أنت هنا

صائدو الأفاعي.. رافعو الهام
19 شوال 1428

تحية من كل محب للمقاومة الفلسطينية الرائدة، تحية لأهل الرباط في ثغر الإسلام، تحية لصائدي الأفاعي من صقور كتائب عز الدين القسام وإخوانهم من المقاومين الشرفاء الأبطال الذين صدوا عمليات التسلل الصهيونية والغارات التي عمدوا إلى شنها خلال الساعات والأيام الماضية.
هؤلاء أثبتوا عن جدارة أنهم قمينون بحماية قطاع غزة وأولى من غيرهم بالدفاع عنه من المتاجرين بالقضية والمقتاتين من مستحقات الشعب الفلسطيني وأمواله، فمن يستحق أن يحكم هو من يستحق أن يعلي الهام وأن يقاوم الغازي والمحتل لا مع من يحني له الرأس ويهرع لدى سماعه عن مرض قائد العدوان الصهيوني أولمرت للتعبير عن "الأمل" في الشفاء العاجل لرئيس الوزراء الصهيوني، مثلما فعل كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات الذي قال بوجه سافر: "نتمنى له الشفاء العاجل، ونأمل أن نكمل معه مشوارنا لتحقيق السلام وتحقيق مبدأ الدولتين وإنهاء الاحتلال الذي بدأ في 1967".
طريق هؤلاء غير أولئك؛ فعند أولي النهي عندما يبعث أولمرت بأفاعيه إلى غزة في جنح الليل أو في وضح النهار لتبث سمها بين الآمنين في أراضي فلسطين الغربية (غزة)؛ فإنها لا تستقبل بأكاليل الزهور وتمنيات الشفاء وإنما بالمدى والحراب والسكاكين لاجتثاثها، وفصل رأسها، وحينما يمضي أولمرت في طريق، فهو طريق يخصه والصهاينة، لا يجوز أن يشاركه عريقات أو من يمثله فيه، وأن "يكمل معه" المشوار على حد قول المسؤول الفلسطيني صاحب المنصب الوهمي.
أثبت رجال المقاومة أنهم بقدر المسؤولية الملقاة على عواتقهم بحماية غزة والدفاع عنها وتلقين الغازين والمحتلين درساً لن ينسوه، إذ يقومون بعمل عظيم يساند بقوة الجهود السياسية التي تبذلها الحكومة الفلسطينية المنتخبة في قطاع غزة من أجل أن تقاوم حرب الحصار التي تشنها "إسرائيل" بمعاونة أذناب عرب على القطاع بهدف "ترويض" الحكومة الفلسطينية المنتخبة التي تمثل حركة حماس بل كل الشرفاء في غزة.
وقام رجال المقاومة بجهد ملموس في تيئيس العدو من جدوى الاختراقات التي حرص على تنفيذها جنباً إلى جنب مع الحصار المضروب حول غزة؛ فلقد أسفرت عمليات أمس عن مقتل جندي صهيوني على الأقل ـ وفقاً للمصادر "الإسرائيلية" الحريصة على التقليل من قتلاها لأسباب نفسية ـ وإصابة نحو خمسة آخرين في قصف قوة مقتحمة لمبنى مدرسة الزراعة شمال بيت حانون، وفي منطقة صوفا، وتفجير عبوة ناسفة في دبابة، واحتراق غرف كان الجنود الصهاينة يتحصنون بها، وليس المهم هنا هو عدد القتلى والإصابات الصهيونية، وإنما فيما تمثله تلك العمليات المتسلسلة التي كانت هذه آخرها حتى الآن (صيد الأفاعي 3)، وإنما المهم هو قدرة المقاومة الفلسطينية على إحباط التوغل الصهيوني في القطاع وهدم جدران الثقة الداخلية في نفوس الجنود "الإسرائيليين"، ودفعها إلى اليأس من تحريك آلياتها باتجاه غزة مستقبلاً.
الأهم في هذا الخصوص، هو أن اسم العمليات الفلسطينية المتسلسلة التي تنفذها كتائب القسام تومئ إلى مسعى إلى "صيد" الأفاعي الصهيونية، وهو ما يحمل في طياته تهديداً بالخطف لكل قوة مخترقة للقطاع، وهو ما يعني أن ليوث المقاومة على موعد ربما قريب مع أسير صهيوني جديد بخلاف شاليط الذي يمثل ضغطاً مستمراً على حكومة أولمرت العليلة وعلى أي حكومة تخلفها.