19 جمادى الأول 1430

السؤال

س / 15827<BR><BR>السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...وبعد الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله .<BR>إني من محافظة البصرة في العراق ومن أهل السنة والجماعة والحمد لله <BR>لدي أمي كانت قبل أن يتزوجها أبي ليست من أهل السنة والجماعة أي أنها أصبحت كذلك بعد الزواج والحمد لله و لذلك فمن أقاربي الأخوال والخالات ليسوا من أهل التوحيد ومع الأسف ويأتون لزيارتنا في البيت دائما. وعندهم الكثير من البدع التي ما انزل الله بها من سلطان . علما" أني اعرف إن موقفهم من صحابة رسول الله (صلى الله عليه وسلم) الذين نعرف ما هو قدرهم في عقيدتنا من خلال القران والسنة المطهرة . <BR>السؤال<BR>إذا كان من لك معهم صلة رحم وليسوا من أهل السنة والجماعة كيف يكون موقفنا منهم ؟ جزآكم الله عنا خير الجزاء و وفوقكم لخدمة دينه <BR>

أجاب عنها:
سليمان الماجد

الجواب

الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على من لانب بعده. و بعد:
فما دام أن لهم في بلدكم كثرة وقوة فإن الهجر في هذه الحال لا يحقق المصلحة الشرعية، وحينئذ يكون تأليفهم خير من هجرهم؛ لأن الهجر ليس مقصوداً في الشريعة لذاته وإنما المقصود منه رد المخالف إلى الحق وهذا لا يمكن مع غلبة من ذكرت.
إذا تقرر هذا فإن التعامل معهم يكون بالحسنى بزيارتهم واستزارتهم والإهداء إليهم والصدقة عليهم وتعزيتهم في مصائبهم وغير ذلك من أبواب البر والإحسان. قال الإمام ابن تيمية في "الفتاوى" (28/205): (... وهذا الهجر يختلف باختلاف الهاجرين في قوتهم وضعفهم وقلتهم وكثرتهم، فإن المقصود به زجر المهجور وتأديبه ورجوع العامة عن مثل حاله.
فإن كانت المصلحة في ذلك راجحة بحيث يفضي هجره إلى ضعف الشر وخفيته كان مشروعاً.
وإن كان لا المهجور ولا غيره يرتدع بذلك، بل يزيد الشر، والهاجر ضعيف، بحيث يكون مفسدة ذلك راجحة على مصلحته، لم يشرع الهجر؛ بل يكون التأليف لبعض الناس أنفع من الهجر..).. .. (فالهجران قد يكون مقصوده ترك سيئة البدعة.. فإذا لم يكن في هجرانه انزجار أحد ولا انتهاء أحد؛ بل بطلان كثير من الحسنات المأمور بها لم تكن هجرة مأموراً بها، كما ذكره أحمد عن أهل خراسان إذ ذاك: أنهم لم يكونوا يقوون بالجهمية.
فإذا عجزوا عن إظهار العداوة لهم سقط الأمر بفعل هذه الحسنة، وكان مداراتهم فيه دفع الضرر عن المؤمن الضعيف، ولعله أن يكون فيه تأليف الفاجر القوي..).
والله تعالى أعلم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين