الأمريكية، إلا أن المقاومة العراقية كانت تستمر في تنفيذ عملياتها في الفلوجة، حيث تعرضت آليات تابعة لقوات الاحتلال الأمريكي لنيران كثيفة، من بينها مركبة أميركية من نوع هامر، وألقى المقاومون القنابل على الآليات وأمطروها بالأسلحة الرشاشة مما أدى إلى تدميرها، واشتعال النيران فيها، فيما تتستر القوات المحتلة على الإصابات البشرية التي وقعت بين صفوف جنودها.<BR><BR>هذه الأحداث استدعت من قيادة الاحتلال إعلان حالة التأهب، وتعزيز قواتها المرابطة عول المدينة منذ أسبوع تقريباً، وقطع الطريق الذي يربط العاصمة بغداد بالحدود مع سوريا والأردن.<BR><BR><BR><font color="#0000ff" size="4">الجمعة اليوم الثالث 2 إبريل: </font><BR><BR>تبنت مجموعة مجهولة تعلن عن نفسها للمرة الأولى، أطلقت على نفسها اسم "كتائب الشهيد أحمد ياسين"، مسؤولية قتل الأميركيين في الفلوجة، معتبرة أنها أرادت بذلك الثأر لاغتيال الشيخ أحمد ياسين في قطاع غزة قبل أسبوع من قتل الأمريكيين الأربعة.<BR><BR>وقالت "كتائب الشهيد أحمد ياسين" في بيان وزع في الفلوجة: "إنها هدية يقدمها شعب الفلوجة إلى شعب فلسطين وإلى عائلة شيخ المجاهدين أحمد ياسين الذي تم اغتياله من قبل المجرمين الصهاينة عديمي الإنسانية والأخلاق". <BR>ووصف البيان عملية التمثيل بالجثث بأنه جاء بسبب الكره المتعاظم للأمريكيين ورداً على الاعتداءات والمداهمات على المساجد والمنازل واعتقال وتعذيب العلماء والشيوخ وترويع النساء والأطفال"، ونصح البيان "القوات الأميركية بالانسحاب من العراق" كما نصح "عوائل الجنود الأميركيين وأصحاب الشركات بعدم القدوم إلى العراق".<BR><BR>في هذه الأثناء دعت سلطات قوات الدفاع المدني العراقية سكان مدينة الفلوجة إلى التعاون معها لإعادة الهدوء، بعد أن فقدت الشرطة الموالية للاحتلال السيطرة على المدينة بسبب تنامي مد المقاومة.<BR>وقالت السلطات في بيان وزعته على السكان: إنه تم التفاوض على اتفاق مع قوات الاحتلال حتى ترفع الحصار الذي تضربه على المدينة، ونأمل في أن تتعاونوا لحماية الفلوجة وتوفير الأمن فيها". <BR><BR>كما شهد اليوم الثالث للأزمة استمراراً لأعمال المقاومة ضد الاحتلال، حيث تعرضت آليات تابعة للقوات الأميركية في الفلوجة لنيران كثيفة من قبل مسلحين عراقيين، فيما بدأ الاحتلال بتنفيذ حملة دهم واعتقالات في عدد من أحياء بغداد الواقعة على أطراف المدينة.<BR><BR><font color="#0000ff" size="4">السبت اليوم الرابع 3 إبريل: </font><BR><BR>في حفل تسليم وزارة التربية للوزارة العراقية المعينة من قبل الاحتلال الأمريكي، جدد بول بريمر توعد قيادة الاحتلال بالانتقام من المقاومة في الفلوجة، وبأن يتم محاسبة العناصر التي قامت بقتل الضباط الأمريكيين الأربعة.<BR><BR>كما هددت إدارة بوش بالرد الانتقامي، وقال (مساعد وزير الخارجية الأميركي) ريتشارد أرميتاج: إن المهاجمين سيدفعون ثمن فعلتهم، وأن العالم أجمع سيرى الرد على الهجوم على حد تعبيره !!