أنت هنا

من يوقف عدوان أولمرت ورشيد وجنود دحلان أجمعين؟
7 جمادى الأول 1428

المشاهد للدماء التي تراق في أرض فلسطين الطيبة هذه الأيام، يهوله حجم الحقد الذي يكنه عملاء "إسرائيل" للمناضلين من حركة المقاومة الإسلامية حماس ولكل الشرفاء في فتح وفي غير فتح، فضلاً عن المعتدين الصهاينة أنفسهم، الذي ينم عن خسة متدنية كرد غير شريف على أعمال بطولية عسكرية تقوم بها كتائب عز الدين القسام وغيرها ومن أبرزها عملية
البرق الخاطف التي نفذتها الكتائب بقتل 5 من جنود قوات صهيونية خاصة، وذلك بقتل أهل الدكتور الحية النائب البارز في حركة حماس.
هذا الحماس الذي يبديه جنود دحلان والطغمة المهيمنة على حركة فتح في فلسطين، والتي تضم سلسلة طويلة من المشبوهين أمثال رشيد أبو شباك وسمير المشهراوي وعزام الأحمد وحتى توفيق أبو خوصة، في القتل والتنكيل بكل متدين نالته أيدهم أو تمكنوا من إلحاق الأذى به، في الحقيقة لم تكن لتجرؤ "إسرائيل" عليه في لحظات كهذه أبداً، وهو يجاوز الحد المشار إليه كخلاف بين فتح وحماس، فلا يمكن أن يتصور أحد أن نزع حجاب المنتقبات أو استهداف الملتحين هو من الثغرات التي لم يسدها اتفاق مكة أو ما يمكن أن يخفق بشأنه الوفد المصري للمصالحة!!
إنها جرائم ترتكب بدم بارد، كذاك الذي قتل به العديد من أفراد القوة التنفيذية في الأيام الماضية، وامتد ليشمل عذابات وجرائم تقترف على بعد أمتار قلائل من مقر الرئيس الفلسطيني الغائب عن الحدث والوعي السياسي.
وإزاء هذه الجرائم المقترفة من جانب واحد، ربما كان الوسطاء معنيين الآن وأكثر من أي وقت مضي بأن يعلنوا عن خارقي اتفاقاتهم حتى لا تذهب جهودهم أدراج الرياح، إذ لا أحد يمكنه الآن أن يحمل فريقاً في السلطة ارتضى بأن يمنح المعارضة حظوظاً قوية في تشكيلة الحكومة من دون أن يحصل في المقابل لا على تطوير واجب لهياكل منظمة التحرير الفلسطينية، ولا سعياً مجاوراً لكسر الحصار، بعد تصريحات وعدت بذلك على لسان المسؤولين العرب في خطوة لم يتم التقدم بشأنها قيد أنملة، ولا عملاً على تفعيل شراكة في الحكم لا تقبلها المعارضة حتى وهي قد أضحت جاثمة على صدور الفلسطينيين فقط لأن فريقاً من حركة فتح يتقن التعامل بأسلوب غجري وبربري يضاهي في حقارته أسلوب ميليشيات الموت في العراق التي أسهم اليهودي الأمريكي نجروبونتي في تدريبها، مثلما ساهم اليهود أيضاً في تدريب جنود دحلان أجمعين، لا يمكن أن يحمله المسؤولية جنباً إلى جنب مع عتاة الإجرام الذين جلبوا لتنفيذ مخططاهم الآثمة ضد الشعب الفلسطيني.
كما يتوجب على وسطاء آخرين تربطهم علاقات بالكيان الصهيوني التحرك على صعيد آخر لوقف مجازر أولمرت الجديدة إن أرادوا أن يثبتوا للعالم العربي أن لـ"صداقاتهم" بالصهاينة بعض فائدة!!
لهفنا على الأهل وهم يعالجون نكبة من بعد نكبة، هي الأقسى التي يواجهونها منذ النكبة الأولى، حيث الطعنة من الظهر والعدوان من بني الجلدة، من فرق النينجا الجديدة، وفرق الموت الفلسطينية العربية لا المستعربة، حيث تتوجه البنادق إلى الصدور المسلمة بدلاً من أن تدافع عن الأوطان في مشهد يذكر بما قيل عن فضيحة "الأسلحة الفاسدة" قبل ستين عاماً، لا بل يتخطى ذلك، فليتها كانت فاسدة وحدها، بل الضمائر والقلوب والولاءات أيضاً كذلك..