معاناة النساء الأفغانيات وخديعة تحرير المرأة
16 شعبان 1424

<font color="#0000FF" size="4">شهادة بريطانية محايدة: </font><BR><BR>كتبت صحيفة "الأوبسيرفر" البريطانية مقالاً تصف فيه الكذبة الكبيرة التي روجت لها الإدارة الأمريكية فيما أطلقت عليه اسم "تحرير المرأة الأفغانية من ظلم نظام طالبان".<BR>وقالت الصحيفة في عددها (الصادر بتاريخ 5 أكتوبر 2003م): إن الاحتلال الأمريكي أعلن انه سيجلب الحرية لنساء أفغانستان، إلا أن النساء الآن يعشن في بؤس، وأحياناً يكون السجن هو المكان الأكثر أماناً لهن". <BR><BR>ويضيف مراسل الصحيفة في أفغانستان: "عندما سقطت العاصمة كابل من حكومة طالبان، احتفل الإعلام الغربي بتحرير النساء الأفغانيات، عبر كشف وجوه النساء بعد أن كن يرتدين البرقع الأزرق اللامع، وانتشر صوت السيدة الأمريكية الأولى لورا بوش عبر القنوات الفضائية، وهي تقول: "لقد عانت نساء أفغانستان لكن التحرير الأمريكي استطاع أن ينهي سجنهن"!!!<BR><BR><font color="#0000FF" size="4">قصة واقعية: </font> <BR>روى مراسل الصحيفة قصة امرأة أفغانية موضحاً من خلالها سوء وضع النساء الأفغانيات بعد الاحتلال الأمريكي.<BR>بطلة القصة هي امرأة تدعى (مينا) وتبلغ من العمر 28 عاماً، إلا أنها تبدو كعجوز كبيرة بسبب المآسي والأوضاع السيئة التي عاشتها، تقبع في سجن أفغاني بسبب هروبها من زوجها، حسب التهمة الحكومية لها، إلا أن الحقيقة شيء آخر، وقفت على تفاصيلها "الأوبسيرفر البريطانية".<BR><BR>تقول (مينا): إنها من شمال أفغانستان، حيث يتكلم قومها اللهجة الفارسية ويقاتلون ضد حركة طالبان، وأنه في عام 1993م عندما كان عمرها 18 عاماً زوّجها أبوها لرجل أفغاني، أنجبت منه ابنها الذي يجلس بجانبها في السجن، إلا أن زوجها كان يقسو عليها، وكان يجبرها على رعاية الأولاد والكلاب، بينما كان هو يشرب الخمر بشكل دائم ومستمر، وبعد أن وجد أنها لا تجلب له المال، وأنه يعيلها ويصرف عليها طردها من المنزل في عام 1996م.<BR><BR>وعندما عادت إلى منزل أهلها طردها والدها أيضاً قائلاً لها: إنها بذلك تكون عاراً على العائلة، وتضيف (مينا): "لا أحد يريدني، حتى أبي أخبرني أن لا آتي إلى المنزل؛ لأنني عار".<BR>وتتابع مينا أنها بعد ذلك عملت مع أخت لها متزوجة في خدمة الجنود الأمريكيين الذين جاؤوا لمقاتلة حكومة طالبان، حيث كانت تعمل في غسل ملابس الأمريكيين وتنظيف مكان إقامتهم.<BR>وفي يوم من الأيام، خرجت تبحث عن مسحوق غسيل لغسل ملابس الجنود الأمريكيين، عندما اقترب منها جندي أفغاني حكومي، وقال لها: إن معركة حامية الوطيس تدور بين مجاهدي طالبان والأمريكيين بالقرب من مكان عملها، وأنه يخاف عليها من المجاهدين أن يقتلوها عندما يعرفون (من خلال لهجتها) أنها من الشمال الفارسي، وأنها تعمل مع الأمريكيين، فصدّقته وطلبت مساعدته، فأخبرها أنه سيأخذها لمكان آمن.