أنت هنا

كي لا ننسى ما فعلته أمريكا وإثيوبيا بالصومال
3 ذو الحجه 1428

رئيس مريض غير قادر على أداء مهام منصبه التي أوكلتها له الولايات المتحدة وإثيوبيا، ورئيس حكومة "متمرد"، ووزراء يستقيلون رفضاً لتمثيل قبائلهم الضعيف في الحكومة، جيش احتلال هارب، وعصابات تفرض سطوتها وتجبي إتاوات من السكان الضعفاء.
فقر مدقع، ومدارس مقفلة، زراعة ورعي في ذمة التاريخ، سرقة ونهب وضياع للمؤسسات ووأد للأحلام.. هذه جناية الولايات المتحدة الأمريكية كآخر حلقات "الاستعمار" الأجنبية الكبرى في الصومال وإثيوبيا الدولة التي تحكمها طغمة صليبية استبدادية تأبى على مواطنيها المسلمين أو جيرانها إقامة شعائرهم وشرائعهم وفقاً لما يمليها عليهم دينهم الذي ارتضاه الله لهم.
هذه الجناية لكي لا ينسى المسلمون.. ولكي لا يُنسينا المبطلون.. سبات عاش فيه الصوماليون طويل، وحين أوشك بلدهم قبل عام على الازدهار والإفاقة من رقدته ثار بوجهه الغزاة الحاقدون من بلد الحرية الغائبة وتابعتها الحبشية لشيء بات يدركه الجميع الآن، حيث لا رغبة في أن ترى بلدان المسلمين النور أبداً.
تذكروا قبل سنة كان الصومال على موعد مع التدخل الخارجي الغاشم.. تذكروا هذا يوم الحصاد بعد سنة من القحط والظلم والقهر، أوشك قبلها الصومال أن يفيق من إغماءة سياسية تسببت بها الدول الكبرى ـ كالعادة في كل المناطق الساخنة التي أشعلت فتيلها ـ غير المعنية إلا برؤية أنهار الدم وتدفق السلاح وقطف الرؤوس، لولا أن هذه الدول قد لجأت حينها إلى وأد التجربة الصومالية الجديدة بكل ما فيها من إيجابيات شهد بها المراسلون الأجانب قبل العرب، وبكل سلبياتها المحدودة التي كان من الممكن العمل على إزالتها بدلاً من سفك دماء الفقراء والمعوزين واللاجئين.
لابد وأن نذكر اليوم، وحين تتبدى طلائع المقاومة، الوجه الأشرف في الساحة السياسية الصومالية من كرار المحاكم الإسلامية والقوى المسلمة الأخرى العصية على الانحناء والتركيع لغير المولى عز وجل، الكافرين بأمريكا وإثيوبيا والتواقين لأن تعود بلادهم كما كانت قبل أن تدنسها وتنجسها أقدام الغزاة المبطلين بلداً آمناً يأتيه رزقه غضاً طرياً من عند الله يوم أن كانت تواطئ تسميتها باللغة الصومالية حالها (حيث الصومال بلغتها تعني "اذهب واحلب") لفرط ما كان أهلها يتمتعون برزق الله الذي أفاءه عليهم من الثروة الحيوانية الغنية.
إن الصومال في الحقيقة ليس حالة فريدة من البلدان المنهوبة من قبل دول الاحتلال، فالعراق وغيره من بلدان المسلمين المحتلة أو التي احتلت من قبل خير شاهد على استنزاف الثروات ونهب أموال الشعوب والعمل على إفقارها وتجهيلها، فبلاد الاحتلال دأبها على الدوام الجناية على المسلمين البائسين والمستضعفين من غيرهم، ولا مرد لمثل هؤلاء بعد الله إلا برجال يزهدون في دنياهم ويسمون فوق ركامها ويتسامون عن ثقلة الدنيا وجاذبيتها.. وبعد عام بدأ غبار المقاومة يزداد ارتفاعا لينكشف يوما عن رجال يجهدون ليستقر الصومال وينعم بالأمن ويعود كما كان قبل أن يتلوث بأقدام المحتلين بلدا مطمئنا للزراع والرعاة.. "والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون"