9 شوال 1428

السؤال

فضيلة المشرف العام الشيخ الدكتور: ناصر بن سليمان العمر وفقه الله <BR>السلام عليكم ورحمة الله. إني امراة عراقية أقيم في السويد، ولظروف الأوضاع في بلدي لا أستطيع الرجوع، مع أني أرجو ذلك بفارغ الصبر، لأني غير مرتاحة للعيش في بلاد الكفر، وإني والحمد لله ملتزمة وزوجي حافظ للقرآن، وعلى منهج السلف الصالح، ولدي طفلة واحدة، وزوجي لايريد الإنجاب، ويقول بأننا نتحمل إثمهم في ذلك إذا ولدناهم في بلاد الكفر، وتربية الأولاد ياشيخ هنا صعبة للغاية، ويقول لي زوجي في حالة خروجنا من هنا إلى بلد إسلامي سوف أنجب الأطفال. هل في تأخرنا هذا ذنب علينا؟. أفتوني جزاكم الله عنا خير ونرجو منكم الدعاء لنا....<BR>

أجاب عنها:
الشيخ أ.د. ناصر بن سليمان العمر

الجواب

الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته أختي الكريمة:
أدرك ما تعانونه من الغربة _فك الله غربتكم وحرر بلادكم_. أما بخصوص السؤال، فعدم ارتياحكم للإقامة في بلاد الكفر يدل على إيمانكم، والأصل أنه لا يجوز البقاء في بلاد الكفر إلا لضرورة أو مصلحة راجحة لحديث جرير بن عبْد اللَّهِ رضي الله عنه ........ قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أَنَا بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ يُقِيمُ بَيْنَ أَظْهُرِ الْمُشْرِكِينَ، قَالُوا يَا رَسُولَ اللَّهِ: لِمَ، قَالَ: لَا تَرَاءَى نَارَاهُمَا". (رواه أبو داود: 2274، والترمذي : 1530)
أما موضوع الإنجاب فلا يجوز إيقاف الإنجاب إلا لسبب صحي معتبر، لكن يجوز تنظيم النسل لمصلحة راجحة ولمدة محددة قصيرة وفي مثل حالكم فأرى أنه لا معنى لإيقاف النسل لأن إقامتكم إن كانت قصيرة فمجيء ولد أو ولدين وإقامتهم في بلاد الغرب وهم صغار فليس فيه مشكلة تربوية.
وإن كانت إقامتكم طويلة – لا قدر الله – فلا يجوز إيقاف النسل لمدة طويلة لمثل هذا السبب.
والذي أراه أن تبادروا بالانتقال لبلد إسلامي وإذا علم الله صدقكم، وبذلتم الأسباب فسييسر لكم مصداقاً لقوله سبحانه: "فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى" (الليل:5-7)، وقوله: "فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْراً" (الشرح:5، 6).
وإذا لم يتيسر فأنصحكم بعدم إيقاف الحمل واستعينوا بالله فسيعينكم، ولا بأس من تنظيمه لمدة سنة أو سنتين مراعاة لظروفكم.
ردكم الله سالمين، وحفظكم أينما كنتم، وعليكم بوصية المصطفى صلى الله عليه وسلم لابن عباس: (احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ، احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ وَاعْلَمْ أَنَّ الْأُمَّةَ لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلَّا بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلامُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ). رواه الترمذي: 2440، وقال: "حديث حسن صحيح".
والله أعلم.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين.