الواقع الفلسطيني يكذب مزاعم"التسهيلات الاسرائيلية"
24 رمضان 1424

تزداد معاناة المواطنين الفلسطينيين على حواجز الاحتلال الصهيوني خلال أيام شهر رمضان الكريم ،إذ يعمد الاحتلال إلى إغلاق هذه الحواجز قبل وقت الإفطار بساعتين ولا يسمح للموطنين بعبورها إلا بعد المغرب بساعة أو أكثر ، حارماً بذلك مئات الأسر من حلاوة التجمع حول مائدة الإفطار_ كما حدث لمئات المواطنين يوم الأربعاء الفائت على حاجزي المطاحن وأبو هولي وسط قطاع غزة_ .<BR><BR>وقد أغلقت قوات الاحتلال هذين الحاجزين عند الساعة الثالثة بعد العصر ولم تسمح لهم بالعبور إلا بعد أكثر من ساعتين، حيث كان وقت الإفطار قد فات .<BR>هذا وشهد الحاجزان المذكوران عمليات اعتقال متواصلة خلال الأيام القليلة الماضية، كما تعمدت قوات الاحتلال إغلاقهما لأكثر من ساعتين على مدى ثلاثة أيام.<BR><BR><font color="#0000FF" size="4">الواقع ينافى الادعاءات: </font><BR><BR>و رغم ادعاءات قوات الاحتلال الصهيوني بتخفيف الحصار الذي تفرضه على الأراضي الفلسطينية المحتلة منذ أكثر من ثلاثة أعوام مع بداية شهر رمضان، إلا أن الواقع على الأرض يتنافى مع هذه الادعاءات تماماً، فلا تزال المناطق الفلسطينية مقطعة الأوصال بالحواجز الصهيونية المنتشرة بطول وعرض الوطن الفلسطيني.<BR><BR>و يتجرع المواطنون الفلسطينيون يومياً الأمرين على هذه الحواجز التي تشهد عمليات اعتقال وتنكيل مستمرة بحق عابريها، كما أن قوات الاحتلال تغلقها بين الحين والآخر دون أي مبرر سوى إذلال الشعب الفلسطيني وتنغيص حياته، إذ تعيق هذه الحواجز كافة مناحي الحياة، فلا يتمكن الطلبة من الوصول إلى جامعاتهم ومدارسهم، ولا يستطيع الموظفون الذهاب إلى مؤسساتهم ، فيما يحرم المزارعون من فلاحة أراضيهم، ويتوقف التجار عن تسويق بضاعتهم. <BR><BR><font color="#0000FF" size="4">عائلة واحدة: </font><BR><BR>وكما أن الفلسطينيين موحدون في مواجهة الاحتلال الصهيوني الغاصب، فهم يقفون كأسرة واحدة أمام هذه الحواجز التي تشهد ساعة الإفطار حياة من نوع خاص، حيث يتقاسم الجميع ما يتوافر من ماء أو بعض قطع الحلوى والبسكويت، فكل منهم يكتفي بجرعة من الماء يكسر بها صيامه، ويترك لغيره فرصة الدعاء ساعة الإفطار، والتي تعد من أكثر الأوقات استجابة.<BR><BR>ولم تستغرب المواطنة نظمية الحمامي ( 43 عاماً ) في حوار خاص لمراسلنا الروح الجماعية التي تميز بها المواطنين الذين احتجزوا أمام حاجز المطاحن حتى بعد آذان المغرب ، والتي أظهرت الصورة الحقيقية للشعب الفلسطيني عند الشدائد ، فالكل أصبح جسداً واحداً وروحاً واحدة كما أخبرتنا قائلة: كلنا عند الشدة أصبحنا عائلة واحدة، والجميع كان يسعى لأن يقدم ما عنده لإخوانه الآخرين ، حتى ينال ثواب الصائمين، حتى إن بعض الشباب أعطى كل ما كان معه من ماء للنساء اللواتي كن معي ، وأضافت: من المؤكد أننا بذلك نفوت الفرصة على الاحتلال وجنوده من الاستمتاع بحرماننا من الاجتماع مع أبنائنا وأهلنا على مائدة الإفطار. <BR><BR><font color="#0000FF" size="4">صورة جميلة: </font><BR><BR>ويقول الطالب الجامعي محمد سليم ( 20 عاماً )لمراسلنا :رغم أنني حرمت من الجلوس حول مائدة الإفطار مع والدي وأخوتي ، إلا أن ما شاهدته بأم عيني على حاجز أبو هولي ساعة الإفطار أشعرني بأن الشعب الفلسطيني كله يعيش أسرة واحدة بالفعل، فالجميع كان يوزع ما معه من ماء وغيره لإفطار الصائمين، وأضاف: لم يكن غريباً على هذا الشعب الذي يواجه وحده عدو ظالم أن يكون بهذه الصورة الجميلة على هذه الحواجز اللعينة. <BR><BR>ويشير تقرير فلسطيني إلى استمرار قوات الاحتلال الصهيوني في فرض إجراءاتها العقابية الخاصة بالحصار والإغلاق ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية ( بما في ذلك القدس المحتلة) وقطاع غزة على حد سواء، وتقيّيد حركتهم بشكل كبير دون مراعاة لمتطلبات الفلسطيين في شهر رمضان .<BR><BR><font color="#0000FF" size="4">حرمان من الطقوس الرمضانية: </font><BR><BR>ويؤكد التقرير الصادر عن المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان في غزة أن التسهيلات التي تحدث عنها الإعلام الصهيوني لم تغير من واقع المعاناة التي يعيشها الفلسطينيون على الحواجز الداخلية والمعابر الخارجية، حيث يتواصل الحصار الشامل حول القطاع، في ظل استمرار إغلاق العديد من الطرق الرئيسة والفرعية الرابطة بين مدن وبلدات القطاع، وممارسة التضييق والتنكيل والاعتقال على باقي الحواجز والطرق.<BR><BR>وأوضح التقرير الذي يرصد الانتهاكات الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني أن قوات الاحتلال تقترف انتهاكاتها لحرية الحركة والتنقل دون أي مراعاة لخصوصية شهر رمضان، الذي يمتنع فيه الناس عن الطعام والشراب لساعات طويلة، ففي أغلب الأيام تحتجز قوات الاحتلال مئات المدنيين الفلسطينيين، من بينهم نساء وأطفال، على حاجزي أبو هولي والمطاحن (شمال مدينة خان يونس) لساعات متأخرة من الليل، الأمر الذي يزيد من معاناتهم، ويحرمهم من ممارسة طقوسهم الدينية والرمضانية مع عائلاتهم.<BR><br>