<BR><BR>وفي وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) أطلع (مساعد وزير الدفاع) بول ولفويتز ومساعد رئيس هيئة أركان الجيوش والجنرال بيتبر بيس أعضاء في لجنة الدفاع بالكونغرس في جلسة مغلقة على احتمالات الرد الأميركي. <BR>وقالت شبكة تلفزيون ABC الإخبارية الأميركية: إن المسؤولين الأميركيين حددوا هويات أشخاص عدة شاركوا في هجوم الفلوجة، ونقلت الشبكة عن مصادر المخابرات قولها: إن من بين المهاجمين أعضاء سابقين في القوات شبه العسكرية العراقية وعرباً غير عراقيين، مشيرة إلى أن من المتوقع أن تقوم القوات الأميركية بعمل حاسم ضد المهاجمين في غضون الأيام القليلة المقبلة. <BR><BR><font color="#0000ff" size="4">الأحد اليوم الخامس 4 إبريل: </font><BR><BR>أعلنت المصادر الأمريكية عن مقتل جنديين من مشاة البحرية (المارينز) في هجومين منفصلين شنهما أفراد المقاومة العراقية في الفلوجة مساء اليوم الرابع.<BR>وقد شهد اليومين الرابع والخامس عمليات للمقاومة العراقية، أدت إلى إحراق عدد من الآليات العسكرية، وإصابة عدد من الجنود الأمريكيين، إلا أن قيادة الاحتلال لم تعلن إلا عن قسم قليل منهم، في حين فضحت بعض الوسائل الإعلامية هذه الأخبار.<BR><BR>كما بدأت قيادة الاحتلال في بغداد بتجهيز حملة عسكرية كبيرة تمهيداً لإرسالها إلى الفلوجة.<BR><BR>صحيفة (ديلي تلغراف) البريطانية الصادرة في 4 إبريل، حاولت تفسير أسباب عدم تدخل الشرطة العراقية في مدينة الفلوجة لحماية قافلة الحراس الأميركيين الأربعة الذين قتلوا ومثل بجثثهم بعد حرقها قبل أيام.<BR><BR>وقالت الصحيفة: إن المبرر الذي أبداه أفراد من الشرطة بالمدينة لجعلهم يقبعون في مكاتبهم دون منع الهجوم هو خشيتهم من التعرض لنيران القوات الأميركية، كما حدث معهم العام الماضي عندما قتل تسعة من رفقائهم دفعة.<BR>وأشارت الصحيفة إلى أن مدينة الفلوجة ترتفع فيها نسبة العداء للأمريكيين.<BR><BR><font color="#0000ff" size="4">الاثنين اليوم السادس 5 إبريل: </font><BR><BR>شهد اليوم السادس للأزمة في الفلوجة، تصعيداً واسعاً للهجمات الأمريكية على المدينة، حيث سمعت أصوات الانفجارات وحلقت الطائرات الأميركية في سماء مدينة الفلوجة مع استمرار عملية قوات مشاة البحرية الأميركية. <BR><BR>وقام نحو 20- 25 ألف جندي أمريكي بمحاصرة المدينة، مانعين أي دخول أو خروج للمدينة خلال الحصار.<BR><BR>وقد سقط في هذا اليوم نحو ثمانية عراقيين وأصيب عدد كبير آخر، في المواجهات مع قوات الاحتلال التي حاصرت المدينة وأغلقت جميع منافذها وطالبت الأهالي عبر مكبرات الصوت بتسليم المتورطين في عملية قتل وسحل أربعة أمريكيين الأسبوع الماضي.<BR><BR>ووزعت القوات المحتلة بياناً طالبت فيه الأهالي بتسليم الأشخاص الذين قاموا بمهاجمة الأمريكيين الأربعة يوم الأربعاء الماضي، وقاموا بإحراق جثثهم وتعليقها على الجسر.<BR>وهدد البيان الأمريكي أن القوات الأمريكية ستنتظر أن يقوم الأهالي بتسليم المطلوبين خلال فترى قصيرة، أو أن ترتكب القوات الأمريكية أعمالاً لا تحمد عقباها.<BR><BR>وجاءت أولى القرارات عبر فرض حظر التجول في المدينة من الساعة 7 مساءً وحتى الساعة 6 صباحاً، كما حظرت حمل أي نوع من أنواع السلاح للعراقيين.<BR><BR>من جهتهم أكد أهالي مدينة الفلوجة أن الأوضاع صعبة عليهم في ظل الحصار الأمريكي، إلا أنهم أكدوا أيضاً أن الأمر سيكون أكثر صعوبة على الاحتلال، مشيرين إلى عدم خضوعهم لمطالب الأمريكيين، حتى لو تطلب الأمر الدخول في مواجهات مسلحة.