21 ذو الحجه 1428

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله و بركاته <BR>فضيلة الشيخ : أنا شاب مقيم بالكويت عمري 21 عاما أحببت بنت جارتنا وأحبتني حباً عظيما . درسنا مع بعض . نلتقي دائما لقاءات محترمة . أهديتها وأهدتني . نمشي إلى المدرسة سويا . كل الناس يدرون عن حبنا . وعندما سافرت التقيتها آخر ليلة قبل السفر وتحدثنا عن مستقبلنا وتعاهدنا على القرآن الكريم ألا تتزوج أحدا غيري وأنا لا أتزوج أحدا غيرها بإذن الله تعالى .لكن عندي مشكلة وهي أن أهلي يرفضون زواجي منها والسبب أن والد هذه الفتاة سكير وصاحب منكرات قديمة ، ووالدتها مطلقة و البنت تعيش حاليا عند أهل أبيها وهي غير مرتاحة معهم بتاتا . هذه البنت مظلومة في هذا المجتمع مع أنها مستقيمة وتدرس في مدرسة تحفيظ القران الكريم والسنة النبوية والفقه . حلمها أن تخرج من هذا المجتمع بأي طريقة وأملها بالله ثم بي . و أنا أعرف إن شاء الله أن أهلي سيرضون عنا بعد الزواج ( أنا كذلك والدتي مطلقة ) . جزاك الله كل خير <BR>

أجاب عنها:
اللجنة التربوية

الجواب

نشكر لك تواصلك و ثقتك موقع المسلم، و نعتذر للتأخر في الإجابة بسبب ضغط الأسئلة على هذه الزاوية و إليك الإجابة : الحمد لله والصلاة والسلام على رسولا الله وبعد .. الأخ السائل : ذكرت في سؤالك أنه قد اشتهرت معرفتكما ببعض , وأنكما قد تعاهدتما على الزواج .. وفي البداية أود أن أذكرك أن أية علاقة بين رجل وامرأة في غير ما أحل الله فهي علاقة محرمة وآثمة وتحتاج التوبة , فعليكما بداية التوبة مما مضى .. كما أود أن أنبهك أن مثل عمرك الذي أنت فيه هو عمر قد يكون فيه اندفاع زائد وقد ترى في بعض المواقف التي تمر بها أنها نهاية العالم وأنك لو نجحت فيما أنت فيه سترى نعيم الدنيا ولكن الأمر قد لا يكون هكذا , وفي مثل عمرك وقلة خبرتك الحياتية تحتاج في قراراتك ورؤاك دوما إلى استشارة الأكثر خبرة وعلما , فلذلك لا تنظر إلى رفض أهلك الزواج منها نظرة عدائية أو سلبية ولكن اعتبر أنهم يرون بمنظار آخر قد يغيب عنك فاحترم رؤيتهم على أقل تقدير وادرسها دراسة متأنية .. كما أحب أن أنبهك إلى أن تدقق جيدا وبعيدا عن رغبتك الشخصية وهواك , في دينها وتقواها , حيث إنك قد ذكرت أنها من بيئة غير حسنة وأبوها سكير ووالداها منفصلان , وأيضا ما كان منها من معرفتك ومحبتك في غير مرضات الله قد يدل على غير ما تقول من تقوى عندها وخوف الله ..إلا أن تكون جاهلة بذلك . ولاشك أن حكمنا على الفتاة لا يجب أن يكون جائرا فربما تكون هي صالحة رغم ما وصفت به أسرتها , وقد قال سبحانه: " ولا تزر وازرة وزر أخرى " , وربما يكون في صلاحها صلاح لأسرتها بعد ذلك , فإن كانت تلك الفتاة صالحة كما تقول وتخشى الله وتخافه وقد علمت ذلك عنها وتأكدت منه , فلا بأس بأن تحاول أن تقنع بعض أهلك بالزواج بها , على أن تريهم من نفسك تصميما على ذلك بدون أن يبدو منك إغضاب لأحد أو مخالفة لأحد بأن تذكر محاسنها الخلقية وصلاحها وتقواها ودينها وغير ذلك من حرصك على سمعتها , ورغبتك أن تنتشلها من مجتمع قد يدعوها إلى الخطأ , كما تذكرهم بأن حالكما قد يكون متقارب من انفصال الأم وهكذا .. ولكن إن رأيت ( بعد ما ستبذله في إقناعهم ) تصميما من والديك على عدم زواجك منها وبأن زواجك منها سوف يتسبب في عقوقك والديك فعندئذ اتركها , ففي مسند الإمام أحمد عن عبد الله بن عمر بن الخطابِ قَالَ (كَانَتْ تَحْتِي امْرَأَةٌ- يعني زوجته - كَانَ عُمَرُ يَكْرَهُهَا فَقَالَ طَلِّقْهَا فَأَبَيْتُ فَأَتَى عُمَرُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ أَطِعْ أَبَاكَ). فحق الوالدين أكبر وعقوقهما من أكبر الكبائر ...أسأل الله أن يوفقك لكل ما يحب ويرضى ...