15 رجب 1428

السؤال

فضيلة الشيخ : <BR>كثر السؤال حول ما فعله بعض المقاومين، وما يفعلونه بجثث الكفار في العراق وغيرها، من تمثيل وحرق إلخ..... <BR>فما حكم المثلى في حال ما يحدث في العراق، وهل يدخل تحريم التعذيب بالنار في حال الحرب؟ <BR>وما توجيه حديث النبي صلى الله عليه وسلم: "لا يعذب بالنار إلا رب النار".<BR>وجزاكم الله خيرًا.

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين وبعد: إن ما حدث في العراق ليس بالضرورة أن يكون من فعل المجاهدين – أعني التمثيل بالجثث - ، والتمثيل بالجثث لا يجوز شرعا؛ً للحديث الصحيح الوارد عنه صلى الله عليه وسلم، حيث قال: (اغزوا باسم الله في سبيل الله و لا تغلوا و لا تغدروا و لا تمثلوا ولاتقتلوا وليدا .... الحديث )، أخرجه أحمد و مسلم و الأربعة من حديث بريدة بن الحصيب رضي الله عنه مرفوعا. لكن التمثيل بجثث الكافرين يجوز إذا كان من باب المعاقبة بالمثل دون تعدٍّ؛ لقوله سبحانه: "وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ" (النحل: من الآية126)، فإذا مثَّلوا بقتلانا جاز لنا أن نمثِّل بقتلاهم للآية. وأما الحرق الواقع فإذا كان بفعل الحرب كالرمي بالصواريخ ونحوها فلا حرج فيه، ولكن أن يكونوا أسرى فيحرقوا بالنار فهذا لا يجوز؛ للنهي الوارد عن التعذيب بالنار، فقد أخرج الإمام أحمد و البخاري و أبو داود و الترمذي عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :( بعثنا رسول الله في بعث فقال : إن وجدتم فلانا و فلانا لرجلين فأحرقوهما بالنار، ثم قال حين أردنا الخروج: إني كنت أمرتكم أن تحرقوا فلانا وفلانا، وإن النار لا يعذب بها إلا الله، فإن وجدتموهما فاقتلوهما )، و في بعض ألفاظ الحديث : ( وإنه لا ينبغي لأحد أن يعذب بعذاب الله) . والجهاد عبادة من العبادات، ولا يجوز لأحد أن يتعبد الله إلا بما شرع الله عز وجل. والله أعلم. وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.