دراسة مخابراتية عن مساجد فلسطين
5 ذو الحجه 1424

حذرت دراسة إسرائيلية من تحول المساجد الفلسطينية إلى مراكز لصنع "الإرهابيين" ومعامل لتفريخ " الانتحاريين" الجدد داخل المجتمع الفلسطيني، متهمة السلطة الفلسطينية بعدم فعل أي شيء من أجل وقف ما أسمته بعمليات التحريض التي تقوم بها حركة المقاومة الإسلامية (حماس) .<BR>هذا ما خلصت إليه الدراسة التي أعدها مركز "تراث المخابرات الإسرائيلية" ، بعنوان " مساجد السلطة الفلسطينية كمركز للتحريض والكراهية ضد إسرائيل والولايات المتحدة وكمعامل تفريخ للإرهابيين.. مسجد العين بمدينة البيرة .. دراسة خاصة" .<BR>واتهمت الدراسة القائمين على مساجد السلطة الفلسطينية بجمع مواد تحريضية ضد إسرائيل داخل المساجد، زاعمة أن قوات تابعة للجيش الإسرائيلي قد عثرت يوم 30 سبتمبر 2003م الماضي على مواد محرضة تابعة لحركة المقاومة الإسلامية حماس في مسجد "العين" بمدينة البيرة الفلسطينية.<BR>واستطردت الدراسة قائلة : " تتضمن المواد المحرضة إعلانات تأبيينية للشهداء الفلسطينيين والمعتقلين خاصة من أبناء مدينة رام الله، وكذلك بيانات تأييد للاستشهاديين الذين قاموا بتنفيذ العمليات في القدس، وكذلك منشورات ذات طابع إسلامي تحض على كراهية إسرائيل واليهود والولايات المتحدة والغرب" .<BR>وزعم المركز في دراسته الخاصة التي أعدها مجموعة من ضباط المخابرات الإسرائيلية إلى أن مسجد العين يعد المسجد الرئيس لحركة حماس في رام الله، ويقوم مجموعة من قادة حماس بإلقاء الخطب فيه, وكانوا يستغلون المسجد في السابق لتنظيم لقاءات مع قادة الجناح العسكري للحركة.<BR>وأشارت الدراسة إلى أن عملية عثور القوات الإسرائيلية على المواد التحريضية تدل على تنامي ظاهرة تحول المساجد الفلسطينية لمركز لصنع "الإرهابيين" وكمعامل تفريخ لـ"الإرهابيين" الجدد داخل المجتمع الفلسطينة.<BR><BR><font color="#0000FF">المساجد والانتفاضة الفلسطينية: </font><BR>وأشارت الدراسة إلى أن المساجد الفلسطينية ومنذ بداية الانتفاضة الفلسطينية الأخيرة تحولت إلى مراكز للإرهاب والكراهية، وأن لحركة حماس النصيب الأكبر في التأثير على رواد المساجد وشحنهم بأفكار معادية لإسرائيل وللشعب اليهودي والولايات المتحدة والغرب، وذلك عبر أساليب ووسائل متعددة .<BR>ذكرت الدراسة منها استخدام الخطباء والوعاظ الذين يتميزون بحب الجماهير لهم والتفافهم حولهم، وكذلك عبر وسائل الإعلام الفلسطينية، ومنها: راديو فلسطين والتلفزيون الفلسطيني، وهما أجهزة رسمية تابعة للسلطة الفلسطينية، حيث يتم استغلالها في بث أفكار ورسائل للشعب الفلسطيني مباشرة .<BR>وقالت الدراسة: "من المفترض أن تكون مساجد السلطة الفلسطينية تحت إشراف وزارة المقدسات والأديان التابعة للسلطة الفلسطينية، والتي يرأسها الشيخ يوسف جمعة سلامة، ويقع مكتبه في بلدة العزيرية بالقدس الشرقية الذي يشرف عليه (رئيس الحكومة الفلسطيني) أحمد قريع الذي يشرف أيضاً على ملف المقدسات الإسلامية، لكن ولأن السلطة الفلسطينية لا تريد الدخول في مواجهات مع حركة حماس، فإنها لا تقوم بمنع النشاطات التي يقومون بها في المساجد، بل إن بعضاً من خطباء حماس المتطرفين يتلقون رواتبهم مباشرة من السلطة الفلسطينية".