قرضاي فلسطين المسلمة .. بهائي !!
28 ربيع الأول 1424

دائما كان المناضلون في كل عصر ومصر يخشون أن يسرق نصرهم تجار قضاياهم من أصحاب الجوقة الإعلامية الذين يمتهنون نضال الفنادق والمؤتمرات أكثر من خشيتهم أعداءهم المباشرين .. وكان نابليون بونابرت يردد دائما أن صديقا خائنا أخوف عنده من ألف عدو .<BR><BR>وفي فلسطين أنشودة النضال الإسلامي ظل الفلسطينيون يعانون خلال القرن المنصرم من ألاعيب وممارسات الطابور الخامس من أرباب الهوية الفلسطينية والهوى اليهودي بدء من بائعي الأراضي الفلسطينية وانتهاء بمروجي دعاوى الاستسلام مرورا بعملاء الاستخبارات العسكرية الصهيونية .<BR>وكثير من الفلسطينيين اليوم ينظرون بعين ريبة لاستحداث منصب رئيس الوزراء الفلسطيني الذي حل فيه محمود عباس ميرزا (أبو مازن) , صاحب الشخصية المثيرة لحفيظة المناضلين الإسلاميين والوطنيين ؛ نظرا لما يعتبرونه تغلغلاً صهيونيا في وجه الانتفاضة المباركة .. ترى هل يبالغ هؤلاء في موقفهم هذا من أبي مازن ميرزا ؟ <BR>برغم حرص أي باحث عن هذه الشخصية من أن يكون موضوعيا وحياديا ؛ فإن الواقع يبرز دوما أمامه ما يدفعه إلى اتخاذ موقف مشابه لما تراه كل الحركات والفعاليات التحررية والجهادية الفلسطينية في شخص هذا الرجل من مواقف لا تتفق والخط المقاوم الفلسطيني لممارسات الاحتلال وتطلعات الشعب الفلسطيني المسلم العربي في طرد الصهاينة من أراضيه من خلال مخاطبته بذات اللغة التي يفهمونها .. <BR>من خلال هذه السطور نحاول أن نلقي ضوءً على هذه الشخصية، ونحاول أن نستجلي الحقيقة حول مصداقية الاتهامات المصوبة تجاهه:</br></br><center><font color="#0000FF" size="4">نشأة ميرزا وأصوله البهائية :</font></center></br>ولد محمود عباس ميرزا في صفد عام 1935 حين كانت فلسطين لا تزال تحت الانتداب البريطاني , ويشترك أبو مازن مع "رئيس إسرائيل" في أصولهما الإيرانية , فقد رحلت أسرة أبي مازن البهائية من إيران أوائل القرن هرباً من قبضة الحكومة الإيرانية التي كانت إذ ذاك تضيق على البهائيين باعتبارهم مرتدين مثيري فتن .<BR>تقول عنه الـ B.B.C أنه من مؤسسي حركة فتح القلائل الذين لا يزالون على قيد الحياة. ومعلوم أن منهجية سياسة الاغتيال التي يتبعها الكيان الصهيوني من أجل إفراغ منظمة التحرير الفلسطينية من مناضليها والإبقاء على الشخصيات البراجماتية فيها قد تحاشت تماما التعرض لمحمود عباس . والواقع أن حياة أبي مازن تخلو من أي حدث يمكن له أن يفخر به على المستوى الوطني برغم شغله لعدة مناصب رفيعة جدا في منظمة التحرير الفلسطينية ؛ ويعد أبو مازن الرجل الثاني في التركيبة السياسية للسلطة الفلسطينية بعد رئيسها العام ياسر عرفات.<BR> ويتمتع أبو مازن بثقافة عالية وفرتها له دراسته للقانون في مصر واجتيازه لدرجة الدكتوراة في إحدى جامعات روسيا , نفي إلى قطر وفيها ساهم ـ وهو بعد لم يجاوز الخامسة والعشرين ـ في تجنيد شخصيات مثيرة للجدل أصبحت فيما بعد من الشخصيات النافذة في منظمة التحرير الفلسطينية.