<BR><BR>وأكدت وكالة رويترز في ذلك اليوم أن اثنين من الجنود الأمريكيين قتلوا خلال الساعات القليلة الماضية، أحدهم من الجنود والآخر من قوات المارينز.<BR>وقالت الوكالة التي لم تذكر المزيد من التفاصيل: " إن الجنديين الأمريكيين قتلا خلال هجومين منفصلين للمقاومة".<BR><BR><font color="#0000ff" size="4">الثلاثاء اليوم السابع 6 إبريل: </font><BR><BR>أعلنت قيادة الاحتلال الأمريكية في هذا اليوم عن مقتل أربعة من مشاة البحرية الأمريكية (المارينز).<BR>وأكد البيان الأمريكي أن الجنود المارينز قتلوا في اليوم السابق في هجوم للمقاومة العراقية قرب الفلوجة.<BR>إلا أن البيان الأمريكي للاحتلال لم يحدد بشكل دقيق وقائع الهجوم العراقي، كما لم يذكر المزيد من التفاصيل حول مقتل الجنود المارينز !!<BR><BR>وفي نفس اليوم ارتفع عدد القتلى من الجنود الأمريكيين إلى ثمانية في هجمات منفصلة للمقاومة العراقية في مناطق قريبة من الفلوجة.<BR> <BR>كما شهد ذلك اليوم عمليات مواجهة مسلحة واسعة النطاق بين المقاومة والاحتلال، وأكدت وكالات الأنباء أن المدينة تشهد اشتباكات مسلحة في كل من مدينتي الرمادي والفلوجة .<BR>كما قامت القوات المحتلة في هذا اليوم بعمليات قصف واسعة النطاق ضد أهداف مدنية في الفلوجة، من بينها استهداف المشفى الوحيد في المدينة، الذي أطلقت عليه الطائرات الأمريكية صواريخها، ما أدى إلى دمار جزئي فيه.<BR><BR>إلا أن المقاومة استطاعت إسقاط مروحية أمريكية في هذا اليوم، حيث أكد شهود عيان أن الطائرة أسقطت بنيران مقاومين عراقيين في حي الجولان بمدينة الفلوجة، مشيرين إلى أنه تم تدمير عربتين عسكريتين من طراز (هامر) بعد إصابتهما بقذائف (ار بى جى 7) في نفس الحي.<BR>.<BR>فيما واصلت معظم الوسائل الإعلامية فرض تعتيم إعلامي على العلميات العسكرية التي تشهدها المدينة على يد القوات الأمريكية.<BR><BR>وقبل انتهاء ذلك اليوم، شهدت الفلوجة هجوماً كبيراً للمقاومة في مدينة الرمادي القريبة من الفلوجة، أدى إلى مقتل 12 جندياً أمريكياً وجرح 20 آخرين.<BR>وأشارت العديد من المصادر الإعلامية الأمريكية وغيرها إلى أن يوم الثلاثاء كان يوماً عصيباً على الاحتلال الأمريكي الذي تكبد الخسائر الفادحة في الهجوم الكبير للمقاومة.<BR>كما أدى الهجوم إلى تدمير العديد من الآليات الحربية الأمريكية التي كانت عرضة لصواريخ المقاومة الباسلة.<BR><BR>وأكدت التقارير الإخبارية الواردة من المدينة أن نحو 100 من أفراد المقاومة في مدينة الرمادي، قاموا بشن هجوم موسع على القوات الأمريكية في المنطقة، وقاموا بالاستيلاء على المباني الحكومية التي كانت تحت يد قوات الاحتلال، وأجبروا القوات الأمريكية على الانسحاب من العديد من المناطق في المدينة.<BR><BR>ولم تكتف المقاومة بهذا، حيث استمرت الهجمات الناجحة ضد أهداف الاحتلال، وقامت عناصر من المجموعة بمهاجمة موقع لقوات مشاة البحرية الأمريكية (المارينز)، والذين يعتبرون من خيرة القوات الغازية !! ما أدى إلى مقتل 12 أمريكياً وجرح 20 آخرين على أقل تقدير.