أنت هنا

لاسترضاء واشنطن.. مشرف يتوسل باليهود!!
21 محرم 1429

برويز مشرف التقى الجنرال الصهيوني السابق إيهود باراك في باريس مرتين!!
مكتب الرئيس الباكستاني ينفي"علمه"باللقاءين!!
تهريج يضحك الثكالى من البكاء، فالصهاينة فضحوا مشرف عمدا، وهو يريد استغفال شعبه المسلم المتعاطف مع قضية فلسطين بصدق وعمق مشهودين. ومشكلة الجنرال الذي أصبح رئيسا عبر مسرحية مكرورة إلى حد السأم من عسكر العالم الثالث، أنه يبحث عن علاج لحالته المستعصية عند طبيب حقير ليست لديه ذرة من أخلاقيات المهنة!!
والدليل أن اجتماعاته بالساسة الصهاينة تكررت ،تارة باسم المصادفات غير المقصودة،وتارة أخرى تحت وابل من السحب الدخانية لتضييع معالم الحقيقة،ليحتار الناس: التقى أم لم يلتقِِ؟
والباكستانيون يقيسون بذكائهم المعروف، أضاليل الديكتاتور على استسلامه المشين لإدارة بوش الابن،وتمكين الاستخبارات الأمريكية من رقبة بلاده بالإضافة إلى أعناق الأفغان.
وها هو مشرف يستقبل رجالات السي آي إيه ليبحث معهم مصير سلاح باكستان النووي، وكأنه من أملاكه الشخصية!! مع أنه يدرك حقيقة الموقف الأمريكي من امتلاك أي بلد مسلم -من دون البشر كافة- تقنيات نووية عسكرية -ومدنية من باب الاحتياط!!-.
أما لقاءاته بالجزار الدموي باراك -ذي اليد القذرة الملوثة بدماء الفلسطينيين الذين قتلهم غدرا كالعهد برهطه- فقد كشفت صحافة تل أبيب أنه خصصت لمناقشة خطر وصول السلاح النووي الباكستاني إلى أيدي "الأصوليين" المتربصين بمشرف ونظامه. وبذلك يتضح لكل ذي عينين من هو العدو الفعلي ومن هو الصديق الحقيق في نظر الجنرال المستسلم للغرب من أجل كرسيه المهزوز، كما يتجلى القاسم المشترك بينه وبين اليهود، ضد شعبه ومواطنيه.
وذاك حتى في القوانين الوضعية المنحرفة التي يتغنى بها مشرف، يعد خيانة عظمى يحاكم مقترفها بكل حسم وجدية، فكيف إذا كان يتزعم الدولة،ويفترض فيه أن يحمي مصالحها العليا حاضرا ومستقبلا؟
ومن أعاجيب الجنرال السابق أنه يعلم علم اليقين مدى التعاون الاستراتيجي بين الكيان الصهيوني والهند، وأن العداوة المطلقة لإسلام أباد هي أكبر عوامل تجمع هذين العدوين الشرسين لكل من يقول: لا إله إلا الله محمد رسول الله. أي أن القضية حتى لو نظرنا إليها بالمعايير السياسية تعد ضربا من الخبال، فما بالنا إذا عاملناها وفقا لقواعد الولاء والبراء الشرعية الجلية؟
ومن هنا تبدو سذاجة أجهزة التطبيل عنده، وهي تبرر الخيانة لله ورسوله والمؤمنين، بأن باكستان لن تكون فلسطينية أكثر من الفلسطينيين!! فهؤلاء في ما يظهر لا يشاهدون الفضائيات التي تنقل أحدث جرائم أولمرت وباراك في حق أهل غزة على الهواء مباشرة!!
فإذا عُرف السبب بطل العجب -كما تقول العرب-، فالرجل يشعر منذ مدة غير قليلة أن البيت الأبيض ليس مطمئنا إلى استمرار نظامه، ولذلك انتقل الرهان إلى بينظير بوتو ثم حزبها بعد مقتلها. والأمريكيون لا يشكّون في استماتة مشرف لتلبية كل إملاءاتهم على مرارتها،وبرغم إسهامها الحاسم في سخط الباكستانيين على سياساته وولاءاته، لكنهم باتوا شبه مقتنعين بأن حظوظه في البقاء على هرم السلطة باتت ضئيلة. وذلكم هو السر وراء لجوء برويز إلى"صيدلية" اليهود، لأنه على ثقة من أنهم الجهة الوحيدة التي تستطيع تغيير الرأي الأمريكي الرسمي والشعبي!! لكن السؤال الذي لا يجرؤ مشرف على الإجابة عنه هو : ما الذي يرضاه قتلة الأنبياء لحماية نظامه المتداعي؟
وهل تملك باكستان ما يغري كيان السموم الناقعة غير سلاحها النووي في "بازار"رخيص كهذا الذي يسعى إليه مشرف؟
لقد عوّدنا الجيش الباكستاني على أنه في مقابل غواة التسلط على أمتهم وبيعها بثمن بخس لأعدائها،لا يخلو من رجال مؤمنين يعنيهم فلاح بلادهم في الدنيا ومصيرهم هم عند بارئهم في اليوم الآخر.ولا يظنن عاقل أن هؤلاء لن يقلبوا السحر على الساحر إذا ثبت لهم أن درع باكستان يقدم مجانا لأعدائها التاريخيين في نيودلهي وفي تل أبيب.