حقائق عن إصابات القوات الأمريكية في العراق
8 شعبان 1424

<BR>لم تكن الولايات المتحدة الأمريكية تعتقد وهي تعلن بتاريخ 1 مايو 2003م عن انتهاء الأعمال العسكرية الرئيسية في العراق، أن تتكبد قواتها المحتلة كل هذه الإصابات، ناهيك عن القتلى الذين زاد عددهم على عدد قتلى الأمريكيين خلال حرب عاصفة الصحراء عام 1991م.<BR>فمنذ أن أعلن الرئيس الأمريكي جورج بوش إعلانه الذي حمل تفاؤلاً للقوات الأمريكية وعائلاتهم بوقف حمام الدم، بدأت سلسلة من الهجمات العراقية التي لم تتوقف رغم كل المحاولات والعمليات العسكرية وعمليات التجسس وشراء المعلومات بالأموال.<BR><BR>وفي حين يتم الإعلان بشكل شبه يومي من قبل القيادة المركزية الأمريكية في العراق عن جنود قتلى، يختفي تقريباً الإعلان عن الجرحى، خاصة إذا لم يكن من بينهم قتيل، رغم تزايدهم المطرد الذي تكشفه وسائل الإعلام العالمية والعربية، كما يلاحظ عدم وجود قاعدة بيانات للجنود الجرحى على موقع وزارة الدفاع الأمريكية على الإنترنت.<BR><BR><font color="#0000FF" size="4">الأساليب الأمريكية في إخفاء أعداد الجرحى: </font><BR><BR>كم هي أعداد المصابين الأمريكيين في العراق؟ وما درجة إصاباتهم؟<BR>أسئلة من الصعب حسمها بأرقام دقيقة، ليس فقط لأن الإصابات تحدث بشكل يومي، بل أيضاً لعدة أسباب أخرى،<BR>منها:<BR>1- أن الجنود الأمريكيين المصابين يتم إخلاؤهم مباشرة من مكان حدوث العملية أو الكمين الذي تعرضوا له، بعد أن تفرض سلطات الاحتلال طوقاً أمنياً حول المكان يمنع الصحفيين والأهالي من رصد دقيق لأعداد وحالات المصابين.<BR>2- أن الجنود الجرحى يتم إرسالهم على الفور (بعد إجراء عمليات الإسعاف الأولية لهم) إلى مركز (لاند ستهل) الطبي الأمريكي في ألمانيا، حيث يعالج الجنود هناك قبل إرسالهم إلى الولايات المتحدة أو العراق (بحال كانت إصابتهم قد شفيت تماماً).<BR>ويعد (لاند ستهل) من أكبر المراكز الطبية الأمريكية العسكرية خارج الولايات المتحدة حيث يتسع لـ322 سرير.<BR>3- قانون المسؤولية المقرر من قبل وزارة الدفاع الأمريكية في عام 1996م، والذي دخل حيز التنفيذ الفعلي في أكتوبر 2002م.<BR>ويمنع هذا القانون أي طبيب أو ممرض أو عامل في مجال الصحة الطبية العسكرية في نقل أو نشر معلومات عن حالات المرضى أو المصابين الذين يعالجون في المستشفيات والمراكز الطبية الأمريكية، حيث يجرم المخالفون بالسجن وبغرامات مالية ضخمة من أجل ضمان سرية المصابين الأمريكيين، كما تطبق هذه السرية حتى على عائلاتهم، بحيث يمنع إخبار عائلات المصابين عن حالتهم.<BR>4- يتم نقل أعداد كبيرة من المصابين من مركز (لاند ستهل) في ألمانيا، إلى المركز الطبي العسكري (وولتر ريد) في واشنطن بأمريكا.<BR>5- انتشار المستشفيات العسكرية الأمريكية في أماكن كثيرة في العراق، حيث تقوم الفرق الطبية العسكرية بإنشاء مستشفيات متنقلة وسريعة الحركة في أماكن إقامة الفرق العسكرية الأمريكية، تعالج فيها حالات الإصابة البسيطة والسهلة، والتي لا تحتاج إلى إخلاء طبي إلى المراكز الطبية بألمانيا وأمريكا.<BR>بناءً على هذا، يكون من الصعب وجود إحصاء دقيق لإصابات الجنود الأمريكيين في العراق، إلا أن بعض الأنباء تتسرب عبر وسائل الإعلام العالمية، ومن مصادر موثوقة غير معلنة أحياناً، ومعلنة في أحيان أخرى.<BR><BR><font color="#0000FF" size="4">معلومات مسربة عن أعداد الجرحى: </font><BR><BR>فعلى سبيل المثال تؤكد صحيفة (آسيا تايمز) أن عدد الجنود الأمريكيين الذين عالجهم مركز (لاند ستهل) الأمريكي الطبي في ألمانيا بلغ 6 آلاف مصاب، وهذا الرقم تؤكده مصادر إعلامية غربية أخرى.