<BR><BR><font color="#0000ff" size="4">الأربعاء اليوم الثامن 7 إبريل:</font><BR><BR>اعترفت قيادة الاحتلال الأمريكية بالخسائر الفادحة بين صفوف قواتها في اليوم السابق، حيث نقلت وكالة الأسوشيتد برس عن وزارة الدفاع الأمريكية اعترافها الأربعاء أن "12 جندياً أمريكياً من قوات البحرية "المارينز" قتلوا خلال هجوم شنه مسلحون عراقيون على قاعدة للجنود الأميركيين في بلدة الرمادي في العراق.<BR><BR>وأكد المراسلون في بغداد أن القوات المحتلة تقوم بعمليات إعادة احتلال للمدينة، كما تقوم بإطلاق النار على أي عراقي تشتبه فيه،<BR>كما أكدت بعض المصادر الخاصة أن القوات الأمريكية تقوم بفتح النيران على العراقيين الذين امتلأ مستشفى المدينة بهم.<BR>كما يقوم جنود الاحتلال بتمشيط المدينة منزلاً منزلاً، ويطلقون النار على أي شيء يتحرك خاصة خلال وقت الحظر.<BR><BR>من جهتها انتقدت هيئة علماء المسلمين في العراق من عمليات عسكرية واسعة النطاق، معتبرة أن هذه الأعمال وصمة عار في جبين قوات الاحتلال. <BR>وقالت الهيئة في بيان لها: " إن ما يجرى الآن في بغداد في الأعظمية والكاظمية ومدينة الثورة والشعلة والنجف وفى الفلوجة وفى مدن عراقية أخرى من استهداف المدنيين من أبناء وطننا وحصارهم بالدبابات وقذفهم بحمم الطائرات لهو وصمة عار على قوات الاحتلال".<BR><BR>وطالبت قوات الاحتلال أن تكف يدها عن أبناء الوطن في هذه المدن كاف. <BR>كما طالب البيان دول العالم والدول العربية منها خصوصاً إلى إدانة الأعمال العدوانية للأمريكيين والوقوف جنباً إلى جنب مع الشعب العراقي في محنته. <BR>إلا أن أحداً لم يحرك ساكناً، وفضّل الجميع التزام الصمت أمام أمريكا.<BR><BR>وقد بلغت حصيلة القتلى المعلن عنهم اليوم في الفلوجة والرمادي، نحو 55 قتيلاً عراقياً وأكثر من 100 جريح، أغلبهم من النساء والأطفال نتيجة للقصف العنيف الذي تعرضت له المدينة طوال الليلة الماضية.<BR><BR>وجرت مواجهات عنيفة، وقال سكان في المدين: إن قوات الاحتلال اضطرت لإخلاء أحد مواقعها في المنطقة بعد أن استهدفها إطلاق نار متواصل.<BR>وقالت الأنباء: إن المقاتلات والدبابات الأمريكية استهدفت بصفة خاصة حيي الجولان والضباط، حيث سقط معظم الضحايا، بينما يواجه أطباء مستشفى المدينة صعوبة بالغة في التعامل مع الأعداد المتزايدة من القتلى والجرحى.<BR><BR>وقبل أن ينقضي هذا اليوم، قامت قوات الاحتلال بارتكاب جريمة إنسانية بشعة جديدة في الفلوجة، وقف العالم العربي والإسلامي متفرجاً عليها دون أن يفعل أي شيء.<BR>فقد قصفت الطائرات الأمريكية مسجداً في الفلوجة، ما أدى إلى مقتل سقوط أكثر من 40 قتيلاً من المصلين دفعة واحدة، وإصابة العشرات.<BR>وادعى الاحتلال وجود مقاتلين في المسجد، إلا أن أحد قادة العمليات العسكرية اعترف بأن أحداً من المقاومين لم يكن في المسجد.<BR><BR>وفي نفس اليوم استطاعت المقاومة العراقية إسقاط ثلاث مروحيات عسكرية أمريكية، ما رفع عدد المروحيات المسقطة خلال يومين من الاشتباكات إلى أربعة.<BR>وقد أكدت قناة (العربية) الإخبارية أن مروحية أمريكية تم إسقاطها في الفلوجة.