26 جمادى الأول 1428

السؤال

لماذا ندرس اللغات الأجنبية؟

أجاب عنها:
اللجنة التربوية

الجواب

السائل الكريم لقد سألتني عن تجربة قد مررت بها شخصيا عندما سافرت إلى بلد لا أعرف لغة أهله وهي ماليزيا وبقدر ما كنت سعيدا بطباع أهل تلك البلد من حسن الخلق ورقة الطبع والاستمساك بالإسلام بقدر ما كنت حزينا متألما من عدم قدرتي على الحديث بلغتهم وفهم محاوراتهم والدخول إلى قلوبهم ومعرفة دواخل نفوسهم كل ذلك يمنعني منه عدم اتقاني للغتهم ووجدت أنني لا بد على أن أتعلم تلك اللغة والحمد لله قد وفقني الله إلى ذلك إلى حد مقبول. هذه مقدمة لسؤالك عن أهمية دراسة لغات الشعوب وهو سؤال أراه هاما ويتبلور ردي عليك في عدة نقاط: الأولى: أننا نعيش في عصر معلوماتي مفتوح تشترك فيه المعلومات الحياتية والتكنولوجية والعلمية بحيث يكون فهم اللغة التي كتبت بها البحوث والدراسات أساس للاستفادة منها وأنت تدرك إلى أي مدى تنتفع الأمة بذلك. ثانيا: إن دعوة الشعوب الأخرى إلى الإسلام يحتاج من الداعية فهم طبيعة تلك الشعوب وخصائصها وتاريخها ومنجزاتها ونقاط قواتها وضعفها ولا شك أن الباب إلى ذلك هو إتقان لغتهم وفك رموز لسانهم. ثالثا: لست في حاجة أن أنبهك إلى مدى ما يحاك للإسلام من خطط ومخططات وحبائل ومؤامرات وتدابير ومناورات لهزيمة أمتنا وكسر حصانة نفوسها وتشتيت شمل أبنائها ومعرفة لغات أولئك وإتقان مسالكها أساس كبير في متابعة تلك الخطط وإفشال تلك المؤامرات وقد قيل قديما (من عرف لغة قوم أمن مكرهم) رابعا: إن نقل الثقافة الإسلامية الصحيحة بلا تشويه ولا تزوير يحتاج إلى مترجمين أكفاء يدينون بالولاء لهذا الدين فيكونون أمناء فيما ينقلون وما يكتبون. خامسا: إن الفقه بالواقع الذي نحياه ومتطلباته وحاجاته يستلزم منا متابعة دائمة لكل متغيراته وتفسيرا مستمرا لكل مفرداته ولا يتأتى ذلك بدون معرفة لغات القوم ورموزهم وإطلاقاتهم.. وأخيرا : أعلم أيها السائل الكريم أن تعلم اللغات أمر سهل لمن صمم عليه وتابعه واتخذ فيه خطوات عملية فأوصيك بذلك إذا أردت أن تتعلم اللغة أن تجعلها لله سبحانه وتعالى ولنفع أمتك وللارتقاء بها.