أنت هنا

قبل أن يُسَب الصحابة في معرض القاهرة للكتاب
14 محرم 1429

لا نخشى على مكانة صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم؛ فمكانهم فوق الرؤوس ومقل العيون، وحبهم في القلوب، ولهم بين المصريين شأو لا يقارب أطراف أصابعه شانؤوهم ومبغضوهم، ومنزلة عظيمة لا يزحزحها تخرص هنا أو كذبة هناك، وصوتاً عالياً مجلجلاً لا يشوش عليه العويل والزويل.. إنما الخشية ليست على أصحاب القامات العظام؛ فحقهم عند بارئهم محفوظ، بل علينا أن نشهد بهتاناً ونلتحف إزاءه بالصمت.
على عتبة معرض القاهرة للكتاب، وقبل أيام قلائل من بدئه، نحذر من أن نرى كتباً تنبش في التاريخ فتنتقي منه أخبث ما زور فيه، وتستدعي أباطيل وافتراءات تحشو بها عقول الأغرار والسذج عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، رضي الله تعالى عنهم وأرضاهم.
وللحذر مبرراته؛ فما يلحظ مؤخراً يشي بأن في الجعبة ما فيها ووراء الأكمة ما وراءها؛ فلقد فوجئ المسلمون في السودان قبل عام ونيف، وتحديداً في شهر ديسمبر 2006 بوجود 6 دور عرض شيعية في معرض الخرطوم الدولي للكتاب تحوي كتباً تروج للفكر والعقيدة الشيعية، وضمت هذه الكتب ـ التي قالت دراسة نشرت في أعقاب المعرض أنها تباع بأسعار زهيدة وتسوق بشكل يشبه كثيرً كتب السنة ـ طعناً وسباً بأكابر الصحابة رضوان الله تعالى عليهم، وخص منهم بالذكر الخلفاء الراشدون الثلاثة الأول أئمة الهدى أبو بكر وعمر وعثمان، وأكثر الصحابة رواية للحديث أبو هريرة وأم المؤمنين وأحب زوجات النبي صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله تعالى عنهم جميعاً وأرضاهم، ما دفع إدارة المعرض حينها مشكورة مأجورة ـ بإذن الله ـ إلى إغلاق تلك الدور الخبيثة ومنعها من عرض سمومها للناس، وأعقبه بيوم واحد (أي في 8/12/2006م) صدور بيانٍ عن الرابطة الشرعية للعلماء والدعاة بالسودان جاء فيه "ظل السودان في مأمن من مذهب الرافضة الذي أظهر أركانه سب أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم ...فإذا بالشيعة الروافض يطلون علينا من خلال معرض الخرطوم الدولي".ووقتها دعا البيان الجهات المختصة إلى محاسبة الجهات التي سمحت بدخول مثل هذه الكتب وعرضها وطالبت بإغلاق المركز الثقافي الإيراني بالخرطوم الذي يتحمل مسئولية نشر هذه الكتب والترويج لها. وهو ما قد تم بالفعل على إثر هذه المناشدة.
وغداً بإذن الله تعالى، تبدأ فعاليات معرض القاهرة للكتاب، ويخشى مراقبون للشأن الشيعي أن تتكرر جريمة سب الصحابة من خلال كتب تسوقها دور شيعية إيرانية ولبنانية وهولندية ومصرية، ما يهدد بإثارة المشاعر الإسلامية التي ما زالت متقدة جراء ما يتعرض له المسلمون في كل مكان لاسيما في فلسطين بسبب الصهاينة، وفي العراق بسبب الصليبيين وحلفائهم من متطرفي الشيعة الإمامية.
وبرغم كوننا ندرك أن المعرض قد يضم كتباً أخرى تحمل أفكاراً علمانية مناهضة للإسلام، وندين وجودها أيّا كانت، إلا أن وجود مثل هذه الكتب لا يعني الصمت إزاء ما يمكن أن يمس الدين الإسلامي في صميمه من تلك الكتب الشيعية التي يتجلى خطرها بشكل وافر حينما تتدثر برداء الإسلام وتطعنه من الخلف.
ومن هنا، نتمنى ألا يحدث هذا الخرق في الجدار الإسلامي في مصر.