أنت هنا

موروثات سوداء بلا نهاية..كراهية الإسلام تضرب كنيسة إنجلترا!!
5 صفر 1429

الهوى يعمي ويصمّ والغرض مرض-كما قالت العرب قديما- !
جورج بوش الابن اعترف منذ البدء علانية بأنه يقود حربا صليبية ضد الإسلام وأهله،ثم تعلل بأنها زلة لسان!!والواقع يؤكد أنه صادق في جهره بحقده وكاذب في تراجعه الباهت،انطلاقا من غزو أفغانستان فالعراق،ومرورا بالدعم المطلق للباطل الصهيوني في فلسطين المحتلة.
وبابا الفاتيكان يرمينا بدائه وينسلّ؛ فهو يجمع مثالب نصرانيته المحرّفة، ليتهم بها الإسلام زورا وبهتانا، والتطاول على مقدساتنا لم يبدأ مع الغراب المشوه سلمان رشدي لينتهي مع مارقات تافهات مثل تسليمة نسرين وحرزية علي، ولا يتوقف عند حدود الرسوم الدانماركية الساقطة...
كل ذلك الضغن المتراكم مفهوم عندما يصدر من عدو، ناصَب الإسلام العداوة الظالمة والبغضاء الداكنة منذ بعثة المصطفى صلى الله عليه وسلم حتى الآن. ولقد تبدل الغرب كثيرا باستثناء بقائه مقيما على حقده القديم / المتجدد على الإسلام وحده.
فلا غرابة مثلا في أن يأتي وزير الحرب الأمريكي إلى أفغانستان التي احتلها ظلما وعدوانا، لكي ينذر حلفاءه الأوربيين من تقاعسهم عن تقديم مزيد من جنودهم لقهر الأفغان، محذّرا من أن الفشل(الغربي!!طبعا)هناك،ينطوي على تهديد للأمن القومي لأوربا.
فالأفغان الفقراء البسطاء ثبتوا في وجه الحملة الصليبية الضخمة، وكبدوها خسائر هائلة في الأنفس؛ فبدأ"الحلفاء"في الفرار من ساحة الوغى، بالرغم من تفوقهم العسكري بما لا يدع فرصة لمقارنته بالأفغان شبه العزل، إلا من أسلحة فردية، يحصلون على أكثرها كغنائم حرب من جنود بني الأصفر الجبناء، الذين لا يجدون حافزا لمقاتلة شعب لم يبدأهم بقتال؛ فهؤلاء الجنود لم ينخدعوا بعمليات غسل الدماغ المستمرة لشحنهم بالحقد على الأفغان بشعارات دينية لا يؤمنون بها أصلا، ومن كان منهم مهووسا ومتأثرا بالكيد التعبوي ضد الإسلام؛ فإن غلبة الطابع المادي البحت على المجتمعات الغربية تجعل الحفاظ على الحياة أولوية أهم كثيرا من أي غاية إيديولوجية تؤدي إلى الموت!
وليتأمل المراقب المسلم ما آلت إليه الحملات الصليبية المتصاعدة في الغرب، حتى إن شررها أصاب رموزا دينية وسياسية هناك،لمجرد أنها اتخذت مواقف أقل عداء للإسلام والمسلمين، من أمثال عمدة لندن الجريء في فترة سابقة، ثم رأس كنيسة إنجلترا روان وليامز، الذي دعا إلى تطبيق جزئي لبعض أحكام الشريعة الإسلامية في بريطانيا؛ فانهالت عليه أقبح الشتائم من الساسة ورجال الدين والمثقفين، واشتملت على اتهامه بالسذاجة والرغبة في نشر الفوضى في البلاد ...وتكاثرت السهام على الرجل الذي قد يجد نفسه مضطرا إلى الاستقالة من موقعه الديني.
ووليامز ليس ساذجا وهو ينطلق من رؤية واقعية، تنبع من حرصه على أمن مجتمعه، الذي بات يضم ملايين من المسلمين من مواطنين ومقيمين.
والمذهل في النفاق الغربي المعهود،أنه ينكر على المسلمين التزام أحكام دينهم أينما كانوا: ففي بلدانهم تصبح الدعوة إلى تحكيم شرع الله عز وجل "رجعية"و"تهديدا"لحقوق الإنسان،ويغدو تنفيذ حد شرعي على غربي مفسد "تجنيا"و"قسوة"!!وفي الدول غير الإسلامية،يوجبون على المسلمين التقيد بقوانين تلك البلدان مهما كانت جائرة لاصطدامها بديننا،ومنتهكة لأبسط حقوقنا الإنسانية.
ولكي تكتمل أركان الصورة،ينبغي التذكير بأن حكومة بريطانيا"أم الديموقراطيات!!"، قررت قبل أسبوع واحد من موقف وليامز الشجاع – نسبيا- منع الشيخ يوسف القرضاوي من دخول بلادها، مع أن طلبه الحصول على تأشيرة الدخول لسبب صحي"إنساني"!!
إنها المكاييل المزدوجة الزئبقية، التي لا تكف عن تقديم شواهد عن ابتذالها للعالم كل يوم، ولا تترك لعبيدها المبهورين بدجلها فرصة لالتقاط أنفاسهم في دفاعهم الساقط عن مدنية عنصرية حاقدة، تخفي أنيابها ومخالبها تحت شعارات الديموقراطية وحقوق الإنسان، لكنها سرعان ما تبرز تلك الأنياب والمخالب كلما واجهت من يتصدى لأكاذيبها ويفضح زيفها!!