أنت هنا

ليته يفهم دوره!!
30 رمضان 1428

وقف منتبها ينصت لأوامر المخرج.. حوله عدة كاميرات يتنقل بينها بنظراته متى طلب منه ذلك.. يعرف أدوار زملائه جيداً، لأنها ستعينه أكثر على فهم ما يدور حوله في كواليس الفيلم، ومن قبل ذلك؛ فقد قرأ السيناريو عدة مرات، واهتم أكثر بدوره الخاص.. إنه دائماً يتقن دوره، غير أن اهتمامه بهذا الدور كان أكثر، فهو يدرك بأن أفلام العيد ذات اهتمام واسع من المشاهدين، لذا ظل يردد الكلمات المكتوبة أمامه بشكل أنيق في كراسة السيناريو حتى حفظها عن ظهر قلب، لم يعد بينه وبين الخروج بأداء جيد في فيلم العيد الجديد الذي سيحقق إيرادات خيالية شيئاً؛ فقد اجتهد كثيراً وفهم دوره جيداً...
هو ظن أنه قد فهم دوره، لكنه أبداً لم يفهم دوره!!
إن دوره الحقيقي هو محو آثار رمضان من القلوب.. هو ربما مسلم ويغضب إن أسيء لرسول الله صلى الله عليه وسلم في البلاد البعيدة، لكنه لا يعي أنه هنا في هذا المكان للذهاب ببهاء خشية الله من القلوب المؤمنة ودفعها نحو الاجتراء على حرمات الله ونسيان عهد قطعه البكاؤون في المساجد ألا يعودوا إلى الخطايا والذنوب مرة أخرى..
البعض من الممثلين والممثلات يعي دوره جيداً في هذه المهمة القذرة، لكن كثيرين إما تذهلهم المادة والمال عن تلك الحقيقة أو يتعاملون مع رمضان والعيد كمواسم للربح لا أكثر ولا يدور بخلدهم حياة تخالف تلك التي يحيونها في رمضان والعيد؛ فيظنون الناس كما هم، لا قنوت ولا خشوع ولا خضوع ولا دموع ولا اعتكاف ولا تلاوة ولا صدقات ولا خيرات مرتجيات..
إن كثيرين لو أدركوا أن سهام الأعداء مصوبة على أربعة مواسم رئيسية هي رمضان وعيد الفطر وعيد الأضحى ومستهل الصيف لفهموا أنهم يقومون بمهمة خطيرة ومؤسفة ضد أمتهم وضد أخلاقها وقيمها وحضاراتها وثقافتها.. فليتهم يفهمون دورهم جيداً وليته يفهم دوره..