أنت هنا

تساؤلات لبنانية مشروعة
19 جمادى الأول 1428

اندلعت الاشتباكات في الشمال والجنوب في مخيمي لاجئين فلسطينيين، على نحو متلاحق، وعلى نمط أيقن معه المراقبون أنها اشتباكات ليست عفوية وأن وراءها ارتباطات بخلفيات بعيدة كل البعد عن مسائل لها علاقات محدودة بسياج الحدود اللبنانية.
لم تنكشف أبعاد الخطة التي رنا طرف ليس بعيداً عن الحدود اللبنانية بإشعال الموقف في أكثر من مخيم للاجئين الفلسطينيين، ومن ثم نعتقد أن مجرد إطلاق مجموعة من التساؤلات هو أمر مشروع في مثل هذه الأزمات، والتي نوجه فيها التساؤلات بكثافة أكبر للجهة المتهمة بإشعال الموقف، وهي جماعتا فتح الإسلام، وجند الشام:
• ما هو الطرف الثالث الذي اتهمته فتح الإسلام بأنه هو من أطلق النار على الجيش والجماعة لإشعال الموقف بينهما، وهل هم مجموعة من الأشباح في مخيم صغير يكاد يعرف كل امرؤ فيها جاره؟ ولماذا أبقت الجماعة اسم هذا الطرف مجهولاً ـ إن كانت تعرفه أو حتى تعرف صلته بهذا الفريق أو ذاك ـ حتى هذا الوقت الذي تكاد تفقد فيها سيطرتها على زمام الأمور في المخيم؟ ولماذا شاطرتهم جند الشام الاعتقاد نفسه دون أن تتمكن هي الأخرى من إثباته؟
• لماذا تسمح الجماعة لشيوعيين سابقين "تائبين" بقيادتها، حتى إنهم لم يملكوا حين دهمهم الجيش إلا أن يهددوا بتحويل مخيم نهر البارد إلى "ستاليننجراد" الشيوعية التي صمدت في وجه الجيش النازي إبان الحرب العالمية الثانية، ولم تسعفهم الذاكرة بالاسترشاد بالتاريخ الإسلامي العظيم، والذي تحاول بعض الجماعات المسلحة التي تتسمى بالجهادية أن تطلقه على عملياتها (كعمليات بدر وغيرها)؟!
• لماذا لم يصدر عن جماعة فتح الإسلام ما يوجه أي انتقادات لسوريا أو يتحدث عن عدائها لـ"حزب الله" إن كانت بطبيعتها "سلفية جهادية" تعادي الفكرة الشيعية؟
• إذا كانت الجماعتان إسلاميتين حقيقة وتريد أن يكون لهما تأثيرهما خارج المخيم، فلم لم يقبلهما المخيمان ذاتهما، ولم تحظ فيهما بأي تعاطف شأن أي حركة تحرير شريفة؟
• كيف لهما بتفسير سهولة تدفق السلاح إليهما في وقت تراقب الحدود اللبنانية شرقاً وجنوباً وشمالاً وغرباً؟
• لماذا المال في أيديهم متوافر بخلاف بقية سكان المخيم؟ هل هذا من شيم المجاهدين أو حتى المناضلين؟
• إذا كان بوسع عناصر الجماعتين تهريب السلاح إليهما وتلقي التدريبات وعبور الحدود بسهولة، فلماذا لم ترشح أية أنباء عن محاولة عناصرهما تنفيذ أي عملية عبر الحدود الجنوبية ضد مغتصبات فلسطين الشمالية (مستوطنات إسرائيل)؟
• كيف قدم زعيم جماعة فتح الإسلام عبر الحدود بعد فترة سجن قصيرة قضاها في سوريا والإفراج عنه إبان مقتل الحريري في وقت كانت الإدعاءات بالحفاظ على الأمن القومي تتخذ ذريعة للإبقاء على من هم أقل كثيراً منه خطورة خلف القضبان لسنوات طوال؟ وكيف إذا كانت الشكوك قد دارت حول المدعو أبو عدس في اغتيال الرئيس اللبناني الأسبق رفيق الحريري، أيكون مناسباً حينها وفقاً لتصور أمني الإبقاء على نظرائه أحراراً في وقت تحوم الشبهات حول جهات دولية في قتل الحريري؟
• هل يدرك رجال الجماعتين أنهما تسديان خدمة جليلة للنظامين الإيراني والسوري عندما تنزع دلائل الطائفية عن وجه "حزب الله" عندما تضع "سنة" في وجه الجيش النظامي بعد أن كان الحزب وحده المتهم بالخروج عن الإجماع الوطني والتفرد بحمل السلاح الثقيل والمتطور في البلاد والتحرك وفقاً لأجندة إيرانية طائفية؟
• هل تدرك الجماعتان أنهما يعبدان الطريق أمام نزع سلاح المخيمات الفلسطينية في وقت تنادي "إسرائيل" والولايات المتحدة بنزعهما؟
• هل يصب تشويه صورة الجيش اللبناني في هذا الوقت إلا في مصلحة "حزب الله" كجهة تقاتل وحدها "إسرائيل" فيما الجيش يقاتل أبناء وطنه ولاجئي فلسطين والمهجرين؟

إنها مجرد أسئلة مشروعة يمكن الإجابة عنها قبل أن تلقى قيادة فتح الإسلام مصير أبو عدس..