<BR>واتهمت الدراسة السلطة الفلسطينية بعدم فعل أي شيء من أجل وقف ما أسمته بعمليات التحريض، بل إنها تتحمل المسؤولية كاملة في تحويل المساجد إلى مراكز للتحريض والكراهية والإرهاب، وأشارت الدراسة إلى أن السلطة الفلسطينية حاولت قبل اندلاع الانتفاضة الأخيرة مراقبة المساجد وإعطاء توجيهات للخطباء، لكن لم يستمر ذلك، وظلت المساجد مركزاً لنشر الفكر الاستشهادى، ومركزاً لتجنيد الاستشهاديين، ومكاناً لعقد اللقاءات بين مسؤولي الحركات، وكذلك لإخفاء الوسائل القتالية .<BR>وأشارت الدراسة الإسرائيلية المخابراتية إلى أن المساجد الفلسطينية التي من المفترض لها أن تكون مكاناً للعبادة الروحية والصلاة باتت مركزاً أساسياً في تشكيل وبلورة الفكر المسلح الفلسطيني، ومدرسة لتخريج أجيال جديدة من "الإرهابيين" في المجتمع الفلسطينى، وباتت كافة الحركات والتنظيمات الفلسطينية تتخذ من المساجد مكاناً لتحقيق أهدافها ومنها :<BR>1- بث الأفكار الإسلامية المتطرفة والدعوة للجهاد والاستشهاد، وكذلك الحض على تنفيذ عمليات استشهادية أو المساعدة في تنفيذ عملية .<BR>2- مكان لتجنيد الاستشهاديين وإعدادهم نفسياً على تنفيذ العمليات الاستشهادية.<BR>3- مكان لإخفاء المطلوبين ونشطاء التنظيمات "الإرهابية", مشيرة إلى أن هناك بعض الحالات التي تم إلقاء القبض عليها داخل المساجد، مثل :<BR>• تم إلقاء القبض على نشط في حركة حماس مختبئ داخل سجادة في مسجد جمال عبد الناصر برام الله .<BR>• أحمد عودة، أحد نشطاء حماس قتل في مسجد زياد في طولكرم بعد تبادل لإطلاق النار مع القوات الإسرائيلية.<BR> 4- تعد التنظيمات الفلسطينية المساجد مكاناً مهماً، وذلك لدورها في إصلاح القلوب، وفى شحن العقول بالأفكار كما تستغل المساجد لأنها تعرف أنه لو قامت إسرائيل باستهداف المساجد، فإن ذلك سوف يكون سبباً في ثورة الجماهير الفلسطينية، وأن ذلك سيشعل الموقف سوءاً على الساحة الداخلية أو الدولية .<BR><BR><font color="#0000FF">مسجد" العين" برام الله: </font><BR>وركزت الدراسة على مسجد العين بمدينة البيرة برام الله باعتباره أكبر المساجد التابعة لحركة حماس، وأشارت إلى أنه في يوم 1 أكتوبر 2003م قامت قوات إسرائيلية باقتحام المسجد المجاور لمبنى البلدية المحلي، وعثر بداخله على بوسترات ومنشورات كثيرة ذات طابع تحريضي واضح ضد إسرائيل والولايات المتحدة والغرب، وكانت تلك المنشورات معلقة فوق أبواب المسجد وحوائطه، وكذلك منشورات تم إعدادها من أجل التوزيع على المصلين.<BR>وقالت الدراسة: إن حركة حماس استغلت المسجد في الدعوة للنشاطات "الإرهابية" والتحريضية، واستغلت أشهر الخطباء هناك، وهما: بسام ناهض إبراهيم جرار، وفضل صلاح حمدان، وهما من نشطاء الحركة في الدعوة لأفكار حماس ونشر أيديولوجياتها؛ وذلك لأنهما معروفان في رام الله، كما استغلت المسجد في عقد اللقاءات مع قادة الجناح العسكري للحركة المعروف بكتائب عز الدين القسام .