أنت هنا

كم تحتاج بوتو من مساحيق البطولة؟!
7 ذو القعدة 1428

تكاد رئيسة حزب الشعب الباكستاني بنظير بوتو تدخل موسوعة الأرقام القياسية كأول سياسية تطبق عليها الإقامة الجبرية بأقصر مدد في التاريخ، فلم تعرف السياسة من قبل فيما ينمو إلى علمنا أن يوضع سياسي لساعات تحت الإقامة الجبرية، وإذا ما وقع ذلك في هذا البلد أو هناك فإنه لا يتكرر على هذا النحو الممجوج كما يحدث مع بوتو.
الشيخ قاضي حسين أحمد زعيم الجماعة الإسلامية الباكستانية قال من جهته في تصريحات أدلى بها للصحفيين في مقر إقامته هذا الأسبوع: " ما يجري على الساحة الباكستانية الآن يأتي في سياق صفقة ثنائية بين مشرف وبوتو لتقاسم السلطة عقب الانتخابات بعيدا عن باقي قوى المعارضة" مستخفاً بتصريحات الرئيس الباكستاني برفيز مشرف بشأن عودة الديمقراطية، وتعهده بالتخلي عن منصبه العسكري وبإجراء انتخابات تشريعية قبل التاسع من يناير المقبل، معتبراً ان كل ذلك في إطار "الحبكة المسرحية" المقصود منها تصعيد بوتو للسلطة، وجزءاً من استكمال الصفقة بين بوتو ومشرف.
ما باح به الزعيم الإسلامي المخضرم والمطلع على بعض الخفايا في السياسة الباكستانية لا يخطئه بعض المحللين الحياديين، لا، بل ربما لم يغب عن ذهن رجل الشارع العادي إن في باكستان أو في غيرها، إلى الحد الذي جعل كثيراً من قراء موقع عربي شهير يهتم بنشر التعليقات يضربون على الوتر عينه.
وقد يكون مما يعزز هذه التوقعات أن بوتو الباطنية المذهب تحظى بدعم عالمي غير مسبوق، فلا حديث في الإعلام إلا عليها، حتى أنها وهي الخاسرة في آخر انتخابات ديمقراطية شهدتها البلاد صارت بلا أي مبرر موضوعي "زعيمة المعارضة الباكستانية" في مانشيتات الصحف وبرقيات الوكالات!!
ولا يتوقف الدعم عند حد الإعلام، فالولايات المتحدة وكذا الاتحاد الأوروبي يتجاهل بشدة أن بوتو التي لا تكاد تدخل حيز الإقامة الجبرية إلا لساعات محدودة هي الأوفر حظاً في التحرك السياسي المعارض (ظاهرياً على الأقل)، لكنه مع ذلك لا يذكر إلاها في الإقامة الجبرية التي يقول النظام الباكستاني أصلاً أنه لحمايتها ضد محاولات الاغتيال ليس إلا..
الجميع في "المجتمع الدولي" يغض الطرف نفاقاً عن افتقار زعيم حزب الرابطة الفائز غير مرة في الانتخابات الماضيات ويحظى بشعبية كبيرة في باكستان إلى مجرد الإقامة الجبرية التي "تتمتع" بها بوتو، فهو الممنوع أصلاً من دخول البلاد ولو إلى السجن!!
كما أن الشيخ قاضي حسين أحمد زعيم الجماعة الإسلامية موضوع قبل بوتو ولمدة طويلة تحت الإقامة الجبرية من دون أن يسمع به البكاؤون على منع بوتو من منافقي المجتمع الدولي.
الكاميرات الآن لا تجد ـ رغم "معاناة" بوتو المزعومة ـ سواها منحشرة وسط حشد من الجماهير بين كل "جبرية" خاطفة وأخرى، ولا تجد غيرها آمنة من التصريح تارة بقسوة ضد مشرف وعن رغبتها في خلعه، وتارة بمرونة حول ترحيبها بوعده بإجراء الانتخابات في موعدها!!
والصحف لا تتحدث إلا عن مفاجآت بوتو وبالوناتها السياسية البراجماتية التي تشن هجوماً عنيفاً فيها على الإسلاميين ثم تدعوهم من بعد إلى التنسيق لخلع بوتو..
والعالم لا يتحدث الآن إلا عن هذه "الزعيمة".. وهكذا تصنع "الزعيمة"!!