<BR><BR><font color="#0000ff" size="4">الخميس اليوم التاسع 8 إبريل: </font><BR><BR>استمرت المعارك الطاحنة في عامرية الفلوجة، ما أدى إلى مقتل العشرات، وقد قصفت طائرات اف 16 مدينة الفلوجة في حين اعترف البنتاغون بسقوط مروحية نتيجة نيران المقاومة. <BR>كما اعترف مصدر عسكري أمريكي بمصرع 5 من جنود المارينز في المدنية.<BR><BR>ونقلت وكالة الأنباء الفرنسية عن متحدث باسم القيادة العسكرية الوسطى الأميركية "أن خمسة جنود أمريكيين في سلاح مشاة البحرية (المارينز) قتلوا أمس الأربعاء على أيدي مسلحين". <BR>كما تم الإعلان عن إصابة خمسة جنود أمريكيين بجروح في الفلوجة أيضاً.<BR><BR>كما شهد الخميس عمليات اختطاف واسعة النطاق في المناطق القريبة من الفلوجة، حيث أكدت مصادر متطابقة أن عناصر المقاومة العراقية تمكنوا من أسر إسرائيليين اثنين، وسبعة كوريين جنوبيين، وثلاثة يابانيين، وبريطاني واحد في سلسلة عمليات وسط تفاقم الأوضاع في مواجهات الفلوجة وبقية المناطق العراقية.<BR><BR>وتم الإعلان الخميس أيضاً في الفلوجة عن أن عدد القتلى العراقيين وصل إلى أكثر نحو 300، وأصيب نحو 400 آخرين برصاص الاحتلال.<BR>وقال مدير مستشفى الفلوجة: " إن الحصيلة ربما تكون أكثر من ذلك إذا ما وضع في الاعتبار العراقيون الذين دفنوا تحت أنقاض المباني التي تم قصفها".<BR><BR>وقد شهدت المدينة عمليات مقاومة باسلة، رفعت من معنويات المقاومة في كل مكان، وحطمت صورة الجندي الأمريكي المدجج بالسلاح والتكنولوجيا.<BR>وترك الكثير من الأهالي منازلهم لأفراد المقاومة الباسلة الذين حصدوا أرواح الكثير من جنود المارينز، والذين تحولوا إلى شوكة في حلق القوات المحتلة، محولين المدينة إلى جحيم لم تشهده قوات الاحتلال منذ بداية عمليات الغزو.<BR><BR><font color="#0000ff" size="4">الجمعة اليوم العاشر 9 إبريل: </font><BR><BR>شهد الجمعة مقتل تسعة من الأمريكيين على يد المقاومة قرب الفلوجة، وقال شهود عيان: " إن مقاتلين هاجموا قافلة أمريكية تحمل وقوداً إلى الغرب من بغداد مما أدى إلى مقتل تسعة أشخاص على الأقل، يعملون مع قوات الاحتلال". <BR>وأضاف الشهود أنهم رأوا جثثاً محترقة داخل مركبات كانت ألسنة النار لا تزال مشتعلة بها قرب منطقة أبو غريب. <BR><BR>وقد حاول الاحتلال الأمريكي الجمعة أن يوقف هجمات المقاومة العراقية على قواته التي تكبدت خسائر فادحة، حيث أعلن عن هدنة من طرف واحد، إلا أن المقاومة العراقية لم تهدأ، ما أدى إلى نقض الهدنة بعد 90 دقيقة فقط.<BR>وكان الاحتلال يتوقع أن تتوقف المقاومة حال توقف عمليات الاحتلال، إلا أن المقاومة اشترطت انسحاب الاحتلال بالكامل من المدينة.<BR><BR>وقد أعلن بريمر اليوم أن القوات الأمريكية أوقفت عملياتها العسكرية في الفلوجة بدءاً من ظهر اليوم، بعد أن ارتكبت مجازر بشعة بحق المسلمين في المدينة. <BR><BR>وبعد ال90 دقيقة، قامت مقاتلات أمريكية من طراز اف-18 بقصف عدة أحياء في مدينة الفلوجة بينما كان عدد كبير من سكانها في طريقهم إلى خارجها عقب طلب القوات الأمريكية منهم إخلاءها. <BR>وسمعت أصوات العديد من الانفجارات في احياء المدينة بينما جاهد مسلحون ومدنيون لإخراج الجرحى والقتلى من تحت ركام المنازل المهدمة بفعل القذائف التي أطلقتها الطائرات الأمريكية. <BR>وقال مراسل قناة "الجزيرة": إنه رأى عشرات الجثث المقطعة وعدداً كبيراً من الجرحى المدنيين يتم نقلهم إلى مبان ما تزال قائمة في الأحياء التي تواصل القصف عليها". <BR><BR><font color="#0000ff" size="4">السبت اليوم الحادي عشر 10 إبريل: </font><BR><BR>أكدت تقارير متطابقة أن تسعة جنود أمريكيين قتلوا في كمين نصبته المقاومة لقافلتهم على طريق أبي غريب قرب بغداد، في الوقت الذي اعترفت قوات الاحتلال فيه بمقتل خمسة جنود في الفلوجة.