<BR>وذكرت الدراسة أن الشيخ فضل محمد صلاح حمدان (المعروف بأبي إسلام) من مواليد 1953م، ودرس الدراسات الإسلامية في الأردن، ثم عاد إلى رام الله، حيث عين مدرساً في المدرسة الشرعية التابعة للأوقاف الإسلامية بالبيرة، ثم مدرساً بالجامعة الإسلامية بالخليل، وفى عام 1985م عين خطيباً بمسجد العين في البيرة، ويشغل هذا المنصب حتى الآن، وطرد في السابق للبنان ثم عاد عام 1993م، وكان خاضعاً للمراقبة الإسرائيلية منذ عودته، كما تم اعتقاله إدارياً عدة مرات .<BR>وأشارت الدراسة إلى أن أبا إسلام من قيادات حركة الإخوان المسلمين في الأراضي الفلسطينية، وهى الحركة الأم لحركة حماس، ومنذ بداية الانتفاضة الأولى عد الشيخ أبو إسلام أحد قادة حماس البارزين المحليين، ولهذا فقد جرى اعتقاله عدة مرات، ويعرف عنه أنه من أشد المؤمنين بأهمية الدعوة الإسلامية،<BR>وأكدت الدراسة أن الشيخ أبا إسلام يرى أن الهدف هو العمل على إعادة الناس للإسلام، ويتخذ من ذلك هدفاً مركزياً في حياته، ولا يرى في القوة وليّ الذراع وسيلة لتحقيق استراتيجيته، بل يرى أن إعادة الناس للإسلام سوف يؤدي في نهاية المطاف إلى إقامة الأمة الإسلامية ذات الطابع الإسلامي الحقيقي، ويكون على رأسها خليفة.<BR>كما يرى الشيخ أنه يجب قتال هؤلاء الذين يضعون العقبات في طريق الإسلام، ويمنعون توبة المسلمين، حيث يرى أن الجهاد واجب في دار الحرب ضد دول العالم غير المسلمة، وفى دار السلام أي في البلاد الإسلامية التى يوجد بها حكام مسلمون يحاربون الإسلام، وتشكل رؤيته خروجاً عن فكر الإخوان المسلمين، وتعكس وجهة النظر الراديكالية لسيد قطب الذي كان يرى وجوب الخروج عن الحاكم الذي لا يطبق شرائع الله.<BR>ويرى أنه لا يوجد شيء يسمى القومية اليهودية، وأن اليهود هم أبناء الديانة اليهودية، وإذا ما تعلموا الإسلام وفهموه فإنهم سيقتنعون بأنه ليس عدواً لهم، وأنه من الممكن لهم أن يعيشوا تحت حمايته في سلام، وان يصبحوا مسلمين برغبتهم، أما أي تسوية مع إسرائيل، فإنها ليست سوى حل مؤقت ينبع من غياب القدرة لدى المسلمين على تشكيل دولة إسلامية في هذا الوقت. <BR><BR><font color="#0000FF">الخوف من صلاح الدين: </font><BR>وادعت الدارسة أن هناك العديد من المواد التحريضية عثر عليها في المسجد منها بوسترات وإعلانات تمتدح منفذي العمليات الاستشهادية، وتدعو إلى اتخاذ شهداء حماس نموذجاً للاحتذاء به والسير من ورائه .<BR>وحاول رجال المخابرات الإسرائيلية الذين قاموا بإعداد الدراسة البحث عن أي شيء يسيء للولايات المتحدة والغرب؛ وذلك لأن دراسات هذا المركز يتم إرسالها إلى الولايات المتحدة، حيث تعرض على المنظمة اليهودية لمكافحة التشهير والتي تقوم بدورها بتوزيعها على مسؤولي الإدارة الأمريكية والكونجرس ومجلس الشيوخ، ولهذا فإنهم يتعمدون إثارة تلك الأطراف ضد الفلسطينيين بزعم أن الفكر الفلسطيني يتطابق تماماً مع فكر التنظيمات الإسلامية المتطرفة وعلى رأسها تنظيم القاعدة بقيادة أسامة بن لادن .