<BR><BR><font color="#0000FF" size="4">خديعة الجندي الحكومي الأفغاني: </font><BR><BR>تقول مينا: إنها وقعت بالحيلة التي حاكها لها الجندي الأفغاني، حيث ذهب بها إلى مقاتل أفغاني قديم يدعى برمامات، قطعت يداه منذ سنوات خلال قتال قديم، وباعها له بمبلغ 130 جنيهاً، وكان هذا المقاتل يريدها زوجة له رغماً عنها، إلا أنها رفضت ذلك، فكان يسجنها ويغتصبها، بعد أن طرد ابنها لمدة طويلة خارج المنزل.<BR>وخلال السنوات التي قضتها رغماً عنها عنده أنجبت طفلاً، فأخذه منها وأعطاه لوالدته بعد أن أنهت إرضاعه.<BR>وعندما أصبحت حاملاً في شهرها الخامس لثاني ابن منه، استطاعت مينا الهروب من منزل برمامات، إلا أن الشرطة الأفغانية قبل ثلاثة أشهر تقريباً أمسكت بها وأخذتها إلى السجن بحجة هروبها من بيت زوجها.<BR>وتقول مينا: إنها مستعدة للموت على ألا تعود إلى برمامات، إلا أنها تضيف بأن ذهابها إلى أهلها قد يعني لها الموت، إذا شاهدوا طفلاً آخر من غير زوجها الذي زوجوها قبل سبع سنوات.<BR><BR>ويقول مراسل الصحيفة البريطانية: إن مينا مسجونة حالياً في قندهار مع 11 أم أخرى، كما يسكن معها في السجن ابنها الأول من زوجها الأول، وهي الآن تستعد لإنجاب طفلها الثاني من الزوج الثاني. <BR><BR>وتتابع الصحيفة روايتها عن الأم الأفغانية بالقول: إنه قبل أسبوع فقط من الآن أصدر المسؤولون القانونيون في قندهار أن (مينا) وامرأتين أخريين معها لم يعدن يواجهن أي تهم جنائية، إلا أن مينا لم ترض أن تخرج من السجن، قائلة: إن السجن يعد أكثر أماناً لها من الحياة في الخارج.<BR><BR><font color="#0000FF" size="4">الحجاب فرضه الإسلام لا طالبان: </font><BR><BR>وتقول صحيفة "الأوبسرفر" في عددها سابق لها: إنه وعلى الرغم من اعتقاد الأمريكيين بأنهم حرروا المرأة الأفغانية من "ظلم" طالبان، إلا أن المرأة الأفغانية الغالبية العظمى من النساء الأفغانيات ما يزلن يرتدين الحجاب الإسلامي "البرقع" ذا اللون الأزرق. <BR>يقول مراسلها في أفغانستان: إنه من شبه المستحيل رؤية امرأة أفغانية تمشي في شوارع المدينة دون لبس البرقع، مشيراً إلى أن الاعتقاد السابق بأن نظام طالبان كان يفرض على النساء لبس البرقع ويجبرهن عليه، هو اعتقاد خاطئ، وأن دليل ذلك أن النساء إلى الآن يرتدينه في كل مكان. <BR><BR>ويتساءل مراسل الصحيفة البريطانية " لكن لماذا؟ هذا هو السؤال، لماذا لم تخلع النساء الحجاب بانتهاء حكم طالبان ؟ <BR>ويجيب المراسل الذي حصل على الإجابة من قبل الأفغان في المدينة، بأن المسألة متعلقة في نفوس الأفغانيين والأفغانيات، في إشارة واضحة إلى أن مسألة الحجاب لم توجده حكومة طالبان، وإنما أوجده الدين الإسلامي الذي يؤمن به الشعب الأفغاني، ويحرص على تطبيق مبادئه وقيمه.<BR><BR>ويروي المراسل البريطاني عن إحدى السيدات الأفغانيات "ريزي" قولها: إنها وبعد أن سمعت عن خلع إمكانية البرقع في المدينة، حاولت أن تجرب ذلك، وقالت: " خلعت برقعي ووضعته في محفظتي، لكن بعد عشر دقائق شعرت بأن الناس كانوا ينظرون إليّ، وشعرت بشيء غريب جداً، لذلك وضعت البرقع مرة أخرى"،<BR>وتضيف " عندما تخلع المرأة البرقع، لا تستطيع أن تضع عينها بعين أحد، وتشعر بالخجل الشديد إذا ما نظر أحد إليها". <BR><BR><br>