أنت هنا

الدليمي بعد الضاري: إنهم يكسرون أعناق السنة
29 ذو القعدة 1428

لا زالوا يذكرون له كلماته التي امتزجت باللوعة والأسى في مؤتمر نصرة العراق، مضمرين له الرغبة في الانتقام في أقرب فرصة تسنح لهم.
عبارات تساوي عندهم حيثيات الإدانة في الحكم الذي يرجونه له بالغياب عن السياسة اغتيالاً أو تهميشاً.. يرددونها في كل محكمة يعقدونها له في مجالسهم أو في مواقعهم على شبكة الانترنت.
لا يغفرون له أبداً ما ينقلون له من عبارات في هذا المؤتمر الذي عقد في تاريخ قريب من هذا في العام الماضي باسطمبول لنصرة المستضعفين من المؤمنين في العراق: "لماذا لم تسموا هذا المؤتمر بمؤتمر نصرة أهل السنة بالعراق وليقولوا عنا إننا طائفيون" .. "سيتحول العراق إلى بلد شيعي وسيمتد الأمر ليشمل البلدان المحيطة بالعراق وتندمون ولات ساعة مندم إلى السعودية, إلى الكويت, إلى الأردن".. "ناموا، إن الحريق سيمتد إلى المنطقة.. والله إنها خطة منذ أكثر من خمسين سنة لتشييع المنطقة وإيجاد إمبراطورية فارسية تحت غطاء الشيعة وتحت غطاء الإسلام، والإسلام بريء منهم".."إن في قلبي لوعة على بغداد التي ستضيع، بغداد أبي حنيفة, بغداد المنصور, بغداد هارون الرشيد, بغداد أحمد بن حنبل, وستصبح بغداد الصفويين, بغداد البويهيين, بغداد القرامطة الجدد".
الدكتور عدنان الدليمي أصبح هو الآخر في أزمة بعد سائر عموم هيئة علماء المسلمين برئاسة الشيخ حارث الضاري، التي أغلق مقرها بضوء أخضر من الطرفين المؤثرين الأبرز في احتلال العراق، الولايات المتحدة وإيران.
سيل هادر من الاتهامات والشائعات تطلق ضد هذا الرجل الذي يواجهها بقدم ثابتة ونفس واثقة وجسد واهن، وهي كثيرة ومتلاحقة عليه بشكل تجعله محصوراً ومحاصراً في حيز يفرضه عليه الاحتلالان؛ فالشيخ الدليمي زعيم جبهة التوافق العراقية قد وضع قيد الإقامة الجبرية ونزعت عنه حراسته بحجة تورطها في "الإرهاب" واستبدلت بحراسة يقودها جنود من ميليشيا البيشمركة للإساءة إليه ولوضعه تحت عدسة المراقبة، فأما حراسه فقد وضعوا مع نجله قيد الاعتقال، والحراس أيضاً هم هدف لمائة عائلة من أهالي حي العدل الذي يوجد به مقر الدكتور الدليمي قال الناطق الرسمي باسم خطة "أمن بغداد" قدموا شكاوى ضدهم تتراوح ما بين "التورط بعمليات قتل وتهجير ضد السكان في هذا الحي" بحسب الناطق الرسمي الذي هو للانتباه يدعى العميد قاسم عطا الموسوي.. ففي لحظة واحدة تبدى لـ"خطة أمن بغداد" أن هؤلاء الحراس موضع إزعاج للسكان الذين توافدوا للشكوى إلى "الأمن" من أفعال الحراس الذين صادفت الشكاوى وجود "مفخختين في مرآب مقر الدليمي" مثلما جاء في مبررات وضع الشيخ قيد الإقامة الجبرية لأيام.
والشيخ الدليمي هو هدف أيضاً لمطالبة إمام جمعة النجف صدر الدين القبانجي
مجلس النواب برفع الحصانة عن الشيخ الدليمي قائلاً: "مجلس النواب مدعو لرفع الحصانة الدبلوماسية عن عدنان الدليمي" داعياً علماء الدين من أبناء السنة ورجال العلم الأتقياء إلى إعلان البراءة من عناصر الإرهاب في التوافق وغير التوافق وسحب الثقة من عدنان الدليمي. على حد ما جاء في خطبته..
ومع ارتهان الموقف الأمني كما هو معلوم من الشأن العراقي بالضرورة للطائفة الشيعية؛ فإننا لا يمكن أن نفسر الأحداث إلا في سياق تؤوب إليه مع سلسلة من التضييق على قادة ورموز السنة في العراق تشي جميعها بأن ما يحدث الآن للشيخ الدليمي هو ذاته ما حدث للشيخ الضاري الذي أرغم على البقاء خارج بلاده ثم أغلق مقر هيئة علماء المسلمين التي يرأسها.
إنها جهود تتضافر بهدف "تركيع" السنة وتغييب حضورها لا في صيغة الهيئة ولا في التوافق ولا حتى مع "الحزب الإسلامي" مع كل تحفظات كثيرين من أهل السنة على أفعال بعض قياداته كالهاشمي ود.محسن عبد الحميد، فلا الأول نجت عائلته من سلسلة من الاغتيالات ولا الثاني نجا ابنه من الاغتيال ووضع الحذاء الأمريكي ـ وهو رئيس مجلس الحكم السابق ـ على رقبته ثم غادر وأسرته خارج البلاد.. هذا فضلاً عن المقاومة، فأي سبيل يجعلنا نصدق أن في السنة من ليس متطرفاً أو إرهابياً أو "ناصبياً" في عرف المتنفذين في شيعة العراق لاسيما الخط الفارسي منهم؟!