<BR>وللمفارقة , فإن أبا مازن يحمل اسما يرتبط بشخصيتين بارزتين في النحلة البهائية , فميرزا هو محمد على الشيرازي مؤسس البهائية (المتوفى سنة 1850) وهو تعرف على الجاسوس الروسي كينازد الجوركي , ولقنه هذا الأخير مفاهيم مكنته من شق عصا المسلمين حين أملى عليه الادعاء بأنه نبي يفضل محمدا وعيسى وموسى منزلة , وهناك ميرزا آخر هو المدعو بهاء الله الداعي إلى تجمع اليهود في أرض فلسطين والمقتول في عكا أوائل القرن الماضي , كما أن عباس أفندي (المتوفى سنة 1921) هو أحد كبار أقطابها الذين قال عنه المؤرخون لولا العباس لما قامت للبهائية قائمة , وهو قد حضر مؤتمرات الصهيونية ومنها مؤتمر بال 1911 م ودعا العرب لتأييد الصهيونية ، ولدى زيارة الجنرال اللنبي لفلسطين استقبله استقبالا حافلا حدا ببريطانيا إلى منحه لقب سير فضلاً عن أرفع الأوسمة الأخرى .<BR>ربما كان الربط معتسفا نوعا ما بين لقاء الميرزا مع الجاسوس الروسي ودراسة أبي مازن في روسيا وحضور عباس أفندي لمؤتمرات الصهيونية الأولى ولقاءات أبي مازن السرية منذ السبعينات مع الصهاينة اليساريين واليمينيين على حد سواء (اعترف أبو مازن بهذه الاتصالات في كتابه "الطريق إلى أوسلو" الذي أوضح فيه أنه باشر فتح خطوط اتصال مع ما يسمى باليسار وقوى السلام الصهيوني بعد دورة المجلس الوطني الفلسطيني 1976لتي وافقت فيها منظمة التحرير الفلسطينية على إقامة هذه العلاقات), بيد أن حاضر عباس ميرزا يغنيه كثيرا عن التعرض لماضيه وجذوره [1], فكثير من الفلسطينيين لا يعدونه في زمرة المناضلين ؛ فتاريخ الرجل في فتح على امتداده لم يحمل ما يمكن الاستناد عليه في نسبته للعمل التحرري لفلسطين , كما أنه في المقابل يعد من القلائل في منظمة التحرير الفلسطينية الذين خلت ملفاتهم لدى الكيان الصهيوني مما "يشينه" ؛ بل على العكس فكثير من أعداء فلسطين رحبوا بارتقائه لمنصبه الجديد بعد أن ضغطوا شديدا على عرفات لتوليته منصب رئيس الوزراء الفلسطيني , ومن ذلك ما نشرته صحيفة "يديعوت احرونوت" اليهودية 12/3 /2003 في مقال ترويجي كتبه يوسي بيلين وزير العدل الصهيوني الأسبق قال فيه :" تعيينه يخلق فرصة، ربما أخيرة، للتوصل إلى اتفاق تاريخي مع المجموعة الوطنية العلمانية في القيادة الفلسطينية. وتفويت هذه الفرصة بالذرائع التي طرحت لتبرير عدم العودة إلى طاولة المفاوضات منذ صعود شارون لسدة الحكم سيضع إسرائيل في مواجهة المجموعة الإسلامية المتعصبة على شاكلة حماس والجهاد الإسلامي وفي ظروف ومعطيات ديمجرافية أصعب بالنسبة لنا.<BR> أبو مازن في سن السبعين، وبعد أن اجتاز نجاح استئصال ورم خبيث، وبعد اشهر قلائل من وفاة نجله مازن، يقوم بفتح الباب للعودة إلى التعقل والواقعية. والمسئولية عن إغلاق هذه البوابة قد تكون فادحة جدا". ومنه أيضا الترحيب الذي أبداه كل من الرئيس الأمريكي جورج بوش ووزير خارجيته كولن باول بتولي أبي مازن رئاسة وزراء فلسطين ورئيس وزراء الكيان الصهيوني شارون والعديد من أركان حكمه ولقاء وزير الخارجية الأمريكي وشارون لأبي مازن من دون رئيس إدارة الحكم الذاتي الفلسطيني ياسر عرفات رهين محبس رام الله , وحين ألقى أبو مازن محاضرته الشهيرة في غزة (نوفمبر 2002) لاقت هذه المحاضرة ترحيبا بالغا من العديد من أركان الكيان الصهيوني .