أنت هنا

اليهود يهاجمون البرادعي.. هل يخرج بشرف؟؟
29 شوال 1428

تعجبين من سقمي صحتي هي العجب

هذا البيت الوجيز يلخص واقع العلاقات الدولية،منذ هيمنة الغرب على كرسي الربان الفظ،وبخاصة منذ تفرد العم سام بفرض مصالحه على الجميع باسم"المجتمع الدولي"،فالحق ما تراه إدارة بوش المتعصبة،والعدل ما يخدم اليهود وورثة العقلية الصليبية القديمة/الجديدة،والخير ما يقرره المحافظون الجدد.
ومن كان لديه أدنى شك،فلينظر إلى القانون الدولي فكرا وتطبيقا،في شتى بؤر التوتر والاضطراب،حيث يجد انتقائية تضحك الثكالى،لكنه ضحك كالبكاء:فهذا القانون بما له وما عليه،صناعة غربية 100%،والجهات الدولية المكلفة بإنفاذه-الأمم المتحدة وتوابعها وأشباهها-إنتاج غربي صرف،ويتم"تشغيلها"و"صيانتها"بقرار غربي مطلق.وفي السنوات التي تلت انهيار المنظومة الشيوعية،يمكن إحلال كلمة"أمريكي"محل كلمة"غربي"أينما وردت!!
فما هي الحصيلة؟وهل يحتاج عاقل إلى تذكيره بالتناقض الرهيب بين تطبيق القانون الدولي على عراق صدام حسين وعلى الكيان الصهيوني،الذي قام على أنقاض العدالة الدولية/الغربية التي شرعت وجوده الظالم؟!
هناك تثبت العالم كله من خلو العراق من أسلحة الدمار الشامل،فلجأ بوش وعصابته إلى اختلاقها،ومع ذلك فشلوا في استصدار قرار دولي،فقرروا غزو العراق ليأتي القرار بأثر رجعي!!
أما تل أبيب فلديها أكثر من 200 قنبلة ذرية،وقد فضحها خبيرها الشهير فعنونو بالوثائق،وهي في الأقل ترفض التوقيع على معاهدة عد انتشار الأسلحة الذرية،لكيلا تخضع منشآتها إلى أي تفتيش دولي.
وبالرغم من تفوقها العسكري الرهيب على الجيوش العربية مجتمعة-وهذا قرار استراتيجي أمريكي معلن-،يجري الغرب بقضه وقضيضه لمنع سوريا مثلا من الحصول على دبابات لا تسمن ولا تغني من جوع،ويرجح أن يأكلها الصدأ كما أثبت تاريخ المزايدات الرسمية العربية!!
واليوم جاء دور إيران،لمنعها من إنتاج أسلحة نووية.فهم يوقعون عليها العقوبات ويضيقون الخناق،بالرغم من أنها لم تخالف قانونهم"الدولي"،فتخصيب اليورانيوم من حقها بموجب نظم الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
نحن نحاكم الغرب المنافق إلى منطقه لفضح ازدواجيته،وليس ذودا عن آيات قم،فنحن ندرك أنهم لم حازوا سلاح تدمير شامل،فلن يوجه إلا إلينا نحن المسلمين.واليهود والصليبيون الجدد،يعلمون ما نعلم تماما،لكنهم يخشون أن تتصدع إيران أو يتغير نظام الحقد فيها جذريا،فحينئذ تصبح الأسلحة تهديدا فعليا لتل أبيب وواشنطن.
وما آن لذاكرتنا القريبة أن تنسى فضائح إيران/كونترا،عندما كان السلاح الصهيوني يمد جند خميني بأسباب الصمود في وجه الغلبة الواضحة للعراق يومئذ.بل أن لكل ذي لب أن يسأل نفسه:هل الأمريكيون ساذجون إلى درجة تخليص"عدوهم"في طهران،من ألد عدوين له وهما نظام صدام غربا،ونظام طالبان شرقا؟
فالخلاف الواقع اليوم خلاف حقيقي لأن الأمريكان لن يغامروا بمسألة سلاح متقدم وفتاك،قد يقع مستقبلا في أيد غير موثوق بها،والآيات يطمحون إلى لعبة لحسابهم،الأمر الذي يذكر قارئ التاريخ بتجربة البعث مع العم سام،فليس سرا أن نظام البعث جاء إلى السلطة بالقطار الأمريكي،وظل الدعم لصدام في حربه على إيران لا حتوائها،إلى أن قرر الرجل أن يلعب لحسابه الخاص لعبة السلاح النووي!!
وفي هذا النطاق يفهم المراقب سر الهجوم الذي تجدد مؤخرا على المدير العام لوكالة الطاقة الذرية(محمد البرادعي)،وتحميله وزر مماطلة الإيرانيين بحسب المسؤولين اليهود.فالرجل مسلم وعربي،بمعنى أنه قابل لتلبيسه هذا الثوب في المخيلة الغربية الموتورة.وحصوله غير المتوقع على نصف جائزة نوبل للسلام،لا يمنع من جعله كبش فداء.ولسنا نذيع سرا إذا أشرنا إلى أن موافقة واشنطن على تجديد الولاية الثالثة للبرادعي في منصبه كانت على مضض.فهل يدرك البرادعي هذه الرسالة الجلية،ويقرر أن يلقي بال"الحصاة"من فمه،فيدعو صراحة إلى حتمية تفتيش المنشآت النووية الصهيونية؟؟.. نحن نعلم مثلما هو يعلم أن جهره بهذه الحقيقة لن يغير الواقع،لأن السيطرة الفعلية في يد العدو،لكنها كلمة تحرجهم كثيرا،بدليل أنهم الآن يحملون عليه بشدة بسبب كلمة يقولها على استحياء،بأن إيران لم تخرق لوائح الوكالة.. فهل يفعلها الرجل ويخرج رجلا؟؟نتمنى له ذلك..