<BR>كذلك عرضت الدراسة نماذج من بعض الكتب والنشرات الإسلامية التى عثر عليها في مكتبة المسجد، ومنها: نشرة تضمنت موضوعاً عن البطل الإسلامي صلاح الدين الأيوبي الذي فتح بيت المقدس، ويبدو أن سيرة هذا البطل تزعج كثيراً المخابرات الإسرائيلية وخبراءها، فكتبوا عنه في دراستهم أن ما عثروا عليه يتضمن محاولة للتأكيد على دور صلاح الدين الأيوبي في هزيمة الصليبين وتحرير القدس من أيديهم، وجهاده وأهمية أن تكون شخصيته نموذجاً للمسلمين جميعاً، وأن تكون الأمة الإسلامية كلها صلاح الدين .<BR>كذلك عثرت القوات الإسرائيلية على وثيقة بعنوان القدس في القلب، تدعو كل مسلم إلى تعليم أبنائه التعاليم الإسلامية التي تعلمه أن تحرير القدس وإعادتها هو شيء واجب عليهم، وأن عليهم أن يتذكروا أن صلاح الدين أخذ عهداً على نفسه بألا يبتسم أبداً طالما بقت القدس في أيدي الغرباء .<BR>ويبدو أن التعاليم الإسلامية، وسيرة الشخصيات الإسلامية التاريخية تزعج الإسرائيليين كثيراً حتى أن كراسة صغيرة خاصة بأحد الطلاب الفلسطينيين عثر عليها في المسجد أزعجت كثيراً خبراء المركز الذين قالوا عنها في دراستهم أنها تضمنت سيرة 27 شخصية إسلامية وعربية منذ بداية الإسلام، ومنهم الشهداء الأوائل في الإسلام أي هؤلاء الذين على المسلمين جميعاً اتخاذهم قدوة، مثل: حمزة بن عبد المطلب، وزيد بن حارثة، وجعفر بن أبى طالب، وهم من أوائل المسلمين الذين استشهدوا في سبيل الله، وقال خبراء المركز: إن التذكير بمثل هذه الشخصيات له تأثير بالغ في الدعوة للعمليات الاستشهادية.<BR><BR><font color="#0000FF">فكر جماعة الإخوان المسلمين: </font><BR>ركزت الدراسة كذلك على تحليل الكتب الخاصة بفكر جماعة الإخوان المسلمين ومعرفة ما تتضمنه من أفكار باعتبار أن الحركة هي الأساس لفكر حركة حماس الفلسطينية، ومن ضمن الكتب التي تم استعراضها كتاب سيد قطب (دعوة الإخوان المسلمين وعبقرية بناء جماعتها)، وكذلك استعرضت الدراسة فكر الأستاذ الشهيد سيد قطب بالتحليل، مشيرة إلى أنه من أهم النشطاء السياسيين في مصر، وكيف أصبح إسلامي الفكر بعد زيارته لأمريكا، وانضمامه لجماعة الإخوان المسلمين، وبات واحداً من أهم رجال الدعوة فيها، وكان يعد أبرز شخصية بعد مؤسس الحركة "حسن البنا".<BR>وتطرقت الدراسة الإسرائيلية المخابراتية إلى قصة اعتقاله وإعدامه مع مجموعة كبيرة من أتباع حركة الإخوان المسلمين بتهمة قيادة خلية سرية للإخوان، وكيف أطلق عليه لقب شهيد منذ أن تم إعدامه عام 1966م، ثم أشارت الدراسة إلى أن أفكار سيد قطب أثرت كثيراً على المسلمين في ذلك الوقت، وباتت طريقاً يحتذى به.<BR>وقالت الدراسة: إن فكر سيد قطب فتح الطريق أمام الإسلام الثوري، ونفذت عمليات عنف وإرهاب ضد الحكام المسلمين، فعلى سبيل المثال تم اغتيال الرئيس المصري أنور السادات عام 1981م على يد مجموعة من النشطاء الإسلاميين، وأكدت الدراسة أن شخصية سيد قطب ظلت شخصية لها دور حتى يومنا هذا، كذلك استعرضت الدراسة كتاباً آخر عثر عليه في مكتبة المسجد، وهو كتاب (الإخوان المسلمون أحداث صنعت التاريخ) للأستاذ محمود عبد الحليم، وهو كتاب يحكي قصة الإخوان المسلمين في مصر من عام 1952م وحتى عام 1971م، ووفاة عبد الناصر وصعود السادات للحكم، والصراع بين الإخوان وعبد الناصر، وتحليل لطريق الدعوة للحركة منذ تأسيسها .<br>