</br></br><center><font color="#0000FF" size="4">كيف ينظر أبو مازن للقضية الفلسطينية</font></center></br>غير أن الاحتفال الصهيوأمريكي بقدوم محمود عباس ميرزا يتضاءل تأثيره السلبي على صورة الرجل كثيرا إذا ما قورن بآراء ميرزا ذاتها .. فقد كان أبو مازن قد ألقى سلسلة من المحاضرات في الفعاليات الشعبية في الضفة الغربية وغزة. وقد نشر من هذه المحاضرات نص تلك التي ألقاها أمام رؤساء اللجان الشعبية في قطاع غزة في صحيفة "الحياة" يوم 26/11/2002 . وتبع ذلك عدد من المقابلات الصحفية مع أبي مازن بالاتجاه نفسه كتلك التي نشرت في "الراية" القطرية يوم 1/12/2002، وفي "الشرق الأوسط" يوم 8/12/2002، وقبلها في "الأهرام" يوم 1/12/2002. <BR>وفي هذه المحاضرات وغيرها قذف أبو مازن الطاولة في وجه الشهداء زاعما أن عملهم هدر دماء وأموال وجهد هباء !! فكانت أبرز أفكاره وآراءه وأقواله ومواقفه في هذا الخصوص تتلخص فيما يلي : <BR> * هو صاحب فكرة قيام كونفدرالية مع العدو الصهيوني .<BR><BR>"إسرائيل دولة تم بناؤها لتنتصر على العالم العربي مجتمعاً بلحظة واحدة" بحسب رأيه فلا داعي إذن لقتالها !!<BR>"عسكرة الانتفاضة درب من العبث في أحسن الأحوال" .<BR>" شارون الطيب الذي تغير والذي لم يعد ذلك الرجل الذي عرفناه في صبرا وشاتيلا ، وأن الرجل عادي وخارج المفاوضات يصبح أقرب إلى الفلاح منه إلى العسكري ، وأنه عَبر- أي شارون - عن تقديره للإنسان الفلسطيني ".<BR>حين حمل الفلسطينيين المسؤولية عن تدهور الأوضاع في بلادهم نتيجة لعسكرة الانتفاضة دافع عن نفسه قائلا : "تربيت علي هذه الأمور ولا احب اللف والدوران ، ورغم أنني اشتغلت في السياسة طويلاً ، وكان علي أن أتعلم شيئاً من الدبلوماسية ، ولكن في وضعنا الديبلوماسية لا تنفع ولا بد من قدر من الصراحة و الوضوح مع النفس والآخرين".<BR>مادام العرب غير مؤثرين فهم عبء على القضية الفلسطينية !<BR>بيد أمريكا و"إسرائيل" كل خيوط اللعبة فلنكن عقلانيين في مطالبنا . <BR>يوجه أبو مازن انتقاداته بشدة لمشاركة فلسطينيي 48 في الانتفاضة، ويطالبهم بدلا من ذلك القيام بأعمال خيرية للفلسطينيين ومشاركة ما يسمى بحركات السلام "الإسرائيلية" تظاهراتهم . <BR>أعلن أبو مازن بأن الانتفاضة الفلسطينية لن تحقق نصرًا بل هي رسالة للإسرائيليين بأنهم يجب ألا يفكروا بهذه الصورة في رفض تطبيق الشرعية الدولية.<BR>"العمليات الاستشهادية تتـناقض مع المصلحة الفلسطينية العليا".</br></br><center><font color="#0000FF" size="4">التفاوض حتى الموت !!</font></center></br>والواقع أن أبا مازن لم ينفك عن عقيدته الباطنية التي تحرم الجهاد ضد المحتل , وهو ما لم يجعله يتخلى لحظة من اللحظات عن فكرة "التفاوض حتى الموت" , هذه الفكرة التي حدت به إلى أن يواصل مفاوضاته ـ وللمصادفة أيضا بسرية تامة ـ مع الجانب الصهيوني بعد أوسلو مباشرة مبلورا أفكاره المشتركة مع وزير "العدل" الصهيوني يوسي بيلين في العام 1995 في وثيقة مشينة أطلق عليها اسم "وثيقة بيلين أبي مازن" أميط عنها اللثام إثر مقتل السفاح رابين في العام ذاته , وتتضمن هذه الوثيقة : <BR>1ـ الاستعاضة ببلدة أبي ديس بديلا عن مدينة القدس الشريف كعاصمة للدولة الفلسطينية المنتظرة ، وهو ما يعد أكبر تفريط خلال القرن الماضي كله بالنسبة للقضية الفلسطينية .