<BR>فيما أكد مراسل رويترز أنه شاهد جثثاً محترقة داخل مركبات عسكرية وناقلات جند أمريكية تتصاعد منها ألسنة النار.<BR>كما اعترفت قيادة قوات الاحتلال الأميركية بمقتل ثلاثة جنود في العراق، يتبعون لفرقة مشاة البحرية الأمريكية (المارينز).<BR><BR>وبعد الخسائر الفادحة التي تكبدتها القوات الأمريكية خلال المواجهات العنيفة التي تشهدها المدينة، وبعد فشل الهدنة المعلنة من طرف واحد الجمعة، عرضت قيادة الاحتلال هدنة على المجاهدين في الفلوجة المحاصرة منذ سبعة أيام تقريباً.<BR>وقال المتحدث العسكري الأمريكي البريجادير جنرال مارك كيميت في مؤتمر صحفي في بغداد السبت: "قوات الاحتلال مستعدة لتنفيذ هدنة مع العناصر المعادية في الفلوجة اعتباراً من ظهر اليوم".<BR><BR>من جهته اعترف (وزير الخارجية الأمريكي) كولن باول في مقابلة تلفزيونية بأن القوات الأميركية واجهت أسبوعاً صعبا في العراق، بعد العمليات العسكرية واسعة النطاق في المثلث السني، وعلى الأخص في مدينة الفلوجة.<BR><BR>وقال باول: " إن القوات الأميركية في المثلث السني، تواجه مقاومة شرسة من قبل عناصر من النظام السابق وعناصر من المقاومين الذين انضموا إليهم" !!<BR><BR>في تلك الأثناء، أكدت إحدى جماعات المقاومة العراقية أنها تحتجز 30 رهينة أجنبية لديها، من بينهم أمريكيين، مهددة بتصفية الرهائن ما لم تقوم إدارة الاحتلال بسحب قواتها من الفلوجة.<BR><BR>وأظهرت تسجيلات تلفزيونية بثتها إحدى شبكات التلفزة الأجنبية، صوراً لرجل أمريكي يجلس في المقعد الخلفي لسيارة، وإلى جانبه مسلح عراقي متخفي، كانت المقاومة العراقية نشرتها تأكيداً على احتجازها للأسرى الأجانب.<BR>وبثّت شبكة ABC التلفزيونية الأسترالية المشاهد المتلفزة، لرجل يتكلم الإنجليزية بلكنة أمريكية وهو يرتدي سترة واقية للصدر مشابهة لتلك التي يستعملها المكلفون بحراسة المواكب.<BR><BR>وجاء ذلك في وقت أعلنت فيه القوات الأمريكية المحتلة عن مقتل أحد جنودها في الفلوجة على يد المقاومة.<BR>وقال الناطق بلسان الاحتلال في العراق: إن جنديـًا أمريكيًا في مشاة البحرية قتل وأصيب آخر بجروح في المدينة المحاصرة. <BR><BR>كما شهد نفس اليوم سقوط مروحية أمريكية في منطقة (عامرية الفلوجة) القريبة من الفلوجة.<BR>ونقلت وكالات الأنباء الأجنبية السبت عن الشهود العيان تأكيدهم أنهم شاهدوا مروحية أمريكية تسقط في المنطقة، مشيرين إلى إسقاطها عبر صواريخ المقاومة العراقية التي حصدت عدة طائرات خلال الأسبوع الماضي.<BR><BR>كما بدأت المفاوضات بين الجانبين حول إعلان هدنة مشتركة، حيث أكد قحطان الربيعي (المتحدث باسم الحزب الإسلامي لوكالات الأنباء) عن شروط المقاومين للهدنة: " إنهم يريدون أن تنسحب القوات الأمريكية لمسافة خمسة كيلومترات تقريباً خارج المدينة، لوقف إطلاق النار، وأنه لا يمكن حدوث وقف لإطلاق النار ما دامت القوات الأمريكية تقصف الفلوجة".