أنت هنا

زوارق إيران وبوارج أمريكا لا تعرف المواجهة
29 ذو الحجه 1428

لتطمئن البوارج الأمريكية في مضيق هرمز فلن تهاجمها إيران أبداً، ولتهنأ زوارق الحرس الثوري الإيرانية فهي بمنأى عن أي طيش أمريكي مقابل... حادث عرضي أو مسرحية كوميدية، وليعد كل فريق إلى الكواليس من جديد بانتظار الدور الجديد.
يحتاج الرئيس الأمريكي جورج بوش لعقد صفقات شراء أسلحة جديدة مع دول قد يزورها خلال الأيام القادمات، وقد كان بحاجة لنوع من "البروباجاندة" العسكرية، وقد وافاه الملالي "مشكورين" على مدخل الخليج العربي الإسلامي!!
لا أحد صرح باسمه أمام وسائل الإعلام، لكنها جميعاً نقلت عن مصادر عسكرية في البنتاجون (وزارة "الدفاع" الأمريكية) لم تسمها، وبعضها ذكر أن "مسؤولاً عسكرياً طلب عدم كشف هويته"، بوقوع حادث "استفزاز" إيراني من زوارق إيرانية لبوارج عسكرية أمريكية كلتيهما كانت تمخر عباب الخليج "العربي"، وتقطعه ذهاباً وإياباً؛ فما الذي أخجل المسؤول وحال بينه والكشف عن اسمه؟!
دعونا نقرأ الخبر بشكل أكثر شفافية:
المكان: أهم بقعة استراتيجية في الخليج العربي وربما في العالم كله لجهة الحفاظ على أسعار النفط ومنع انهيار الاقتصاد العالمي/مضيق هرمز.
الزمان: قبل جولة الرئيس الأمريكي بأيام، والذي اعتبر منذ أيام أيضاً أن إيران ما زالت تمثل تهديداً للمنطقة.
الحادث: اقتراب 3 ـ 5 زوارق إيرانية تابعة للحرس الثوري الإيراني الذي أعلنته الولايات المتحدة الأمريكية منظمة أو قوات "إرهابية" إلى مدى 200 ياردة فقط!! وتهديدها البوارج الأمريكية بالقول: "نحن نقترب منكم الآن، وسيتم تفجيركم خلال دقائق"، ثم عودة الزوارق أدراجها لدى توجيه فوهات المدفعية الأمريكية ـ تهديداً ـ إليها.
النتائج: "حقن الدماء" و"كف الأذى" و"انتهاء الأزمة دون طلقة رصاص".

والتساؤل الواجب: لماذا صبرت البوارج الحربية الأمريكية إلى حد وصول هذه الزوارق لهذا المدى القصير جداً منها، وتغاضيها عن هذا التهديد الخطير بالتفجير خلال دقائق؟ ولماذا سكنت البوارج الأمريكية وإدارتها في واشنطن تعلن أن الحرس الثوري الإيراني قد وضع على قائمة المجموعات الإرهابية في العالم؟ أهكذا تتعامل الولايات المتحدة مع "الإرهابيين"؟! ولِمَ لَمْ تأخذ واشنطن بحسبانها الخطورة القصوى على حركة التجارة النفطية في حال أصيبت إحدى بوارجها علاوة على الأضرار الفادحة سواء في أرواح المارينز أو في سمعة الولايات المتحدة العسكرية في حال نفذ الإيرانيون تهديداتهم؟!
الأهم، كيف اطمأنت الإدارة العسكرية إلى أن التهديد هو تهديد استفزازي لا أكثر؟!
جملة الأسئلة هذه لدى التاريخ جوابها، إذ المنطقي أن تسكن البوارج وأن تتطامن مخاوفها؛ فدونها تاريخ طويل لهؤلاء لأكثر من ثلاثة عشر قرناً كانوا فيه برداً وسلاماً على أعداء الإسلام وممالك ودول الطغيان والاستبداد.
ودونها اتفاقات تحت الطاولة، طالت استهدافاً أركان الإسلام ودوله وشعوبه، وأبت أن تواجه بعضها بعضاً.. هكذا يقول التاريخ، وبهذا تقضي قواعد اللعبة، وعلى هذا النحو ترتسم الأدوار لتصبح أمريكا وإيران فزاعتي الخليج.. "والله من ورائهم محيط".