<BR>2 ـ قمع الحركات المقاومة الفلسطينية لاسيما الإسلامية منها ومنعها من مواصلة نضالها التحرري .<BR>3 ـ الإبقاء على المستوطنات .<BR>4 ـ إلغاء حق عودة ملايين اللاجئين الفلسطينيين بما يخدم التركيبة "السكانية الصهيونية". <BR>5 ـ محو الهوية الإسلامية من البرنامج التعليمي الفلسطيني.<BR>والآن تلقى جهود ميرزا ولقاءاته مع أركان الكيان الصهيوني الغشوم ترحيبا هائلا من الصهاينة واليمين "المسيحي الأصولي" في الولايات المتحدة وبعض العرب في وقت أضحى هذا الكيان يئن تحت وطأة ضربات أبطال الانتفاضة الأبرار المباركة , إذ يحاول ميرزا التفوق على أترابه من الساسة العرب التطبيعيين في مجاوزة دور "الحياد" بين الصهاينة والعرب إلى ضبط بوصلة جهوده "السلمية" إلى حماس ورفيقاتها داعيا إياها إلى الوقف الفوري لكل أشكال الانتفاضة والمقاومة فيما رئيس السلطة رهين أطلال مقاطعته البائسة في رام الله .. </br></br><center><font color="#0000FF" size="4">آراء المناضلين الفلسطينيين في شخصه ومنصبه</font></center></br>لم يحظ تعيين ميرزا رئيسا لوزراء السلطة الفلسطينية رغما عن أنف الرئيس الفلسطيني ياسر عرفات بأي ترحيب من أي من القوى الإسلامية والوطنية حتى إن أول المستريبين من هذا التعيين المفروض كان رفقاؤه في فتح الذين دعوه عبر بيان لحركة التحرير الفلسطيني 'فتح' إلى أن يضع تحرير الأرض الفلسطينية على أولى أولويات حكومته، بأي شكل من أشكال النضال. وعبر تصريح لأحمد حلس، أمين سر حركة 'فتح' في قطاع غزة، تساءل فيه : 'ما هو السلام الذي يبنى على جماجم الشعب الفلسطيني؟ و لا يمكن أن تكون حرية الأسرى الفلسطينيين ثمنا مقدما لأي مشاريع مهما كانت' . وحيث اعتبرت حركة الجهاد الإسلامي 10/3 /2003 أن استحداث منصب رئيس وزراء للسلطة الفلسطينية واختيار أبي مازن يأتي تمشيا مع "الإملاءات والضغوطات الأميركية والإسرائيلية" وانه لن يغير من الواقع الفلسطيني "الصعب".<BR> وقال الدكتور محمد الهندي أحد قيادات حركة الجهاد الإسلامي داخل فلسطين المحتلة أن هذه الخطوة "لا قيمة لها ومعلقة في الهواء طالما بقى الاحتلال" مشددا على أن "الأجدى هو البحث في كيفية حماية شعبنا وانتفاضته ومقاومته".<BR>وحيث رأى إسماعيل هنية القيادي في حركة حماس أن الأمر "لا يغير من واقع شعبنا" مشيرا إلى أن استحداث المنصب "جاء تمشيا مع الإملاءات والضغوطات الصهيونية والأميركية ".<BR> مضيفا أن المسألة "ليست بحاجة إلى استحداث مناصب أو إعادة انتشار للمسؤولين في الطبقة العليا بل نحن بحاجة إلى إنهاء الاحتلال لأرضنا".<BR>والرأي ذاته كان لدى الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين إذ أكد جميل المجدلاوي عضو المكتب السياسي للجبهة أن قرار عرفات استحداث منصب رئيس الوزراء في هذه الفترة بالذات لا يأتي استجابة لبرنامج الإصلاح الوطني الفلسطيني بل " استجابة لضغوط وإملاءات أجنبية تستهدف إعادة ترتيب النظام السياسي الفلسطيني بكل مؤسساته لكي يصبح مطواعا للإملاءات الإسرائيلية والأمريكية ". <BR>أما الكتاب الفلسطينيين الوطنيين