1 شعبان 1428

السؤال

فضيلة الشيخ: <BR>بعض المسميات اشتهرت بين الناس، ولا يجد الكثير منا حرجا ولا غضاضة في استخدامه، ومنها كلمة فلان ملتزم وفلان غير ملتزم، ويكون الحكم في الغالب على الأشخاص لما يظهر من الظاهر فقط من اللحية والثوب وغيرها. فما رأيكم في استخدام هذه الكلمات مما يجعل تصنيف الناس في غير ما أنزل الله به من سلطان.<BR>

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وبعد: نعم الذي ورد بالشرع هو ما ذكرت، ولكن لا حرج من إطلاق بعض الأوصاف إذا تعارف الناس عليها ولم يريدوا بها التفريق والانتقاص وإنما للتعريف، وإلا فإن المرجع عند التنازع للكتاب والسنة؛ كما قال الله تعالى: "فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِر ِ" (النساء: من الآية59). أما الحكم على الشخص فهو بحسب ما يظهر منه، أمّا السرائر فأمرها إلى الله، ولم نكلف بأن ننقب عن قلوب الناس أو أن نشق عن صدورهم،كما ففي صحيح مسلم من حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال :( بعث علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من اليمن بذهبة في أديم مقروظ لم تحصل من ترابها، قال فقسمها بين أربعة نفر، بين عيينة بن حصن والأقرع بن حابس وزيد الخيل والرابع إما علقمة بن علاثة وإما عامر بن الطفيل، فقال رجل من أصحابه كنا نحن أحق بهذا من هؤلاء، قال فبلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم فقال: ألا تأمنوني وأنا أمين من في السماء يأتيني خبر السماء صباحاً ومساءً، قال فقام رجل غائر العينين مشرف الوجنتين ناشز الجبهة كث اللحية محلوق الرأس مشمر الإزار فقال: يا رسول الله اتق الله فقال صلى الله عليه وسلم : ويلك أو لست أحق أهل الأرض أن يتقي الله، قال ثم ولى الرجل، فقال خالد بن الوليد: يا رسول الله ألا أضرب عنقه؟! فقال صلى الله عليه وسلم : لا لعله أن يكون يصلي، قال خالد: وكم من مصل يقول بلسانه ما ليس في قلبه، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إني لم أؤمر أن أنقب عن قلوب الناس ولا أشق بطونهم، قال: ثم نظر إليه وهو مقف فقال: إنه يخرج من ضئضئي هذا قوم يتلون كتاب الله رطبا لا يجاوز حناجرهم، يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية، قال أظنه قال: لئن أدركتهم لأقتلنهم قتل ثمود). رواه مسلم في كتاب الزكاة باب ذكر الخوارج. وفقك الله وسددك. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.