أنت هنا

حقيقة الولاء.."قمّ" فوق الأوطان وفوق عامة الشيعة!!
17 صفر 1429

المسلم المطّلع على عقائد الإمامية الاثني عشرية وتاريخها،لا يحتاج لإثباتات جديدة ولا شواهد من الواقع الحاضر أو الماضي القريب،لكي يصبح على بيّنة من الخطر الشديد الذي يمثّله الرافضة على الإسلام والمسلمين،وبخاصة إذا تهاونت الأمة في التصدي الواعي الرشيد له،سواء من خلال ثقة مفرطة في النفس،أم عبر الانخداع بالتقية التي برع فيها القوم على مدى قرون،حتى إنها تعدل تسعة أعشار دينهم-كما تنص أمهات كتبهم!!-،وهذا الانخداع يجري على أيدي ساذجين يدعون إلى تقريب مستحيل بين من يترضون على صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ويعدونهم خير البشر سوى الأنبياء،وبين من يسبهم ويفتري عليهم الكذب والبهتان ويرميهم بالكفر والنفاق-والعياذ بالله!!-.
وها هما نائبان في البرلمان الكويتي يقيمان مراسم عزاء في عماد مغنية،لأنه رافضي فقط،متجاهلين اتهامه رسميا بخطف طائرة كويتية إلى مشهد الإيرانية حيث أنزل منها الركاب الشيعة ثم بدأ بقتل عدد من ركابها من أهل السنة والجماعة!!وهذا بالمقاييس الوطنية المعاصرة-وحتى بمعايير الجاهلية –خيانة فظيعة لا يقترفها إنسان يشعر بذرة من الانتماء إلى جماعته .فكيف والجريمة خسيسة بصرف النظر عن هوية الجلاد وهوية الضحايا،لأن خطف أناس عزل من السلاح في غير ساحة قتال لا يعدو كونه نذالة وانعدام رجولة.
إنها ممارسة لا تحتاج إلى قراءة فدلالاتها تعلن عن نفسها باعتبارها خيانة للبلد الذي يحملان جنسيته في حين يواليان خصومه وأعداءه،فضلا عما تنطوي عليه من استفزاز لمشاعر مواطنيهم في الكويت بخاصة وأهل الخليج بعامة،الذين وقفوا مع الكويت وقفة رجل واحد عندما غزاها صدام حسين.
وهذا المسلك الشائن ليس استثناء فما جرى ويجري في العراق على أيدي أقران النائبين الناكصين ،لا يدع مجالا للشك في حقيقة الولاء الرافضي المطلق لنظام قم على حساب كل شيء.أفلم يكن فيلق غدر-والمسمى فيلق بدر ظلما وافتراء مثلما تسمي العرب المريض سليما!!-أفلم يكن يحارب العراق إلى جانب حرس الخميني؟أولم يأتوا في ركاب"الشيطان الأكبر"ليحكموا العراق وليصبوا جام حقدهم على أهل السنة فيه؟أولم يقرر الحكيم أنه يجب على العراق دفع100مليار دولار لنظام الملالي الإيراني تعويضا عن حرب السنوات الثماني؟
ومع أن الحرب العراقية الإيرانية كانت حتمية بسبب إصرار خميني على فرض التشيع بالقوة باسم تصدير الثورة،فإن دول الخليج التي اعتدى نظام البعث عليها بلا مبرر،تسقط كثيرا من الديون المستحقة لها على العراق تقديرا منها لروابطها القوية معه،وتعاطفا مع ظروفه الصعبة!!
بالطبع فنحن لا نعمم لكننا نقرر الأحكام وفقا لسياقها وبناء على الأغلب وليس النادر،متنبهين في الوقت ذاته إلى الفرق بين الذين يعادون الأمة عن حقد عرقي متستر بشعارات أهل البيت رضي الله عنهم-وأهل البيت براء من إفك هؤلاء-،وبين الكثرة التي يجري تضليلها وتهييجها وتمول الجرائم من أموالها .فالويل لمن أضله الله على علم،ممن أقاموا ما يشبه الإكليروس النصراني الذي يلغي عقول الأتباع ويسلبهم حق الفهم والاقتناع،ليتخذ منهم جسورا لتحقيق مآربه السقيمة.
وإذا كان من واجب هؤلاء المساكين أن يستيقظوا من غفلتهم في عصر الطباعة وتدفق المعلومات،إذ لم تعد حقيقة الإسلام محجوبة عنهم،فإن علينا-معشر أهل السنة والجماعة-واجبا أكبر في بيان الحق لهم والأخذ بأيدي الباحثين منهم عن الحقيقة،وفقا للمنهج الشرعي :الدعوة بالحكمة والموعظة الحسنة،وتبيين الحقائق بدون استفزاز للغرائز المشحونة وفي ظل فهم دقيق للركام الذي خضعوا له من الأباطيل والأكاذيب منذ طفولتهم.وحينئذ ننقذهم بإذن الله من الطاعة المطلقة لكل بشر غير معصوم.
وإن الله سبحانه لن يعذرنا إن نحن قصّرنا أو أسأنا في النهوض بهذا الواجب الأكيد.