فكانت لهم أيضا انتقاداتهم لخط ميرزا المتراجع عن ثوابت القضية الفلسطينية , فقد كتب الصحفي الفلسطيني الأستاذ عادل أبو هاشم في الرياض (2/12/2002) يقول : "هل من المعقول أن يصدر عن أبو مازن ما لم يعد يصدر عن كثير من قادة العدو الإسرائيلي حول الشعب الفلسطيني وانتفاضته المباركة ..؟! <BR>من أين جاءت لهذا الرجل الجرأة على تحميل شعبه نتائج العدوان الإسرائيلي من حالة الضياع والجوع والمعاناة التي يعاني منها هذا الشعب وذلك باتهام الفلسطينيين بعسكرة الانتفاضة وانحرافها عن مسارها الصحيح..؟! (..) لقد استلب أبو مازن من شعب فلسطين كل جهاده ونضاله وتضحياته ، وحرم شهدائه من شرف الشهادة ، لأن هؤلاء وليس اتفاق أوسلو هم الذين كرسوا بقاء الشعب على أرضه ، ودافعوا عنه ولا يزالون"<BR>أما رئيس تحرير صحيفة القدس العربي الفلسطيني عبد الباري عطوان فقد كتب يقول (27/11/2002) : "السيد أبو مازن كان منذ اليوم الأول ضد الانتفاضة، ناهيك عن عسكرتها، ومع الاستمرار في المفاوضات. وصرح بذلك أكثر من مرة. وهو يحاول أن يغلف موقفه الرافض لها، بالحديث عن انحرافها وسقوطها في فخ الاستفزازات الإسرائيلية. وربما يفيد تذكيره بأن الانتفاضة عندما كانت سلمية في أسابيعها الأولى تعرضت لأبشع أنواع القمع الإسرائيلية، حيث سقط أكثر من خمسمائة شهيد برصاص قوات أيهود باراك قبل أن يأتي شارون إلى السلطة، ونصف هؤلاء كانوا من الأطفال.<BR>فالمقاتلون الفلسطينيون لجئوا إلى السلاح ومن بينهم رجال في الشرطة والأمن الوقائي، للدفاع عن أطفال شعبهم، وليس من الرجولة ولا الشهامة أن يقف هؤلاء متفرجين وشعبهم يذبح أمام أعينهم."<BR>كما أن معارضة أبي مازن لم تقتصر على الساسة وفصائل المقاومة فحسب بل امتدت لتشمل شباب المسجد الأقصى الذين وزعوا في الثاني والعشرين من شهر مايو بيانا لا يحمل أي توقيع اتهموا فيه أبا مازن بالتخطيط لاستئصال تيار الجهاد والاستشهاد والتنازل عما تبقى من أرض فلسطين.<BR>ووصف محمود عباس بأنه من فرقة البهائية (..)<BR>وقال البيان إن محمود عباس : " على امتداد تاريخه لم يتوان في خدمة "إسرائيل".. قابع في برج القيادة الفلسطينية وبين أحشائها.. يتحين الفرصة تلو الأخرى لتوجيه ضرباته الخاطفة لصالح المشروع الصهيوني على حساب مشروع الوطن الفلسطيني.<BR>وأضاف البيان الذي وزع بأعداد كبيرة أن نجم محمود عباس سطع " في سماء السياسة الدولية يوم أطلق عليه لقب مهندس اتفاقية أوسلو وتم بمقتضاها الاعتراف بالكيان الصهيوني والتنازل له طواعية عن 80 % من الأراضي الفلسطينية المباركة ، مقابل سلطة حكم ذاتي محدود على أشلاء متناثرة في الضفة الغربية وقطاع غزة سرعان ما قضى عليها شارون". <BR>وأشار البيان إلى أن تولي محمود عباس منصب رئاسة الوزراء " جاء في تخطيط وخيال الصهاينة ليكمل الفصل الخير من مهزلة التفاوض وليمثل المشهد الخير من مسرحية التسليم لليهود بفلسطين ... وليفاوض على 20% الباقية من الأرض".<BR>وأكد البيان أن المهمة الكبرى لدى محمود عباس التي ينتظرها الصهاينة بفارغ الصبر "هي استئصال تيار الجهاد والاستشهاد ... وهو ما يعني أنه سيخوض حرباً حقيقية بآلة حربية صهيونية أمريكية ضد فصائل المقاومة الفلسطينية.