<BR>كما اشترطت المقاومة تقديم تعويضات للمتضررين نتيجة العلميات الأمريكية الهمجية في المدينة، والتي راح ضحيتها أكثر من 450 قتيلاً عراقياً حتى الآن، وجرح أكثر من 1000 آخرين، فضلاً عن المنازل المدمرة والبنية التحتية التي تضررت بشكل كبير.<BR><BR><font color="#0000ff" size="4">الأحد اليوم الثاني عشر 11 إبريل:</font><BR><BR>أعلنت مجموعة الوساطة العراقية أن المواجهات المسلحة بين المقاومة في الفلوجة وقوات الاحتلال، ستدخل حيّز التنفيذ اعتباراً من الساعة العاشرة من صباح الأحد، وتسمر مدة 12 ساعة.<BR><BR>وقالت المجموعة التي طلبت القوات الأمريكية منها التدخل من أجل إقناع المقاومة العراقية بوقف عملياتها ضد الاحتلال في المدينة، ريثما تحاول قيادة الاحتلال الخروج من المأزق العسكري: " لقد وافقت المقاومة في الفلوجة إقرار الهدنة، والتي ستبدأ عند الساعة العاشرة من صباح اليوم الأحد، وتستمر مدة 12 ساعة".<BR>مشيرة إلى أن هذه الهدنة قد تمتد لأكثر من ذلك بحال التزم الطرفان بها.<BR><BR>وأشارت قناة (الجزيرة) الإخبارية، أن التوصل لاتفاق بين المقاومة والاحتلال تم بوساطة قام بها وفد من مجلس الحكم الانتقالي وهيئة علماء المسلمين وشيوخ العشائر والقبائل لإنهاء الاشتباكات المسلحة في الفلوجة، والذي جاء بطلب من قوات الاحتلال.<BR>ومن المفترض أن يتبعه انسحاب لقوات الاحتلال الأمريكي من المدينة وتوقف الطائرات المقاتلة الأميركية عن التحليق بسماء المدينة.<BR>ومن المقرر كخطوة تالية، بحال التزم الطرفين بالهدنة، أن تبدأ قوات الأمن العراقية بدخول المدينة للقيام بمهام حفظ الأمن ومن ثم سريان وقف شامل لإطلاق النار .<BR><BR>كما بثت وسائل إعلام تلفزيونية الأحد مشاهد لجثتي ضابطين في المخابرات الأمريكية قتلا على يد المقاومة العراقية في الفلوجة.<BR><BR>وبثت قناة الجزيرة الفضائية شريطاً مصوراً حصلت عليه من أحد المجاهدين العراقيين، يظهر لقطات لجثتي أجنبيين ملطختين بالدماء على الأرض وبإحداهما آثار أعيرة في الظهر وبالأخرى أعيرة بالساق، فيما أحاط عدد من المجاهدين العراقيين المسلحين حول الجثتين.<BR>وأكد التسجيل الصوتي على الشريط المصور أن الجثتين تعودان لضابطي مخابرات أمريكيين قتلا على يد المقاومة في الفلوجة.<BR><BR>على صعيد متصل، بثت قناة الجزيرة الإخبارية اليوم أيضاً، شريطاً مصوراً يظهر فيه الأسير الأمريكي الذي ظهر قبل أيام في سيارة عراقية قرب الفلوجة.<BR>وأكد الأسير الأمريكي الذي أعلن عن اسمه، وهو (توماس هامل) بأنه الناجي الوحيد من القافلة التي تعرضت لهجوم من قبل المقاومة العراقية.<BR><BR>وفي عرض تفصيلي للقتلى والجرحى خلال الأيام الماضية، أكدت مصادر مطلعة عبر قناة (الجزيرة) الإخبارية، أن 65 طفلا دون الخامسة قد قتلوا كما قتل 140 طفلا دون الخامسة عشرة. مشيرة إلى أن 513 شخصا آخر أغلبهم من النساء والشيوخ قتلوا أيضا وجرح 1260 بعضهم إصابته خطرة. <BR>وأضافت المصادر أن أكثر من خمسين ألف عائلة قد تشردت فعلا ولجأت للأهالي في القرى القريبة أو إلى بغداد. <BR><BR><BR><br>