<BR>وتقول صحيفة (ذا واشنطن بوست) في عددها الصادر بتاريخ 3 سبتمبر الماضي: "إن أعداد المصابين الأمريكيين أثناء أداء مهامهم في العراق بلغ أعداداً ضخمة، حيث أصبحت الهجمات على الجنود مسألة عادية لدرجة أن القيادة المركزية الأمريكية عادة ما تصدر بيانات صحفية بالهجمات التي يقتل فيها جندي أو أكثر فقط، وهذا يؤكد أن إصابات كثيرة لا يتم الإعلان عنها".<BR>وتشير الواشنطن بوست في نفس العدد إلى أن طائرات السي-17 ترانسبورت الأمريكية والمخصصة لنقل الجنود المصابين من العراق، تصل كل ليلة إلى قاعدة (اندروز) الجوية خارج واشنطن، مؤكدة أن مهام الإخلاء الطبي نقلت منذ بدء احتلال العراق 6 آلاف جندي أمريكي إلى الولايات المتحدة، بما فيهم الجنود الذين أصيبوا باختلال عقلي أثناء تأدية واجبهم في العراق.<BR><BR>وطبقاً لشخصيات قيادية أمريكية، فإنه اعتباراً من تاريخ 28 سبتمبر/أيلول تم الإبلاغ عن ما مجموعه 1358 جندي أمريكي مصاب أثناء العمل، أي بمتوسط حوادث يومية نسبتها 7.07 باليوم منذ يوم سقوط بغداد بيد الاحتلال الأمريكي.<BR>كما بلغ عدد الجنود الجرحى المبلغ عنهم بإصابتهم بأعمال "غير عدائية" أي: خارج أوقات عملهم ما مجموعه 327، أي بنسبة 1.7 إصابة باليوم.<BR>وهذا يعني أن ما مجموعه 1685 مصاباً أمريكياً تم الإبلاغ عنهم بشكل علني، أي بنسبة إصابة يومية قدرها 8.7.<BR><BR><font color="#0000FF" size="4">أعداد القتلى بسبب الإصابات: </font><BR><BR>لحسن حظ الجنود الأمريكيين في العراق، فإن نسبة الجنود الجرحى الذين يلاقون حتفهم قد انخفضت عن السنوات الماضية.<BR>حيث تقول صحيفة (ذا بوستن جلوب) في شهر أغسطس الماضي: إن نسبة الجرحى الذين يموتون متأثرين بإصاباتهم تبلغ واحداً من سبعة جرحى، في حين بلغت النسبة نفسها خلال الحروب الأمريكية السابقة واحد من كل ثلاث أو أربع إصابات.<BR>وتقول البوستن جلوب: إن نسبة عدد القتلى من المصابين في معارك الحرب العالمية الثانية بلغت 30.3%، في حين أصبحت هذه النسبة خلال الحرب الكورية 24.1% ، وفي حروب فيتنام وصلت إلى 23.6% ، وفي حرب الخليج عام 1991م بلغت 23.9%، أما في العراق فإن نسبة الجرحى الذين يلاقون حتفهم تدنت إلى 13.8%.<BR><BR><font color="#0000FF" size="4">أنواع إصابات الجنود الأمريكيين: </font><BR><BR>تختلف أنواع الإصابات التي يتعرض لها الجنود الأمريكيون في العراق، حيث تتراوح ما بين إصابة بطلق ناري إلى جروح بشظايا المدافع أو إصابات الحروق أو حوادث انقلاب السيارات والكسور، ما أدى إلى بتر أعضاء الكثير من الجنود.<BR>ويقول الدكتور الرائد جين ديلون، وهو طبيب أمريكي يتبع لقوات الاحتياط الأمريكية العاملة في العراق، خلال مقابلة إذاعية له قبل أيام: "منذ وصولي إلى بغداد في 16 سبتمبر/أيلول الماضي أجريت العديد من العمليات للجنود المصابين الذين تم نقل بعضهم إلى الخارج".<BR>ويضيف الدكتور ديلون "في البداية كنت أرى مصاباً أو مصابين يجرى لهم عملية بتر أعضاء في أجسادهم في اليوم الواحد، الآن خفَّت هذه الحالات لتصبح عملية بتر واحدة كل يومين أو ثلاثة أيام" مشيراً إلى أن "الأطراف البشرية للجنود تتلف إلى درجة لا يمكن إنقاذها".<BR>كما أشار إلى إصابات في عيون الجنود الأمريكيين بقوله: "كما نرى الكثير من الإصابات في العيون أيضاً".<BR>ويؤكد الدكتور ديلون أن الإصابات بين الجنود الأمريكيين تتعدى ذلك إلى الاختلالات العقلية، التي تؤدي إلى "مشاكل كثيرة كالاكتئاب الحاد، والإدمان، والسلوك العدواني، وأمراض عقلية أخرى نتيجة الصدمة العصبية التي يتعرضون لها بسبب صعوبة التأقلم مع معطيات الحرب والاحتلال".<BR>كما أكدت صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" في عددها الصادر بتاريخ 9 يوليو الماضي أن الجيش الأمريكي يقوم بخطوات غير مسبوقة في معالجة حالات اختلال عقلي لدى الجنود الأمريكيين في العراق الذي يستمر حتى بعد أن يعود الجنود إلى وطنهم، مثل: حالات العنف المنزلي والطلاق والإدمان والاكتئاب المزمن.<BR><BR><br>