<BR>وبحسب البيان فإن محمود عباس لم يثني في يوم من الأيام بكلمة واحدة على الانتفاضة الفلسطينية أو على عمليات المقاومة.</br></br><center><font color="#0000FF" size="4">من القمة إلى السفح</font></center></br>ربما كان للمشفقين على الانتفاضة الفلسطينية المباركة في مرحلة تبوء أبو مازن رئاسة وزراء السلطة الفلسطينية ما يبرر خشيتهم عليها مغبة هيمنة الكافرين بالنضال على القرار الفلسطيني , وإحباطهم انتصار المقاومين الفلسطينيين الذي تبدت تباشيره , بيد أن آخرين من الفلسطينيين والعرب والمسلمين يظلون أكثر ثقة في أن دماء الشهداء لن تذهب هباء , معولين على أن السفاح شارون على بشاعة جرائمه لم يستطع وأد الانتفاضة التي يجري صمودها بأمر الله سبحانه وتعالى , وأن البهائي أبا مازن لن يكون أضر عليها من الصهيوني شارون . <BR>كثيرون أولئك الذين ارتقوا جبل النضال الفلسطيني الأشم , لكن القليلين هم الذين احتفظ بهم على قمته ولم يتزلزل هاويا بهم إلى سفحه السحيق.. <BR><BR><BR><BR><BR><BR>ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ<BR>[1] نحلة أبي مازن (البهائية) هي نحلة تتبع حزمة من التعاليم التالية : إيمان بأن الإسلام كما نسخ الديانات السابقة فإن البهائية نسخت الإسلام وما قبله , وأن كل الأديان كانت ناقصة وبدائية وإنما جاءت كذلك لتنسخ بدين البهاء الكامل ومع ذلك فإن البهاء يتظاهر باحترام الأديان الأخرى ؛ فهو يزعم أن التوراة والإنجيل لم يحرفا وكذلك يبدي احتراما للقرءان لكنه يؤوله تأويلات باطنية ليتوافق مع نحلته , بل من فرط ادعائه باحترام جميع "الأديان" يقول بنبوة بوذا وكنفوشيوس وبراهما وزاردشت وغيرهم . والبهائيون يعتمدون كتابا يدعى "البيا" يعدونه أفضل من القرءان ويقولون بالحلول والاتحاد والتناسخ وخلود الكائنات وينكرون الجنة والنار مدعيين أن الثواب والعقاب إنما يكونان للأرواح فقط , ويحرمون الجهاد ضد المحتل ويدعون الزكاة , أما الصلاة فثلاث صلوات بتسع ركعات، والصيام كما المسلمين غير أنهم يصومون شهرا بهائيا (19يوما) ويحجون إلى قبر البهاء بدلا من الحج الإسلامي ويتخذون قبلتهم إلى البهجة بعكا بفلسطين بدلاً من الكعبة المشرفة , ويقدسون العدد 19 ويجعلون عدد الشهور 19 شهراً وعدد الأيام 19 يوماً . ويقيم معظم البهائيين في إيران (المشرق هو الجهة التي تخرج منها الفتن وفق اعتقاد أهل السنة والجماعة الذي يؤصله حديث نبوي صحيح) لكن عددا قليلا منهم يقيم في سوريا وفلسطين (كما تقدم فإن أسرة أبي مازن البهائية نزحت من إيران إلى فلسطين أوائل القرن الماضي) ولبنان وأثيوبيا وباكستان والولايات المتحدة وبريطانيا , ويحظون بتمثيل في الأمم المتحدة ولدى الاتحاد الأوروبي ولهم علاقة قوية بالفكر الصهيوني وأركان حكمه فقد عقد في فلسطين سنة 1968 المؤتمر البهائي العالمي وكانت مقرراته تتماهى تماما مع الأفكار الصهيونية , كما أن عباس أفندي الملقب بعبد البهاء حين هلك لم يسر في جنازته إلا حاكم القدس الصهيوني وعدد من اليهود . وخلفه في الرئاسة الروحية لهذه النحلة الضالة صهيوني أمريكي يدعى ( ميسون ) , وغير معلوم من يتولى كبرها اليوم . <BR><BR><br>