أنت هنا

ماء زمزم هل يغسل دم المسجد الأحمر؟!
22 رجب 1428

صحيح أنه لا يجوز لنا أن نفتش الضمائر، ولا أن نحكم على النيات، لكنه لا ينبغي في المقابل أن نصمت على كل محاولة لتجيير الدين في اتجاه سياسات تناقضه في أرجاء العالم الإسلامي، ونصون ديننا أن يكون عباءة يرتديها كل من أراد تنظيف مخبره أمام الناس، وتزييف حقائق لم تعد بحاجة إلى دلائل لإثبات تنكب البعض لطريق الحق واستخفافهم بحرمات المسلمين ومقدساتهم ومساجدهم.
وجميل أن يأتي الرئيس الباكستاني برفيز مشرف إلى بيت الله الحرام تائباً من ذنوب عظيمة جرها على نفسه بقتل المصلين في المسجد الأحمر مسرفاً في قتلهم ومستخفاً بحرمة دمائهم وإن جانبوا الصواب افتراضاً، أو تسهيل قتل المسلمين الأفغان بتقديم الدعم العسكري واللوجيستي للغزاة الأمريكيين وتابعيهم في أوروبا، أو الصمت على الغارات الأمريكية على قبائل من مواطنيه على الحدود الأفغانية/الباكستانية، أو شن "الغزوات" على مناطق القبائل في وزيرستان.. جميل أن يتوب الرجل إن كان قد تاب بالفعل.. لكن القبيح ألا يكون لهذه "التوبة" أثراً في سياسات بلاده الداخلية، وأن يكون أولى خطوات تصالحه مع شعبه حينما ضعف موقفه الداخلي اللجوء إلى رئيسة الوزراء السابقة بنظير بوتو وثيقة الصلة بالغرب وإحدى أبرز منفذي سياساته في شبه القارة الهندية إبان حكمها كرئيسة وزراء.
قبيح أن نرى أصحاب الجلود السميكة إذا ما نقضوا من العرى عروة هرولوا إلى بيت الله الحرام ليظهروا تمسكاً زائفاً بالدين أو عمدوا إلى تنظيم احتفال ديني وكأن رؤية ملابس الإحرام تلف أجسادهم كفيل بأن تنطلي ألعابهم على بني جلدتهم الذين بكوا الدم على مئات سقطوا على سجاد المسجد الأحمر وفي ساحته!
إن ماء زمزم يغسل الدم من الأيدي الظالمة إن هي أنابت إلى ربها وعمدت إلى أحكام شريعته السمحة فأعلتها فوق الرؤوس، وتصالحت مع شعوبها وقيمها ومقدساتها.
إن قبلة المسلمين بكعبتهم الغراء لا تقبل أن تشاطرها "قبلة" أخرى في البيت الأبيض، وهما لا يجتمعان أبداً لأن الحق والباطل ضدان لا يتجاوران
مهما ارتدى البعض ملابس الإحرام وتعلق قلبه وعقله بسياسات وقرارات ما وراء الأطلسي..