أنت هنا

الغزو التنصيري.. هل نحن نائمون؟!
19 صفر 1429

صيحة التحذير التي أطلقها رجال مخلصون في الأردن لمواجهة حملات تنصيرية خبيثة تغزو هذا البلد المسلم، لا تعني الأردنيين وحدهم،انطلاقا من رابطة الأخوة الإيمانية أولا، وكذلك بناء على أن الغزو الصليبي لا يهدد بلدا مسلما دون سواه،فالهجمة واسعة وضخمة، رصدت لها مليارات الدولارات، ووظفت ألوفا مؤلفة من المنصّرين سواء منهم ذوو الهوية الصريحة كرجال دين نصارى، وأصحاب الهويات المخاتلة الذين يعملون في تنفيذ المخطط بثياب أطباء ومدرسين وإعلاميين..
فبالرغم من الاحتياطات المدروسة لإبقاء حجم الخطة في طي الكتمان الشديد،فإن ما ينشره الغزاة أنفسهم في كتبهم ومطبوعاتهم ووسائل إعلامهم المختلفة، يؤكد أننا أمام عمل منظم يستهدف إخراج أكبر عدد من المسلمين من دينهم، باستغلال دنيء لجهل بعضهم وفقر أكثريتهم،ولاسيما بعد أن نجح الحقد الصليبي الأكبر-الأمريكي أساسا- في محاصرة المناشط الخيرية الإسلامية حتى في داخل أوطانها!!
فالأخبار الموثقة تأتي بالنذر بدءا من إندونيسيا المستهدفة منذ عشرات السنين،حيث حققت المؤامرة نتائج صاعقة في تيمور الشرقية التي انتزعها الغرب الصليبي من البلد الأم سياسيا،بعد أن انتزع هوية أهلها الدينية،وجعل النصارى فيها هم الأكثر عددا!!
وفي الجزائر ذات التاريخ الجهادي الذي لا ينسى،وكذلك في المغرب الأقصى، يركز المنصرون جهودهم التدميرية على مناطق القبائل (الأمازيغ) لسلخ أحفاد طارق بن زياد عن إسلامهم، عبر التضليل وإغراءات الحصول على تأشيرات لدخول أوربا.وكيف لا يغدو جحيم أوربا العنصرية الموتورة،"فردوسا أرضيا" في نظر شباب مؤهلين علميا لكن النظم السياسية الفاشلة والمنشغلة بترسيخ استبدادها عن رعاية شعبها، ضاعفت من صفوف العاطلين عن العمل والعاجزين عن الزواج..
أما في أرض الكنانة فإن شكوى القبط من حملات تنصير تتولاها كنائس الكاثوليك والبرتستانت تكفي للدلالة على حجم الهجمة وطبيعة التحدي!! وأينما يممت وجهك في أنحاء إفريقيا وآسيا، تطالعك الشواهد والأمثلة الناطقة بأن الخطر كبير، وتجزم بأن الاطمئنان إلى مناعة الذات من دون تحصين وعلاج معا ليس سوى استسلام ساذج للجريمة المركّبة.
والأمر نفسه ينطبق على أكثر دول الخليج العربية، وإن كان يجري في صمت بحكم وضعها الاجتماعي، لكنه يتغلغل من خلال المدارس والجامعات الأجنبية ومعاهد تعليم اللغات..
وكيف لا تبدو الأمة وكأنها تغط في سبات عميق تجاه حملات التنصير الرهيبة، ما دام وزراء الإعلام العرب يجتمعون اجتماعا طارئا، ليس للذود عن عرض سيد ولد آدم صلى الله عليه وسلم في وجه الانحطاط الدانمركي المتطاول من جديد، وليس لكي يعلنوا الحرب بالكلمة الشريفة ضد فضائيات الدجل والمجون والتنصير والافتراء على دين الأمة، لا فقد تنادى الجماعة إلى لقاء استثنائي-!!- ليضعوا وثيقة تمنع النقد السياسي لهذا النظام الحاكم أو ذاك!!
نحن بالتأكيد مع الوزراء في شيء واحد لا ثاني له من كل ما قرروه، ألا وهو تجريم الشتم والسب، لأن المسلم لا يكون شتّاما ولا لعّانا، فتنظيف وسائل الإعلام كافة من التجريح الشخصي مطلب شرعي معتبر، وإن كانت الحكومات قد تجاهلته تماما عندما صرحت بالعمل لقنوات ساقطة ليس لها عمل سوى توجيه البذاءات الحقيرة إلى الصحابة الكرام رضوان الله عليهم.
صحيح أن التصدي للتنصير ليس شأنا إعلاميا صرفا، بل هو واجب يتطلب حشد الطاقات الفكرية والعلمية والسياسية والاقتصادية، على المستويين الرسمي والشعبي، لمواجهة الحرب الوافدة الحاقدة.غير أن الإعلام كان وسوف يظل من أمضى الأسلحة في دفاع أمة التوحيد عن دينها عقيدة وشريعة وتاريخا ناصعا، وفي إيقاظ النائمين، وإرشاد التائهين، وتنبيه الغافلين.
ويبقى أن مسؤولية العلماء والدعاة في النهوض بهذا الواجب الذي لا ينتظر أي تأخير، تبقى أكبر المسؤوليات وأهمها استنادا إلى موقعهم وقدرتهم على حشد الناس وحسن توجيههم، بعيدا من ردود الأفعال الفوضوية التي تسيء ولا تنفع.
اللهم هل بلّغنا!!
اللهم فاشهد.